أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - قرأت لك ....الذي لا يشبه نفسه














المزيد.....

قرأت لك ....الذي لا يشبه نفسه


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 8417 - 2025 / 7 / 28 - 12:06
المحور: الادب والفن
    


صدر حديثا للشاعر الكبير هاتف جنابي ديوان شعر
بعنوان : الذي لايشبه نفسه .... مع البولنديات
يتميز هاتف جنابي بغزارة الانتاج ، من نشره للدراسات الى اصدار الدواوين الشعرية وترجمة القصائد من الشعر البولندي والتعريف بشعراء بولندا الى المشاركة في المهرجانات والانشطة الثقافية الدولية .
عرفت الشاعر هاتف في الجزائر ، قـدمَ من وارشو ليعمل في جامعة تيزي اوزو عام 1985 حيث كنت أعمل . ترك الجزائر عائدا الى بولندا بعد عامين .ولم تنقطع اواصر صداقتنا وما زال يزودني بما يصدره من اعمال شعرية والتي عرضت بعضها للقراء ، فليس غريبا أن اتناول ديوانه هذا لاختار منه قصيدة لاعرضها على القراء الكرام كنموذج من ديوانه الجديد .
القصيدة بعنوان : العجوز الذي ما زال يحلم . فيها تظهر تجليات الضيم العراقي الذي يهبط على القصيدة وكأنه صاعقة ساقها القدر ( لمحت عجوزا جالسا على سلة في الضفة الاخرى .......... هكذا حاله بعد مصرع الابن الوحيد في حرب العراق) لاحظ الاشارة الميلودرامية ، ابن وحيد يذهب دون مقدمات في حرب العراق ، تستطيع وضع ثلاثة خطوط تحت حرب العراق ! حرب العراق كناية عن أي حرب ؟ في الحقيقة حروب العراق ، فما أن ينتهي العراق من حرب حتى يلج أخرى ، ولذلك برع أحد الكتاب في اختيار عنوان لكتابه : حرب تلد أخرى . هذا هو واقع حال العراق ، حتى الابن الوحيد لم يسلم من - الموت - هذا المصير المأساوي ، ولعلنا نعرف قانون العسكرية والتجنيد في العراق ، إحدى مواده : عدم تجنيد الابن الوحيد للاسرة لانه مسؤول عن إعالة والديه .
تعميقا للمأساة، تموت زوجته وكلبها في الطريق الى البيت ، ولك أن تتخيل موتهما ، تحت عجلات سيارة أوبحادث ما أقسى من الموت حرباً ! ماذا ينتج عن هذا الحدث ولماذا يفصّل الشاعر فيه ؟
مأساة الرجل العجوز الذي يرمي شباكه ثم يسحبها ، تثير مكمنا في صندوق الذكريات ، فيتذكر الرائي الأخَ المتسربل بالدم
(حينها تذكرت أخي البرئ متسربلا بالدم ....)
ها هنا تتكشف الطامة الكبرى ، انها حرب الخليج التي نثرت جثث الجنود على الرمال
وأنتجت ما بعدها لتلد حربا اقسى في ابي غريب ، وما زال العجوز يحلم ... يحلم بصمت ....

قصيدة : العجوز الذي ما زال يحلم / هاتف جنابي

قال جاري، زُرْها قبل حلول الظلام
بعزلتها واتساقها مع نفسها،
مررت ُ عليها ذات يوم، جلست ُ على صخرةٍ،
نظرت ُ إلى دوائر تدفع بعضها،
كهيئات ٍ عالقة بسحابة
لمحت ُ عجوزاً جالساً
على سلة في الضفة الاخرى
يرمي شباكه ثم يسحبها ويرميها
بعد تلبد السماء قام كسلته مطرق الرأ س
وهْو يجمع آماله عقدة بعد عقدة
ليحلها في أيامه الآتية.
قيل لي إنه كل يوم يجلس في المكان نفسه
هكذا حاله بعد مصرع الابن الوحيد في حرب العراق،
وموت زوجته وكلبها فجأة في الطريق إلى البيت.
حينها تذكرت أخي البريء َ مُتسربلا بالدم،
والجنود العزّل َ مِمّن تناثرت ْ أشلاؤهم على الرمال
لدى عبور الحدود من الجنوب،
وقد حفر الغزاة ُ القبورَ لهم قبل أن يعودوا إلى الاهل.
آهٍ، إنها حرب الخليج وما بعدها من شجون:
أبو غريب وما دسّه حارس ُ الله على الأرض في العقول،
وما ملأ النهرَ من حمرة الغروب.
إذًا، نحن لسنا وحيدين ها هنا،
شِباك ٌ تقنص الذاكرة؛ من دم القريب
والمرتجى الغريب
من دم السمكة.
فجأة لاحظت ُ جسما لامعاً
شق ّ سطح َ الماء قافزًا مرحا،
تمنيت ُ لو كان لي صنارة لألقيتها في اليمّ
فربما ضفرت ُ بشيءٍ لحظة َ انْغِماس النور بالظلام....
نحن لسنا وحيدين ها هنا، أنا والبحيرة
يقطع وحشتنا بين الفينة والأخرى،
صمت ٌ وبرق.
برمنغهام، 2024 .06 .17



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء للتبرع
- كشمير ..كنت هناك
- سرقة امرأة من ورق
- ايران وترامب ...ربابة بذيل بعير
- الملا محمد كويي ... من اعلام التنوير
- عن تسفير وما ادراك ما التسفير
- منازل العطراني ..لك يامنازل في القلوب منازل
- هاتف جنابي في آخر دواوينه ( ضيف )
- من ارشيف المشرف التربوي عبد الستار كاظم ... كيف يشرح المعلم ...
- من ارشيف المشرف التربوي عبد الستار كاظم ..المسرح المدرسي
- على هامش مقال الدكتور عبد الخالق حسين.... الاسلام بين التفخي ...
- بنادق الحرية ... سجل شهداء الانصار
- في وداع الممثل المعروف حمودي الحارثي
- عرضحال الى مواطن فاسد من بلادي
- ثوب الورد ...رواية الرغبات الصامتة
- محي الاشيقر في سوسن أبيض
- 14 تموز.. يوم مشهود في تاريخ العراق الحديث
- ملاحظات مينورسكي على الكتابة الكوردية بالالفباء اللاتينية
- رسالة المناضل باقر ابراهيم حول مقالي: المأزق الكبير
- الاداب الاجنبية... هدية من الخليلي


المزيد.....




- -ركعت أمامها وقبلت يديها-.. تفاعل مع أسلوب عزاء ماجدة الرومي ...
- الممثلة المصرية وفاء عامر ترد على اتهامات الاتجار بالأعضاء
- لبنان: الحزن يخيم على مراسم جنازة زياد الرحباني بحضور والدته ...
- ترامب يتهم الفنانة بلا دليل.. ما حقيقة حصول بيونسيه على أموا ...
- -تاريخ استعماري-.. تصريحات وزير هندي تثير الجدل بشأن تحدث ال ...
- فلسفة الذم والشتائم في الأدب.. كيف تحوّل الذم إلى غرض شعري؟ ...
- فيديو.. أول ظهور للفنانة فيروز في مراسم تشييع زياد الرحباني ...
- التجويع يواصل الفتك بسكان غزة ومنظمات دولية تحذر من -مسرحية ...
- -أصداء الطوفان-.. حين تصير الكلمة بندقية
- رفاعة الطهطاوي (1801-1873): مُعلّم الأمة وعميد النهضة


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - قرأت لك ....الذي لا يشبه نفسه