أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - محي الاشيقر في سوسن أبيض














المزيد.....

محي الاشيقر في سوسن أبيض


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 8003 - 2024 / 6 / 9 - 00:14
المحور: الادب والفن
    


في قصصه التي ابدعها في مهجره الاخير - السويد - يتناول الواقع الذي يعيشه المهاجر ، ويتخذ من أجواء مدينة مالمو ، المدينة الثالثة من مدن السويد بعد العاصمة ستوكهولم وغوتنبرغ ، اطارا لبعض الجوانب الحياتية التي يرسمها لشخوصه.
يصف مدينة مالمو في قصة نار لائذه بالخزف : ( في مالمو ثمة منطقة خاصة بسكن المهاجرين واللاجئين. في أحد أطراف هذه المنطقة هناك مجمع سكني يضم بقايا أفارقة وبلقان وعرب وأقوام أخرى ....) ص 31
نلاحـظ في هذه الفقرة وصفه للمهاجرين بانهم ( بقايا ). يختصر الاشيقر وجود المهاجر ، فهو ليس كامل التكوين وانما بقايا قوم أو بقايا انسان أو إن شئت بقايا بشر . جرد بكلمة واحدة ، المهاجر من صفاته الايجابية التي يعتد بها ، وتركه بلا أرض ولا سماء .
كذلك يجرد المنفى من مضمونه حين يصفه في هذه القصة :( الملجأ ، كثيرا ما أجده كاستخدام أسلم وأغنى في انطوائه على معاني الوحشة والانعزال أكثر من لفظ " المنفى " .أما استخدام ( المنفى ) فأشك إن بقي يدل على شيء لشدة اهترائه من كثرة الاستخدام كحال كلمة ( وطن ) ....ص16
عاش الاديب الراحل محي الاشيقر في لبنان يوم غادر العراق اواسط السبعينات وعمل في الصحافة الفلسطينية ، ثم انتقل الى سوريا وفيما بعد هاجر الى السويد،عاش وشهد ويلات العراقيين في منافيهم ومهاجرهم ، لذلك لا تخلوا قصصه من أحداث ووقائع وشخوص من تلك البيئة التي خبرها في منافيه إضافة الى كونه ابن مدينة كربلاء التي شهدت انتقام النظام الصدامي والمصائب التي جرت على المدينة وسكانها .
نلمس حرصه على ابراز شخوص واحداث يرصدها ويتناولها عن قصد كي يبرز وجودها ليلفت الانتباه اليها. يشير الى المترجمة الكردية الفيلية روناك، في قصة الدور الاخير ص66 ويقتبس من مأساة تهجير الكرد الفيلين هذا المشهد ( جرت مصادرة البيوت والعقارات عموما . البقية الباقية من الفلذات وصغار السن جرى التقاطهم أنفارا وجماعات من المدارس والشوارع وأماكن العمل ووضعوا في مواقع ومعامل ومنشآت لايمكن التعرف عليها بسهولة ، فهي بمثابة غرف وقاعات درس مخصصة لاختبارات دقيقة وغاية في السرية ،( قطرة من السيانيد تنزل بين رئتي المترجمة الكردية) ،أما النماذج والوجوه المعروفة التي ظفر بها عرضا أو بعد تخطيط وتربص فقد تعرضوا الى أهوال ....) ص 67
لا ينسى الاشيقر أن المهاجر فقد أهم شيء في حياته ( نحن الان بلا اوطان ، هذا يعني اننا أقل احساسا بالموت ، أو أحياء رغما عنا. وبالتالي ما من ضرورة للتعرض الى الامور التي زالت وانمحت .)ص68
غيب الموت قبل أشهر الاديب والصحفي محي الاشيقر بعد عودته من منفاه السويدي الى مدينته كربلاء وكأنه اختار أن يسكن قريبا من أناشيد القراء وآذان المنائر الذهبية كما وصفها في قصة مقتبل النسيان في كتابه أصوات محذوفة** ( كان على كربلاء أن تنزع العماء الاول الذي تفشى في أرواحنا وعيوننا . لم يكن ذلك هينا ، فكان على السلالة أن تفتح لنا الدروب،فجاءت التي تفضي والتي تصد )ص18
.............................................................................

*سوسن أبيض ، محي الاشيقر، قصص، دار شرقيات، القاهرة 2008 .
** أصوات محذوفة ،محي الاشيقر، قصص ، كوبنهاغن 1994



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 14 تموز.. يوم مشهود في تاريخ العراق الحديث
- ملاحظات مينورسكي على الكتابة الكوردية بالالفباء اللاتينية
- رسالة المناضل باقر ابراهيم حول مقالي: المأزق الكبير
- الاداب الاجنبية... هدية من الخليلي
- في وداع كوكب حمزة .. رحيل فنان ملتزم
- مهرجان القصة العراقية .... موقف مشترك مع الاديب الراحل محي ا ...
- الكتابات المسمارية ... مقال للاديب الموسوعي الراحل جلال زنكا ...
- نظرة في قطوف التجربة لهاشم مطر
- 8 شباط ...قطعان الفاشست تجتاح بغداد
- ترانيم الاطفال وأغاني الامهات ...دلـلـول
- الحملة الاولى لتهجير الكورد الفيليين في النظام الملكي
- من الادب السويدي الحديث اولف لونديل الفنان والاديب الشهير
- قرأت لك ....قصص حب الخميسي
- فرقة الكركة في الجيش البريطاني واحتلال العراق
- سلطة الخرافة في مجتمعاتنا
- آفسـتا: كتـاب زرادشـت المقـدس والملاك فروهر
- القنوات الاروائية تحت الارض من ابتكارات الميديين
- يوم الأحد
- موسوعة عمر الخيام للاديب الراحل جلال زنكابادي
- من الدولة الدينية الى الدولة المدنية


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - محي الاشيقر في سوسن أبيض