غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني
الحوار المتمدن-العدد: 8416 - 2025 / 7 / 27 - 00:13
المحور:
قضايا ثقافية
تقديم عبد القادر ياسين : حُرِم رفيقي الصديق العزيز/ غازي جمال الصوراني (أبو جمال)، منذ نحو ستة عقود، من استكمال تعليمه الجامعي؛ بسبب ظروف الفقر التي حالت دون أن يتمكن والده الانسان النبيل من تأمين مصاريف الجامعة لولده ، ما جعل غازي يَدلُف إلى الماركسية من الكوَّة الطبقية، وإن لم يكتفِ بما نهله من هذا الفكر، بل أغناه بالتجربة، والخبرات التي راكمها في وعيه انعكاساً للواقع الطبقي والبؤس الاجتماعي الذي عاشه ، حيث انطلقت من ذلك الواقع الومضات الأولى لوعيه باتجاه الماركسية فكان وعياً نابعاً من قلب مجتمع العمال والفلاحين الفقراء الذي عاشه غازي في منطقة الشجاعية مسقط رأسه وشبابه ونشاطه السياسي والثوري.
بعد الاحتلال الإسرائيلي الثاني لقطاع غزة (1967)، بنحو شهرين، أودع أبو جمال سجن الاحتلال، وما أن غادره ، بعد بضعة أسابيع، حتى انكشفت عضويته في الذراع العسكرية لـ"طلائع المقاومة" الجهاز العسكري لحركة القوميين العرب في قطاع غزة، فكان ضمن أربعة أعضاء من هذه الذراع، أفلتوا، بأعجوبة، من زنازين الاحتلال، من بين أربعة وسبعين عضواً (25/1/1968). لذا، لم يكن غريباً، أن يوصي قائد الجبهة الشعبية ومؤسسها، جورج حبش، بالاهتمام بالرفيقين، أحمد قطامش، وغازي الصوراني على نحوٍ خاص.
ربط أبو جمال عبر مسيرته النضالية ، بين النظرية، والممارسة، واستمر في طريقه؛ حتى أغنى المكتبة الفلسطينية بما لا يقل عن 25 كتاباً في الاقتصاد ، والمجتمع ، والثقافة ، والسياسة ، والفلسفة ، كان آخرها قبل عام موسوعته الفلسفية "موجز الفلسفة والفلاسفة عبر العصور" .نحن، اليوم، أمام المجلد الثاني عشر، من مجموع مقالاته، ودراساته، ومحاضراته. وخيراً فعل، إذ جمعها في مجلدات، لتعميم الفائدة، وحفظها للأجيال، في مواجهة تراجع واقعنا، في شتى المجالات؛ الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والثقافية.
في مجلده الثاني عشر هذا، تنقَّل أبو جمال بين الدولي، والإقليمي العربي، والوطني الفلسطيني، وفي القلب منه الطبقي. ولم يفلت منه مصطلح "العَلمانية" التي لا تعني إلا فصل سلطة رجال الدين عن الدولة، وليست إلحاداً.أخيراً، أترك للقارئ أن يحكم بنفسه. وفي البدء كان الكلمة.
القاهرة في 8/1/2023 عبد القادر ياسين
#غازي_الصوراني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟