غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني
الحوار المتمدن-العدد: 8301 - 2025 / 4 / 3 - 20:47
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
أستطيع القول بأن الهوية العربية – كما أفهمها – هي مجموعة القيم والعناصر الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التاريخية والراهنة والمستقبلية، الى جانب مجموع السمات التي تجمعت عبر العيش في مكان وزمان واحد، ورسخت، إلى حد ما، بعد أن تفاعلت فيما بينها، وتفتق عنها شكل أخير وليس نهائي، وهو ما يميز الشعوب العربية التي ما زالت – رغم كل الأزمات والهزائم الراهنة- تشعر بهذا الانتماء القومي، وإن بدرجات متفاوتة، وتنتظر لحظة تبلوره من جديد.
أقول هذا لأنني أعتبر أن الوعي ومن ثم الالتزام بالهوية القومية، هو أولاً وعي والتزام بهويتنا الوطنية او امتداد جماعي لها، وهو أيضاً موقف معاصر يرتبط بوجودنا وخياراتنا، ومصالحنا الآنية والمستقبلية، يرتبط برغبتنا في تجاوز التخلف صوب التحرر والاستقلال وبلوغ النهضة والتقدم في مجتمع قومي تقدمي وديمقراطي، انطلاقا من تعريف القومية بأنها شعور الأمة العربية بوجودها المتميز تاريخيا وثقافيا وحضاريا واقتصاديا ومجتمعيا راهنا ومستقبلا ،مع تأكيدي ان الهوية القومية – في اللحظة الراهنة والمستقبل - لا تتأكد ولا تتعمق إلا في مناخ ديمقراطي نقيض ورافض لكل أشكال الشوفينيةوالتعصب القومي ، فالديمقراطية هي الأساس لتفتح الهوية، رغم إدراكنا بموقف الجماهير الشعبية الفقيرة التي ظلت قادرة دوماً وفي كل ظروف القهر على التمسك العفوي، بعناصر ثابتة لهويتها، دون التأثر بالأزمة أو الأزمات التي تعرضت لها طوال التاريخ الحديث والمعاصر، ذلك هو صمام الأمان لهويتنا الوطنية الراسخة والمتحركة في خزان الوعي العفوي الوطني والقومي لشعوبنا، لكن ذلك لا يعني على الإطلاق تجاوز الديمقراطية كضرورة لضمان صيرورة وتوحد الهويتين الوطنية والقومية، كما لا يعني تجاوز دور الوعي الطليعي الذي تجسده الثقافة الوطنية التقدمية كرافد أساس في تغذية الوعي الشعبي من ناحية، وكرافد رئيسي في تعميق الهوية واثبات مقدرتها على صد التحدي الخارجي في مجابهة العدو الامبريالي الصهيوني من ناحية ثانية، ففي هذه العملية يكون الصراع التحرري هو المهد النموذجي الذي تتكون فيه الثقافة الوطنية أو ثقافة الوحدة والهوية الوطنيتين –كما يقول فيصل دراج- عبر القصة والراوية والشعر والفنون والأجناس الكتابية الأخرى، إلى جانب جملة الوقائع العملية والنظرية التي تغذي الصراع التحرري وتؤمن عوامل النصر والتقدم والانتشار والتمدد في عمقه العربي المحيط، فبالنسبة للهوية الثقافية لأي بلد من بلداننا ، لا يمكن الحديث عنها إلا كوجه متميز من وجوه الهوية الثقافية العربية، كما لا يمكن الحديث عن الهوية الثقافية العربية إلا كجملة وجوه مختلفة ومتكاملة تحتضن في داخلها الهوية الثقافية لهذا البلد أو ذاك .
أعتقد أن مفهوم الهوية قد دخل أو تسرب إلى الفكر العربي في نهاية القرن 19 أو بداية القرن 20، حيث أننا لا نجده ضمن المصطلحات المترجمة في تلك الفترة مثل: الحرية والثورة/ الأمة / القومية / المساواة / الوطن.
فقد حدد العربي هويته في العصر الحديث متأثرا بعلاقات الهيمنة التي فرضها عليه الغرب وبدافع التحرر من هذه الهيمنة من ناحية، ومن كل مظاهر الاستغلال الطبقي والاستبداد والاضطهاد الداخلي من ناحية ثانية.
من هذا المنظور التحليلي الجدلي، نُعَرِّف الهوية على أنها "حقيقة الشيء أو الشخص المطلقة المشتملة على صفاته الجوهرية، والهوية أيضاً هي وعي للذات والمصير التاريخي الواحد، من موقع الحيز المادي والروحي الذي نشغله في البنية الاجتماعية، وبفعل السمات والمصالح المشتركة التي تحدد توجهات الناس وأهدافهم لأنفسهم ولغيرهم، وتدفعهم للعمل معا في تثبيت وجودهم والمحافظة على منجزاتهم وتحسين وضعهم وموقعهم في التاريخ. كما تُعَرّف الهوية أيضاً بأنها "السمات المشتركة التي تتميز بها جماعة معينة من الناس وتعتز بها، أو هي مجموع المفاهيم العقائدية والتراثية لجماعة ارتبطت بتاريخ وأصول إنسانية ومفاهيم فكرية أدت إلى إفراز سلوك فكري وقيمي مترجم بأدب وفن وفلكلور جعل من تلك الجماعة ذو شخصية مميزة عن غيرها.
فالهوية إذن "هي مجموع السمات الروحية والفكرية والعاطفية الخاصة التي تميز مجتمعاً بعينه وطرائق الحياة ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات وطرائق الإنتاج الاقتصادي والحقوق.
إلى جانب ذلك، فإن الهوية من حيث كونها أمراً موضوعياً وذاتياً معاً، هي وعي الإنسان واحساسه بانتمائه إلى مجتمع أو أمة أو جماعة أو طبقة في إطار الانتماء الإنساني العام، إنها معرفتنا بما، وأين نحن، ومن أين أتينا، وإلى أين نمضي، و بما نريد لأنفسنا وللآخرين، وبموقعنا في خريطة العلاقات والتناقضات والصراعات القائمة، كما عُرّفت الهوية أيضاً باعتبارها شعوراً جمعيًّا لأمةٍ أو لشعبٍ ما، يرتبط ببعضهِ ارتباطاً مصيريًّا ووجوديًّا.
وهنا أشير إلى أن تميز جماعة بهوية لا يعني تطابق أفراد الجماعة، إذ أن التماس الوحدة والتجانس والتماثل المطلق هو التماس لخاصية التحجر والجمود، ما يعني تناقصاً مع حركة التطور والتغيير الدائمة من جهة، وتناقصاً مع جوهر الديمقراطية والتعددية من جهة ثانية، فالهوية الحقة هي التي تتطابق مع الاختلاف الهادف إلى الارتقاء بالجماعة والمجتمع.
أما تعريف الهوية من منظور ماركسي، فإن الطبقة هي أحد المحددات أو التعبيرات الهامة للهوية، انطلاقاً من أن صراع الطبقات هو المحدد الأساسي في التاريخ، لكن هذه المحددات الطبقية على أهميتها، لا يمكن أن تتجاوز السمات المكونة لهوية الشعب أو هوية الأمة بالمعنى الجمعي، الوطني أو القومي.
وفي كل الأحوال، فإن عناصر الهوية الإنسانية فردية كانت أو جماعية لا تنحصر في العناصر المادية وحدها بل تتعدها إلى مجموعة أخرى من العناصر:
1- العناصر المادية والفيزيائية: وتشتمل على الحيازات (مثل الاسم والسكن والملابس) والقدرات (الاقتصادية والعقلية) والتنظيمات المادية والانتماءات الفيزيائية والسمات الخاصة.
2- العناصر التاريخية: وتشتمل على الأصول التاريخية، والأحداث، والآثار التاريخية.
3- العناصر الثقافية والنفسية: وتتضمن النظام الثقافي مثل (العقائد والأديان والرموز الثقافية ونظام القيم وصور التعبير الأدبي والفني) والعناصر العقلية مثل (النظرة إلى العالم، والاتجاهات والمعايير الجمعية) والنظام المعرفي مثل (السمات النفسية الخاصة، واتجاهات نسق القيم).
4- العناصر النفسية الاجتماعية: وتشتمل على الأسس الاجتماعية مثل (السكن والجنس والمهنة والسلطة والدور الاجتماعي والانتماءات، والقدرات الخاصة بالمستقبل مثل (القدرة والإمكانية والتكيف ونمط السلوك).
في ضوء ما تقدم، فإن بلورة الهوية القومية الحداثية التقدمية يعتمد على الوعي العميق، بأن هناك اندماجاً أو هناك علاقات عضوية وثيقة بين التحرر القومي من الهيمنة الخارجية والتحرر من هيمنة أدوات التخلف والتبعية السائدة داخل المجتمع، وذلك انطلاقاً من إدراكنا لمفهوم القومية بأنها "شعور ووعي الأمة بوجودها المتميز سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وحضارياً، وسعيها لإبراز هذا الوجود"، وفي هذا السياق نؤكد على منظورنا الفكري والسياسي بالنسبة لشعور ووعي شعوبنا، وهو منظور يستند إلى الرؤية الماركسية التي ترى في جموع الكادحين والفقراء من أبناء شعوبنا، عرباً أو امازيغ أو أكراد... إلخ، المادة الأساسية للروح القومية وتجسيداتها الديمقراطية العملية، على النقيض من الرؤية البرجوازية الشوفينية، أو تلك التي تربط حاضر ومستقبل القومية والوحدة العربية بالطبقات البرجوازية.
إن استعادة التوازن وتحقيقه مشروط باستعادة النضال الوطني لعلاقته التاريخية والمستقبلية بالنضال القومي، ضمن هذه الرؤية، يمكن ترتيب الأولويات، على أن لا يكون في ذلك انغلاق على الخاص، بل على العكس، اعتبار هذه المقدمة طريق نحو تشابك أكبر، والتحام، وتفاعل مع العام القومي، فالهوية الوطنية القطرية لا وجود لها – من حيث الفعالية والتأثير راهناً ومستقبلاً- بدون التحاقها في مكونات الهوية القومية العربية التي تتجلى – كما يقول حليم بركات – في :
1. الانتماء العربي 2. الثقافة المشتركة 3. التكامل الاقتصادي 4. التواصل والاتصال بين البلدان العربية في زمن المعلوماتية 5. التوحد السياسي 6. التحديات الخارجية المعادية.
الانتماء القومي وإشكالية الهوية: إعادة التوازن :
طرح سؤال الهوية، في التاريخ العربي الحديث والمعاصر، ولا يزال يطرح بصيغتين متباينتين، إحدى هاتين الصيغتين كانت محور الخطاب النهضوي العقلاني المتجه إلى المستقبل، والثانية كانت وما تزال محور الأيديولوجيا اليمينية المهزومة ومنطقها التقليدي، وهي أيديولوجيا التسويغ والتبرير واللوذ بالماضي والدفاع الوهمي عن الذات . فالوظيفة الحضارية للهوية، هي التوحيد المعنوي والروحي والعقلي الحداثي، ودورنا هو العمل على تقوية وتنمية هذه الوظيفة الحضارية، حتى تتحول هذه الثروة إلى قدرات فعلية ومؤسسية في سبيل التطوير والتقدم.
ما يعني أن الهوية ليست واقعاً مجتمعياً ناجزاً، وإنما هي قيم الأمة الجوهرية التي يتجدد فهمها بفعل الإنسان وفهمه وإدراكه وديناميته بالمعنى الموضوعي التقدمي، وقدرته على تحدي مشكلات عصره. فالإنسان هو الذي يحدد دور الهوية في واقعه المعاصر، فتقاعسه وترهله وكسله لا يحوّل الهوية إلى بديل عنه، وإنما تجعله يفسر قيم الهوية تفسيراً تبريرياً.
من جهة أخرى إن الهوية لا تتأكد ولا تتعمق إلا في مناخ ديمقراطي، فالديمقراطية هي الأساس لتفتح الهوية، وبناء المؤسسات والمواطن الحر والمدرك لمسؤولياته.
ومن الواضح أنني لا أتحدث عن القومية بمعناها العرقي بل بوصفها حقيقة اجتماعية - سياسية تاريخية، ولا بد هنا من الإشارة بوضوح إلى أن الانتماء الديني والمذهبي والطائفي والعرقي الكردي او الامازيغي او النوبي ...الخ ليسوا من باب الانتماء السياسي، بل من باب الانتماء الفكري والثقافي، الانتماء الروحي ولا يقلل ذلك من شأن الدين أو المذهب الديني او هذه الجماعة العرقية او تلك التي اؤكد هنا على حق أى من هذه الجماعات بحريتها وتقرير مصيرها.
ومن المسائل الهامة المتعلقة بإشكالية الهوية أيضاً المسألة الاجتماعية بالمعنى الطبقي ، مسألة الملكية أو توزع عوامل الإنتاج بين الفئات والطبقات الاجتماعية وبين الأفراد، وحصة كل منها من الناتج المحلي والدخل القومي وطابع العلاقات الاجتماعية وعلاقة الإنتاج ومستوى تطور القوى المنتجة وصراع الطبقات، وكذلك مسـألة السلطة السياسية ومفهوم المعارضة، ذلك لأن وعي الذات هو الذي يحدد موقف الجماعة أمة أو طبقة أو حزباً من المجتمع ومن السلطة ويحدد موقفها من الآخر ورؤيتها للمعارضة.
وإذا كان سؤال الهوية ما يزال مطروحاَ بهذه القوة ومحملاَ بمرارة الهزائم المتلاحقة، فلأن الإنسان لم يمتلك ذاته بطريقة عملية ملموسة تتجسد سياسياَ في نظام أخلاقي مُعاش على أرض الواقع وفي نظام اقتصادي يتوفر على العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، فالقهر والاستلاب ينموان طرداَ مع تركز الثروة والسلطة، ولا سيما في البلدان التابعة والمتأخرة، حيث لا تعاني فحسب من الاستغلال الرأسمالي، بل من الإمبريالية واستطالاتها العنصرية والصهيونية والرجعية بصورة أساسية، وهنا تتجلى أهمية الوعي والالتزام في الممارسة بقضايا ومفاهيم الحرية والديمقراطية والعدالة والوحدة وتكافؤ الفرص وسيادة القانون العادل.
إن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية بآفاقها الاشتراكية إلى جانب دولة الحق والقانون العادل، وقهر التأخر وكسر حلقة التبعية وتحقيق الاندماج القومي والاجتماعي الحداثي في إطار وحدة الأمة، من أهم مفردات الإشكالية النهضوية الحديثة التي ينبغي أن تتموضع فيها مسألة الهوية بوجه عام والهوية القومية بوجه خاص.
إن مفهوم الحرية يكشف بجلاء عن جدلية التماثل والاختلاف والوحدة والتعدد، فنحن مثلاً متماثلون في الكون البشري والماهية الإنسانية، ومتماثلون في انتمائنا إلى الأمة العربية وإلى أوطاننا الصغرى: مصر وتونس والجزائر وسوريا وليبيا ولبنان والأردن وفلسطين واليمن والخليج الجزيرة العربية( السعودية) ...الخ، لكن الانتماء القومي هو الانتماء السياسي الجماعي الأعلى والأرقى والأحدث والأقرب إلى مفهوم السياسة والدولة الحديثتين كضمانة لتوفير عوامل وعناصر القوة بالمعنى المادي التكنلوجي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري القادر على مواجهة التحالف الامبريالي الصهيوني المعولم.
وإذا كانت الأمة تتجسد واقعياً وعيانياً في المجتمع المدني، -وهو مفهوم غير متبلور في بلادنا العربية - فإن القومية تتجسد واقعياً وعيانياً في المجال السياسي الذي ينشئه هذا المجتمع المدني بعيدا عن كافة أشكال التعصب القومي (ومعلوم أنه ليس ثمة مجتمع مدني بدون مقولة الأمة، ومقولة الشعب، ومفاهيم الحداثة خاصة حرية الفرد وحقوق الإنسان والمواطن ومقولة الوطن وصراع الطبقات واستقلال النقابات والاتحادات والجمعيات والمؤسسات الأيديولوجية، من خلال ممارسة حق المعارضة المساوي لحق السلطة لكافة الاعراق وضمان حقها في الحرية والانفصال وتقرير المصير والاستقلال).
لذلك كانت المسألة القومية، مسألة الهوية ووعي الذات، واحدة من أهم مسائل هذه المرحلة، ففي هذه البؤرة تحديداً تتولد إشكالية الهوية وعقدة الهوية في آن واحد.
فعندما تنغلق الأمة على ذاتها وتفتقر إلى رؤية ووعي تاريخي لحاضرها ومستقبلها، وتضمر في ثقافتها وممارستها العناصر الإنسانية والعقلانية، فإنها لا تنتج إلا مزيداً من الخضوع والاستبداد في مجتمع متأخر، تابع ومستباح توقف تاريخه الداخلي وتعطلت فيه آليات الانتظام تنتعش فيه البنى والعلاقات ما قبل القومية بما يؤدي الى ذبول المجتمع وضمور روح الأمة، ويكون الاستبداد لحمة الحياة السياسية.
وعندما تتكيف الأمة مع الانتهاك الاستعماري وشروط الهيمنة الإمبريالية ومع الصهيونية والعنصرية والرجعية ومع واقع التأخر والاستبداد، ونتغنى مع ذلك بالخصوصية والأصالة، تكون الهوية ارتكاساً قبيحاً وتعويضاً لا معنى لـه عن الذل والامتهان والفرقة والتشتت والضعف، ونكون إزاء عقدة الهوية فهويتنا ليست ما كنا عليه ذات يوم فقط، بل ما نحن عليه اليوم وما نريد أن نكونه في المستقبل.
#غازي_الصوراني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟