أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي الصوراني - في حضرة ليلى خالد















المزيد.....

في حضرة ليلى خالد


غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 8348 - 2025 / 5 / 20 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( تم انجاز هذه الدراسة وارسالها الى الصديق الرفيق الراحل د.فايز رشيد بتاريخ 1/ديسمبر/2020)

في نوفمبر 2020 أخبرني الصديق الرفيق العزيز د.فايز رشيد (أبو بدر) أنه يعكف على إصدار كتاب جديد ، فقلت في نفسي ربّما سيكتب فايز في السياسة أو ربّما في مسيرة النضال أو حول فلسطين والقومية والمشروع الوطني والقضيّة أو ربّما تأليف رواية من إبداعه الأدبي ، لكنه سريعاً باغتني في منتصف اتصاله ، وعرفت أنه يريد أن يكتب في كل ذلك ، كيف لا وهو يريد أن يكتب عن شريكة العمر وشريكة القضية الأيقونة الفلسطينية ليلى خالد (أم بدر) .
وليستميحني القارئ عذراً إن بدأت حديثي بالأيقونة الفلسطينية ليلى ، بليلةٍ مكثفة الإيجاز رغم زخم الأحداث ، وهي ليلةٌ من ليالي رحلتي النضالية ومن جملة ليالٍ فلسطينية عاشها كُثُرْ من رفاق الدرب من أبناء جيلي ممن استذاقوا واستفاقوا على هزيمة حزيران 1967 ، وهي في سياق الكتابة في حضرة ليلى تجربة متواضعة في رحلة النضال وسرد موجز يتداخل فيه الخاص مع العام بصورة غامرة بالمخاطر والتحدي والمعاناة كما هو تداخل رحلتي مع رحلة ليلى التي لربّما فتحت شهيتي على بضعة أسطر في حضرة ليلى باستحضار عبق الماضي واستذكار رفاق الدرب .
فَعَلَى أثر مطاردتي من المحتل الإسرائيلي فجر يوم 25/يناير/1968 بسبب عضويتي في أول جهاز عسكري (طلائع المقاومة الشعبية) قامت قيادة حركة القوميين العرب بتأسيسه (نهاية سبتمبر/1967) في قطاع غزة ، وتكليفي بأن أكون مسؤولاً عن منطقة الشجاعية ، حيث قمت بتشكيل الجهاز من الاخوة والرفاق المناضلين : حسن خليل السكافي وعبد العزيز أبو القرايا وفاروق المصري وحمدي حرودة وحمدي القدرة وحسن محمد السكافي والفنان كامل المغني وعايش العكشية وغيرهم من الاخوة (لم نكن نتداول صفة الرفيق بعد) ، ومارسنا نشاطنا النضالي ضد الاحتلال مع رفاقنا في كافة مناطق القطاع ، وكان الرفيق محمد الأسود والرفيق عبد الرحيم الغول في تلك المرحلة يتوليان مسؤولية الجهاز في مخيم الشاطئ .
وقد استمر نشاطنا حتى ليلة المداهمة في 25/يناير/1968 ونجاح العدو في كشف الجهاز العسكري بعد مداهمة منزل أحد أعضاء قيادة الحركة وتمكنه من الحصول على كشف بأسماء أعضاءه الأربعة وسبعين عضواً ، ومن ثم بداية حملة الاعتقال والمطاردة حيث تمكن العدو من اعتقال سبعين عضواً صباح ذلك اليوم ، بينما استمر في مطاردته للأربعة أعضاء الباقين الذين كنت أحدهم الى جانب الثلاثة رفاق (ناصر ثابت وعبدالله جبور ورفيق لا تستحضرني الذاكرة اسمه) ، وعلى أثر ذلك تمكنت بمساعدة رفاقي من الحصول على هوية مزورة وتأمين سفري من غزّة الى الضفة الغربية وصولاً الى أريحا ومنها الى عمان ، وهناك تعرفت إلى بعض أبرز قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وعلى رأسهم الحكيم د.جورج حبش ، ثم تقرر نقلي إلى القاهرة في نيسان/ابريل 1968 مُلتحقاً بالعمل التنظيمي والاعلامي في مكتبها القاهرة .
بعد ذلك بأيام طلب مني احد الرفاق المسؤولين في الفرع د.ممدوح العكر لقاء ثنائي خاص بيننا حيث أبلغني تحيات د.وديع حداد وقال لي : "إن الرفيق ابو هاني وديع يقترح عليك أن تصبح عضوا معهم في الجهاز الخاص فهل توافق يا رفيق غازي ؟" ، فما كان مني إلا الموافقة دون تردد ، وفي تلك الأيام كانت قد بدأت رحلتي في عالم اليسار والانحياز للماركسية امتداداً لما كنت قد اعتنقته في غزّة من خلال ليس القراءات والكتب فحسب وإنما بسبب تجربة قاسية في حياتي كانت بمثابة الدرس الأول لي في الحقد الطبقي والعداء للإقطاعيين والرأسماليين ، حيث موجز الحكاية أن كبير عائلتنا آنذاك رفض المساهمة مع والدي بمبلغ بسيط بالنسبة له ، وثروة بالنسبة لوضعنا المعيشي البائس لا تتجاوز خمسة جنيهات شهرياً لاستكمال مصاريف الجامعة التي حرمني منها الفقر الذي عشناه ورأيناه في كل زاوية من زوايا البيت ، ما كان لذلك الرفض والفقر عميق الأثر والتحوّل الفكري لديّ منذ تلك اللحظة وتكريس مشاعر الحقد الطبقي في بداية التَكوُّن الفكري اليساري ثم نضوج ذلك الحقد وتحوله إلى رؤية وقناعة عميقة وموضوعية حتى اللحظة ضد كل أشكال الاستغلال .
وأثناء وجودي في القاهرة شاركت في مؤتمر الفرع هناك ، حيث تجلّى في تلك الأيام الصراع المحتدم بين اليسار واليمين في الجبهة طوال الثلاثة أيام من عقد المؤتمر الذي شكّل لجنة للاشراف على الانتخابات الداخلية وفرز الأصوات للهيئة القيادية برئاسة كل من الرفاق منذر غوشه وجودت السويركي ، وحصلت في حينه على أعلى أصوات المؤتمر ، نتيجة تجربتي النضالية والكفاح المسلح في غزّة من ناحية ، ونتيجة انحيازي وحماسي الشديد لطروحات وافكار وشعارات التيار اليساري آنذاك والتي أقر أنها كانت تحمل وجهات نظر تفتقر للوعي بالماركسية وتكاد تكون أقرب إلى الطفولة أو المراهقة اليسارية .
في تلك الأثناء تعيدني الذاكرة إلى عقد المجلس الوطني الفلسطيني في القاهرة ربيع 1968 ، حيث تعرفت والتقيت الرفيق الشهيد وديع حداد ، في فندق الامبسادور بالقاهرة ، ولاحقاً علمت من بعض الرفاق تأكيد اختلاف الرفيق وديع مع أفكاري ، لا لشيء سوى لتمسكه بالفكر القومي بصورة متشددة وعميقة إلى أبعد الحدود ، وربما كان هذا هو السبب الذي استنتجته في أنه لم يطرح عليّ مجدداً ما كان نقله لي مع الرفيق ممدوح ، لكنه تبين لي فيما بعد أنه لم يكن سبباً رئيسياً ، حيث أنني بعد أيلول الاسود 1970 خرجت مع الرفاق إلى بيروت في يناير 1971 ، كمحطة ثانية بعد الاردن ، وفيها دعاني الرفيق وديع إلى مقره الخاص في بيروت المُحاط بأشجار كثيفه حسبما أذكر ، وكان لقاءً دافئاً ربّما ليس هنا مجال سرد تفاصيله .
وفي ليلة ماطرة من ليالي فبراير دعيت الى لقاء في معسكر تدريب فدائيي الجبهة بمخيم البداوي حيث طلب مني مسؤول المخيم الرفيق برهان اليماني أن ألتقي في ندوة مع الرفاق في المعسكر ، تحدثت عن الأوضاع الطبقية في غزة وفلسطين ، مستحضراً رموزاً من عائلات الإقطاع ، وبعض الرموز من البرجوازيين الفلسطينيين الذين انخرطوا في العمل الفدائي الفلسطيني ، ومتعرضاً لبعض الرموز من قادة الجبهة الذين أطلقت عليهم آنذاك صفة اليمين وتأكيدي على أنهم يعيشون حياة بورجوازية بعيداً عن شعارات الاشتراكية أو اليسارية المطروحة ، ويبدو أن ما دار في اللقاء من تفاعل وأفكار مع الرفاق وصل للرفيق وديع ما جعله يراني في وادٍ غيرَ ذي واديه ، ورغم ذلك بقي الاحترام الرفاقي بيننا حتى رحيله ومازال له في وجداني كل التقدير .
وأمّا وحديثي في حضرة الرفيقة ليلى ، فقد كانَ لقائي معها في مقر الرفيق وديع أشبه ما يكون بومضة مازالت راسخه في الذاكرة لتلك الفتاة الفارعة ، المتحررة من قيود الحياة ، الممتشقه للسلاح ، في مشهد يكاد يكون غير مألوف لقادم من غزة في تلك المرحلة ، ورغم كوني لم أتعرف عليها وألتقيها بصورة مباشرة في تلك الأيام ، إلا أن شعوري كان كما كل رفاقي مغموراً بالاعتزاز والفخر بليلى بعد ما علمت بدورها الثوري الطليعي على أثر دورها النضالي الباسل وتجربتها النضالية المتميزة بالشجاعة والصمود والتحدي في اطار ما كُلِّفَت به بالنسبة لخطف الطائرات، وقد عَبَّرتُ صراحةً عن تلك المشاعر في نقابة الصحفيين بالقاهرة أمام نقيبها آنذاك المناضل الراحل أ.كامل زهيري .
ومنذ ذلك الفخر بليلى كان من الطبيعي لي ولآلآف غيري من رفاقنا وأبناء شعبنا أن يعتز برفيقة ومناضلة غدت أيقونة للثورة اسمها ليلى خالد .
عندما توجّه رفيقنا المناضل الراحل وديع حداد بسؤال إلى المُناضِلة الفلسطينية ليلى خالد : مُستعدّة تموتي ؟ أجابته دون تردد : بالطبع .. فالفدائي مُستعد دوماً للموت . سألها وديع ثانية : ليس هذا هو المطلوب .. مُستعدة تنحبسي ؟ أجابت ليلى : أجل . كرر سؤاله قائلاً : أيضاً ليس هذا هو المطلوب مُستعدّة تشاركي بخطف طائرة ؟ ضحكت ليلى وهي تُجيب : أنا على استعداد للقيام بأيّ عمل .
هذه هي ليلى خالد باختصار ، ليلى بحق معنى ومضمون للتضحية والفداء والنضال ، الفتاة ، الشابة ، الرفيقة ، الزوجة ، الأم ، المناضلة التي زاوجت القول بالفعل ، ولقَّحت النظرية بالممارسة ، فهي لم تتردد للحظة عن ترجمة مبادئها في قاموس الكفاح فغدت بالفعل أيقونة في مسيرة نضالنا الوطني الفلسطيني .
في هذا السياق أشير الى "سارة إرفينج" وكتابها "ليلى خالد أيقونة التحرّر الفلسطيني" بقولها : "جلست شابّة جميلة ترتدي بدلة بيضاء وقبّعة خفيفة بالإضافة إلى نظّارة شمسية داكنة تغطّي جزءً كبيراً من وجهها ، في مطار روما بتاريخ 29 آب/أغسطس عام 1969 ، الفتاة التي تشبه أودري هيبورن استطاعت تهريب مُسدّس وقنبلة يدوية ، وكانت تجلس في قاعة الانتظار مُتجاهلة رجلاً يجلس في الطرف الآخر ، سنعرف في ما بعد أنه سليم العيساوي ، وأن الفتاة هي ليلى خالد ، وكلاهما رفيقان في وحدة كوماندوز تشي جيفارا التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وكانا في طريقهما لاختطاف طائرة تي دبليو أي 840 وإجبارها على تغيير مسارها" .
آنذاك استلمت ليلى سماعة ربان الطائرة وخاطبت برج المراقبة : "هنا رحلة الجبهة الشعبية .. فلسطين حرة عربية" .
في حوار مع ليلى كان سؤال أحدهم : كيف تردّين على مَن يعتبر اختطاف طائرة عملاً إرهابياً ؟ تقول ليلى : ان المقاومة حق مشروع للشعب الرازِح تحت الاحتلال ، ومن حق الشعب ابتداع أشكال المقاومة ، ومنها خطف الطائرات من أجل إطلاق سراح المُعتقلين والمُعتقلات في سجون الاحتلال ، بالإضافة إلى لَفْت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية ، وقد نجحنا في ذلك . إن الاحتلال هو الإرهاب بعينه أما المقاومة فهي المُعادِل الطبيعي للاحتلال ..لله درك يا ليلى ما أجمل مصداقية كلامك يا أم بدر ، فخطفك ورفاقك لم يكن فقط للطائرات بل كان خطفاً لأنظار العالم لقضيتنا وهويتنا الفلسطينية ، علاوة على ما حمله ذلك العمل البطولي من بسالة وجرأة لا تتوفر إلا لمن كانوا استثناءً في أتون النضال .
من قلب ذلك الاتون تقول ليلى : "أشعر دائماً بالسعادة أنني أخوض هذا النضال منذ وعيتُ الظلم الذي ألحقه الصهاينة المُحتلون مع حلفائهم بنا ، وتشريدهم لنا بعد اغتصاب بلادنا فلسطين" . "رسالتي إلى الفلسطينيين في الوطن والشتات : نسجّل في تاريخ البشرية أن الحرية وفلسطين صنوان ، والمقاومة طريقنا لعودتنا التي نتمسَّك بحقّنا بها ، وتحتاج منّا أن نكون أوفياء لشهدائنا وجرحانا وأسرانا وأسيراتنا ، بالاستمرار بمقاومتنا ووحدتنا حتى تحرير فلسطين" ، ومن المعروف لي ولكل من يعرف ليلى أنها لا ترفض أوسلو فحسب بل ترفض كافة الحلول المرحلية مؤكدة أن الحل المرحلي الوحيد هو تحرير كامل فلسطين .
ليلى خالد ، بنت حيفا ، أم بدر وبشار ، التي غادرت عائلتها حيفا إلى لبنان بعد سقوطها في أيدي القوات الصهيونية في نيسان/أبريل 1948 ، وهي لم تكن قد جاوزت الرابعة من عمرها ، واستقرت في مدينة صور واستقرّت ذاكرتها بحيفا ومازالت تسكن جوارحها فلسطين .
ليلى خالد ، الشّابة ، الفتاة انتسبت سنة 1959 إلى "حركة القوميين العرب" ، والتحقت سنة 1963 بالجامعة الأميركية في بيروت ، لكنها لم تدرس فيها سوى سنة واحدة لعدم قدرة العائلة على تغطية تكاليف الدراسة ، وانتخبت إبان وجودها في هذه الجامعة ، عضواً في الهيئة الإدارية للاتحاد العام لطلبة فلسطين في بيروت .
وانتسبت إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ تأسيسها في كانون الأول/ ديسمبر 1967 . وانخرطت بين سنتي 1969 و1972 في العمل العسكري الخارجي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، الذي كان يقوده وديع حداد ، فشاركت في اختطاف طائرة أمريكية (TWA) في 29 آب/ أغسطس 1969 مع رفيقها سليم عيساوي ، واحتجزت ورفيقها على أثرها في سوريا مدة شهر ونصف، ثم أطلق سراحهما ، كما شاركت في 6 أيلول/ سبتمبر 1970 في اختطاف لم يكتمل لطائرة العال الإسرائيلية متجهة من أمستردام إلى نيويورك ، فقُتل فيها رفيقها النكاراغوي الأميركي باتريك اورغويللو على متن الطائرة من قبل رجال الأمن الإسرائيليين واحتجزت ليلى في لندن.
بين سنتي 1973 و1977 ، التحقت ليلى خالد بالمقاومة الفلسطينية في لبنان ، فتابعت مهامها في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ونشطت في الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية . وكانت أيضاً تشارك في مساعدة المهجرين والجرحى إثر الهجمات الإسرائيلية على المخيمات الفلسطينية .
بعد إعادة تنظيم الوضع في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في إثر الخروج من لبنان سنة 1982، تبوأت ليلى خالد عدداً من المواقع التنظيمية القيادية.
لكن ليلى المناضلة ضد العدو الصهيوني لم تغادر أبداً المربع الإنساني والاجتماعي والنسوي الفلسطيني ففي سنة 1986 ، تأسست "منظمة المرأة الفلسطينية" بصفتها الإطار الجماهيري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وانتخبت ليلى خالد سكرتيرة أولى لها ، وتولت رئاسة تحرير مجلة "صوت المرأة" .
وفي سنة 1993 انتخبت ليلى خالد ، عضواً في اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لدى انعقاد مؤتمرها الوطني الخامس . وبعد المؤتمر الوطني السابع انتخبت عضواً في المكتب السياسي وترأست ومازالت تترأس دائرة اللاجئين في الجبهة .
الحديث عن ليلى هو حديث عن مرحلة مفعمة بالثورية ، مرحلة حالمه وحامله للأمل بالعودة والتحرر والاستقلال ، مرحلة لا تشبه ولا علاقة لها بمرحلة الانحطاط الراهنة حيث يتجلى العجز الفلسطيني والعربي في مجابهة العدو الصهيوني سواء في مواصلة النضال المسلح او المفاوضات ، وعدم القدرة على تطبيق برامج وشعارات المرحلة السابقة رغم حرص وتمسك المناضلين التاريخيين او من تبقى منهم على مواصلة النضال وفق تلك البرامج والشعارات (خاصة الكفاح المسلح) .
لذلك لابد من المراجعة الموضوعية الهادفة الى تفعيل النضال الفلسطيني ضد الانقسام -التي طالما تحدثت عنها الرفيقة ليلى- ، وبما يمكننا من استعادة وحدتنا الوطنية التعددية وبناء م.ت.ف وفق ميثاقها الوطني الذي رافق تأسيسها ، لكي يصبح نضالنا الوطني نضالاً شاملاً ضد العدو الصهيوني ، بحيث يساهم فيه كل أبناء شعبنا الفلسطيني سواء في الداخل 1948 او في قطاع غزة والضفة او في الشتات ضمن برنامج وطني موحد بأهدافه وشعاراته انطلاقاً من أننا جميعاً أصحاب الأرض الرازحين تحت سيطرة الكيان العنصري الصهيوني بدعم مباشر وصريح من الامبريالية الامريكية الأم ، وهذا يعني أن نسعى الى امتلاك وضوح الرؤية ووضوح الأهداف المشتركة (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والصحية ..الخ) على طريق فرض إرادة شعبنا على الكيان الصهيوني ، خاصةً وأننا موجودين -وسنظل- فوق أرضنا ، وهذا الوجود هو في حد ذاته أحد أهم مصادر القوة لشعبنا الفلسطيني ستمكننا -رغم كل العقبات وظروف الانقسام والمخططات العدوانية- من فرض رؤيتنا الجديدة والانتصار على الاربارتهيد الصهيوني العدواني وازالته ومن ثم إقامة دولة فلسطين الديمقراطية لكل سكانها كما كان ولازال حلمنا الذي طالما عبّر عنه حكيمنا الراحل القائد جورج حبش ، وطالما رددته في سياق قناعاتها الراسخة الرفيقة الغالية ليلى .
ليلى خالد ، بنت حيفا ، أم البدر ، تستحق بحق أن يكرمها شعبها ويكرمها حزبها ويكرمها زوجها رفيقنا العزيز د.فايز الذي بدى صوته شجياً وفيّاً وهو يقول : لي رفيقي أبو جمال ، أنا بصدد إصدار كتابي الجديد وأتمنى عليك أن تكتب عن ليلى ، وهذا ما كان ، فليس كثيراً على بنت حيفا أن يحمل كتاباً اسمها .. ليلى خالد .
أخيراَ فإنني هنا لم أكتب ما كتبته عن ليلى بالمعنى الشخصي فحسب ، رغم أن الطابع الشخصي يحمل احترامي وتقديري لرفيقتي ليلى ، إلا أن المعنى الموضوعي الذي مثّلته ليلى عبر مسيرتها النضالية وسيرتها الكفاحية ومظاهر التحدي والتضحية والفداء والصمود تلك التي دفعتني الى أن أكتب هذا التقديم الموجز الذي تستحقه بحق أيقونة النضال الوطني الفلسطيني والعربي القومي ليلى خالد .



#غازي_الصوراني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أخفقنا كيساريين ماركسيين في الوطن العربي ونجح غيرنا ؟ ...
- بمناسبة الأول من أيار 2025: رؤية وموقف معزز بالبيانات والأرق ...
- غزة المنكوبة بالقصف والموت والجوع والمرض تستغيث وتستجير باخو ...
- وجهة نظر حول استمرار انسداد الوحدة القومية في الوطن العربي
- عن الهوية القومية العربية وفق المضمون الحداثي كشرط لتفاعل ال ...
- غزة لم تعد قادرة على صراخ الاستغاثة امام القصف والتجويع ومحا ...
- في الذكرى التاسعة والاربعين ليوم الأرض
- من وحي العدوان الهمجي على قطاع غزة ... رؤية استراتيجية حاملة ...
- باختصار، عن العلاقة بين التخلف المعرفي والتخلف الاجتماعي.
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل
- نحو تشكيل حكومة توافق وطني أو حكومة وحدة وطنية
- ما هي المعرفة ، وما هو دور الممارسة في عملية المعرفة وأساسها ...
- وجهة نظر وموقف حامل لدعوة عاجلة لعقد مؤتمر وطني
- اليهود ليسوا شعبا وليسوا أمة
- عام 2024 كان عاما حاملا لكل أشكال القتل والارهاب والموت ودمو ...
- اسباب عجز الفكر العربي المعاصر عن التطور الفلسفي وسبل النهوض ...
- خاطرة عن أحزاب وفصائل اليسار في بلداننا
- الفلسفة الأوروبية في العصور الوسطى، وحديث عن الفيلسوف الإيطا ...
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ...
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ...


المزيد.....




- نتنياهو يتهم زعماء بريطانيا وفرنسا وكندا بـ-تقديم جائزة ضخمة ...
- -هو أنا لسه عايش؟-.. كاتب صحفي مصري يروي تفاصيل إيقاف معاشه ...
- بوتين وترامب.. توافق لإنهاء حرب أوكرانيا
- نتنياهو: موقف لندن وأوتاوا وباريس بشأن غزة سيؤدي إلى هجمات إ ...
- ترامب: لن أفرض عقوبات على روسيا لأن هناك فرصة للتوصل إلى تسو ...
- مجلس الأمة الجزائري يزكي رئيسا جديدا
- عاجل | ترامب: الحرب في أوكرانيا ليست حربي وأنا فقط أحاول الم ...
- مقرر أممي: خطط إسرائيل لتوزيع الغذاء بغزة سياسية لا إنسانية ...
- محللون: احتلال غزة لن يكون سهلا وواشنطن محبطة وتريد وقف الحر ...
- ما دلالة تزايد أعمال المقاومة وفشل عملية الاحتلال؟ الدويري ي ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي الصوراني - في حضرة ليلى خالد