زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 8415 - 2025 / 7 / 26 - 16:16
المحور:
المجتمع المدني
اليوم السبت وفي السادس والعشرين من تمّوز2025 سكت البيانو في زاوية الغرفة... وخرس المزمار .
ونام اللحن الجميل على كتف حزين ، وتوقّف الحوار مع العقل والعاطفة معًا.
فقد رحل زياد الرّحبانيّ.
رحل صاحب النَفَس المختلف، العاصف حينًا والعاقل احيانًا كثيرة .
الناقد بجرأة، والعاشق للكلمة وللحن الطائر في فضاء الاكوان.
الساخر من وجع وطن، والمُعرّي لزيف زمن أبى الّا ان يحطّ فوق لبنان والشّرق .
كان ابن فيروز... نعم ، وكان ابن عاصي الرّحبانيّ الموسيقار العظيم .... نعم .
ولكنّه كان زيادًا بكيانه وبفنّه وبموسيقاه وبتمرّده، وبحرفه الذي يجرحُ لينزفَ صِدقًا وجرأةً ، وبلحنه الذي لا يُشبه أحدًا حتى نفسه .
زياد لبنان والشرق الجريح ، أذكر بعض دررك المتلألئة :
" عندما أرسلوني يومًا الى المدرسة وكنتُ انتظر ساعة الرجوع ، علّموني أن أحكي مع الله صديقي "
" ليتهم يعرفون أنّ لحظة العمر الأخيرة ، قد تنزل علينا وتأخذنا ونحن نتخاصم " .
فنحن- يا نجم الشرق - لا نريد رحيلك ، ونبكي افتقادك ونتوجّع لصعودك الى السماء. علمًا أنَّ السماء وجوقاتها فرحةٌ بك .
ولكنّ رحيلك قد صار وحدثَ فعلًا ، واصبح صمتك الآن أعلى من كل موسيقى.
نم بسلام في حضن ربّ المجد
نم بسلامٍ على كتف الرَّحبانيَّات، وبرفقة من صنعوا ذاكرة الأغنية الشرقية والغربية عاصي ومنصور والياس .
نم فستبقى ذكراك الجميلة في حضن الفيروزة حنجرة السماء.
وإن سألونا بعد اليوم ماذا خسرنا؟
سنقول : خسرنا من كان يضع الحقيقة في قالب موسيقيّ جميل ، ويغرّد على قمم الجبال موسيقى الاصالة والحياة ،
ويتركنا نبكي... ونضحك... ونفكر.
سلامٌ على روحك،
يا من صعدت... تاركًا لنا شيئًا منك في كل وتر،
وكل كلمة صدحَ بها قلبك قبل صوتك .
وتعازينا الحارة لأمّ الفنّ الأصيل وامبراطورة الغناء على مدى الأجيال فيروز ، امّك الحنون التي سيتفطّر قلبها الجميل حزنًا عليك.
نمْ يا غالي ؛ نم يا لحن الالحان ونغم المجد الأصيل .
فأنت في رحابِ ربّ المجد ، وفي قلوبنا في الجليل – جليل الربّ.
لروحك الف سلام
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟