أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر عامل - ساحة السباع-تأريخ واحداث-3-














المزيد.....

ساحة السباع-تأريخ واحداث-3-


شاكر عامل

الحوار المتمدن-العدد: 8415 - 2025 / 7 / 26 - 10:03
المحور: سيرة ذاتية
    


تقع محلتنا الخالدية على بعد امتار قليلة من ساحة السباع على الجهة اليسرى لشارع محمد النفس الزكية او شارع السباع حالياللقادمين من شارع الشيخ عمر، وهي المحلة ولدت ونشأت مع اخوتي واخواتي، وكانت هي مسرحا للعب مع اقراني من ابناء محلتنا، في عهد الطفولة بكل ما تحمله من شقاوة ومشاكسة، ففي اليوم الاول لثورة 14تموز قرابة العاشرة صباحا اجتمعنا نحن اطفال محلتنا كما العادة في الشارع القريب من ساحة السباع بنيةاللعب، حينها كنت لم اكمل الثامنة بعد وكانت عطلة المدارس الصيفية قد بدأت للتو، لكن الذي حصل هو اننا الصغار لم يتاح لنا ان نلعب في ذلك اليوم، فقد كان ذلك اليوم لا يشبه بقية الايام،فقد كان هناك شيء يحدث من حولنا لم نكن نعرف ما هو، الاذاعة تبث اناشيد وبيانات لا نعرف نحن الصغار معناها،كبار السن يتجمعون عند بدايات الازقة ،اخرون يتراكضون باتجاه الساحة ويتصايحون بكلمات لا احد يستطيع فهمها لكثرة الضجيج و في الساحة نفسهاكان مئات من الناس يتجمعون ويتزاحمون، وفي مثل هذه الاجواء ما كان منا نحن الصغار كما الاخرين الا ان يأخذنا الفضول لمعرفة ما يجري هناك ،وهكذا انطلقنا نركض الى حيث تجمع الناس في الساحة وما حواليها. حاولت بدافع الفضول ايجاد ثغرة للوصول الى وسط الحشود حيث كانت الكتل البشرية المتراصة ببعضها تشكل حاجزا من الصعب اختراقة، وازداد لدي الفضول اكثر لمعرفة سبب كل هذا التجمع، ولماذا؟ وبعد محاولات عديدة هنا وهناك لاختراق الحواجز من بين سيقان الجموع المتلاصقة ببعضها استطعت من الوصول الى هدفي في وسط الحشود.. ولكن ماذا كان هناك؟ وما الذي يحدث حقا ؟ وقتها كان يدور في بالي ان كل هذا التجمع ربما بسبب عراك بين البعض اعتدنا على مشاهدته في مرات كثيرة كل يوم تقريبا،لكن في هذه المرة كان هناك شيئا مختلف تمامآ..كان ما يجري وقتها اكبر من ذلك كثيرآ، كان كل ما يحدث هناك يؤكد لي انه ليس مسألة عراك وحسب، وان وما رأيته في ذلك اليوم قد عزز ضنوني..فكل الذي رأيته كان هناك ثلاثة او اربعة رجال يسحبون جثة لشخص مشدودة بالحبال من يديها، ربماكان احد المسؤولين في العهد الملكي..لا احد وقتها يعرف على وجه اليقين لمن تعود جثة ذلك الشخص؟ ،كان الوجه قد مسحت معالمه من طول مدة السحل،اذ جاءوا به من منطقة باب المعظم مرورا بشارع الشيخ عمر ومنه الى شارع النفس الزكية وتوقفوا بمحيط ساحة السباع للاستراحة هناك بعد طول عناء من سحب الجثة الكبيرة العارية حيث لم يكن هناك غطاء يسترها عن مئات الأعين التي تحدق بها، او يحميها من الغضب الدائر حولها وقد انهالت عليها عشرات الايدي ضربا بالعصي والرجم بالحجارة عوضا عن السباب وانواع الشتائم ..بعد الاستراحة القصيرة تواصل سحب الجثة الى جهة شارع الكفاح وخلفها المئات تتبعهاوانتهت هكذا في ساحة زبيدة عند تقاطع شارعي غازي(الكفاح فيما بعد)و الأمين ليتم تعليقها الى جانب اثنين اخرين على اعمدة كانت قد نصبت مسبقا هناك .. والغريب في الامر ان غالبية جموع الناس في تلك اللحظة بمن فيهم كاتب هذه السطور وحتى اولئك الذين يقومون بسحل وتعليق الجثث لم يكونوا يعرفون عن ضحاياهم اي شئ ويجهلون حتى اسماؤهم..ولكن وسط تلك الفوضى قد تضيع الكثير من الحقائق ..على كل حال عندما عدت الى البيت عصر ذلك اليوم وجدت جدتي لأمي رحمها الله تبكي بحرقة بعد ان انتشرت الاخبار بمقتل الملك فيصل الثاني والعائلة الملكية.فقد كانت جدتي من محبي عائلة الملك..لقد كتب الكثير عن موضوع السحل الذي طال مسؤولي العهد الملكي ،لكن القليل منها اظهر الوقائع لتلك الفترة بموضوعية وامانة وصدق مثلما حصلت بالفعل، والكثير منها اخفى و شوه وقلب الحقائق والوقائع لدوافع سياسية في الغالب الاعم مع الاسف.



#شاكر_عامل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساحة السباع-تأريخ وأحداث-2-
- ساحة السباع - تأريخ واحداث -1-
- عمالة الاطفال في العراق
- البطالة في زمن الكورونا
- العمالة المهاجرة-اشكاليةالتضامن الطبقي
- العراق الى اين؟
- الحركة النقابية العراقية وصراع الوجود الشرعي
- الى العمل من اجل تيار ديمقراطي عراقي
- رسالة تضامن الى عمال العراق
- اليسار الديمقراطي العراقي وافاق المستقبل
- سنوات عجاف وحكم عقيم
- اوهام السلاطين


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعترض سفينة -حنظلة- المتجهة إلى غزة
- أستراليا وبريطانيا توقّعان معاهدة شراكة نووية تمتد لـ50 عاما ...
- تصعيد بالمسيرات بين روسيا وأوكرانيا وقتلى مدنيون من الطرفين ...
- حزب بريطاني يهدد بفرض إجراء تصويت للاعتراف بدولة فلسطين
- بحثا عن الأطعمة الفاخرة والأرباح على ساحل غرب أفريقيا
- لقاء سوري-إسرائيلي رفيع بباريس: تهدئة مشروطة أم بداية تطبيع؟ ...
- حزب بريطاني يهدد ستارمر بطرح مشروع قانون للاعتراف بفلسطين
- زعيم كوريا الشمالية يتعهد بالانتصار في المعركة ضد أميركا
- الشرطة الهندية توقف رجلا يدير سفارة -وهمية-
- صحافي روسي ينجو بأعجوبة من هجوم بمسيرات أوكرانية


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر عامل - ساحة السباع-تأريخ واحداث-3-