جهاد عقل
(Jhad Akel)
الحوار المتمدن-العدد: 8414 - 2025 / 7 / 25 - 10:20
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
مقدمة
ضمن برامج الأمم المتحدة تقرر وضع خطة "التمية المستدامة 20230"، ومن جل تنفيذ هذه الخطة يعقد سنوياً "المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة" وهو المنصة المركزية للأمم المتحدة لمتابعة واستعراض خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر .
لقد "أُنشئ المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة (المنتدى السياسي الرفيع المستوى) في مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (ريو+20) عام 2012، في إطار نتائجه " المستقبل الذي نصبو إليه ". ويُعد المنتدى جزءًا لا يتجزأ من الهيكل العالمي لمتابعة ومراجعة خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
وعليه تقرر أن يعقد المنتدى سنويا تحت رعاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي لمدة ثمانية أيام، بما في ذلك جزء وزاري لمدة ثلاثة أيام، ويجري المنتدى مراجعات معمقة منتظمة للتقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ويتضمن مراجعات وطنية طوعية حيث تقدم البلدان نتائج المراجعات الوطنية للتقدم المحرز بهدف تسريع تنفيذ خطة 2030.
يجمع المنتدى السياسي الرفيع المستوى ممثلين وزاريين ورفيعي المستوى من الحكومات، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الخبراء وأصحاب المصلحة، بمن فيهم رؤساء هيئات الأمم المتحدة، وأكاديميون، وخبراء آخرون، وممثلون عن المجموعات الرئيسية وأصحاب مصلحة آخرين. ويعتمد المنتدى، برعاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي والجزء الرفيع المستوى منه، إعلانًا وزاريًا متفاوضًا عليه.
يُعقد المنتدى كل أربع سنوات على مستوى رؤساء الدول والحكومات برعاية الجمعية العامة، ويُشار إليه باسم "قمة أهداف التنمية المستدامة". ويعتمد المنتدى، برعاية الجمعية العامة، إعلانًا سياسيًا تفاوضيًا. وقد عُقدت القمة الأولى لأهداف التنمية المستدامة في سبتمبر 2019، بينما عُقدت القمة الثانية في سبتمبر 2023، واعتمدت الإعلان السياسي لعام 2023 (1).
منتدى السياسات رفيع المستوى لعام 2025
في عام 2025، يُعقد المنتدى السياسي الرفيع المستوى في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، "برعاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي من الاثنين 14 تموز /يوليو إلى الأربعاء 23 تموز / يوليو 2025. ويُعقد الجزء رفيع المستوى من المجلس الاقتصادي والاجتماعي، بما في ذلك الجزء الوزاري الذي يستمر ثلاثة أيام، من الاثنين 21 تموز / يوليو إلى الخميس 24 تموز / يوليو 2025. ويكون موضوع المجلس الاقتصادي والاجتماعي والمنتدى السياسي الرفيع المستوى لعام 2025 هو " تعزيز الحلول المستدامة والشاملة والقائمة على العلم والأدلة لخطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة الخاصة بها لضمان عدم تخلف أحد عن الركب". أما أهداف التنمية المستدامة التي تُستعرض بعمق فهي الهدف 3 (الصحة الجيدة والرفاهية)، والهدف 5 (المساواة بين الجنسين)، والهدف 8 (العمل اللائق والنمو" (2)
التركيز على خمسة أهداف
ينعقد المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة (HLPF 2025) تحت شعار:
“تعزيز الحلول المستدامة والشاملة والمستندة إلى العلم والأدلة من أجل تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وعدم ترك أي شخص يتخلف عن الركب.
يركز المنتدى هذا العام على مراجعة متعمقة لخمسة أهداف رئيسية من أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، هي:
الهدف 3: الصحة الجيدة والرفاه
الهدف 5: المساواة بين الجنسين
الهدف 8: العمل اللائق والنمو الاقتصادي
الهدف 14: الحياة تحت الماء
الهدف 17: عقد الشراكات من أجل الأهداف
وقد استأثر الهدف 8 – العمل اللائق والنمو الشامل باهتمام خاص نظراً لأهميته في تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان استدامة النمو.
مشاركة منظمة العمل الدولية
شاركت منظمة العمل الدولية بفعالية في العملية التحضيرية للمنتدى، من خلال اجتماع فريق الخبراء الذي نظمته بالشراكة مع إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة في فبراير 2025، وجمع خبراء وصناع سياسات وممثلين عن أصحاب العمل والعمال.
إعداد ورقة خلفية تقنية ركزت على تقييم التقدم في تحقيق الهدف 8، وتحديد الثغرات والتحديات، وصياغة توصيات عملية لتسريع التنفيذ.
كما تشارك منظمة العمل الدولية في عدد من جلسات المنتدى، بما في ذلك جلسة مخصصة للعلاقات بين الهدف 8 وبقية الأهداف.
صوت النقابات: المطالبة بعقد اجتماعي جديد
في مداخلاتها الرسمية والفعاليات الجانبية للمنتدى، طرحت الحركة النقابية الدولية، بقيادة الاتحاد الدولي للنقابات العمالية، مجموعة شاملة من المطالب المرتبطة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، خاصة الهدف 8 (العمل اللائق والنمو الاقتصادي الشامل). كما أعربت النقابات العمالية العالمية، عن مواقف واضحة خلال المنتدى، مؤكدة أن:
“العمل اللائق ليس فقط غاية بحد ذاته، بل وسيلة لتحقيق باقي أهداف التنمية المستدامة، من القضاء على الفقر، إلى الصحة، والمساواة، والبيئة.”
وقدّمت النقابات ورقة موقف رسمية بعنوان:
“العمل اللائق يُحدث التغيير: تسريع تحقيق أجندة 2030”
وفيها تدعو إلى “عقد اجتماعي جديد” يستند إلى ستة محاور أساسية:
خلق وظائف لائقة وصديقة للمناخ عبر الانتقال العادل
تعزيز الحقوق العمالية والحريات النقابية
تطبيق أجر معيشي للجميع
ضمان حماية اجتماعية شاملة
مكافحة التمييز والمساواة بين الجنسين
إصلاح النظام المالي الدولي لصالح التنمية
وقامت النقابات بطرح مطالب محددة حول أهداف المنتدى وهي:
* الهدف 8 – العمل اللائق والنمو الاقتصادي
خلق 575 مليون وظيفة جديدة بحلول 2030
دمج مليار عامل غير رسمي في الاقتصاد الرسمي، تطبيقًا لتوصية منظمة العمل رقم 204
ضمان أجور معيشية من خلال المفاوضة الجماعية
حماية العاملين في الاقتصاد الرقمي
* الهدف 3 – الصحة والرفاه يشمل :
- تعزيز أنظمة الرعاية الصحية العامة
- تطبيق معايير الصحة والسلامة المهنية (الاتفاقيتان 155 و187)
- الاعتراف بالعمل غير المدفوع ودعم مقدمي الرعاية
* الهدف 5 – المساواة بين الجنسين يشمل على :
- تحقيق أجر متساوٍ للعمل المتساوي
- التصدي للعنف والتحرش في مكان العمل وفق اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 190
- إدماج قضايا النوع الاجتماعي في الحماية الاجتماعية
* الهدف 14 و17 – البيئة والشراكات يشتملان على:
- الاستثمار في الوظائف البيئية والمحيطية ضمن انتقال عادل
- تعزيز الحوار الاجتماعي في تنفيذ السياسات
- بناء شراكات تنموية عادلة وإنهاء هيمنة الديون
هذا وقد صدرت العديد من التصريحات عن قيادات من الحركة النقابية العالمية حيث قالت النقابية اليابانية أكيكو غونو، رئيسة الاتحاد الدولي للنقابات، مشيرة الى أن الوقت يمضي ولم تتحقق الكثير من المطالب النقابية: “خمس سنوات فقط تفصلنا عن عام 2030. الوقت للتحرك هو الآن”. مؤكدة على الحملة النقابية الدولية بخصوص تنفيذ البند الثامن من التنمية المستدامة المتعلق بحقوق العمال.
فيما أضاف لوك تريانغل، الأمين العام للاتحاد:
“التضامن العالمي والشراكات الديمقراطية هما السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف.”
وأكد ديفيد أكونيا من اتحاد نابات العمال في تشيلي:
“العمال يعتنون بالأمم. لكن من يعتني بهم؟ نطالب برعاية صحية عامة ووظائف لائقة الآن.”
نحو إعلان وزاري يضع العمل اللائق في الصميم
هذا وتسعى النقابات إلى تضمين رؤيتها في الإعلان الوزاري الختامي للمنتدى، من خلال:
الاعتراف بـ "العقد الاجتماعي الجديد" كإطار للتنمية المستدامة ،والتأكيد على أولوية العمل اللائق في السياسات التنموية والمناخية، والربط بين نتائج المنتدى والتزامات أخرى مثل قمة “تمويل التنمية” في إشبيلية، والقمة الاجتماعية القادمة
في الختام نذكر ان موضوع التنمية المستدامة مشروع صادر عن الأمم المتحدة، واضح أنه يحمل في برامجه العديد من الأهداف ، ومنها أهداف تتعلق بالتنمية من منظار مصالح الدول وهيمنة السياسيين الذين يسيطرون عليها بسياسات ربما لا تتوافق مع المطالب العمالية، وبذلك لا بد أن يحدث تضارب في الرؤى ما بين تلك الدول والفئات الأخرى ومنها العمال ، خاصة فيما يصدر عن الإجتماع الوزاري الذي يختتم ويقر قرارات هذا المؤتمر.
ما زالت النقابات العمالية يساورها القلق وقد جاء ذلك في مجمل النقاشات بخصوص كيفية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة والبنود التي ذكرناها أعلاه ، وأنها لا يمكن أن تتحقق من دون ضمان العمل اللائق، والعدالة الاجتماعية، والحقوق العمالية. وأنها ترى بمنتدى 2025 فرصة لتصحيح المسار، بشرط أن تترجم التصريحات إلى التزامات فعلية على أرض الواقع.
-----------
(1) عن موقع الأمم المتحدة
(2) ن.م
#جهاد_عقل (هاشتاغ)
Jhad_Akel#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟