احمد ناهي البديري
الحوار المتمدن-العدد: 8411 - 2025 / 7 / 22 - 14:15
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
مضت ايام وصور الجثث والمشاهد المرعبة لم تفارق مخيلتي ولم تفارق الدموع عيني ليس انا فقط بل كل الشرفاء من ابناء مدينتي (الكوت) والعراقيين لكثرة تداولها على (صحافة المواطن) ومنها قصة هزت كيان الانسانية للوردة الجميلة (فطومة)
في لحظة فرح بسيطة لم تدم تحولت رحلة تسوق إلى مأساة أدمت قلوب العراقيين جميعاً ووضعت من جديد علامات استفهام كبيرة حول حجم الفساد والإهمال المتجذر في مفاصل بعض المؤسسات( فطومة) طفلة عراقية لم تتجاوز الخامسة من عمرها خرجت برفقة عائلتها إلى "الهايبر ماركت" الجديد الذي افتُتح قبل أيام في مدينتي ( الكوت) فرحةً منهم بتجربة المكان الجديد الذي تزين بالإعلانات والوعود بالخدمات المتطورة والتخفيضات المغرية لم تكن تعلم أن تلك الرحلة ستكون الأخيرة وأن لعبها وضحكها سيذوب وسط ألسنة اللهب التي التهمت المبنى ومن فيه
اندلع الحريق بشكل مفاجئ وتسبب في كارثة إنسانية مفجعة راح ضحيتها أكثر من سبعين شخصاً معظمهم من العوائل والأطفال بينهم (فطومة) وأفراد من أسرتها التحقيقات الأولية أشارت إلى وجود تقصير واضح في إجراءات السلامة وانعدام أنظمة الإطفاء والإنذار إضافة إلى استخدام مواد بناء غير مطابقة للمواصفات كل هذا جاء نتيجة تداخل الفساد وغضّ الطرف عن تطبيق معايير السلامة المشهد بعد الكارثة كان مرعبا جداً صور الجثث المتفحمة بعضها لأطفال لم تُعرف ملامحهم تدمي العين وتفجع القلب لم تعد تلك الصور مجرد وثائق صحفية بل صرخات صامتة تسأل(من المسؤول) ولماذا لا يُحاسب أحد لم تكن فطومة سوى ضحية جديدة في سجل طويل من الأرواح التي تُزهق بسبب غياب الرقابة والافتقار إلى الشعور بالمسؤولية وبينما تستمر الجهات المسؤولة بتبادل الاتهامات وتشكيل اللجان تبقى عوائل الضحايا تنتظر عدالة قد لا تأتي وتعويضاً لا يعيد الأحبة ولا يمسح الدموع( مأساة الكوت ) لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة ما لم يحدث تغيير جذري ومحاسبة فعلية لكل من يستهين بأرواح الأبرياء فالوطن لا يحتاج لجدران ملونة ومحلات براقة بل لنظام يحفظ حياة أطفاله...استودعكم الله
#احمد_ناهي_البديري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟