أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - منال حاميش - الباراسيكولوجيا بين الرفض الكسول و العقل المتسائل














المزيد.....

الباراسيكولوجيا بين الرفض الكسول و العقل المتسائل


منال حاميش
مهندسة مدني.. باحثة بالباراسيكولوجي

(Manal Hamesh)


الحوار المتمدن-العدد: 8411 - 2025 / 7 / 22 - 11:54
المحور: قضايا ثقافية
    


نقد فلسفي للمنكرين باسم "العلم"، وقراءة في حدود المنهج التجريبي

بقلم: مراقب من جهة العقل، وهادم للوثنية العلمية


---

❖ مقدمة: العلم لا يُختزل في الأدوات... ولا الوعي في الدماغ

لطالما شكّلت الباراسيكولوجيا (Parapsychology) شوكة في حلق العقل التجريبي الصلب، ليس لأنها تتعارض مع المنهج العلمي، بل لأنها تذهب أبعد منه، إلى منطقةٍ رمادية لا تطيقها العقول المُدمنة على الوضوح الميكانيكي.

فالظواهر التي تدرسها – مثل التخاطر، الرؤية عن بعد، الإدراك المسبق، الخروج من الجسد، والبيلوكايشن – لم تُرفض دائمًا بناءً على الدليل، بل غالبًا بناءً على "معيارية مسبقة للواقع"، مفادها: "ما لا أستطيع قياسه، لا وجود له."

وهنا تكمن المأساة المعرفية.


---

❖ أولًا: ما الذي يعنيه إنكار الباراسيكولوجيا؟

الإنكار الميكانيكي للباراسيكولوجي لا ينبع من نقد عقلاني منضبط، بل من أربع أساليب ذهنية شائعة:

1. مغالطة الاستعلاء العلمي

> "العلوم الحديثة لم تعترف بها، إذًا هي خرافة."



لكن… منذ متى كانت العلمية = الإجماع المؤقت؟
التاريخ حافل باكتشافات رُفضت لأنها لم تكن "مطابقة للتيار":

النظافة الطبية كانت محل سخرية حتى منتصف القرن 19.

نظرية الصفائح التكتونية رُفضت عقودًا.

اللاوعي نفسه لم يكن له مكان في الفيزياء أو علم الأعصاب الكلاسيكي.


فهل نعتبر هذه النظريات "غير علمية" لأنها لم تحظَ بالتصفيق في زمانها؟


---

2. عبادة الأدوات

> "لا يوجد جهاز يقيس التخاطر أو الخروج من الجسد بدقة، إذًا هي لا تحدث."



وكأن العلم يُختزل في ما يمكن تسجيله كهربائيًا فقط.
فهل نقول إن الحب، القيم، الجمال، أو الحدس ليست حقيقية لأننا لا نملك عدّادًا لها؟

أدواتنا محدودة، لكن الظواهر ليست ملزمة بمحدوديتنا.


---

3. الخوف من اللانهائي

> "إذا اعترفنا بهذه الظواهر، فكل شيء يصبح ممكنًا، وسينهار النظام العلمي."



هذا "الهلع المعرفي" لا يليق بمن يدّعي العقلانية.
العقل الفلسفي لا يُفترض به أن يخاف المجهول، بل أن يستدعيه للنقاش، ويضعه في مختبر العقل، حتى لو لم يضعه بعد في مختبر الكيمياء.


---

❖ ثانيًا: الباراسيكولوجيا في ميزان العلم الحقيقي

يخطئ الكثيرون حين يتعاملون مع الباراسيكولوجي على أنه "علم زائف"، بينما هو:

> ✦ فرع دراسي أكاديمي، نشأ في أوائل القرن 20، خصوصًا في جامعتي Duke وPrinceton،
✦ له تجارب مختبرية مثبتة، أشهرها في Rhine Institute، وPEAR Lab،
✦ دُرّس رسميًا في روسيا، الهند، وبعض الجامعات الأوروبية.
✦ كان موضوعًا لبحوث موثقة في مجلات محكمة، مثل Journal of Parapsychology.



بل إن وكالة مثل CIA استخدمت الاستبصار عن بُعد (Remote Viewing) في برامج استخباراتية سرية خلال الحرب الباردة، ضمن مشروع Stargate، وهو ما كُشف لاحقًا في وثائق رسمية.

فهل كنا نظن أن أجهزة الأمن الأمريكية تُموّل السحر الشعبي؟


---

❖ ثالثًا: ماذا عن الفلاسفة والعقلانيين الكبار؟

أغرب ما في إنكار الباراسيكولوجيا أنه يأتي أحيانًا ممن يزعمون السير على خطى الفلاسفة، بينما هؤلاء نفسهم لم يُغلقوا الباب أمام ما وراء الحس:

أفلاطون تحدث عن تذكر النفس للحقائق الأزلية،

فيثاغورس آمن بتجلي الروح، بل نُسب إليه ظهوره في أماكن متفرقة،

ابن سينا فرّق بين الإدراك العقلي والإدراك الحدسي،

ديكارت نفسه رأى أحلامًا أرشدته لفلسفته العقلية،

كانط كتب عن "النوم العقلي" والرؤى الداخلية في كتابه أحلام يقظة شخص يرى الأرواح.


> هؤلاء لم يكونوا دجالين ولا مشعوذين. بل فلاسفة علم ومعرفة، لم يروا حرجًا في أن يكون للعقل نافذة على الغيب.




---

❖ رابعًا: بين البيلوكايشن والأسطورة الحديثة

حين نذكر أن شخصيات تاريخية مثل:

عبد القادر الجيلاني،

بادري بيو (Padre Pio)،

ماريا دي أغريدا،

راماكرشنا،

القديس ألفونسوس،


قد ورد عنهم ظهور في مكانين مختلفين في نفس الوقت، فإننا لا نقول بذلك "دون شاهد"، بل نروي شهادات متقاطعة، متكررة، من شهود مستقلين في أماكن وأزمنة متعددة.

رفض هذه الحالات لأنها "لا تتفق مع الفيزياء النيوتنية" يشبه أن نرفض الكم لأن "الشيء لا يمكن أن يكون هنا وهناك في الوقت نفسه"... بينما هذا تحديدًا ما أثبتته فيزياء الكم!

فهل تُبطل الظاهرة لأنها تزعج النموذج؟
أم تُعدّ مؤشراً على أننا بحاجة إلى نموذج أوسع؟


---

❖ خاتمة: من ضيق المختبر إلى اتساع الوعي

الباراسيكولوجيا ليست بديلاً عن الفيزياء ولا تهديدًا للعلم، بل دعوة لتوسيع حقل الرؤية.
إنّ رفضها كُليًا بدعوى أنها لا تتوافق مع الواقع، يشبه رفض النظارات لأنها تُريك أشياء لم تكن تراها من قبل.

> العالم الحقيقي ليس فقط ما نراه...
بل أيضًا كل ما لا نجرؤ أن نبحث فيه.




---

🎯 تساؤل مفتوح:

هل الإنكار المريح، أسهل من البحث المُرعب؟
وهل نحن نرفض الغيب لأننا عقلاء... أم لأننا خائفون من أن يكون الغيب عقلانيًا أيضًا؟



#منال_حاميش (هاشتاغ)       Manal_Hamesh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلق المتجدد.
- الوعي _الظل الذي لا نراه
- اسماء،منسية
- أزمة عقل لم يكسر قيده بعد
- علم الايزوتيريك
- حكمة الطاوية
- الخريطة الميتافيزيقية للوجود.
- العلم و الروح
- (أولو) بوابة نحو بعد.خفي
- فلسفة الزمن و الترددات
- الظل في عقل نيوتن
- ازدواجية الزمن
- ما هو الزمن ؟؟؟
- ماهي الميتافيزياء،الحية ؟؟
- عذرا .الارض ليست بيتزا
- سر ارقام تسلا 3,6,9
- الرياضيات المقدسة
- عندما خرجت من المصفوفة
- تفكيك لعنة الدوغمائية
- القادم صادم


المزيد.....




- الحكومة المصرية تعد فرص استثمارية لطرحها على الشركات الأمريك ...
- ما الفرق بين الموت الدماغي والغيبوبة؟
- كيف تربح نقاشاً مع من يختلف معك في الرأي؟
- الحوثيون يعلنون -عملية نوعية- ضد إسرائيل.. ونتنياهو يشترط اس ...
- موجة قصف روسي ليلية.. حرائق في أوديسا وسومي وضحايا في كييف
- في ظل الجوع المتفشي في غزة.. ماذا يحدث لجسد الإنسان حين يُحر ...
- مصدر سوري: صمود وقف إطلاق النار بالسويداء بلا خروقات
- إيران: موجة حر شديدة تتسبب في انقطاع الماء والكهرباء في عدة ...
- باريس تطلب السماح للصحافة بدخول غزة -لتوثيق ما يحدث فيها-.. ...
- أردوغان: من يصمت عن غزة شريك لإسرائيل في جرائمها


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - منال حاميش - الباراسيكولوجيا بين الرفض الكسول و العقل المتسائل