ازدواجية الزمن

منال حاميش
مهندسة مدني.. باحثة بالباراسيكولوجي
(Manal Hamesh)

الحوار المتمدن-العدد: 8319 - 2025 / 4 / 21 - 08:53
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

ازدواجية الزمن: هل يمكن أن يكون الزمان الخارجي مجرد ظل لزمن داخلي حقيقي؟


---

المقدمة:

هل نحن حقًا نفهم ماهية الزمن؟ أم أننا نعيش فقط في إسقاط سطحي لماهية زمن أعمق وأكثر واقعية؟
ماذا لو لم يكن الزمن مجرد بُعد رابع متصل بالمكان، بل كيانًا مزدوجًا يعيش في مستويات مختلفة من الحقيقة؟
في قلب نظريات الكم والجاذبية، يكمن تناقض جوهري لم يُحل: كيف يتصرف الزمكان كنسيج مرن في النسبية، بينما تظهر الجسيمات كحالات احتمالية كمومية؟
هل هذا التناقض نتيجة لغياب شيء لم نلاحظه بعد؟ ربما يكون هذا الشيء هو "زمن آخر" — زمن داخلي حقيقي، والزمن الذي نعرفه ما هو إلا انعكاس خيالي له.
هنا نبدأ رحلة في "ازدواجية الزمن"، حيث نعيد النظر في مفاهيمنا الأساسية حول الفضاء والزمن، ونفتح الباب نحو هندسة حبيبية للزمكان توحد النسبية والكم.


---

1. نموذج رياضي قائم على الأعداد المركبة المنقسمة (الزائدية)

في الفيزياء التقليدية، الزمن يتم تمثيله كعنصر واقعي مستقل أو كجزء من رباعية الزمكان. ولكن، ماذا لو تم تمثيله رياضيًا باستخدام الأعداد الزائدية (hyperbolic numbers)، وهي نوع من الأعداد المركبة المنقسمة؟
الأعداد الزائدية تسمح بفصل الزمن إلى مركبتين: خيالية وحقيقية، أو إن شئنا الدقة: خارجية وداخلية.
من خلال هذه البنية، يمكننا تصور الزمن الداخلي كعامل "مؤسس" يُعيد تشكيل الأبعاد الفيزيائية بشكل ديناميكي، فيما يكون الزمن الخارجي مجرد تعبير مرئي محدود لهذا التكوين.


---

2. الزمن الداخلي = ديناميكا مخفية تؤسس البنية الحبيبية للزمكان

إذا نظرنا إلى الزمكان من منظور كمومي، سنجد أنه لا يمكن أن يكون مستمرًا كما تصوره أينشتاين، بل "حبيبيًا"، أي يتكون من وحدات غير قابلة للتجزئة.
لكن ما الذي ينظّم هذا التكوين الحبيبي؟
الفرضية هنا أن الزمن الداخلي، بصفته كيانًا ديناميكيًا غير منظور، هو المسؤول عن ترتيب وإعادة خلق "النقاط الكمومية" للزمكان.
الزمكان إذًا ليس خلفية، بل نتيجة لمركبة داخلية زمنية تتقاطع مع الأبعاد الأخرى لتنتج هندسة حبيبية مرئية.


---

3. التناظر اللورنتزوي كمظهر سطحي لتشابك داخلي زمني-مكاني

لطالما فُهم التناظر اللورنتزوي على أنه تعبير عن ثبات سرعة الضوء وتحول الأطر المرجعية في النسبية.
لكن ماذا لو كان هذا التناظر مجرد انعكاس سطحي لتوازن داخلي أعمق بين الزمن والمكان؟
في هذا النموذج، الزمن الداخلي يُعدّل في البنية الداخلية عند تغير الحركة، ويُعيد ضبط الإحداثيات الخارجية لتظهر في صورة النسبية.
أي أن النسبية ليست مبدأ أوليًا، بل مظهر ثانوي لحقيقة زمانية أكثر عمقًا.


---

4. الدالة الموجية كمظهر لحركة الزمن الداخلي عبر الأبعاد الخيالية

الدالة الموجية في الميكانيكا الكمومية طالما أُحيطت بالغموض: هل هي مجرد أداة رياضية؟ أم أنها تعبر عن شيء فعلي؟
هنا نقترح: الدالة الموجية تمثل "حركة الزمن الداخلي" في الأبعاد الخيالية.
الموجة ليست للكتلة فقط، بل هي ذبذبة زمنية داخلية تنتج احتمال الظهور في المكان.
ما نسميه "انهيارًا" للدالة الموجية هو لحظة تقاطع الزمن الداخلي مع خط الزمن الخارجي، فيتجلى الحدث في الواقع.


---

5. الجاذبية كنتيجة لانحراف في هندسة الزمن الداخلي

الجاذبية في النسبية العامة تنشأ من انحناء الزمكان، لكن هل هذا الانحناء ناتج من الزمكان نفسه؟
نقترح أن الجاذبية هي تجلي فراغي لانحراف في الزمن الداخلي.
حين تتغير كثافة الزمن الداخلي (بفعل الكتلة أو الطاقة)، تتشوّه هندسته، ما يؤدي إلى انحناء في الأبعاد الخارجية (المكان/الزمان).
بهذا يصبح فهم الجاذبية كمظهر جانبي لتحول زمني داخلي، وليس كقوة أساسية.


---

الخاتمة: هل نعيش في ظلّ زمنٍ آخر؟

إذا صحّ ما تقدم، فإن الزمان الذي نعيشه ليس الزمان الحقيقي، بل مجرد إسقاط زمني خيالي لزمن داخلي أكثر واقعية.
الزمكان الحبيبي ليس إلا صورة ثلاثية الأبعاد لهذا التكوين الزمني الديناميكي الذي يتلاعب بالأبعاد الفيزيائية من الداخل.
عندها يصبح توحيد النسبية العامة مع الميكانيكا الكمومية مجرد مسألة فهم لبنية الزمن المزدوج.
فهل يمكن تطوير هندسة رياضية تعكس هذا الزمن الداخلي؟ وهل يمكن استخدام هذه الرؤية لصياغة نظرية حقل كمومي للجاذبية؟
هل اقتربنا من تأسيس علم جديد، علم هندسة الزمن الداخلي، الذي سيمنحنا مفتاحًا لفهم الحقول، التفاعلات، والمادة بطريقة مختلفة كليًا؟
هل نعيش بالفعل في إسقاط خيالي لواقع داخلي لا نراه، ولكنه يشكل كل شيء من حولنا؟

ربما حان الوقت لإعادة تعريف الزمن لا كخط، بل كطبقات من الحقيقة.
ربما يكمن سر الكون كله... في زمنٍ آخر.

#منال_حاميش (هاشتاغ)       Manal_Hamesh#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل