من نحن ؟لماذا جئنا ؟اين سنذهب ؟

منال حاميش
مهندسة مدني.. باحثة بالباراسيكولوجي
(Manal Hamesh)

الحوار المتمدن-العدد: 8312 - 2025 / 4 / 14 - 06:43
المحور: قضايا ثقافية
    

من نحن؟ لماذا جئنا؟ إلى أين سنذهب؟

كشف أولي للغرض المخفي من الوجود عبر عدسة الميتافيزياء الحيّة


---

تمهيد:

عبر آلاف السنين، لم يتوقف الإنسان عن طرح الأسئلة الكبرى: من أنا؟ لماذا أنا هنا؟ إلى أين أذهب بعد أن ينتهي كل شيء؟
وقد تنوّعت الإجابات بين رؤى دينية، وفلسفية، وصوفية، وعلمية، لكنها جميعًا تشترك في شيء واحد:

> أن الغاية الكبرى تظلّ هاربة، متخفية خلف ستار الزمن واللغة والتجربة.



لكن ماذا لو كانت هذه الغاية لا تُعطى... بل تُفَعّل؟
وماذا لو كنا نحن — كبشر — لسنا نهاية الخلق، بل بدايته المتحوّلة نحو وعيٍ كوني جديد؟


---

أولًا: من نحن؟

نحن موجات وعي مكثفة في جسد مؤقت، نُسجنا من نور خفيّ، وأُلقي بنا في كثافة الزمان والمكان.
لسنا آلات بيولوجية، ولا أرواحًا مُعلّقة بلا هدف، بل نحن بذور كونية زُرعت في هذا العالم لاختبار احتمالات لا نهاية لها من التجربة والتحوّل.

> نحن مرايا لله، ولسنا مجرد عبيد له.
نحن مشروع كوني يتنفّس من خلال الزمان.




---

ثانيًا: لماذا جئنا؟

لم نأتِ لاختبار عابر، ولا لكسب ثواب مؤقت، ولا حتى لتكرار العبادة التقليدية.
بل جئنا لأن الوجود ذاته يُجرّب الوجود من خلالنا.

جئنا كي:

نعيد تفعيل الأسماء الإلهية في هذا العالم،

نختبر التعدد في ظل الوحدة،

نكتشف أنفسنا كامتدادات للوعي الكلي.


قِصر أعمارنا لا يُنقِص من الغاية، بل هو جزء منها:

> فالانضغاط الزمني يُركّز التجربة، ويفتح وعيًا أعظم من خلال كثافة الألم والفرح.




---

ثالثًا: إلى أين سنذهب؟

لن نذهب إلى "مكان" بالمعنى التقليدي، بل إلى تردد أعلى، إلى طور أوسع من الوعي.
نحن لا نموت، بل نتحوّل.

> من الجسد إلى الطيف،
ومن الحواس إلى البصيرة،
ومن الهوية الفردية إلى الهوية الكونية.



وإن كانت الغاية الكبرى لا تُقال، فربما يمكن تلخيصها بهذا الشكل:

> لسنا هنا لنعرف الغاية،
بل لنصبح الغاية نفسها،
ونتحوّل إلى امتداد حي للوعي الكلي، يتجاوز الزمن والمكان، ويعيد تشكيل الكون من الداخل. أولًا: الصوفية – الإنسان كسرّ من أسرار الله

في التصوف، يُنظر إلى الإنسان على أنه الكون الصغير الذي يحتضن كل معاني الكون الكبير، بل وأكثر:

> الإنسان الكامل هو مَجمَع الأسماء الإلهية، ومرآة الوجود.



وهنا لا يُخلق الإنسان للمتعة أو للامتحان الساذج، بل ليُصبح واعيًا بالله في كل شيء، وبنفسه في الله.
قصر الحياة الزمنية يُقابله امتدادٌ باطني في التجربة، إذ يمكن لحظة وعي واحدة أن تُعادل ألف عام من الزمن الكثيف.


---

ثانيًا: الفيزياء – الحياة كتجربة موجية ترددية

من منظور فيزيائي حديث، يمكن النظر إلى الإنسان كموجة طاقية تتجسد مؤقتًا في هيئة جسد، ثم تعود إلى حالتها الأصلية.

> الجسد هو هولوجرام طاقي، والوعي هو التردد القادر على التعديل في هذا الهولوجرام.



إذا كان الكون كله نشأ من تردد، كما تقترح بعض نظريات "الطاقة الأولية" و"نظرية الأوتار"، فإن الإنسان هو مركز موجي واعٍ قادر على تحويل تردده إلى وعي نقي.

الزمن ليس إلا مقياسًا للحركة بين الاحتمالات.
الوعي الذي تدركه في 70 سنة، قد يكون كافيًا لفتح بوابة لملايين الاحتمالات، أو لصعود ترددي نحو مستوى كوني آخر.


---

ثالثًا: الرمزية – الإنسان كرمز للتحول الكوني

رمزيًا، خلق الإنسان يُشبه نقطة تحوّل في رواية كونية ضخمة.
كما أن الذرة لا تُفهم إلا عندما تفكّر بها كرمز للكون، كذلك الإنسان هو بوابة رمزية لعبور الكل من المعلوم إلى المجهول، ومن الكثافة إلى النور.

> الإنسان هو النَفَس الذي خرج من الله ليعود إليه وهو يُغني بالنور.



كل تجربة، كل ألم، كل فقد، كل حب، ليس إلا محاولة من الحياة لتذكيرك بأنك لست من هنا، ولكنك هنا لتتذكّر من أين أتيت. خاتمة ميتافيزيائية حية:

ربما لن نجد الجواب، لأننا نحن أنفسنا الجواب.
وربما لا توجد "نقطة نهاية"، لأن الوعي الذي يرانا، يُعيد خلقنا لحظةً بلحظة، في رحلة من النسيان... نحو التذكّر.




---

#منال_حاميش (هاشتاغ)       Manal_Hamesh#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل