أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميلاد سليمان - أحلام يقظة جوال غير منفرد














المزيد.....

أحلام يقظة جوال غير منفرد


ميلاد سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 8410 - 2025 / 7 / 21 - 13:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قبل الفجر بساعة، وأنا قاعد مع ثلاثة أصدقاء بنشرب وننبسط بدخنة لطيفة نظيفة على هضبة المقطم، وسط ظلام الليل التام، ومن حولنا سيارات أخرى يجلس داخلها وأمامها شباب مثلنا أو أصغر أو أكبر، يحصل كل منهم على لحظاته الخاصة دون أن يزعج حد من حوله.
كنا بندردش في موضوعات مختلفة ومتنوعة ونتقافز من فكرة لفكرة كما يتقافز العصفور الزوغنن من فرع لفرع، يسلاااااام على الوعي، وأربعتنا بنملا فراغ الصمت بهبد ساخر ما بين مواقف منوعة وموضوعات عن مسلسل أو سينما واقتصاد وفلسفة وتاريخ، على قدر فَهم كل واحد، على متابعة احدث تريندات من الفيس بوك على شوية أحداث من الحياة اليومية، وكما هو معروف، ومتبع، ومتفق عليه عرفيًا، في قعدات الحشيش، بعد ما تخبطلك چوبين طرشمان، بيطلع كل المخزون النفسي الجواني وكأنك بتقلب فردة شراب طويلة من جوه لبرا، وتبقى متصالح مع كل الناس ومتقبل كلامهم مهما كان، كل الناس حلوين في عينيا حلوين، دا حتى بيقولوا عن اللاوعي أن كله أخُوُة برا وجوا، وبتلاقي فلتات اللسان بتشتغل وترابط الأفكار بيشتغل وبتتكلم بكل راحة وسلام وهدوء کراهب بوذي في أعلى سلالم التبت قبل رضاعة من سرسوب النرفانا، وسط سحبة ضبابية لذيذة... ويا أصحابي يا أهلي يا جيراني أنا عاوز اخدكم ف أحضاني... لكن نو هومو.

المهم، وصل بينا الحكي والفضفضة لموضوعات +18 وخاصة موضوع منشطات ما قبل الماتش اللذيذ، وايه بيدي باور حلو وبيعمل كام واحد، وايه بيعمل تأخير حلو، وبيقعد وقت ااد ايه، وايه اللي بيطلب معاك كسل وتثاؤب وهمدان، وايه اللي بيقلب بصداع واحمرار وزغللة وزكام، وكل واحد بيطلع خبراته في الموضوع، واللي اكتسبها إما بالسماع العام وإما بالتجربة المباشرة، لحد ما واحد منهم قال " دا فيه باور جربته قبل كده اسمه (...) بيدي انتصاب جامد ايييه... اللي هو لو تحط فنجان القهوة على بتاعك وتمشي بيه ميقعش"، وكمل بعدها كلامه عن سعره ومميزاته والشريط فيه كم قرص وتكون واكل خفيف.... ولما جربه خد تقييم كام نجمة من صاحبته!!.

بس أنا مكنتش سمعت أو ركزت مع باقي التفاصيل دي، لأني فضلت واقف زمنيًا عند أول جملة، واللي فِضلت تتكرر في دماغي بطبقات صوتية مختلفة ذات صدى " انتصاب ... اييييه... فنجان القهوة"!!.

وفي أثناء ذلك، أو في نفس اللحظة، حسيت بخُطاف ونش بيقمّرني من لوكسات بنطلوني من الخلف، وبيسحبني من وسطهم لفوق بشكل متسامي طيفي، ولا بقيت سامع بيقولوا ايه ولا بيحكوا في ايه، شايف بس بوؤهم بيتحرك بلا توقف، يضيق ويتسع كحظاظات كاوتش، ويا دوب سامع صوت تنفسي البطيء، وغطست في بير ذهني جواني مع فكرة فنجان القهوة المُقدم لعملاء الكافيه السياحي على قضبان الويترز، ويا ترى لو موظف بتاعه نام - أثناء ساعات العمل- والفنجان وقع منه واتكسر، الشكوى بتتقدم لإدارة الكافيه ولا دي أعراض جانبية للمنشط بسبب التعود عليه، وهل سهل التسامح معاها بنسب معينة، وهل لما يتخصم منه ويتعاقب، لتكرار كسر الفناجين، هيضطر وقتها يستخدم أيديه ويشيل الصينية بيهم زي الناس العادية بتوع زمان!!.

لحظة... طيب هو كل موظف مسموح له بكسر فنجان قبل رفده، " اتفضل اطلع بره... رصيدك من الفناجين خلص"، ويا ترى فيه ناس، عندها ما يكفي من الوعي، قبل الانترڤيو، وبتتدرب على الموضوع دا في البيت عشان لما تروح المقابلة تظبط الأداء صح، ولا ممكن بقى فيه مراكز تدريب وكورسات ( للذكور والمتحولين فقط) متخصصة ومعنية بتوريد موظفين ذوي خبرة وكفاءة في حمل الفناجين!!.

وممكن مع تقدم الزمن، لو ظهرت شركة منشطات منافسة وحابة تنزل بنوع دواء جديد، هل بتروح توزع عينات مجانية في فترة تجريبية على الويترز في كافيهات برندات معروفة، ولا التوزيع بيكون على بعض فئران التجارب من صبيان القهاوي الشعبية، ولا دلوقتي الأزمة الإقتصادية خلقت متطوعين جاهزين في غرف المعامل السرية في مناطق نائية داخل دول العالم الثالث!!.

وفكرة زي دي لما اتقالت دلوقتي وسطنا احنا الأربعة، وفي أحسن الأحوال، فيه حد فينا فاتح باقة نت ومجسات الخصوصية بتاعت جوجل والذكاء الصناعي لقطتها، ايه شكل الاعلانات الممولة والرييلز اللي هتظهر لنا الفترة الجاية على منصات السوشيال ميديا، ولا الفكرة دي هتشتريها انهي شبكة ترفيه أو حتى شركة أفلام كارتون ونشوفها في لقطة سريعة من فيلم American Pie ولا مسلسل The Simpsons أو Family guy أو حتى آنمي يابانيز مئوي الحلقات!!.

ايه داا... هو صاحبنا جاب الفكرة دي منين، وسحلنا بيها في وسط الكلام، هل جرب يعمل حاجة زي كداا مثلاً، قدام صاحبته أو لوحده، أو ممكن يكون شاف الموقف دا بالفعل في مكان ما، وفضل مخزون في دماغه منتظر القعدة المناسبة لبثها!!. ولا يمكن فيه حالة من التناص مع جذوره الصعيدية مع المثل بتاع "عنده شنبات يقف عليهم الصقر"، وطبعًا عشان مكانش ينفع يوقف الصقر على بتاعه اختار يقدم عليه فنجان القهوة!!.

وه .. هو أنا قاعد ساكت في وسطهم كدا بقالي ااد ايه، يا ترى خدوا بالهم إني وقعت منهم في وسط الشرب وطرت مع نفسي لكوكب تاني، وسايبيني أرجع وقت ما أحب، وكملوا هم كلام مع بعض، ولا دلوقتي بيكلموني وأنا مش برد عليهم أو يمكن رديت عليهم بس دماغي مازال هناك سارح مع الفكرة !؟، أن تفكر في إنك تفكر، على كل حال هرجع لهم عند آخر جملة وقفت عندها وفاكرها، وفي لحظة نزلت وتطابقت الطيفية مع نفسي المادية، واتعدلت في قعدتي ووجهت كلامي للجميع وقلت " واضح ان الدخنة المرة دي نظيفة بزيادة... المال الحلال آهووو".

مرّت لحظات صمت واحنا بنبص لبعض، بعدها دخلنا جميعًا في موجة ضحك لم يقطعها سوى صوت عراك بعض الكائنات الليلية في رحلة بحثها عن الطعام.



#ميلاد_سليمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقطة واحدة للموت
- الموتى السائرون... مسلسل لا نهاية له
- القشة التي لم تكسر ظهر البعير
- ربنا بتاع مين فينا ؟
- تطورنا الجنسي المتوقف
- لعنة ريكادرو
- المغالاة في الإنسانية
- كلافيموكس
- لعنة الخواتم
- قصة قديمة بوعي جديد
- أتوبيس الحكايات
- الجنيه الحزين
- قصاقيص وذكريات
- جه يكحلها
- الفلانتين واجيال الهزيمة
- السينما.. وقوة التأثير
- العام الأول بعد الثلاثين
- لعنة أن تعيش في الماضي
- حد الردة في المسيحية
- سقطات الأعلام


المزيد.....




- اختفت منذ 82 عامًا.. اكتشاف سفينة حربية يابانية من الحرب الع ...
- نظرة على معاناة عائلة للحصول على طبق واحد فقط في غزة
- غزة: مقتل أكثر من 1000 فلسطيني لدى محاولتهم الحصول على مساعد ...
- إردام أوزان يكتب: وهم -الشرق الأوسط الجديد-.. إعادة صياغة ال ...
- جندي يؤدي تحية عسكرية للأنصار في سيطرة ألقوش
- 25 دولة غربية تدعو لإنهاء الحرب في غزة وإسرائيل تحمل حماس ال ...
- -إكس- و-ميتا- تروّجان لبيع الأسلحة في اليمن.. ونشطاء: لا يحذ ...
- عاجل | السيناتور الأميركي ساندرز: الجيش الإسرائيلي أطلق النا ...
- سلاح الهندسة بجيش الاحتلال يعاني أزمة غير مسبوقة في صفوفه
- السويداء وتحدي إسرائيل الوقح لسوريا


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميلاد سليمان - أحلام يقظة جوال غير منفرد