أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ميلاد سليمان - القشة التي لم تكسر ظهر البعير














المزيد.....

القشة التي لم تكسر ظهر البعير


ميلاد سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 6381 - 2019 / 10 / 16 - 03:32
المحور: كتابات ساخرة
    


واقف على الكوبري الدائري، مستني أي عربية رايحة ميدان الرماية/ الهرم، وكل اللي بيجي رايح مريوطية او أكتوبر بس، والشمس شكلها واخده منشطات رغم اننا في نص شهر أكتوبر، وصل مكيروباص رايح "رماية" فاضي فيه كرسيين فقط، ركبت وركب رجل تاني كان واقف جنبي، طول بعرض شبه البلطجية بتوع الأفلام الأبيض واسود، وكف ايده بعرض وسطي تقريبا، يبدو ان التطور كان كريم معاه وطفرته البيولوجية عجينتها زيادة، سألت السواق "الأجرة بكم من هنا يسطاا؟"، رد عليا بذوق " 3 جنيه ونص يا بيه.. وخللي عنك خالص"، وباعتباري مواطن طوال اليوم بيتنطط في المواصلات، على طول جيب الشنطة الصغير ماليان فكة، قمت طلعت أجرتي فكة، اتوزعت على الركاب قبل ما توصل للسواق أصلا، واضح ان الفكة على طول عاملة مشكلة، والرجل اللي جنبي بعت 20 جنيه، خد الباقي 15، والسواق قاله "لما يجي جنيه ونص هبعت لك حاضر... حد معاه 5 فضية يا حضرااات"، وباقي الركاب محدش رد عليه ولا حتى حرك دماغه بالإيجاب او النفي، كل واحد في دوامته الخاصة، سواء باصص من الشباك او بيلعب في موبيله او بيلعب في مناخيره او بيلعب في الكرسي ويقشر في الكسوة الجلد بتاعته .. كعادة شهوة التخريب المجاني المسيطر على 90% من الشعب المصري.
الرجل اللي جنبي كأن عليه البيضه، وعمال يفرك ويلوك كثير مع السواق، "أنت ليه مش معاك فكة عشان تبعت الباقي للناس يعني... طيب ما تفك من حد سايق جنبك... ابعت باقي ال 5 جنيه يسطااا... فيه جنيه ونص ورااا يا عمهم"، والسواق مستغرب ومندهش وقاله "والله يا عمنا لو فيه معايا مش هتأخر... هدور لك حاضر"، وصلنا محطة "المريوطية" مكان نزول الشخص دا، قام نزل من المكيروباص وفضل ماسك الباب الجرار بإيده كأنه مش عاوز العربية تتحرك، وزعق تاني وقال "مش هتمشي غير لما اخد الباقي بتاعي... انا لياااا في ذمتك باقي 5 جنيه... ومش انا اللي يتعلم عليا في جنيه ونص يسطااااا"، طبعًا كل الركاب وانا منهم دخلنا في موجة من الضحك الحذِر المكتوم.. احسن ينوبنا من الغضب جانب، والسواق فضل يدوّر ويبحث على أي فكة مفيش، واخيرًا لقى جنيه وسط زحمه الفلوس المرمية قدامه، قدمه للرجل بيد ترتعش وصوت مهزوز "فيه جنيه اهووو... يبقالك نص جنيه... مسامح فيه!؟"، زعق الرجل وقال "وانا اسامح فيه بتاع اييييه؟"، اتدخل واحد من الركاب وطلع من جيبه نص جنيه رفعه للرجل وقال "اتفضل نص جنيه اهوو... وانا نازل الآخر .. هاخده من السواق لما يبقى يفك في الموقَف"، طبعًا دا تصرف محترم من رجل محترم لانهاء الحوار السخيف لأن العربية واقفة والناس متأخرة على شغلها، ولكنه للأسف خد من الغضب نصيبه والرجل طلع علينا كل مشاعر النقص والدونية ومد ايده في جيبه طلع "كبشه" فلوس فئة الـ 200 جنيه وقال "انت هتبقشش عليا يااااض انته.... دانا اشتريكم بالعربية اللي انتوا فيها دي... انا ليا نص جنيه عند السواق.. مش عندك انته"، قام السواق قاله "طيب هعملك اييه دلوقتي... يعني اسيبلك 5 جنيه عشان النص جنيه بتاعك داا"، قام الرجل العملاق تخن صوته أكثر وقال "طيب النص جنيه دا... هخليك تصرفه على تصليح عربيتك..."، قام ضرب ايده بعنف على الباب شرخ الازاز، ومشي في هدوء مكمل طريقه على نزلة المريوطية، وطبعًا.. لا حد من الناس حجِز ولا حد اتدخل ولا حد نطق بكلمة، يادوب كسر الصمت صوت ست كبيرة سبعينية قاعدة في آخر كنبه، قالت "حسبي الله ونعم الوكيل... يعوض عليك ربنا يسطا".



#ميلاد_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربنا بتاع مين فينا ؟
- تطورنا الجنسي المتوقف
- لعنة ريكادرو
- المغالاة في الإنسانية
- كلافيموكس
- لعنة الخواتم
- قصة قديمة بوعي جديد
- أتوبيس الحكايات
- الجنيه الحزين
- قصاقيص وذكريات
- جه يكحلها
- الفلانتين واجيال الهزيمة
- السينما.. وقوة التأثير
- العام الأول بعد الثلاثين
- لعنة أن تعيش في الماضي
- حد الردة في المسيحية
- سقطات الأعلام
- الذوق العام وافساده لمحاولات التغيير
- كبوة العقل النقدي
- مذكرات طالب دبلوم تربوي


المزيد.....




- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ميلاد سليمان - القشة التي لم تكسر ظهر البعير