أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - غزة تختنق جوعًا... وثورة الجياع على الأبواب














المزيد.....

غزة تختنق جوعًا... وثورة الجياع على الأبواب


سامي ابراهيم فودة

الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 08:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


في غزة المحاصرة منذ ما يزيد عن 18 عامًا، لم تعد الحرب تطرق الأبواب بالقذائف فقط، بل دخلت البيوت من بوابة الجوع.
ففي ظل شُحّ المساعدات، وغياب الرقابة، وتصاعد الاحتكار، بلغ سعر كيلوا الطحين مؤخرًا 100 شيكل – وهو رقم جنوني يُعادل قرابة ثلاثة أضعاف متوسط سعره في الضفة الغربية!

ومع اختفاء السلع الأساسية مثل الأرز، البرغل، العدس، الفريكة، من رفوف المحلات، وانقطاعها شبه التام من الأسواق الشعبية، تُطرح تساؤلات مُرّة حول من يُدير فعليًا المشهد الاقتصادي داخل غزة؟ هل هي أزمة حقيقية، أم "صناعة تجويع ممنهجة" تطال الطبقات المسحوقة دون سواها؟

من المسؤول؟

المواطن الفقير بات ضحية واضحة بين فكّي كماشة:

من جهة أولى: تُجار الأزمات الذين يتلاعبون بالأسعار ويخزنون البضائع عمدًا، ويبيعونها في السوق السوداء بأسعار خيالية.

ومن جهة أخرى: المؤسسات والصرافات التي باتت تفرض عمولات قاسية على الحوالات المالية والمساعدات النقدية، تصل أحيانًا إلى 10-15% من قيمة المبلغ المحوّل، وكأنها تفرض ضرائب على الكرامة.

أما الجهات المسؤولة عن إدارة القطاع، فتكتفي بالصمت، أو إصدار بيانات إنشائية لا تعالج جذور الأزمة، ولا تلاحق المحتكرين ولا تُنقذ الجائعين.

أين تذهب المساعدات؟

مئات ملايين الدولارات تُعلن الجهات المانحة عن تقديمها لأهل غزة سنويًا، لكن المواطن لا يرى منها سوى فتاتًا يأتيه مشروطًا، متأخرًا، ناقصًا، وأحيانًا لا يصل أصلًا.
في المقابل، تنمو إمبراطوريات تجارية لبعض "الأسماء المعروفة"، وتُبنى الفلل الفاخرة، وتُدشّن شركات الشحن والاتصالات والتطبيقات، على حساب جوع طفل، ومرض شيخ، وبطون خاوية تنتظر دورها في قائمة الموت.

صمتٌ مريب… وغضب قادم

هذا الصمت الرسمي والمجتمعي المُريب، وهذه المعادلة التي تذل الناس مقابل "الفتات"، لن تدوم. فشعب غزة الذي صمد في وجه الحروب، لن يُهزم أمام طابور خبز.
ثورة الجياع تقترب، ليس لأن الفقراء يريدونها، بل لأنهم يُدفعون إليها دَفعًا، بعدما ضاق بهم العيش، وضاقت بهم الحياة.

إننا أمام نُذر انفجار اجتماعي واقتصادي لا يقل خطرًا عن الحرب، وإذا لم تتحرك الضمائر والمؤسسات والقوى الوطنية لكسر هذه الحلقة الجهنمية من التجويع والتغول…
فانتظروا ثورة لا تبقي ولا تذر، تبدأ بالخبز… وتنتهي بتطهير الوطن من تجار الدم والجوع.



#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة تموت... والعالم يتفرّج
- تكيات الذل وإدارات العار: حين يصبح النازح سلعةً بيد تجار الإ ...
- خالد صالح.. من زنزانة الحديد إلى سفارة الحرية
- ناصر اللحام … الصوت الحر الذي لا يُكسر
- سكارى بلا خمر... غزة تتمايل على حافة الهاوية
- -غيتو رفح: نسخة نازية في ثوب إنساني… وجريمة تَجهيل وتهجير مك ...
- ذكرى رحيل أختي الغالية -نجاح – أم رامز-
- تأخير المفاوضات في الدوحة... غزة تدفع الفاتورة دمًا وأشلاءً
- بيت حانون... فخامة الاسم تكفي.
- ما لنا إلا الله-
- الأسيرات الماجدات في الدامون: وجع الوطن في أجساد النساء-
- لقمتنا مغمسة بالدم
- قيدٌ لا يُكسر: حكاية أسيرٍ صنع مجد الوطن من زنزانته- القائد ...
- انا ابن مخيم جباليا
- ياوطن شو بلاك بهالثعابين
- طحين مخضب بالدم
- أبطال غيبتهم القضبان الأسير المناضل الكبير - جمال مصطفى حويل ...
- الأسيرتان الفلسطينيات ريماء البلوى وزهراء الكوازبة وهما في ش ...
- إنهد حيلنا
- غزة من الجوع بتموت


المزيد.....




- صنعاء: تظاهرة بعشرات الآلاف وهتافات ضد إسرائيل وأمريكا
- مسؤول إسرائيلي يؤكد إحراز تقدم في مفاوضات الدوحة ويتهم حماس ...
- لماذذا تهدد روسيا بحظر تطبيق واتساب؟
- قطر تسهل إعادة 81 أفغانيا من ألمانيا إلى بلادهم
- 41 شهيدا بغزة والاحتلال يواصل استهداف المجوّعين
- كيف اعترضت الدفاعات الجوية القطرية الهجوم الصاروخي الإيراني ...
- -لستُ عاملة نظافة عندكِ-.. مواجهة حادة بين وزيرة فرنسية من أ ...
- أمنستي تدعو أيرلندا لإقرار قانون الأراضي المحتلة ضد إسرائيل ...
- الحوثيون يهاجمون مطار بن غوريون بصاروخ باليستي
- ما المداخل الممكنة لإعادة الأمن والاستقرار في السويداء؟


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - غزة تختنق جوعًا... وثورة الجياع على الأبواب