أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد أحمد عايش - من عمّان إلى موسكو ،، رحلة البحث عن العدالة والحقيقة














المزيد.....

من عمّان إلى موسكو ،، رحلة البحث عن العدالة والحقيقة


فؤاد أحمد عايش
كاتب وروائي أردني

(Fouad Ahmed Ayesh)


الحوار المتمدن-العدد: 8406 - 2025 / 7 / 17 - 20:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أحد أحياء العاصمة الأردنية عمّان، وُلدتُ ونشأتُ وسط عائلة بسيطة، أؤمن بها وأفتخر بأنها شكّلت شخصيتي. كنت أراقب العالم من حولي، وأتساءل عن معنى العدالة، عن الحقيقة، عن القانون، عن الدولة التي لا تظلم مواطنيها، ولا تبيع سيادتها. ومع مرور الوقت، بدأتُ أشعر أن الإجابة على هذه الأسئلة قد لا تكون في محيطي المباشر، بل في مكان بعيد. في أرضٍ اسمها (روسيـا).

ومن عمّان بدأت رحلتي الفكرية والوجدانية التي قادتني إلى موسكو وإلىوجهات أخرى، لا كسائح ولا كغريب، بل كطالب علم، وكعاشق للحق، وكباحث عن دولة يمكن أن أكون فيها حرًّا ومفيدًا في آنٍ معًا.

عندما لا تكفي الحدود... وتبدأ الأحلام

في عمّان، كبرتُ على حب العربية، واعتزازي بهويتي. كنت أشعر دائمًا أن العالم واسع، وأن العدالة ليست حكرًا على جهة واحدة. لكنني كنت أرى أن القانون في منطقتنا كثيرًا ما يُستعمل كأداة للسلطة، لا كضمانة للناس. وأن الإعلام العربي مُكبّل، والمواقف السياسية مرهونة بالخارج.

في تلك اللحظة، بدأتُ أقرأ عن روسيا، عن قوتها، عن تاريخها، عن استقلالها السياسي، عن احترامها للسيادة، وعن شجاعتها في قول "لا" حين يقول الآخرون "نعم" خوفًا.

لقد سحرتني فكرة أن هناك دولة تتحدى المنظومة الغربية دون أن تفقد توازنها، وتخوض معارك دبلوماسية من موقع الكرامة، لا من موقع التبعية.

من الدهشة إلى الدراسة: موسكو ليست كما يروّجون

حين وصلت إلى روسيا، وجدت بلدًا مختلفًا عمّا كنت أراه في شاشات الإعلام العربي. لم أجد "قمعًا"، بل وجدت نظامًا صارمًا يحترم القانون. لم أجد "تخلّفًا"، بل وجدت مؤسسات علمية متقدمة، وأساتذة يحترمون الطالب، مهما كانت جنسيته أو دينه.

دخلت كليّة الحقوق، وبدأت أدرس القانون الروسي، فشعرت كأنني أتنفس هواءً جديدًا. هنا، لا مكان للعبث بالقانون. كل شيء منظم. كل حرف له معنى. والأهم: لا أحد فوق الدولة.

في روسيا، لم أكن مجرد طالب عربي في الغربة، بل أصبحتُ جزءًا من منظومة فكرية ترى أن الإنسان لا يجب أن يُباع أو يُشترى، وأن الوطن ليس ملفًا تفاوضيًا، بل كيانًا مقدّسًا.

من عمّان إلى روسيا ... قلبان داخل إنسان واحد

أنا لم أترك عمّان خلفي، بل حملتها معي. أحمل لغتي، وأحمل دعاء والدتي، وأحمل إرث أجدادي. لكنني أيضًا أعيش الآن في روسيا، وأتعلم منها، وأحترم شعبها، وأحاول أن أكون صوتًا صادقًا بين العالمين.

في عمّان تعلمت الوفاء، وفي موسكو تعلّمت السيادة.
في عمّان فهمت الوجع العربي، وفي موسكو عرفت كيف يكون الردّ بالعقل والقانون لا بالصراخ.

أنا بين عالمين، لكنني لست ممزقًا. بل أنا صلة وصل، جسر ثقافي وفكري بين روسيا والعالم العربي، وسأعمل ما حييت لأجعل من هذه الصلة شيئًا مشرفًا.

من الغربة إلى الرسالة

الغربة ليست فقط مكانًا، بل حالة. لكنها في روسيا كانت غربةً تُشبه النضج، تُشبه ولادة الإنسان من جديد. تعلمت أن أكون قويًا من الداخل، واضحًا في قناعاتي، مستقيمًا في مبادئي.

اليوم، وأنا أكتب من روسيا ، لا أشعر أنني مهاجر، بل أشعر أنني في مهمة. مهمة فكرية وإنسانية وأخلاقية وقانونية، لأُثبت أن العربي يمكنه أن ينجح في روسيا، وأن يردّ التحية لهذا البلد العظيم بما يليق به من احترام وإخلاص.

في الختام: عمّان علّمتني أن أكون صادقًا ... وموسكو علّمتني أن أكون قويًا

رحلتي من عمّان إلى موسكو لم تكن فقط جغرافية، بل كانت روحية وفكرية.
وأنا اليوم أكتب من قلبي، وأقول: أنا أردني، نعم. لكنني أحب روسيا كما أحب وطني. وسأكون في المستقبل صوتًا عربيًا حرًا... يدافع عن الحق من موسكو، ويحمل قضايا أمته بالعقل والحكمة.



#فؤاد_أحمد_عايش (هاشتاغ)       Fouad_Ahmed_Ayesh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا كما لم تعرفها من قبل: حضارة، قانون، وهوية
- لماذا أحببت روسيا؟ رحلة في قلب الثقافة والسياسة الروسية
- الطريق إلى الموت ... الهجرة غير الشرعية
- الفؤاد يكتب
- الدول العربية والتحديات الاقتصادية في المنطقة
- مبادرة أثر - Athar
- overdose
- اضطراب طيف التوحد - Autism Spectrum Disorder
- رهف .. التحدي والمثابرة .. رواية
- الرسائل الغامضة
- في وطني ؟!
- اليوم العالمي للمرأة ...
- الأردن ما بين الحاضر والواقع
- Marta .. Challenge and perseverance .. Part 3
- Marta .. Challenge and Perseverance .. Part To
- Marta .. challenge and persistence
- Love from another look
- جرعة زائدة
- عاصفة الفؤاد
- حي على الشباب


المزيد.....




- سوريا وإسرائيل تتوصلان لوقف لإطلاق النار بدعم أردني تركي
- استطلاع: غالبية الإسرائيليين يؤيدون صفقة تبادل شاملة وإنهاء ...
- رويترز: الكونغو ستوقع بالدوحة اتفاق لإنهاء القتال مع المتمرد ...
- أنغام تفتتح مهرجان العلمين بعد تجاوز أزمتها الصحية
- صاروخ يمني يربك إسرائيل: تعليق الملاحة في مطار -بن غوريون- و ...
- الأمين العام لحزب الله يُحذّر من -ثلاث مخاطر- ويؤكد: جاهزون ...
- انتهاكات بحق العشائر البدوية في السويداء بعد اتفاق انسحاب ال ...
- بعد تشخيص مرضه.. 3 تغييرات منتظرة في نمط حياة ترامب
- تفاؤل أميركي بقرب التوصل لاتفاق بشأن غزة
- موسكو توقف مسافرة أميركية روسية بسبب مسدس في حقيبتها


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد أحمد عايش - من عمّان إلى موسكو ،، رحلة البحث عن العدالة والحقيقة