أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - تكيات الذل وإدارات العار: حين يصبح النازح سلعةً بيد تجار الإنسانية














المزيد.....

تكيات الذل وإدارات العار: حين يصبح النازح سلعةً بيد تجار الإنسانية


سامي ابراهيم فودة

الحوار المتمدن-العدد: 8406 - 2025 / 7 / 17 - 20:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الوقت الذي كان من المفترض أن تكون فيه مخيمات النزوح ملاذًا للكرامة، تحولت للأسف إلى ساحات للذل والإهانة، يديرها من يسمون أنفسهم "إدارات"، وهم في حقيقتهم أبعد ما يكونون عن الإدارة أو الإنسانية.

من شمال الوطن إلى جنوبه، ومن شرق الشتات إلى غربه، تتشابه القصص، وتتشابه الوجوه التي لا تستحي وهي تمارس أقذر أشكال التمييز الطبقي والعنصري في توزيع الفتات على من فقدوا كل شيء.

نساء أرامل، أمهات ثكالى، أطفال حفاة، شيوخ انحنوا من التعب، وشباب جائعون، جميعهم يقفون في طوابير الذل أمام أبواب المدارس أو في ممرات المخيمات ينتظرون المغرفة، نعم المغرفة، التي لا يحصلون عليها إلا إن كانت لهم معرفة بأحد المشرفين!

إنها تكيات الذل، وليست مطابخ رحمة. فيها تُهدر كرامة الإنسان، ويُهان صبره، وتُمس كرامته بالكلمة الجارحة، بالسبّ العلني، بالصراخ على الأمهات، بالتمييز بين "فلانة" و"علّانة"، وبين "ابن التنظيم" و"ابن الله".

ترى المرأة تُدفع، ويُزجر الطفل، ويُصفع الشاب، ويُهان العجوز، ولا أحد يحرك ساكنًا. المشرفون – الذين يعرفهم الجميع بالاسم والمنطقة والحزب – يوزّعون الطعام كأنهم يمنّون على الناس لا كأنهم يؤدّون واجبًا. بل الأسوأ من ذلك أنهم يلتقطون الصور والفيديوهات للنساء والأطفال وهم يتدافعون على مغرفة عدس أو حبة رز، في مشهد أبشع من المجاعة.

يا من تملكون مفاتيح المخيمات وتتكبرون على جوع الناس، والله ما أنتم من أهل الإنسانية بشيء. أنتم تجّار ألم، ووسطاء مصلحة، ومسوّقو ذل. كفى، فقد فضحتكم الوجوه المكسورة والبطون الخاوية والنظرات المقهورة.

الكرامة ليست خيارًا، والعدالة في توزيع الطعام ليست مكرمة من أحد. نحن لسنا قطيعًا يُساق، ولسنا درجات في دفتر المحسوبيات. نحن أصحاب حق، لا نريد صدقة، بل نطالب بحقنا في المعاملة بإنسانية.

ارفعوا أيديكم عن تكيات المهانة، وارحلوا غير مأسوف عليكم. فقد كشفكم الله والناس، وستسقطون من أعين الجميع كما سقطتم من أعين أنفسكم.
شهادات من قلب الذل:

🔹 أم وسيم (نازحة - 45 عامًا):

> "من الساعة 6 الصبح واقفة بالدور عشان وجبة عدس، لما وصلت عند الباب، قالتلي الموظفة: خلّي غيرك أولى! أنا أرملة وعندي 4 أولاد، شو يعني مش أولى؟ حسّيت حالي ولا شي، بس دموعي كانت تحكي اللي بقلبي."
🔹 أبو حاتم (شيخ مسن - 68 عامًا):
> "الشاب المسؤول شتمني قدام الكل لما سألت ليش ابني ما أخد حصة، حكالي: إنقلع من وشي، مش إلك، روح اشتكي! أنا رجل مريض، والله ما قدرت أنام من القهر."

🔹 ليلى (فتاة نازحة - 17 عامًا):
> "صورونا وإحنا بنركض عالكرتونة كأننا كلاب، ونزلوها على الفيسبوك! ما عندهم لا رحمة ولا احترام، صاروا يستغلونا حتى للبوستات تبعتهم."
🔹 أبو عماد (شاب عاطل عن العمل - 32 عامًا):

> "أنا مش طالب لا شفقة ولا إحسان، بس لما تميّز بيني وبين ابن تنظيمك، وتعطيني فُتات وتعطيه كرتونة كاملة، هون ما بكون جوعان… بكون مقهور."
🔹 أم يوسف (أم ثكلى - فقدت ابنها في الحرب):
> "قالولي: ما اسمك مش بالكشف. قلتلهم: ابني استشهد، يعني شهادة ولاده مش كفاية تكون اسمي بكشف الرحمة؟!"



#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد صالح.. من زنزانة الحديد إلى سفارة الحرية
- ناصر اللحام … الصوت الحر الذي لا يُكسر
- سكارى بلا خمر... غزة تتمايل على حافة الهاوية
- -غيتو رفح: نسخة نازية في ثوب إنساني… وجريمة تَجهيل وتهجير مك ...
- ذكرى رحيل أختي الغالية -نجاح – أم رامز-
- تأخير المفاوضات في الدوحة... غزة تدفع الفاتورة دمًا وأشلاءً
- بيت حانون... فخامة الاسم تكفي.
- ما لنا إلا الله-
- الأسيرات الماجدات في الدامون: وجع الوطن في أجساد النساء-
- لقمتنا مغمسة بالدم
- قيدٌ لا يُكسر: حكاية أسيرٍ صنع مجد الوطن من زنزانته- القائد ...
- انا ابن مخيم جباليا
- ياوطن شو بلاك بهالثعابين
- طحين مخضب بالدم
- أبطال غيبتهم القضبان الأسير المناضل الكبير - جمال مصطفى حويل ...
- الأسيرتان الفلسطينيات ريماء البلوى وزهراء الكوازبة وهما في ش ...
- إنهد حيلنا
- غزة من الجوع بتموت
- سياسة الإهمال الطبي تهدد حياة الأسيرة حنين محمد جابر المصابة ...
- الأسير معتصم رداد شهيداً بعد تحرره من سجون الاحتلال وهو مصاب ...


المزيد.....




- سوريا وإسرائيل تتوصلان لوقف لإطلاق النار بدعم أردني تركي
- استطلاع: غالبية الإسرائيليين يؤيدون صفقة تبادل شاملة وإنهاء ...
- رويترز: الكونغو ستوقع بالدوحة اتفاق لإنهاء القتال مع المتمرد ...
- أنغام تفتتح مهرجان العلمين بعد تجاوز أزمتها الصحية
- صاروخ يمني يربك إسرائيل: تعليق الملاحة في مطار -بن غوريون- و ...
- الأمين العام لحزب الله يُحذّر من -ثلاث مخاطر- ويؤكد: جاهزون ...
- انتهاكات بحق العشائر البدوية في السويداء بعد اتفاق انسحاب ال ...
- بعد تشخيص مرضه.. 3 تغييرات منتظرة في نمط حياة ترامب
- تفاؤل أميركي بقرب التوصل لاتفاق بشأن غزة
- موسكو توقف مسافرة أميركية روسية بسبب مسدس في حقيبتها


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - تكيات الذل وإدارات العار: حين يصبح النازح سلعةً بيد تجار الإنسانية