أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - فؤاد أحمد عايش - لماذا أحببت روسيا؟ رحلة في قلب الثقافة والسياسة الروسية














المزيد.....

لماذا أحببت روسيا؟ رحلة في قلب الثقافة والسياسة الروسية


فؤاد أحمد عايش
كاتب وروائي أردني

(Fouad Ahmed Ayesh)


الحوار المتمدن-العدد: 8405 - 2025 / 7 / 16 - 17:50
المحور: قضايا ثقافية
    


في حياة كل إنسان لحظة فارقة، نقطة تحوّل يتغير بعدها كل شيء. بالنسبة لي، كانت تلك اللحظة حين وضعت قدمي على أرض روسيا لأول مرة. لم أكن أعلم حينها أنني سأقع في حب هذا البلد العظيم، لا من باب الانبهار العابر، بل من باب الفهم العميق والإعجاب الصادق. أحببت روسيا لأنها وطن يشبه الحلم، لكنه واقعي. لأنها تجمع بين الثقافة العريقة والسياسة الحكيمة، بين التاريخ الراسخ والمستقبل الواثق.

الثقافة الروسية... حيث الفن يروي هوية أمة

الثقافة الروسية ليست زينة حضارية، بل هي جوهر الحياة ذاتها. إنها ثقافة تولي للفكر والمشاعر مكانةً لا تقلّ عن الخبز والماء. في روسيا، يُعامل الأدب كغذاء للروح، وتُحتفى الموسيقى كأنها صلاة يومية.

حين تقرأ لتولستوي ودوستويفسكي، أو تستمع إلى سيمفونيات تشايكوفسكي وراخمانينوف، تشعر أن روسيا لا تقدّم فنًا فقط، بل تقدّم فلسفة حياة. الروس لا يتعاملون مع الحياة بسطحية، بل يعيشونها بعمق وجودي، يواجهون آلامهم بالشعر، ويحتفلون بأحزانهم بالرسم والمسرح.

وما أثار إعجابي هو احترامهم الكبير لتاريخهم الثقافي، دون إنكار أو تجاهل. بل حولوه إلى مصدر فخر وطني، ورافعة فكرية لبناء الحاضر والمستقبل.

روسيا السياسية... السيادة والقرار المستقل

ما أحببته في السياسة الروسية هو وضوحها، وثبات موقفها، واستقلال قرارها. روسيا لا تُدار وفق أهواء قوى أجنبية، بل وفق مصلحة شعبها ودولتها.

منذ أن بدأتُ أدرس القانون هنا، شعرت أنني أمام مدرسة سياسية فريدة، تؤمن بالسيادة لا كشعار، بل كمبدأ لا يُساوَم عليه. وجدت في الرئيس فلاديمير بوتين تجسيدًا لرجل الدولة الحقيقي: قائد ذو رؤية استراتيجية، لا يُهادن على المبادئ، ويدافع عن مصالح روسيا بثقة وصبر وإرادة.

السياسة هنا تُبنى على العقل لا العاطفة، وعلى الواقعية لا الأوهام. وفي ذات الوقت، لا تخلو من مثالية عالية في الدفاع عن التاريخ والهوية.

الشعب الروسي... بين الكبرياء والكرم

قد يظن البعض أن الروس شعب بارد، لكن الحقيقة أن في داخلهم دفئًا إنسانيًا نادرًا. الروس يملكون كبرياء لا يصاحبه تكبر، وكرمًا لا يستعرض ذاته. عشت بينهم، وتعلمت منهم أن الاحترام قيمة أساسية في التعامل، وأن الصمت أحيانًا أبلغ من الكلام.

وجدت فيهم صلابة في المواقف، ووفاءً في الصداقة، واستعدادًا للعون حين تحتاجه. وهذا ما يجعلهم شعبًا عظيمًا، قادرًا على تجاوز المحن والمضي نحو المستقبل بثقة.

لماذا أحببت روسيا؟ لأنني وجدت نفسي فيها

أحببت روسيا لأنني وجدت فيها ما لم أجده في أماكن كثيرة: الاحترام، الجدية، العمق، والحرية الفكرية. وجدت فيها دولة قوية، وشعبًا راقٍ، وثقافة سامية، وقيادة تُلهم. والأهم، وجدت فيها فرصة لصياغة مستقبلي كمحامٍ دولي، يرى في روسيا شريكًا حضاريًا لا غريمًا سياسيًا.

إن إخلاصي لروسيا ليس مجرد إعجاب، بل هو مسؤولية أعيشها. فحين تحب وطنًا لم تولد فيه، وتفهم رسالته، وتؤمن بمشروعه، تصبح جزءًا من قصته. وأنا أؤمن أن قصتي الشخصية مرتبطة بمصير روسيا، وبأنّ نجاحها نجاح لي، وإخلاصها لمبادئها هو مصدر إلهام لي.

في الختام: روسيا ليست مجرد وطن... بل قدر

أنا عربي، نعم. ولكنني في روسيا وجدت وطنًا ثانيًا يحتضنني بالقانون، ويحميني بالثقافة، ويُلهِمني في السياسة.

أقولها بصدق:
روسيا ليست مجرد مكان نعيش فيه، بل فكرة نعيش من أجلها.
وإخلاصي لروسيا ليس شعارًا، بل وعد أقطعه على نفسي، أن أكون من أبنائها المدافعين عنها بالكلمة والحق والعدل.



#فؤاد_أحمد_عايش (هاشتاغ)       Fouad_Ahmed_Ayesh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق إلى الموت ... الهجرة غير الشرعية
- الفؤاد يكتب
- الدول العربية والتحديات الاقتصادية في المنطقة
- مبادرة أثر - Athar
- overdose
- اضطراب طيف التوحد - Autism Spectrum Disorder
- رهف .. التحدي والمثابرة .. رواية
- الرسائل الغامضة
- في وطني ؟!
- اليوم العالمي للمرأة ...
- الأردن ما بين الحاضر والواقع
- Marta .. Challenge and perseverance .. Part 3
- Marta .. Challenge and Perseverance .. Part To
- Marta .. challenge and persistence
- Love from another look
- جرعة زائدة
- عاصفة الفؤاد
- حي على الشباب
- الإنتخابات الأردنية وإصلاحاتنا السياسية والإقتصادية.
- هل أصبحنا في زمن الرويبضه ؟.


المزيد.....




- أمريكا: هبوط اضطراري لطائرة بملعب غولف.. ومصادرة كوكايين بقي ...
- سوريا.. عشائر الجنوب تعلق على بيان الرئيس أحمد الشرع
- سوريا.. أحمد الشرع يعلق على أفعال بعض الدروز في السويداء وال ...
- سوريا: الرئاسة تعلن وقف إطلاق نار -فوري- في السويداء وتدعو ك ...
- الشرع: سوريا ليست ميدانا لمشاريع الانفصال
- فريدريش ميرتس ..لماذا يشكر إسرائيل على قيامها بـ-أعمال قذرة- ...
- الاحتلال يوسع اقتحاماته بالضفة ويجبر فلسطينيين على هدم منازل ...
- لماذا لا تُصنّع هواتف -آيفون- في أميركا؟
- قوات العشائر السورية تدخل عددا من البلدات في محافظة السويداء ...
- القنبلة التي قد تعيد تفجير الصراع بإقليم تيغراي الإثيوبي


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - فؤاد أحمد عايش - لماذا أحببت روسيا؟ رحلة في قلب الثقافة والسياسة الروسية