أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس إيغو - السويداء تشتعل!














المزيد.....

السويداء تشتعل!


فارس إيغو

الحوار المتمدن-العدد: 8405 - 2025 / 7 / 16 - 14:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد الخمود النسبي لحرائق الغابات في الساحل اندلعت الحرائق في محافظة السويداء. وبعيداً عن المسببات وشريط الأحداث المُدمي لقلوب جميع السوريين، والضحايا الذين قضوا من مختلف أطراف الصراع، نقول بأن تدخل الدولة في هذا الصراع كان قراراً متسرعاً ومغامرة لم تحسب عقباها ومنعكساتها على مستقبل التعايش بين المكونات السورية في المستقبل القريب والمتوسط. إن الدولة السورية التي بدأت مسيرتها الجديدة بعد التخلص من الطغيان الأسدي ما زالت دولة في حالة من التشكل، ولا يمكن للقائمين عليها أن يتصرفوا بحكم أنهم يقودون دولة متكوّنة ومكتملة الأركان والمؤسسات. في هذه الحالة، على السلطة الجديدة أن تلجأ إلى كافة الوسائل لتهدئة الحرائق الطائفية دون اللجوء للتدخلات العنيفة، كونها لم تسيطر بعد على العناصر المتشددة في معسكرها، وهذا يرجع لتركيبتها وبنيتها السابقة. إنّ من المجازفة الخطيرة التدخل في الصراع الطائفي الذي اندلع في محافظة السويداء بالتذرع بشرعية (غير مكتملة بعد) حول حصرية السلاح. وعندما تحدث عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر عن قيام الدولة على مبدأ حصرية استعمال العنف الشرعي، لم يقصد فيبر أي دولة، بل دولة الحق، الدولة المكتملة حسب كتابات هيغل عن الدولة القومية الألمانية، وليست دولة السلطة السورية القائمة التي لم تكتمل بعد كدولة نظراً للعقبات والمشاكل الكثيرة التي تأتي من الإرث الصعب الذي ورثته من النظام السابق، وكذلك الراجع لبنيتها، وبالخصوص البنية العسكرية الأمنية التي تشكلت من العديد من الفصائل التي من الصعب أن تشكل جيشاً وطنياً في فترة زمنية قصيرة جداً. لذلك يجب أن تعتمد خلال تدخلاتها الضرورية جداً ضد ما يسمى (فلول النظام)، على نخبة النخبة لديها من العناصر المختارة بعناية. وقد نوهنا منذ الأيام الأولى للتحرير على أن العدو الأول لهذه السلطة الجديدة هي العناصر المتشددة، سواء داخل التركيبات العسكرية الأمنية، أم في المجتمع الأهلي حيث بدأت هذه المجموعات الأهلية المتزمتة بالتحرك وإثارة الفتن منذ الأسابيع الأولى للتحرير عن طريق عدة مظاهر مثل سيارات الدعوة مع مكبرات الصوت التي تتجول في شوارع دمشق والمدن الأخرى، وتدخل الأحياء حيث تسكن فيها غالبية من المكونات الطائفية من الأقليات محدثة الرعب لدى السكان، والخوف على مستقبلهم.
إنّ السلطة الحالية تقضم الكثير من شرعيتها (في الداخل والخارج) من خلال تدخلاتها العسكرية والأمنية غير المحسوبة، متذرعة بحجج لا تقنع أحداً حول حصرية السلاح في يد الدولة، لكن أي سلاح هو الأخطر اليوم؟ هل السلاح للدفاع عن النفس أم السلاح الإجرامي، وسلاح العنف الرمزي والتحريض الطائفي على منصات التواصل الاجتماعي؟
منذ الأيام الأولى للتحرير، والتعامل المدني الحضاري لعناصر الهيئة في المدن حيث وجود مكونات طائفية من الأقليات، اكتسبت السلطة الجديدة، بالإضافة للشرعية الثورية، شرعية جديدة من قبل 99% من السوريين، بمن فيهم 99% من الأقليات، وحتى في المناطق حيث يتواجد فيها العلويين الذين شعروا للمرة الأولى بالارتياح من التخلص من النظام السابق الذي استغلهم على مدى 54 عاماً. وقد أشاد معظم السوريين بالإنجازات الكبيرة للدبلوماسية الجديدة التي فكت الحصار الخارجي عن البلد خلال مدة قصيرة، وكانت ثمرة هذه الدبلوماسية المنفتحة رفع العقوبات عن سورية بمدة خيالية، بالإضافة إلى التحوّل من الاقتصاد الفوضوي الذي ساد طوال الحقبة الأسدية نحو اقتصاد السوق الحر، وكذلك قرار إلغاء الخدمة الإلزامية التي أراحت الملايين من الشباب السوري في الداخل والخارج.
إنّ السيطرة الكاملة للسلطة الجديدة القائمة على إدارة مؤسسات الدولة الجديدة يجب أن تستمر بالطرق اللينة، واللجوء إلى مراكمة الحلول الصغيرة للمشاكل الكبرى التي تواجه البلد منذ التحرير بعيداً عن استخدام القوة.
لا بدّ من تغيير المسار بعد ثمانية أشهر من التحرير، وتصحيح الأخطاء الكثيرة التي تراكمت، وأهمها البعد عن إقصاء المكونات الطائفية والعرقية والسياسية من المشاركة الحقيقية في القرار، وعلى الأقل استمزاج آراءهم في العديد من القرارات التي تتعلق بتوجهات النظام وطبيعته للسنوات والعقود القادمة، فالسوريين الذين صبروا عقود تحت نير الاستبداد الأسدي المتوحش، قادرين على الانتظار بشأن التحوّل الديموقراطي الناجز، ولكن لا يمكن لهم أن يقفوا مكتوفي الأيدي عن انتهاك الحريات، سواء الحريات السياسية والفكرية بسبب التقييدات والقرارات الكثيرة الخاطئة من قبل السلطة، أو الحريات الاجتماعية التي تحاول المجموعات الإسلامية المتشددة القضم منها دون حسيب ولا رقيب من قبل السلطة السورية الجديدة.



#فارس_إيغو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية الجديدة: من العدالة الانتقالية إلى بناء مؤسسات الحرية
- الأفغاني بين السيرة والفكر (المقاومة المزدوجة: الاستعمار في ...
- ملاحظات على موضوعة العلمانية في وثيقة توافقات وطنية
- سمير أمين: الإسلام السياسي والامبريالية العالمية
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ...
- الرأسمالية إنتصرت، لكن؟ مع نظرة نقدية لأخلاقيات المنشأة
- كيف دخل مصطلح العلمانية في الثقافة العربية المعاصرة والحديثة ...
- حول التسمية الربيع العربي أم الثورات العربية
- كيف دخل مصطلح العلمانية في الثقافة العربية المعاصرة والحديثة ...
- النساء في إيران وتجديد دماء الثورة في العالم الإسلامي
- الهاربون من الاستبداد، والهاربون من الجوع والموت البطيء
- إشكاليّة مفهوم ((الأمة)) في الفقه السياسي الأصولي (قراءة نقد ...
- الحرب الروسية على أوكرانيا والنزعة السلافيّة المتطرفة في روس ...
- صراع الديموس والكراتوس في الديموقراطية على ضوء نتائج الدور ا ...
- الحملة الروسية على أوكرانيا وبداية تداعي الإمبراطورية الروسي ...
- هل يستطيع الرئيس الروسي أن يربح هذه الحرب؟
- الإصلاح الديني والإسلام السياسي في عصر النهضة بين القطيعة وا ...
- معضلة الإصلاح الديني ومقولة ((الإسلام الصحيح)) والحل التأويل ...
- الانسحاب الأمريكي من أفغانستان: ما هي العواقب الاستراتيجية
- تفكيك دعوى غياب الكهنوت في الإسلام؟ (الشيخ محمد عبده مثالاً)


المزيد.....




- سيدة تعثر على قطة مقطوعة إلى نصفين في فناء منزلها.. ما القصة ...
- تداول فيديو لـ-هروب مسلحين دروز أمام ضربات العشائر في السويد ...
- ترامب يهدد بمقاضاة صحيفة وول ستريت جورنال بسبب مقال زعمت فيه ...
- حفل خطبة بمدينة الزاوية الليبية بالأسلحة الثقيلة
- السويداء.. عشائر البدو تتوجه إلى السويداء
- قمة آسيان 2025: محاولات لإعادة تشكيل التجارة العالمية
- الخرطوم تكابد لإعادة مستشفيات حيوية للعمل وسط تحديات كبرى
- خطة أقل طموحا لمجموعة العشرين حول معالجة مخاطر المناخ
- البرازيل تقر قانونا بيئيا مثيرا للجدل قد يسهّل إزالة الغابات ...
- عراقجي يطالب الأوروبيين بترك التهديد ولاريجاني يستبعد التفاو ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس إيغو - السويداء تشتعل!