|
درس التاريخ الأساسي.. ثنائية السلطة والدم
عبد الستار الجميلي
الحوار المتمدن-العدد: 8400 - 2025 / 7 / 11 - 23:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أ.د عبد الستار الجميلي التاريخ مدرسة ووقائع وقوانين وأديان وأفكار وحضارات ودول تسود وتبيد، وماضي وحاضر ومستقبل.. وكثيرون هم من كتبوا في التاريخ ومساراته وحوادثه وإستخلصوا الوقائع وقوانينها وأسبابها ونتائجها، فمن يقرأ قصة الحضارة للثنائي ديورانت، وخلاصات توينبي وهيرودوت وثوكييديس ومطولات الطبري وابن خلدون والمسعودي وإبن الاثير وإبن العبري وجواد علي وعبد العزيز الدوري والجبرتي، وغيرهم الكثير، يلمس ثوابت ومشتركات في كتابات التاريخ تلك، تكاد تتكرر بتواتر منظم رغم إختلاف الزمان والمكان والأشخاص والوقائع منذ عصور التوحش وإلى عصر التكنلوجيا والذكاء الاصطناعي، تتمثّل بثابت ومشترك: الصراع على السلطة وما تعنيه من قوة ومال ونفوذ ووجاهة وقمع وإقصاء للآخر خصوصاً المنافسين قبل غيرهم، وثابت ومشترك ناعور الدم الذي يدور مع لذة آليات الوصول اليها، المتوشحة عادة بألوان الأيديولوجيا الزاهية والشعارات البراقة لربط سياق تبريرات الوصول بالقداسة الدينية أو الدنيوية، لا فرق، مادامت وحدانية السلطة هي الهدف الأعلى المُتجلِّي على جماجم الشعوب التي يدعي الكل الوصل بها ولها. ففي سياق قصة الحضارة، الملك الاله في الحضارات الشرقية لم يكتف بالسلطة وبحار الدم وأشلاء الضحايا الذين حولهم الى عبيد وإنما إدعى الألوهية ليحيى ويميت بصولجان السلطة والدم، فقد شهدت الحضارات القديمة لمصر والعراق والصين والهند صراعات دموية على السلطة بين الأسر الحاكمة، وبين النبلاء والقادة الدينيين والطبقات الإجتماعية، وبين القادة العسكريين والملوك، وبين الممالك المتنافسة، وفق سرديات السلطة وطاقتها الدموية المتحركة.. والأديان السماوية التي جاءت تكريما للبشر وهدايتهم وإعمار الأرض حولتها السلطة الى صراع مرير على السلطتين الزمنية والروحية، فمن يقرأ قصة الديانة اليهودية يصاب بالهلع على الطريقة التي يتعامل بها ملوك اليهود المزعومين مع ما يتصورنهم أعداء، حيث كانت الابادة للكل رجالا ونساء واطفالا وشيوخا هي وصاياهم التي يحرم الحيدة عنها، والذبح المباح فيما بينهم وصولا إلى السلطة سواء كانت قبلية أو سياسية، دينية أو دنيوية، وربطوا كل ذلك بوصايا الرب التي أضافوها تحريفاً متعمدا ومقصودا للتوراة المنزل في أصله السماوي الى النبي موسى، مع ان الوصايا العشر تبدأ بــ( لا تقتل.....)، لكنما للسلطة لذتها ومذاق دم الوصول إليها ألذ، وقد تمظهر الصراع على السلطة في الديانة اليهودية بإختلاف تفسير نصوص التوراة والتشريعيات من حيث التخفيف والتشديد، وصراعات بين مختلف الجماعات اليهودية؛ بين الأشكناز والسفارديم، وبين اليهود والسامريين وبين اليهود المتدينين والعلمانيين حول النصوص الدينية والهوية والتقاليد اليهودية ومواقع السلطة وقراراتها المختلفة، وإلى صراعات حول العلاقة بين الدين والسياسة من حيث الفصل أو الدمج بينهما لصالح تطبيق الشريعة اليهودية في النظام السياسي، إلى جانب وسيلة الدم والإرهاب التي إتخذتها الصهيونية بإقامة كيان يهودي إستيطاني في فلسطين العربية، والصراع الديني السياسي مع الإسلام والمسيحية حول الأرض المقدسة وإدعاءات أيلولتها لها وفق خرافاتها وأساطيرها المزعومة... أما قصة الصراع على السلطة والنفوذ في الديانة المسيحية فأكثر دموية وتعقيدا وتشابكا فيما بين البابوية والسلطة الزمنية والملوك والامراء والإقطاعيين على خلفية الانشقاقات الكنسية ما بين كاثوليك وبروتستانت وأرثدوكس، وشرقية وغربية، حيث تمحور الصراع بين الكنيسة والدولة في العصور الوسطى ما بين السلطة البابوية الروحية والسلطة السياسية الزمنية ممثلة بالملوك والأباطرة حول من له السيادة العليا، كنزاع التنصيب بين البابوية والإمبراطورية الرومانية المقدسة، وصراع البابا بونيفاس الثامن مع الملك فيليب الرابع ملك فرنسا. وكذلك الصراع بين مختلف الطوائف والتيارات المسيحية، حول طبيعة يسوع المسيح، وتفسير الكتاب المقدس والعقيدة والمفاهيم الدينية ودور الآباء القديسين، ولمن تكون القيادة الدينية، للبابا رأس الكنيسة ومصدر السلطة، أم أن الكتاب المقدس هو المصدر الأعلى للسلطة، وقد أفضى ذلك كله إلى إنشقاقات وتباينات جذرية، كالانشقاق الشرقي إثر الخلاف بين الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، وحركة الإصلاح البروتستانتي، وبالتالي تشكيل طوائف مسيحية جديدة ومثالها اللوثرية والكالفينية، ما تسبّب بحروب دينية ومذابح على الهوية الطائفية، كحرب الثلاثين عامًا في أوروبا، والحروب الدينية في فرنسا في القرن السادس عشر، وكذلك إستخدام العنف والحروب باسم الدين في مواجهة الأديان الأخرى كالحملات الصليبية، ومحاكم التفتيش، والإضطهاد الديني للأقليات... وفي إطار كتابات المؤرخين العرب والمسلمين المعتمدة والمشار إلى بعضها سابقاً، شهد الدين الإسلامي الحنيف صراعاً سياسيا ودينيا على الخلافة والزعامة الدينية والسياسية، وتفسير الدين وتطبيقه، بعد وفاة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) مباشرة، لعدم وجود نص واضح متفق عليه حول كيفية إختيار خليفته، ما أدى إلى صراعات حول الأحقية بين المهاجرين والأنصار بداية ثم بين القريشيين من الصحابة أنفسهم، وكذلك الإختلاف في فهم النصوص الدينية وتطبيقها، الأمر الذي أفضى إلى تشكيل تيارات فكرية وسياسية ومذاهب فقهية مختلفة، تتباين في رؤيتها السياسية الخاصة حول كيفية إدارة المجال السياسي العام للمسلمين، بعضها يركز على الجانب السياسي والبعض الآخر يركز على الجانب الروحي، ما تسبّب بصراعات دموية وحروب وفتن راح ضحيتها إغتيال ثلاثة من الخلفاء الراشدين عمر وعثمان وعلي(رضي الله عنهم جميعا)، ويُقال أنّ أولهم أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) إغتيل أيضاً مسموماً، وتسبب الصراع على السلطة أيضاً في وقوع حروب وفتن بين المسلمين مازالوا يدفعون ثمنها رغم بعد الزمان والظروف والأشخاص، كمعركة الجمل وصفين، والإقتتال الأهلي أيام الخلافتين الأموية والعباسية، ودخول الإسلام والعرب والمسلمين بعد ذلك في الفترات المظلمة للإحتلال العثماني والإحتلال الغربي، وما أفرزه ذلك من إستبداد دموي بالسلطة باسم الدين حكاماً ومعارضة، وظهور جماعات متطرفة تحاول إحتكار السلطتين الدينية والدنيوية بإستخدام الإرهاب والإبادة والتكفير لتنفيذ أهدافها السياسية الخاصة. إن الصراع السياسي على السلطة في التاريخ العربي الإسلامي بين الخلفاء والأمراء، وبين السلالات الحاكمة المختلفة، وبين القادة العسكريين والزعماء الدينيين، على خلفية تعدد المصالح ووجهات النظر وما رافقه من وسائل دموية، يؤكد أن إشكالية الحكم والسلطة أو الإمامة وفق المصطلح التراثي مازالت قائمة مع صليل السيوف والأسلحة الحديثة ولم تجد لها حلاّ طوال التاريخ الإسلامي منذ السقيفة، وأنّ السلطة حتى لو تغطّت بالدين لها سحرها الخاص الذي يورط صاحبها بغواية الدم حتى لأقرب أصحابه، وتاريخ سلاطين آل عثمان في إبادة بعضهم البعض طلباً للسلطة وحفاظاً عليها دليل من الواقع على توأم السلطة والدم. وإذا ما عرجنا الى اليونان القديمة فالصراع على السلطة يبدو أكثر وضوحا وإحتداماً في يوميات الحياة السياسية للمدن/الدول اليونانية، الصراع فيما بينها نفسها كالحرب البيلوبونيزية بين أثينا وإسبرطة، والنزاع الدموي بين المستبدين الذين إستولوا على السلطة بالقوة والدم، وعامة الشعب الذين كانوا دائما وقودا لماكنة الوصول إلى السلطة، وذلك بهدف الهيمنة على الثروات وطرق التجارة وفرض نوع النظام السياسي الذي يخدم مصالحهم في القبض على السلطة ما داموا أحياء ويملكون القوة والمقدرة على البقاء، ولم تُخفف كتابات سقراط وأفلاطون وأرسطو الفلسفية والسياسية من دموية هذا الصراع... أمّا الحضارة الرومانية فقد إتّخذت صراعات السلطة خلال العهد الجمهوري سياقاً عنيفاً متصلاً في جميع المراحل، تمثّل بالحروب الأهلية والصراع الإجتماعي والسياسي السلطوي بين النبلاء وعامة الشعب وبين القادة العسكريين والسياسيين خلال العهد الجمهوري. وخلال العهد الإمبراطوري بدأ الصراع السياسي على السلطة وبوسيلة القوة والدم فيما بين الأباطرة، وبينهم ومجلس الشيوخ، ما سارع في النهاية إلى سقوط الإمبراطورية الرومانية، التي أسسها أوكتافيون بعد إغتيال يوليوس قيصر والصراع الدموي الذي أعقب ذلك، ولم ينفع القانون الروماني ولا خطب المتفوهين في التغطية على جوهر الصراع، وهو الوصول إلى السلطة وضريبتها الدم وسيلة واقعية متاحة للقبض عليها والتمتع بقوتها وأموالها ونفوذها وإستبدادها الصريح أو المقنّع. وفي تاريخ أوربا الحديث والمعاصر كان الصراع على السلطة ولا يزال هو الغالب، إذ شهدت القرون الوسطى صراعًا وحروباً دامية على السلطة السياسية بين الإمبراطورية الرومانية المقدسة والكنيسة الكاثوليكية، وبين الملوك والإقطاعيين، ما جعل أرض أوروبا ساحة لنزاعات الممالك والصراعات السياسية والأيديولوجية والإجتماعية، وتحرّك القبائل مِن كلّ الجهات التي أسقطت إمبراطوريات ودول وأقامت مكانها دول أو أبقت على بعضها، ما أشعل الحروب الأهلية مثل حرب الوردتين في إنجلترا، والحروب الصليبية ضد العالم العربي الإسلامي.. ومع صعود الدول القومية في عصر النهضة بدأت سلسلة من الصراعات والحروب فيما بينها كالحروب الإيطالية والحروب الدينية في القرن السادس عشر، كما خاضت الدول الأوربية صراعاً دامياً على إحتلال وإستعمار الدول في أفريقيا وآسيا والأمريكيتين، بالإضافة إلى الصراعات الداخلية كما حدث خلال الثورة الفرنسية، والمثال البارز على الصراع السياسي على السلطة في أوربا الحروب الدموية المرعبة بين فرنسا نابليون والدول الأوروبية على خلفية الهيمنة على القارة الأوربية وأنظمتها ومصيرها... ولم تختلف الصورة في المجتمع الدولي المعاصر عن سياقات إشكالية السلطة والدم فيما سبق من مراحل، رغم إختلاف الظروف والبيئات والدول والأشخاص، ولم تتمكن الفلسفات والأفكار والمواثيق الدولية والإنسانية من حلّ الإشكالية أو تخفف من صفحاتها الدموية، فالحربين العالميتين وما بعدهما من باردة وساخنة التي أودت بحياة الملايين، وروح الهيمنة التي تلبّست الدول الكبرى، خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية التي ورثت فصول الدم الإستعمارية لإسبانيا والبرتغال وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وفتحت نواعير الدم في كل بقعة وطأتها بعقلية وهيمنة قبعات عصابات الكابوي وأسلحتها وجنودها وعمليات مخابراتها السرية القذرة وثوراتها البرتقالية المُزيفة ومصانع((لربيع)) السياسي الأكثر زيفاً في كوريا وفيتنام وكمبوديا وفلسطين والعراق ووالوطن العربي بشكل عام وأفغانستان وأوكرانيا وجورجيا وفنزويلا وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوربا الشرقية والغربية عموماً، والصراعات المحتدمة على السلطة في الدول الحديثة التي خرجت من معاطف المستعمرين الرثة، والثورات وحركات التحر الوطني التي إشتعلت في كلّ مكان، والحروب الأهلية والصراعات الإقليمية في منطقة البلقان للفترة (1991-2006)، كل ذلك يؤكد بأن السلطة بكلّ تجلياتها السياسية والأيديولوجية تتمثّل في سعي كل دولة إلى تأمين وتعظيم مصالحها وقوتها وزيادة نفوذها على حساب الدول الأخرى والتنافس في السيطرة على الموارد والأسواق والأراضي والمواقع الإستراتيجية والمجالات الحيوية والتحكم بسلطة العلاقات الدولية والسياسات العالمية، مهما كانت سيول الدم التي كانت تجري وصولا إلى السلطة. ويعاني الوطن العربي ومنه العراق، من ظاهرة الصراع الدموي على السلطة منذ أن بدأت بوادر تشكيل الدول الوطنية العربية بعد مرحلتي الاحتلال العثماني والإحتلال الأوربي الغربي، وحصولها على الإستقلال السياسي أو شبه الإستقلال، حيث بدأ الصراع على السلطة وإمتيازاتها وإستحقاقاتها لأسباب داخلية تتعلق بتجزئة الأمة العربية إلى دويلات وفق الإتفاقيات الدولية، وحداثة فكرة الدولة وإشكالية الحكم والسلطة في التاريخ العربي الإسلامي، وتنوع الأنظمة بين ملكية وجمهورية وتقدمية وتقليدية والصراع بين التيارات السياسية والفكرية التي تشكلّت مع عصر النهضة أو ما بعدها وغياب ثقافة القبول المتبادل فيما بينها، والتنوع المجتمعي الطائفي والعرقي والقبلي والمناطقي وما أثاره ذلك من صراع على السلطة والغنيمة والوجاهة التقليدية، وكان فرض الكيان الصهيوني كفاصل يعوق إمتداد الأرض العربي مثار خلاف وإختلاف في التعامل مع القضية الفلسطينية، إلى جانب ما أضافته القضية من أعباء سياسية وعسكرية وإقتصادية على مسار الاستقرار السياسي والتنمية. وضاعف من ذلك التدخلات والإحتلالات الدولية والإقليمية التي إستغلت حالة التجزئة والصراعات بين الأنظمة والتيارات. وقد إتخذ الصراع السياسي على السلطة في الوطن العربي شكل الثورات والإنقلابات والإقتتال الأهلي (سورية والعراق وليبيا واليمن نموذجاً) والخلافات الحدودية والسياسية والأيديولوجية وغير ذلك من أوجه الصراع التي راح ضحيتها الدموية الملايين من سكان الوطن العربي. يتبين مما سبق أنّ الصراع على السلطة هو ظاهرة تاريخية مستمرة إلى وقتنا الحاضر، يعكس التنافس الحاد بين الأفراد والجماعات للقبض على السلطة بكل تجلياتها السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو الأيديولوجية أو الدولية، ومهما كان شكل هذا الصراع، سواء كان منافسة إنتخابية تبدو شكلاً أنّها سلمية لكنّها في العمق تمتص دماء وعرق وأصوات المواطنين في يوم واحد أو يومين فقط بما يعادل أربع سنوات أو أكثر بحسب مدّة الدورة الانتخابية دستورياً، أو كان الشكل إنقلابات وطموحات شخصية أو عنفاً وصراعات مسلحة داخلية أو دولية، أو كان صراعاً إجتماعياً على الثروة والسلطة والهوية والنفوذ في المجتمعات التي تعاني من الصراعات الطائفية والعرقية(كما في العراق)، أو كان التنافس بين رجال أعمال وشركات ومنظومات على الأسواق والموارد والثروات، أو كان الصراع دولياً، خصوصاً بين الدول الكبرى، على الهيمنة والتحكم في العلاقات الدولية والنفوذ بكل أشكاله وفرض رؤى المصالح الأيديولوجية عبر حروب التدخل والإحتلال.. ومن جانب آخر فإنَّ هذا الصراع على السلطة ومهما تنوعت أشكاله وظروفه السياسية والإجتماعية والإقتصادية المختلفة وسواء كان داخلياً مدفوعاً بطموحات شخصية أو صراعات إجتماعية أو اختلافات أيديولوجية، أو كان دولياً على الهيمنة والموارد الطبيعية مثل النفط والماء والأراضي بين الدول، فقد إرتبط هذا الصراع في الغالب بالدم كوسيلة رئيسة موظفة كلياً للوصول إلى السلطة، وقد ظلم التاريخ ميكافيلي حين ألصقوا به وحده عبارة" الغاية تبرر الوسيلة"، بينما كانت السلطة ومازالت الغاية الوحدانية للحضارات والإمبراطوريات التي سادت ثم بادت وللدول والأفراد والجماعات التي عرضنا بعضاً منها على سبيل المثال والتدليل، وكان الدم، دم الضحايا والشعوب، وسيلتها الأكثر إغراءً للوصول إلى السلطة، مهما كانت التبريرات والتنظيرات الدينية والدنيوية لإضفاء مشروعية زائفة على سلّ السيوف والضغط على الزناد في أبجديات وحدانية السلطة ولذة الدم المسفوك من أجلها. لذلك كله، فإنّ درس التاريخ الأساسي لمن يريد أن يفهم وقائع التاريخ وأسباب الصراعات والتطور الإنساني، وبدون مواربة، هو: ثنائية السلطة والدم.. السلطة كهدف غائي وحداني، والدم في الغالب وسيلتها القاطعة.. لكنّ هذه القاعدة الصلبة لا تنفي وجود إستثناءات تتعلق بحروب الدفاع العادلة، والشهادة من أجل الوطن والأمة والقضايا العادلة يختارها الأفراد بإرادتهم الحُرّة، لا كقطيع يُساق إلى مذبح شهوات وإغراءات السلطة وغطاءاتها الدينية والدنيوية والتلذذ بالدم المسفوك على مذبحها غير المقدّس، أو إلى صناديق ديمقراطية زائفة تُجيّر الأصوات فيها لصالح الطغاة والأميين واللصوص من طلاب الإمارة والسلطة والغنيمة، والإستبداد ((الديمقراطي)) لمافيات الجماعات والمصالح والعوائل والإقطاعيات والطوائف والأعراق، التطور الأخطر الذي وصلت إليه الديمقراطية في نهاية فصل موتها الأخير في العالم.
#عبد_الستار_الجميلي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دَوار العالم.. وتراجع إدارة السلام
-
معضلة الديمقراطية في العراق
-
الكيان الصهيوني والنظام الإيراني.. مواجهات الإخوة الأعداء..
...
-
ما التغيير المطلوب؟
-
ترامب.. بين السياسة والتجارة
المزيد.....
-
حرب أوكرانيا.. لماذا وضعت -مهلة الـ50 يوما- -صقور روسيا- من
...
-
ما هي صواريخ “باتريوت” التي تحتاجها أوكرانيا بشدة لصد الهجما
...
-
إسرائيل تعد بوقف الهجمات على الجيش السوري جنوبي البلاد
-
مهلة -نهائية- لإيران لإبرام اتفاق نووي.. وتلويح بـ-سناب باك-
...
-
إسرائيل تنشئ نقاطا جديدة وتُمهّد لبقاء طويل في غزة
-
إسرائيل تفتح تحقيقا في عبور عشرات الدروز الحدود إلى سوريا
-
ترامب: شحن الأسلحة إلى أوكرانيا -بدأ بالفعل-
-
الطيران الإسرائيلي يستهدف مواقع بالسويداء.. وسقوط قتلى وجرحى
...
-
رغم فوضى -إكس- و-غروك-.. ماسك يفوز بعقد قيمته 200 مليون
-
-رجال الكرامة-: مقتل وإصابة 50 من عناصرنا في أحداث السويداء
...
المزيد.....
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
-
مغامرات منهاوزن
/ ترجمه عبدالاله السباهي
المزيد.....
|