|
دم غزة ينتصر لإيران و يكشف زيف النظام العالمي
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8400 - 2025 / 7 / 11 - 16:51
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
كل يوم أربعاء، أقف مع آخرين في محطة غيمان في لييج، بلجيكا، احتجاجًا على الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة. في الأسبوع الذي شهد الاعتداء الأمريكي-الإسرائيلي على إيران عام 2025، تحولت كلماتنا في الوقفة الاحتجاجية إلى إدانة فورية لهذا العدوان. صواريخ إيران، التي دمرت ثلث تل أبيب تقريبًا، لم تكن مجرد رد دفاعي مشروع بموجب القانون الدولي، بل كانت صرخة إنسانية تعبر عن حق الشعوب في مقاومة كيان قائم على الإبادة. في تلك اللحظة، علت هتافات المتظاهرين في أوروبا وأمريكا، مطالبة بوقف العدوان على إيران، وتأكيدًا على أن قصف تل أبيب يمثل تنفيذًا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ضد دولة تمارس الإبادة الجماعية. هذا الموقف لم يتطلب لحظة تفكير، فمن يقاوم الظلم الصهيوني يدافع عن كرامة البشرية جمعاء.
دم غزة المبارك، الذي سُفك على يد الكيان الصهيوني بدعم من الشركات المتعددة الجنسيات والحكومات الغربية، لم يكن مجرد مأساة إنسانية، بل كان صاعقًا كشف زيف النظام العالمي. هذا الدم فضح الكيان الذي تأسس على التطهير العرقي، وأسقط أسطورة "الديمقراطية" الغربية التي تحولت إلى فاشية نيوليبرالية تدعم جرائم الحرب. في هذه المقالة، نستعرض كيف أسهم دم غزة في إعدام استثمارات بمئات المليارات في الإعلام الغربي، وكيف كشف التحالف بين الأوليغارشية المالية والكيان الصهيوني، ودور إيران واليمن في مقاومة هذا النظام الإبادي. سنتناول أيضًا كيف أصبحت المقاومة العالمية، من غزة إلى طهران وصنعاء، مشروعًا تحرريًا يهدد أسس النظام الغربي.
---
1. دم غزة: فضح الكيان الصهيوني وخرافة الديمقراطية
دم الأطفال والمدنيين في غزة، الذي يُسفك يوميًا بدعم عسكري ومالي وإعلامي من الغرب، كشف الحقيقة التي حاول الكيان الصهيوني إخفاءها منذ تأسيسه عام 1948. هذا الكيان، الذي بُني على تهجير الفلسطينيين وتدمير قراهم، لم يكن يومًا "ديمقراطية" كما يُروج له. الإبادة الجماعية التي بدأت في أكتوبر 2023، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين، أظهرت أن الكيان يعتمد على العنف المنظم للحفاظ على وجوده. الرأي العام الغربي، الذي كان يُغرر به لعقود بأسطورة "الديمقراطية الإسرائيلية"، بدأ يدرك أن هذا الكيان هو نظام فصل عنصري (أبارتهايد) يمارس الإبادة بغطاء من الشعارات المضللة.
الإعلام الغربي، الذي تسيطر عليه الشركات المتعددة الجنسيات، حاول لعقود غسل جرائم الكيان عبر الترويج لرواية "معاداة السامية" كسلاح لتجريم أي نقد لإسرائيل. لكن دم غزة أسقط هذه الرواية. مظاهرات الشباب في الجامعات الأمريكية والأوروبية، من هارفارد إلى أكسفورد، طالبت بوقف الإبادة ومقاطعة إسرائيل، مُظهرة أن الرأي العام لم يعد يقبل التضليل. هذه المظاهرات، التي قُمعت بعنف في عواصم مثل واشنطن وباريس، كشفت أن "الديمقراطية" الغربية ليست سوى واجهة لفاشية نيوليبرالية تدعم الإبادة وتحمي مصالح الأوليغارشية المالية.
الإبادة في غزة لم تكن حدثًا معزولًا، بل جزءًا من نمط تاريخي بدأ مع النكبة عام 1948، حين هُجّر أكثر من 750 ألف فلسطيني ودُمرت مئات القرى. الكيان الصهيوني، الذي يُروج لنفسه كـ"ملاذ آمن" لليهود، استخدم هذه الرواية لتبرير التطهير العرقي. لكن صور الأطفال الممزقة أشلاء والمستشفيات المدمرة في غزة كشفت أن هذا الكيان ليس سوى أداة للعنف المنظم، مدعومًا من الغرب لخدمة مصالح اقتصادية وسياسية.
2. الشركات المتعددة الجنسيات: غسل الفساد عبر الإبادة
الشركات المتعددة الجنسيات، التي تسيطر على الإعلام والصناعات العسكرية الغربية، هي العمود الفقري لدعم الكيان الصهيوني. شركات مثل لوكهيد مارتن، بوينغ، ورايثيون، التي تحقق أرباحًا طائلة من تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، تستفيد من استمرار الحروب في المنطقة. هذه الشركات، بالتعاون مع الإعلام الغربي، أنفقت مئات المليارات على شيطنة إيران والمقاومة، عبر قنوات مثل فوكس نيوز، سي إن إن، وبي بي سي، التي تروج لروايات مضللة عن "الخطر الإيراني" أو "الإرهاب" الفلسطيني.
في غزة، كشف دم الضحايا أن هذه الشركات لا تدعم الإبادة فقط لحماية الكيان الصهيوني، بل للحفاظ على هيمنتها على النفط، الغاز، والممرات الدولية. الكيان الصهيوني، بدوره، يعمل كوكيل لغسل فساد هذه الشركات، عبر تقديم نفسه كـ"حصن الديمقراطية" في الشرق الأوسط. لكن الحقيقة هي أن هذا الكيان يخدم الأوليغارشية المالية الغربية، التي تستخدمه للسيطرة على موارد المنطقة ودعم الأنظمة الديكتاتورية المطبعة، مثل السعودية والإمارات.
هذه الشركات، التي تسيطر على 90% من الإعلام الغربي، استخدمت قوتها لفرض رواية واحدة: إسرائيل هي "ضحية"، وأي مقاومة لها هي "إرهاب". لكن دم غزة كشف هذا التضليل. مقاطع الفيديو التي انتشرت على منصات مثل **X** وتيك توك، تُظهر قصف المدارس والمستشفيات، أسقطت هذه الرواية. الشباب في الغرب، الذين يعتمدون على الإعلام البديل، بدأوا يرفضون الروايات الرسمية، مطالبين بمحاسبة الشركات التي تمول الإبادة.
3. شيطنة إيران: تمويل الإرهاب والخيانة
جزء كبير من استثمارات الإعلام الغربي ذهب لشيطنة إيران، التي تُعتبر العدو الرئيسي للكيان الصهيوني والغرب. أحد الأمثلة الصارخة هو دعم منظمة مجاهدي خلق، التي شاركت في أعمال إرهابية ضد إيران بدعم من إسرائيل، الولايات المتحدة، وبعض دول الخليج مثل السعودية. هذه المنظمة، التي ضمت آلاف الخونة الإيرانيين، تلقت تمويلًا وتدريبًا لتنفيذ هجمات ضد بلدهم، في محاولة لإضعاف المقاومة الإيرانية ضد الهيمنة الغربية.
السعودية، التي أنفقت مليارات الدولارات على دعم الإرهاب في سوريا والعراق، لعبت دورًا محوريًا في تمويل هذه المنظمة. هذه الأموال، التي كان يمكن أن تُستخدم لتطوير البنية التحتية في المنطقة العربية، ذهبت لدعم مشاريع تخريبية تهدف إلى إسقاط أنظمة مقاومة مثل إيران وسوريا. لكن دم غزة كشف هذه المؤامرة. عندما ردت إيران على الاعتداء الأمريكي-الإسرائيلي على مفاعلاتها النووية عام 2025 بقصف تل أبيب، أدرك الرأي العام الغربي أن إيران تمارس حقها القانوني في الدفاع عن النفس.
هذا القصف، الذي دمر ثلث تل أبيب، لم يُقابل بالإدانة في الشوارع الأوروبية والأمريكية، بل بالتعاطف مع إيران واليمن، اللذين يقودان مقاومة دولية ضد كيان يمارس الإبادة. الشعوب الغربية، التي سئمت الحروب الخاسرة في العراق وأفغانستان، بدأت تطالب بتصفية المجمع العسكري الصناعي الأمريكي، الذي أهدر تسعة تريليونات دولار على حروب لم تجلب سوى الدمار. هذه الحروب، التي قتلت آلاف الأمريكيين ودمرت اقتصادات المنطقة، كشفت أن الهدف لم يكن "نشر الديمقراطية"، بل الحفاظ على هيمنة الأوليغارشية المالية.
4. الفاشية النيوليبرالية: الغرب يكشف وجهه الحقيقي
منذ تسعينيات القرن الماضي، تحولت الحكومات الغربية، تحت ستار "النيوليبرالية"، إلى أنظمة فاشية تدعم الإبادة الجماعية. سياسات هذه الحكومات، التي تقدم الأسلحة والتمويل للكيان الصهيوني، كشفت أن "الديمقراطية" الغربية ليست سوى أداة لخدمة الأوليغارشية المالية. في غزة، تُظهر الصور المروعة للأطفال المذبوحين والمدنيين المدفونين تحت الأنقاض أن الغرب ليس فقط متواطئًا، بل شريكًا مباشرًا في الإبادة.
الولايات المتحدة، التي قدمت أكثر من 100 مليار دولار كمساعدات عسكرية لإسرائيل منذ عام 1948، هي الراعي الأول للإبادة. بريطانيا وألمانيا، اللتين تزودان إسرائيل بالأسلحة والدعم الدبلوماسي، شاركتا في غسل جرائم الكيان عبر الإعلام. هذه الحكومات، التي تدعي الحرص على حقوق الإنسان، قامت بقمع المتظاهرين الذين طالبوا بوقف الإبادة، مُظهرة أن "الديمقراطية" الغربية ليست سوى قناع للفاشية.
الإعلام الغربي، الذي يملكه حفنة من الشركات المتعددة الجنسيات، يروج لشعارات مثل "معاداة السامية" لتبرير هذه الجرائم. هذه الشعارات ليست سوى أداة لتكميم الأفواه ومنع نقد إسرائيل. لكن دم غزة أسقط هذه الحجة. الشباب في الجامعات الغربية، من هارفارد إلى أكسفورد، خرجوا إلى الشوارع ليعلنوا أن مقاومة الإبادة ليست معاداة للسامية، بل دفاع عن الإنسانية. هذه الحركة العالمية، التي تجاوزت الحدود، أظهرت أن الرأي العام لم يعد يثق بالإعلام الغربي أو بالحكومات التي تدعمه.
5. إيران واليمن: تنفيذ القانون الدولي
عندما استهدفت الولايات المتحدة وإسرائيل مفاعلات إيران النووية عام 2025، في عملية وُصفت بأنها تساوي استخدام قنابل نووية قذرة، ردت إيران بقوة مشروعة. قصف تل أبيب، الذي دمر ثلث المدينة، كان تطبيقًا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يجيز استخدام القوة ضد دولة تمارس الإبادة الجماعية. إيران، بدعم من اليمن، أثبتت أنها القوة الوحيدة التي تقاوم النظام الصهيوني-الغربي بشجاعة وقانونية.
اليمن، الذي هزم الأساطيل الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر، أظهر أن الإرادة الشعبية قادرة على تغيير موازين القوى. هذه المقاومة، التي قادتها أنصار الله، لم تكن مجرد عمل عسكري، بل رسالة إلى العالم بأن الشعوب لن تركع أمام الهيمنة الغربية. الرأي العام في أوروبا وأمريكا، الذي تفاجأ برد إيران واليمن، بدأ يطالب بوقف العدوان على هذين البلدين، مدركًا أن المقاومة هي السبيل الوحيد لإنهاء الإبادة.
إيران، التي طورت قدراتها الصاروخية على مدى عقود، أثبتت أنها قادرة على مواجهة الكيان الصهيوني بضربات دقيقة. هذه الضربات، التي دمرت مراكز عسكرية وإستراتيجية في تل أبيب، كشفت هشاشة الكيان، الذي يعتمد على الدعم الغربي للبقاء. اليمن، من جهته، أظهر أن دولة فقيرة يمكنها هزيمة أقوى الأساطيل العسكرية، مُثبتًا أن الإرادة الشعبية هي السلاح الأقوى.
6. هولوكوست مضلل: استخدام اليهود كلحم مدافع
الدعاية الغربية، التي تروج لرواية الهولوكوست كتبرير لجرائم إسرائيل، كشفت عن وجهها الحقيقي. الكيان الصهيوني، بدعم من الغرب، يستخدم اليهود كـ"لحم مدافع" لخدمة مصالح الأوليغارشية المالية. هذه الأقلية، التي تسيطر على النفط، الغاز، والممرات الدولية، تستخدم إسرائيل كوكيل لتثبيت الأنظمة الديكتاتورية المطبعة في المنطقة العربية. السعودية، الإمارات، وغيرهما من الأنظمة العميلة، تم تثبيتها بدعم غربي لضمان استمرار نهب الموارد.
مستشار ألمانيا الغربية، الذي اعترف بأن إسرائيل تقوم بـ"المهمات القذرة" نيابة عن برلين، لندن، وواشنطن، كشف الحقيقة: الكيان الصهيوني ليس سوى أداة في يد الغرب للحفاظ على هيمنته. دم غزة، الذي يُسفك يوميًا، أظهر أن هذه الدعاية لم تعد قادرة على خداع الشعوب. المظاهرات العارمة في أوروبا وأمريكا، التي طالبت باعتقال نتنياهو، غانتس، سموتريتش، وبايدن، أكدت أن الرأي العام لم يعد يقبل هذا التضليل.
اليهود أنفسهم، الذين يُستخدمون كواجهة لهذا النظام الإبادي، بدأوا يرفضون هذا الدور. حركات يهودية مناهضة للصهيونية، مثل "يهود من أجل السلام" في الولايات المتحدة، انضمت إلى المظاهرات ضد الإبادة في غزة، مُظهرة أن مقاومة الكيان الصهيوني ليست معاداة للسامية، بل دفاع عن العدالة.
7. المقاومة العالمية: من غزة إلى طهران
دم غزة لم يكن مجرد وقود للمقاومة الفلسطينية، بل كان شرارة لانتفاضة عالمية. في لبنان، يواصل حزب الله، بدعم إيراني وروسي، صموده في وجه العدو الصهيوني. قوات الحزب، التي أعادت بناء قوتها بعد حروب استنزاف طويلة، أثبتت أنها قادرة على منع أي محتل من اجتياح الجنوب اللبناني. في اليمن، تتحدى أنصار الله الأساطيل الغربية، مُظهرة أن الإرادة الشعبية أقوى من أحدث الأسلحة. في إيران، أثبتت الجمهورية الإسلامية أنها قادرة على تغيير موازين القوى بضربات دقيقة ضد الكيان الصهيوني.
هذه المقاومة، التي تجمع بين غزة، طهران، وصنعاء، ليست مجرد صراع إقليمي، بل مشروع تحرري عالمي. الشعوب الأوروبية والأمريكية، التي خرجت إلى الشوارع لدعم غزة وإيران، أدركت أن النظام العالمي الحالي، بقيادة الولايات المتحدة والشركات المتعددة الجنسيات، هو نظام إبادي يجب تفكيكه. هذه الحركة، التي بدأت بدم غزة، باتت تهدد أسس النظام الغربي، مطالبة بتصفية المجمع العسكري الصناعي ومحاسبة المسؤولين عن الإبادة.
8. دور الإعلام الغربي: غسل جرائم الإبادة
الإعلام الغربي، الذي يسيطر عليه حفنة من الشركات المتعددة الجنسيات، لعب دورًا رئيسيًا في غسل جرائم الكيان الصهيوني. قنوات مثل سي إن إن، فوكس نيوز، وبي بي سي، التي أنفقت مليارات الدولارات على شيطنة إيران والمقاومة، حاولت تبرير الإبادة في غزة عبر روايات مضللة. هذه القنوات، التي تدعي الحيادية، هي في الحقيقة أدوات للأوليغارشية المالية، تُستخدم للحفاظ على هيمنة الغرب على العالم.
لكن دم غزة كشف هذا التضليل. الشباب في الغرب، الذين يحصلون على معلوماتهم من منصات مثل **X** وتيك توك، بدأوا يرفضون روايات الإعلام التقليدي. مقاطع الفيديو التي تُظهر جرائم إسرائيل في غزة، من قصف المستشفيات إلى ذبح الأطفال، انتشرت كالنار في الهشيم، مُسقطةً أسطورة "الديمقراطية" الغربية. هذا الإعلام، الذي أنفق مئات المليارات على شيطنة إيران، فشل في إخفاء الحقيقة: الكيان الصهيوني هو أداة للإبادة، والغرب شريك في جرائمه.
الإعلام البديل، الذي يعتمد على منصات التواصل الاجتماعي، لعب دورًا حاسمًا في كشف هذه الحقيقة. صحفيون مستقلون ونشطاء في الغرب بدأوا ينشرون تقارير وتحليلات تكشف التواطؤ الغربي في الإبادة. هذه الحركة، التي بدأت صغيرة، تحولت إلى موجة عالمية، مُظهرة أن الإعلام التقليدي لم يعد قادرًا على السيطرة على الرواية.
9. الأنظمة المطبعة: وكلاء الغرب في المنطقة
الأنظمة العربية المطبعة، مثل السعودية والإمارات، لعبت دورًا محوريًا في دعم الكيان الصهيوني. هذه الأنظمة، التي نُصبت بدعم غربي، أنفقت مليارات الدولارات على تمويل الإرهاب والحروب بالوكالة ضد إيران والمقاومة. السعودية، على سبيل المثال، دعمت منظمة مجاهدي خلق الإرهابية، وساهمت في تمويل الحرب على سوريا، التي هدفت إلى إسقاط نظام حليف للمقاومة.
دم غزة كشف هذه الأنظمة. الشعوب العربية، التي خرجت في مظاهرات عارمة من عمان إلى الرباط، أدانت التطبيع وطالبت بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني. هذه الأنظمة، التي تُروج لنفسها كـ"حامية الإسلام"، أظهرت وجهها الحقيقي كوكلاء للغرب، يخدمون مصالح الشركات المتعددة الجنسيات على حساب الشعوب. السعودية، التي أنفقت تريليونات الدولارات على السلاح الأمريكي، لم تستخدم هذه الأسلحة لدعم فلسطين، بل لتدمير اليمن وسوريا، في محاولة لإضعاف محور المقاومة.
10. المستقبل: مقاومة عالمية لنظام إبادي
دم غزة لم يكن مجرد مأساة، بل كان نقطة تحول في التاريخ. هذا الدم، الذي سُفك على يد الكيان الصهيوني بدعم من الغرب، أشعل انتفاضة عالمية ضد النظام الإبادي. من الشوارع الأوروبية إلى الجامعات الأمريكية، بات الرأي العام يدرك أن المقاومة، سواء في غزة، طهران، أو صنعاء، هي صوت البشرية ضد الفاشية.
إيران واليمن، اللذان نفذا الفصل السابع ضد إسرائيل، أثبتا أن القانون الدولي ليس حكرًا على الغرب. هذه المقاومة، التي دعمتها روسيا والصين على المستوى الدبلوماسي، أظهرت أن العالم متعدد الأقطاب بات حقيقة. الشعوب، التي سئمت الحروب الخاسرة والتضليل الإعلامي، تطالب الآن بتصفية المجمع العسكري الصناعي ومحاسبة المسؤولين عن الإبادة، من نتنياهو إلى بايدن.
روسيا، التي قاومت النازية في الحرب العالمية الثانية، تواصل اليوم دورها كقوة مقاومة ضد الفاشية الغربية. الصين، التي تقدم نموذجًا تنمويًا يعتمد على التعاون، أصبحت شريكًا استراتيجيًا في هذا المشروع التحرري. هذا المحور، الذي يضم إيران، اليمن، روسيا، والصين، ليس مجرد تحالف سياسي، بل مشروع لإعادة تشكيل العالم على أسس العدالة والكرامة.
11. دور الشعوب: وقود المقاومة
الشعوب العربية، التي خرجت في مظاهرات عارمة من المغرب إلى العراق، لعبت دورًا حاسمًا في دعم غزة. هذه المظاهرات، التي طالبت بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني ومحاسبة الأنظمة المطبعة، أظهرت أن الإرادة الشعبية لا تزال حية. في الأردن، حيث خرجت ملايين الشوارع، أصبحت المقاومة رمزًا للوحدة الوطنية. في مصر، التي شهدت انتفاضات ضد التطبيع، عاد شباب التحرير إلى الساحات ليؤكدوا أن إرث عبد الناصر لا يزال يلهم الأجيال.
في أوروبا وأمريكا، أصبحت المظاهرات ضد الإبادة حركة عالمية. الشباب، الذين يرفضون روايات الإعلام الغربي، استخدموا منصات التواصل الاجتماعي لنشر الحقيقة. هذه الحركة، التي بدأت في الجامعات، امتدت إلى الشوارع، مطالبة بمقاطعة الشركات التي تمول الإبادة ومحاسبة الحكومات المتواطئة.
12. النظام العالمي الجديد: من غزة إلى العالم
دم غزة لم يكن مجرد وقود للمقاومة، بل كان شرارة لنظام عالمي جديد. هذا النظام، الذي يقوده محور المقاومة بمساندة روسيا والصين، يتحدى الهيمنة الغربية. إيران، التي كسرت هيبة الكيان الصهيوني بضرباتها الدقيقة، أثبتت أن الشعوب قادرة على تغيير التاريخ. اليمن، الذي هزم الأساطيل الغربية، أظهر أن الإرادة أقوى من التكنولوجيا.
هذا النظام الجديد ليس مجرد تحالف عسكري، بل رؤية لعالم يسوده العدل. روسيا، التي قدمت 27 مليون شهيد لسحق النازية في الحرب العالمية الثانية، تواصل اليوم دورها كقوة مقاومة. الصين، التي أصبحت نموذجًا للتنمية المستقلة، تقدم بديلًا للنظام الغربي القائم على النهب. هذا المحور، الذي يضم غزة، طهران، صنعاء، موسكو، وبكين، هو الأمل الوحيد لشعوب العالم في مواجهة الفاشية.
---
13. الخاتمة: دم غزة شعلة المستقبل
دم غزة، الذي سُفك على يد الكيان الصهيوني بدعم من الغرب، لم يكن مجرد مأساة، بل كان نقطة تحول في التاريخ. هذا الدم، الذي فضح الكيان وزيف الديمقراطية الغربية، أشعل انتفاضة عالمية ضد النظام الإبادي. من غزة إلى طهران وصنعاء، باتت المقاومة رمزًا لكرامة البشرية. هذا الدم، الذي كشف فساد الشركات المتعددة الجنسيات وتواطؤ الأنظمة المطبعة، سيبقى وقودًا لانتفاضة لن تتوقف حتى تحقيق العدالة وتفكيك النظام الإبادي.
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-الشعر بين النحو والإبداع: قراءة في فكر أحمد صالح سلوم-..كتا
...
-
تقييم نقدي ادبي لقصيدة -إطلالة بعيدًا عن مصابيح قرطبة- لأحمد
...
-
لماذا تروج الوحدة 8200 أن روسيا غدرت بإيران وسورية ؟
-
سباق التسلح الإمبريالي هروب إلى الأمام من التحديات
-
اليمن،وحيدا، خارج مسارات الاسلام الصهيوني العربي
-
نصب شهداء استقلال سورية في حضرة الاحتلال التركي الهمجي
-
التطبيع، الخطوة الأولى نحو العبودية والانحطاط
-
قوانين الشعوب: مقاومة غزة وصمود إيران في مواجهة الفاشية الصه
...
-
قرار تخفيض سن التقاعد في المكسيك وتأثيره على الإبداع البشري
...
-
معهد وايزمان وصناعته للإبادة الجماعية
-
دعم حكومة ائتلاف اريزونا البلجيكية الإبادة الجماعية في غزة و
...
-
إيران الصاعدة تنمويا بعد هزيمة العدو الصهيوني والأمريكي الفا
...
-
لماذا اعدم سيد قطب و لم يعدم الشعراوي رغم أنهما من مدرسةتكفي
...
-
الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية: محفز للتصعي
...
-
مواجهة وجودية تهز أسس الكيان والهيمنة الغربية
-
إسرائيل: من مشروع استعماري إلى أداة للمهمات القذرة في أزمة ا
...
-
هيكل الهرم المقلوب ..مهمات اسرائيل القذرة.. الجزء الثاني
-
تأثير ردود إيران الصاعدة و المتصاعدة وتداعياتها الإقليمية وا
...
-
خلفية العدوان النازي الصهيوني على إيران ودوافعه
-
حتمية التصعيد - نموذج إيران وروسيا .. تحليل الصراعات العالمي
...
المزيد.....
-
ما الذي عطّل الإعلان عن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
-
الاتحاد الأوروبي: لا نزال نريد اتفاقا مع أمريكا وسندافع عن م
...
-
مغامر يحطم الرقم القياسي للمشي على أطول حبل معلق في النمسا
-
الجيش السوداني يصد هجوما لقوات الدعم السريع في الفاشر
-
141 قتيلا في غزة خلال 24 ساعة في هجمات إسرائيلية
-
هروب سجين فرنسي من محبسه بحيلة لا تخطر على البال
-
تحذير طبي من تأثير جانبي -غير متوقع- لحقن التخسيس
-
إصابة بزشكيان في محاولة اغتيال خلال هجوم إسرائيل على إيران
-
الإعلام الإسرائيلي يرجح استقالة بن غفير إذا تم التوصل لاتفاق
...
-
كيم يؤكد للافروف دعم كوريا الشمالية الكامل لروسيا في حرب أوك
...
المزيد.....
-
علاقة السيد - التابع مع الغرب
/ مازن كم الماز
-
روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي
/ فاروق الصيّاحي
-
بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح
/ محمد علي مقلد
-
حرب التحرير في البانيا
/ محمد شيخو
-
التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء
/ خالد الكزولي
-
عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر
/ أحمد القصير
-
الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي
/ معز الراجحي
-
البلشفية وقضايا الثورة الصينية
/ ستالين
المزيد.....
|