أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - افتقاد الدولة الأنموذج في العالم العربي














المزيد.....

افتقاد الدولة الأنموذج في العالم العربي


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 8400 - 2025 / 7 / 11 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في حين تلعب تركيا، كقوة صاعدة، دورًا محوريًا في منطقة الشرق الأوسط باتجاه الاستقرار واحترام قواعد الانتخابات الديمقراطية، فإننا نفتقد، حتى تاريخ إعداد هذا المقال، إلى أنموذجٍ عربيٍّ يستطيع أن يقود المنطقة إلى طريق الحرية والكرامة والاستقرار، وأن يحاول التوسُّط تفاوضيًا للمساهمة في حلّ صراعات المنطقة، أو على الأقل نزع فتيل انفجارات محتملة، وبناء علاقات تعاون اقتصادي متطورة بين الدول العربية ومع دول الجوار أيضًا.
إذ لم يتجدّد المشروع العربي، لا في هويته الفكرية والسياسية، ولا في حضوره الاجتماعي، إذ يبدو أنّ قوىً مؤثرة في هذا المشروع لم تُدرِك بعد أنّ العروبة، ودولة الحق والقانون، والمواطنة، مرتكزاتٌ متكاملةٌ في بحث شعوب هذه المنطقة عن تماسكها، وعن سلمها واستقرارها وأمنها الاجتماعي، وعن طموحاتها وتطلعاتها إلى المستقبل.
وفي الواقع، لا يمكن أن نتحدث عن الدولة الأنموذج دون أن نؤكد أنها دولةُ الحق والقانون، وأنها دولةُ مجتمع المؤسسات السياسية والمدنية التي تنظِّم حياة الناس وتدافع عن حقوقهم، ومجتمعُ الواجبات الذي يؤدي فيه كلُّ فردٍ واجبه تجاه المجتمع.
ظل الفكر السياسي العربي، بجميع تياراته، يعاني من شُحِّ الثقافة الديمقراطية، وضعف الوعي الحقوقي، لا سيما في مسألة التنوُّع، والتعدُّدية، والاعتراف بالآخر، وتداول السلطة سلمياً.
وفي الوقت الذي تغيب فيه عن المشهد الإقليمي نماذجُ عربية ناجحة، تبدو تركيا أنموذجًا متكاملًا ورؤيةً متسقةً لمستقبل الشرق الأوسط، إذ تقف معبِّرةً عن إمكانية الجمع الناجح بين علمنة مؤسسات الدولة والمجال العام، والتحوُّل نحو ديمقراطية تقبل المشاركة في الحياة السياسية، بضمانات دستورية وقانونية واضحة.
وفي المقابل، وعلى الرغم من نجاح عدة دول عربية في المحافظة على استقرار الحكم - إلى حد بعيد - معتمدةً في ذلك على ريع الوفرة النفطية أو قمع الأجهزة الأمنية أو كليهما، إلا أنّ ثنائية المجتمع المتطوِّر - نسبيًا - والدولة التقليدية، تنذر بتوترات، كما هو الحال في العديد من الأقطار العربية بعد ربيع الثورات العربية بموجتيه في عامي 2011 و2019، تعبِّر عن نزوع قوى المجتمع الحيّة إلى الاصطدام بحكّام الدول لانتزاع المزيد من الحريات المدنية والعامة، ولدفع عجلة تحديث المؤسسات.
والحقيقة أنّ أبرز إرهاصات هذا الرفض الشعبي باتت ترتبط، في المقام الأول، بتواتر الاحتجاجات الاجتماعية ذات الخلفيات المحددة، كمكافحة الغلاء والبطالة، وتحسين الخدمات الأساسية، ومستويات الأجور، والإعانات المقدمة لمحدودي الدخل، وغيرها، وبدرجة أقل بالعزوف الشعبي عن المشاركة في الحياة السياسية الرسمية، بمقاطعة الانتخابات الصورية، والابتعاد عن الأحزاب، بعدما شاع التحاق أكثرها بالسلطات المستبدة، وبالتالي التشكيك في صدقيتها وقدرتها على التعبير عن مطالب وتطلعات المواطنين.
وفي الواقع، ظل الفكر السياسي العربي، بجميع تياراته، يعاني من شُحِّ الثقافة الديمقراطية، وضعف الوعي الحقوقي، لا سيما في مسألة التنوُّع، والتعدُّدية، والاعتراف بالآخر، وتداول السلطة سلمياً، وسيادة مبادئ القانون، والمساواة، واحترام حقوق الإنسان، وغيرها. ولم تكن البيئة الثقافية العربية قد أفرزت مطالب وشعارات تربط بين الدولة، ككيان قائم ومستمر، وليست السلطة كحالة متغيِّرة، وبين الإصلاح الديمقراطي الداخلي والتخلص من الهيمنة الأجنبية.
في معظم الأقطار العربية، تراجعت نسبة وأهمية ودور الطبقة الوسطى، وتزايدت الفجوة اتساعًا بين القلّة المالكة للثروة والنفوذ، وبين الأكثرية الساحقة من المواطنين.
وهكذا، يواجه العالم العربي تحديات غير مسبوقة في تاريخه المعاصر، فالنظام الإقليمي العربي فاقدٌ للمناعة تجاه الضغوط والتدخلات الدولية والإقليمية، وغالبية أنظمته تفتقر إلى استقلال الإرادة والقرار، بينما أكثر من قُطرٍ مهدَّدٌ بوحدة نسيجه المجتمعي وترابه الوطني.
وقد تراجعت نسبة إسهام الأنشطة الإنتاجية، الصناعية والزراعية، مقابل ارتفاع نسبة مساهمة الخدمات والمداخيل الريعية في الاقتصاديات العربية. فضلًا عن القصور في استغلال الموارد الطبيعية والبشرية المتوفرة واستثمار عوائدها، ومحدودية قنوات الاستثمار الوطنية والقومية، مما أسهم في هجرة الأموال والعقول. ولا أدلَّ على التأخر الاقتصادي العربي من أنّ المداخيل الوطنية العربية مجتمعة لا توازي دخل هولندا أو إسبانيا.
وفي معظم الأقطار العربية، تراجعت نسبة وأهمية ودور الطبقة الوسطى، وتزايدت الفجوة اتساعًا بين القلّة المالكة للثروة والنفوذ، وبين الأكثرية الساحقة من المواطنين، وارتفعت نسب البطالة ومن هم دون خط الفقر، مما ينذر باستمرار الانفجارات الاجتماعية المطالِبة برحيل الديكتاتوريات العربية.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحديات التحوّل الديمقراطي وكيفيات نجاحه في سورية /1 - 4/
- من الثورة إلى الدولة.. تفكيك الثنائية
- ياسين الحافظ ينتقد قصور وعي الماركسيين والقوميين في العالم ا ...
- مكانة سوريا الجديدة في تحوّلات الشرق الأوسط
- ياسين الحافظ ينتقد قصور وعي الماركسيين والقوميين في العالم ا ...
- ياسين الحافظ ينتقد قصور الوعي لدى الماركسيين والقوميين /1 - ...
- محددات المصالحة التاريخية بين العلمانيين والإسلاميين في سوري ...
- تحديات التغيير في سورية الجديدة
- أهمية اللامركزية الإدارية الموسّعة لسوريا الجديدة
- مخاطر تفكك الدول الهشة متعددة المكونات /*/
- كيفية معالجة الحقوق القومية والطائفية في سوريا الجديدة؟
- الحياة السياسية المنتظرة في سورية الجديدة
- التحديات البنيوية للحكومة الانتقالية في سوريا
- حول الإسلام والحداثة في التجربة التركية (3 - 3)
- محدودية مخرجات مؤتمر بروكسل للمانحين
- حول الإسلام والحداثة في التجربة التركية : 2 - 3
- حول الإسلام والحداثة في التجربة التركية ( 1 - 3)
- مقوّمات السلم الأهلي والعيش المشترك بين المكوّنات السورية
- نحو عدالة انتقالية ليست انتقامية
- الدولة في الفكر السياسي الإسلامي المعاصر (3 - 3)


المزيد.....




- -الضابط باوزر-.. تعرف على السلحفاة التي تحمل شارة بقسم للشرط ...
- بين الذاكرة والديمقراطية: إسبانيا في جدل مستمر حول إرث الدكت ...
- فرنسا: عرض عسكري يفتتح احتفالات العيد الوطني لإبراز -الجاهزي ...
- سلطنة عُمان: القبض على مصريين اثنين و19 من بنغلاديش والشرطة ...
- لماذا لن يصمد أي وقف لإطلاق النار في غزة؟ - مقال رأي في الإن ...
- اكتشاف علمي واعد: بكتيريا الأمعاء تساهم في طرد -المواد الكيم ...
- نتنياهو بين مطرقة الأحزاب الحريدية وسندان بن غفير وسموتريتش. ...
- الادعاء العام يتهم مستشارا مقربا من نتانياهو بتسريب معلومات ...
- تم اختبارها في أوكرانيا.. ما هي المُسيّرات الانتحارية التي ت ...
- سد النهضة.. إثيوبيا تحدد موعد الافتتاح ومصر تطالب بوثيقة تحت ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - افتقاد الدولة الأنموذج في العالم العربي