أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - من الثورة إلى الدولة.. تفكيك الثنائية














المزيد.....

من الثورة إلى الدولة.. تفكيك الثنائية


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 20:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحديد الأولويات ومعارضة سلمية /*/
المفكر السوري عبد الله تركماني يرى أن ما طرحته قيادة المرحلة الانتقالية، حول ضرورة الانتقال من الثورة إلى الدولة، يشكل مدخلًا مهمًا لنجاح مرحلة الانتقال من الدولة “التسلطية” إلى الدولة “المنشودة”، التي تلقى قبولًا من أطياف الشعب السوري كافة.
وفي هذا السياق، تواجهنا عدة أسئلة وتحديات: هل ستكون الجمهورية السورية الثالثة دينية أم مدنية؟ برلمانية أم رئاسية أم مختلطة؟ ما مدى ضمانها للحريات الفردية والعامة بما فيها حرية المعتقد؟ وكيف يتم تأمين تداول السلطة والفصل بين السلطات الثلاث، قال تركماني في حديثه إلى عنب بلدي.
ولا شك، بحسب الباحث، أن النجاح في الانتقال إلى دولة “الحق والقانون” مرهون بـ”كيفية تعاطينا مع التحديات السابقة، وما يرتبط بها من مؤسسات فاعلة ومجدية”، و”مدى قدرتنا على توفير أوسع إجماع سياسي واجتماعي من المكوّنات السياسية والفكرية والاجتماعية كافة”.
ويعتمد هذا الإجماع، بحسب تركماني، على ثقة المواطنين السوريين وتعاونهم، من خلال تأمين حرياتهم وعدم فرض توجهات سياسية وثقافية معينة عليهم.
ويعتقد الباحث أن السوريين، الذين رحّبوا بوعود رئيس المرحلة الانتقالية، بعد سنوات من غياب الأمن والاستقرار، انتظروا مدى “تطابق الممارسة مع قيم بناء دولة الحق والقانون”، انطلاقًا من قناعتهم بأن سلطة “الدولة المعاصرة” ليست مهمتها “ممارسة السيادة” على مجتمعها فقط، وإنما “توظيف موارد الدولة لتحقيق تنمية شاملة تلبي حاجات المواطنين إلى العمل والسكن والغذاء والصحة والتعليم”.
وقد أدرك السوريون، وفق تركماني، أن الدول تتفاوت في درجة قيمتها وتطور نظمها بتفاوت مستوى “الحوكمة الرشيدة لمؤسساتها”، وفي تمتع جميع المواطنين بما سماها “الحريات غير المنقوصة” وهي: حرية الرأي والتعبير، حرية التجارة والتنقل، حرية تشكيل أحزاب وروابط مدنية وسياسية.
ويرى الباحث أن ممارسة السيادة الوطنية، من قبل سلطة الدولة الحاكمة، تستدعي وجوب “وجود معارضة سلمية منافسة تضبط الحكم”، من خلال تطلعها للحكم مستقبلًا، واستعدادها للمنافسة في الانتخابات المقبلة الدورية.
وفي سياق تحقيق ذلك كله، وفق الباحث، لا شك أن تحديد الأولويات ومراجعة الأهداف المزمع تحقيقها ضرورة ملحّة في سوريا، ليتم التركيز على متطلبات “تكريس القواعد الديمقراطية وبناء المؤسسات الدستورية ومعالجة المشكلات المعيشية وتحديث الهياكل والبنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتحقيق التنمية والارتقاء بمستويات القدرات السورية”.
ميول إسلامية.. يعدلها تجاوز الاستقطابات
يرى الباحث السوري عبد الله تركماني، أن ثمة ميولًا واضحة لإدخال القيم والمبادئ والأحكام والممارسات الإسلامية في قوانين الدولة وممارساتها، أي وجود ما سماها بـ”دولة دينية، لها مهمة رئيسة هي تطبيق الشريعة”.
في حين يعتقد تركماني، أن ضمان الوصول إلى “دولة الحق والقانون” منوط بتحصين رئيس المرحلة الانتقالية بمجالس استشارية من أهل الكفاءات، وبأكثرية سياسية وفكرية واسعة، والإقلاع عن “الاعتقاد بالاكتفاء برجاله في إدلب”، إذ إن التحديات الاقتصادية والاجتماعية، التي تواجه المرحلة الانتقالية، بحسب ما قاله تركماني لعنب بلدي، تتطلب “تجاوز الاستقطابات الأيديولوجية في اتجاه توظيف كل الإمكانيات المتوفرة لإعادة بناء سوريا برجالها ونسائها وشبابها، إضافة إلى نسج شراكات استراتيجية عربية وإقليمية ودولية”.
كما يتطلب طمأنة تلك الدول، بأن الهدف الأساسي للسياسة الخارجية السورية هو “المساهمة في خلق وضع إقليمي ودولي، يتمتع بالتعاون المشترك، والاحترام المتبادل، والشراكات الاستراتيجية، ونبذ التطرف”.
وأشار الباحث إلى أن الحل لـ”الخروج من مأزق الدولة السورية المستمر” هو مغادرة ما سماه “بنيان الإقصاء والعنف” إلى رحاب بنية اجتماعية- سياسية- ثقافية تقوم على العمل المنتج واستثمار الموارد الاقتصادية والبشرية وزيادتها، وتحرر إرادة المواطن.
ولا ينبغي توجيه طاقات الشعب السوري، بحسب الباحث، لتصفية الحساب مع الماضي، وإهمال تحديات الحاضر وتأجيل التفكير في آفاق المستقبل، بحيث لا تُختزل الأمور بالفصل “التعسفي” بين ما هو سياسي وما هو اقتصادي واجتماعي، إذ إن السوريين، إضافة إلى الحياة السياسية النشطة، أحوج ما يكونون إلى ضمان مستوى معيشي مناسب، بما يتطلب إصلاحًا شاملًا لكل مؤسسات الدولة، وفق الشرعة العالمية لحقوق الإنسان ومبادئ الحوكمة الرشيدة (المساءلة، والشفافية، والكفاءة)، بحسب ما قاله الباحث في مركز “حرمون للدراسات”.
ويتطلب الانتقال من فكر الثورة إلى فكر الدولة، بحسب تركماني، “الاجتهاد” في المفاهيم المتداولة لدى الرئيس ومساعديه، لتأكيد التوافق بين الأطياف الفكرية والسياسية والمكوّنات الطائفية والقومية، لضمان السلم الأهلي والوحدة الوطنية على أساس “المواطنة المتساوية”.
/*/ - نُشرت في ملف صحيفة " عنب بلدي " في 22 حزيران/يونيو 2025، حول " من الثورة إلى الدولة.. تفكيك الثنائية ".



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياسين الحافظ ينتقد قصور وعي الماركسيين والقوميين في العالم ا ...
- مكانة سوريا الجديدة في تحوّلات الشرق الأوسط
- ياسين الحافظ ينتقد قصور وعي الماركسيين والقوميين في العالم ا ...
- ياسين الحافظ ينتقد قصور الوعي لدى الماركسيين والقوميين /1 - ...
- محددات المصالحة التاريخية بين العلمانيين والإسلاميين في سوري ...
- تحديات التغيير في سورية الجديدة
- أهمية اللامركزية الإدارية الموسّعة لسوريا الجديدة
- مخاطر تفكك الدول الهشة متعددة المكونات /*/
- كيفية معالجة الحقوق القومية والطائفية في سوريا الجديدة؟
- الحياة السياسية المنتظرة في سورية الجديدة
- التحديات البنيوية للحكومة الانتقالية في سوريا
- حول الإسلام والحداثة في التجربة التركية (3 - 3)
- محدودية مخرجات مؤتمر بروكسل للمانحين
- حول الإسلام والحداثة في التجربة التركية : 2 - 3
- حول الإسلام والحداثة في التجربة التركية ( 1 - 3)
- مقوّمات السلم الأهلي والعيش المشترك بين المكوّنات السورية
- نحو عدالة انتقالية ليست انتقامية
- الدولة في الفكر السياسي الإسلامي المعاصر (3 - 3)
- الدولة في الفكر السياسي الإسلامي المعاصر (2 - 3)
- الدولة في الفكر السياسي الإسلامي المعاصر (1 - 3)


المزيد.....




- فيديو منسوب لمشاهد دمار في إسرائيل جراء الصواريخ الإيرانية.. ...
- بين هدنة مؤقتة وبداية تحول استراتيجي.. ماذا بعد وقف إطلاق ال ...
- شاهد.. غوارديولا يداعب الكرة مع لاعبي السيتي على الشاطئ
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا
- طهران تستعيد نبضها الهادئ بعد صخب الحرب
- وول ستريت وأسباب تعجُّل ترامب لوقف الحرب
- لماذا نشرت اليونان سفنا حربية قبالة السواحل الليبية؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - من الثورة إلى الدولة.. تفكيك الثنائية