ماهين شيخاني
( كاتب و مهتم بالشأن السياسي )
الحوار المتمدن-العدد: 8400 - 2025 / 7 / 11 - 09:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تضيء فكرة في رأسي، فأجدني أتمهّل، وأتأمّل... وأسأل نفسي بصوت خافت يشبه البوح:
لا يجمعني به دم، ولا تربطني به مصلحة، ولا جمعتني به صُوَر ولا مناصب.
لا هو من عشيرتي، ولا أنا من دائرته، لكنني أشعر أنني قريب منه... حدّ اليقين.
قريب منه بحلم، بحنين، بصوت يتردد في دواخلي كلما نطق بكلمة "كوردستان".
أحبه لأنّه لم يكن يومًا قائدًا طارئًا، بل ضوءًا مستمرًا في العتمة. رجل لم يبدّل جلده، ولم يساوم على الدماء.
أحبه لأنّه وقف في أحلك اللحظات وقال:
"نحن شعب لا يقبل الذل، ولن نتراجع عن حقنا في تقرير المصير."
(كلمته بعد إعلان نتائج الاستفتاء 2017)
أحبه لأنّ مواقفه ليست شعارات تُقال في المهرجانات، بل مواقف تُدفع من أجلها أثمان باهظة في ساحات القتال والمفاوضات معًا.
أحبه لأنه لم يخن ذاكرة بيشمركة سقطوا تحت علم كوردستان، بل أبقى الوعد حيًا، وقال:
"دماء الشهداء أمانة في أعناقنا، ولا يحق لأحد أن يفرّط بها."
أحبه لأنه يعرف ما تعنيه كلمة "قضية".
يعرف أن الكورد لم يكونوا يومًا باحثين عن انتقام، بل عن عدالة.
لم يكونوا دعاة حرب، بل عشّاق حرية.
لذلك قال يومًا:
"لن نكون سببًا في ظلم أي شعب، لكننا لن نقبل أن نُظلم إلى الأبد."
أحبه لأنّه لا يحتمي بجدران القصور، بل يمشي بين الناس، ويُصغي لهم.
من شنكال إلى كرميان، ومن هولير إلى كوباني، ظلّ اسمه يتردد كمرادف للثقة والانتماء.
لم يعترف بخطوط "سايكس بيكو"، بل رسم في أذهاننا خارطةً عنوانها: "كوردستان الكبرى.. حلم الأجيال".
هو الأب الروحي لنا،
هو الأخ الكبير في زمن الفرقة،
هو صوت العقل حين يُغرقنا الحماس،
وصوت الإيمان حين تَخذلنا الجغرافيا.
إنه مسعود البارزاني، ليس مجرد قائد، بل ضمير أمة.
ولهذا، نحبه... لا من أجل شخصه، بل من أجل القضية التي حملها على كتفيه ولم يكلّ.
ونحن – مثلي ومثل آلاف غيري – على استعداد أن نقدّم أرواحنا، لا لأجل صورة أو زعامة، بل لأجل هذا الخط الواضح:
أن تكون كورديًا... يعني أن تكون حرًا.
#ماهين_شيخاني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟