أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين فياض - أدب الخيال العلمي في العالم العربي: جدلية الغياب والحضور في النسق الثقافي المعاصر















المزيد.....



أدب الخيال العلمي في العالم العربي: جدلية الغياب والحضور في النسق الثقافي المعاصر


حسام الدين فياض
أكاديمي وباحث

(Hossam Aldin Fayad)


الحوار المتمدن-العدد: 8399 - 2025 / 7 / 10 - 15:12
المحور: الادب والفن
    


” الخيال العلمي: تخميناً واقعياً لأحداث مستقبلية “ (روبرت هاينلاين).
” إن ترابط العنصرين: العلمي والاجتماعي خلق فضاءً جديداً مُبدعاً لما سيعرف بـ (الخيال العلمي) “ (روجيه بوزيتو).
” كاتب الخيال العلمي كثير الأحلام كثير الهواجس والخوف من المستقبل “ (طالب عمران).
- تمهيد:
حاول عدد من الكتّاب ربط هذا الأدب القصصي بالعلم، بل واستخدامه كوسيلة لترويج المعرفة العلمية، وهو اتجاه مستمر لوقتنا هذا فيما أصبح معروفاً ﺑ " الخيال العلمي الصارم ". لقد نُوقِشَت العلوم التطبيقية (التكنولوجيا) على نطاق أوسع بكثير في الخيال العلمي، لأن كل ابتكار تكنولوجي يؤثر على بنية مجتمعنا وطبيعة سلوكنا. وقد ربط الخيال العلمي التكنولوجيا مراراً وتكراراً بالمستقبل، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن قصص الخيال العلمي تحكي عن المستقبل.
وعلى أية حال، يعتبر أدب الخيال العلمي أحد أكثر الأنواع الأدبية تطوراً وإبداعاً في العصر الحديث، حيث يجمع بين التخيل والإبداع من جهة وبين الرؤية المستقبلية والعلمية من جهة أخرى. يتميز هذا النوع الأدبي بقدرته على استكشاف المواضيع التي تتجاوز حدود الواقع الملموس، مما يجعله أداة فعالة لطرح الأسئلة الفلسفية والاجتماعية والعلمية حول مستقبل البشرية. منذ بداياته الأولى وحتى الآن، ظل أدب الخيال العلمي مرآة عاكسة للتحديات الإنسانية الكبرى، سواء كانت تقنية، أو بيئية، أو اجتماعية .بناءً على ما سبق سنحاول في هذا المقال تسليط الضوء على أدب الخيال العلمي وبالأخص في العالم العربي من خلال مناقشة العناصر التالية:
أولاً- مفهوم الخيال العلمي: " التخيل العلمي... زاده الخيال ". ويمكننا تعريف مفهوم الخيال العلمي Science Fiction بأنه نوع من الأدب والفنون التي تعتمد على استكشاف المواضيع والسيناريوهات التي تتجاوز حدود الواقع المألوف، مستنداً إلى مفاهيم علمية أو تقنية حقيقية أو محتملة. يهدف هذا النوع الأدب إلى تقديم رؤى خيالية حول المستقبل البشري، التكنولوجيا المتقدمة، العوالم الأخرى، أو الظواهر الطبيعية غير المألوفة، مع الحفاظ على درجة من الواقعيّة العلمية أو المنطقية. بمعنى آخر، هو نوع أدبي وفني يعتمد على الخيال مع استخدام العلم كأداة أو خلفية للأحداث، ومن هنا جاءت تسميته، حيث يمزج بين الخيال الجامح والإبداع اللا محدود مع الحقائق والنظريات العلمية، ليقدم لنا قصصاً وروايات تأخذنا إلى عوالم أخرى، أو إلى المستقبل، أو حتى إلى الماضي البعيد. ومن أبرز خصائصه أنه يعتمد على نظريات علمية لكنه يوسعها خيالياً، وقد تدور الأحداث في الفضاء، المستقبل البعيد، أو عوالم متوازية. بالإضافة إلى أن الخيال العلمي يناقش العديد من القضايا الاجتماعية والإنسانية، مثل تأثير العلم على المجتمع، ومستقبل البشرية، وغيرها واستكشاف بعض القضايا الإنسانية مثل الأخلاق، الهوية، السلطة، ومصير البشرية.
- تصورات جديدة للخيال: وظّف " يوهانس كيبلر "* رحلة خيالية للقمر لعرض رؤية لنظام شمسي في المركز في روايته " الحلم ". وسيتطلّع " سيرانو دي برجيراك " أيضاً، في إطار عملية برهنة علمية (فيزيائية) إلى تخيل في شكل تجربة فكرية فتحدّث عن معراجٍ مُكتشف فوق مدينة باريس وبقائه في سمائها دون حراك، وبعد ساعات وجد نفسه فوق مدينة كيباك الكندية. النتيجة لقد دارت الأرض، رغماً عمّا تفكر فيه الكنيسة آنذاك.
هذا هو أحد العناصر التي ستكون رَحِماً لما سيعتبر فيما بعد أحد مكونات الخيال العلمي. وهناك عنصر آخر يرجع إلى نفس العصر يتمثل في ابتكار " توماس مور " لحل هو في نفس الوقت عقلاني ومستحيل التطبيق للأزمة الاجتماعية الأوروبية التي ظهرت منذ العصر الوسيط الإقطاعي. يتمثل هذا الحل في ابتداع دولة خيالية ولكنها تسير بطريقة عادلة: الطوباوية. المسألة هي " تجربة فكرية " في إطار أزمة اجتماعية.
إن ترابط العنصرين (العلمي والاجتماعي) خلق فضاءً جديداً مُبدعاً لما سيعرف بـ (الخيال العلمي). وفي القرن الثامن عشر، اتخذ " ل. س. مارسييه " الحلم وسيلة للإبحار في المستقبل لينقد مجتمعه عن بعد وذلك في روايته " العام 2440 ". وهذا يعتبر عنصراً آخر يُضاف إلى التحولات التي ستكون هي ذاتها تحولات الخيال العلمي أي تسمح بإعطاء رؤية نقدية في إطار خيالي.
وهكذا بدأ يعتمد الخيال العلمي على مفاهيم علمية أو تقنية موجودة أو قيد البحث، مثل: الفيزياء، الفضاء، الذكاء الاصطناعي، الهندسة الوراثية، والسفر عبر الزمن. رغم أن بعض هذه المفاهيم قد تكون افتراضية أو نظرية، إلا أنها غالباً ما تستند إلى أسس علمية معقولة. كما يتميز الخيال العلمي بقدرته على بناء عوالم خيالية متكاملة، سواء كانت في المستقبل أو في أماكن بعيدة عن الأرض، مما يسمح للقارئ بالانغماس في تجارب جديدة ومثيرة.
وهنا يجب أن نشير إلى أن التمييز بين الخيال العلمي واللا علمي، حيث يعتمد العلمي على مفاهيم علمية أو تقنية، حتى لو كانت افتراضية، ويحاول تقديم تفسيرات منطقية للأحداث. أما اللا علمي (الفانتازيا) يعتمد على السحر والعوالم الخارقة للطبيعة دون الحاجة إلى تفسيرات علمية أو منطقية.
كما أن الفرق بين مصطلحي الخيال الأدبي والخيال العلمي، هو الفرق بين العلم والأدب. بين القصيدة التي تدغدغ المشاعر وبين الواقع الذي يشدك إلى رحاب المنطق العلمي حيث لا يعترف العلم بالشعر كأفكار قابلة للتطبيق. فالأدب يعطيك الحلم والخيال المجنح والعلم يعطيك المكننة والآلة والدواء الشافي للمرض وكلاهما لا يمكن الاستغناء عنه .
ربما كان لوقيانوس السوري السميساطي(1) Lucien de samosate هو الأب الحقيقي للخيال العلمي، كتب حوارياته وقصصه الخيالية المقرونة بعلم تخيّل آفاقه في شخوص وأحداث ليكون أول رائد لهذا النوع من الأدب. ويمكننا أن نعرف مصطلح الخيال العلمي في رسالة الغفران للمعري، وفي آراء أهل المدينة الفاضلة للفارابي، ثم في حي بن يقظان لابن طفيل. ونرى ملامح هذا المصطلح - إن اتفقنا عليه - في بعض قصص ألف ليلة وليلة كالحصان الطائر والبساط السحري والمرآة السحرية ومصباح علاء الدين وغير ذلك... رغم عدم التجانس بين هذا المصطلح وبين تفاصيل أحداث بعض هذه القصص.
ثانياً- ماهية أدب الخيال العلمي: الأدب وبتعريف مبسط وبعيداً عن أي تعقيد هو مجموعة التصورات والمشاهدات والملاحظات والرؤى التي يراها شخص ما. والأقوال التي يود قولها للناس، وينقل كل ذلك للناس ضمن وعاء لغوي جميل، يختلف كثيراً أو قليلاً عن لغة الحياة اليومية، وبأسلوب سلس جذاب فيه الصور الجميلة، والألحان العدية والكلمات المعبرة بحيث يأسر السامع أو القارئ، ويصل إلى أحاسيسه ومشاعره بيسر وسهولة.
ويقسم الأدب إلى أجناس عدة استناداً للوعاء اللغوي الناقل وشكله، وعموماً نجد للأدب جنسين رئيسين أو فرعين هما: الشعر والنثر، ولكل منهما فروع وأغصان، فإذا ما أخذنا النثر رأينا من فروعه القصة والرواية والفرق بينهما هو طول زمن وتعدد شخوص كل منهما، وهذا تعريف ناقص أذكره لحاجتي إليه فيما أود توضيحه، إذ أن معظم ما كتب تحت بند الخيال العلمي كتب ضمن هذين الفرعين أو هذين الجنسين، ولكن ما كتب في الخيال العلمي يختلف كثيراً أو قليلاً عن جنس القصة والرواية الأدبية المعروفة، ففي القصة والرواية تؤخذ الأحداث والشخوص والمقولات من الواقع أو تستمد أحداثها منه أو يرمز إليها بشكل ما، أي إنها تتناول الواقع المعيش أو المفترض وهي تأخذه بجوانيه العديدة المنير منها والمظلم الماضي منها والحاضر، وهي أي القصة والرواية، وإن كانت تنتقد الواقع المعيش وتظهر عيوبه أو حسناته، فهي في الوقت نفسه ترسم صوراً أفضل ما نتمنى له، أو لما يجب أن تكون عليه، وباختصار، هي لا تخرج من تحت عباءة الواقع.
أما الخيال العلمي فهو لا يرسم الواقع. ولا يتحدث عنه، بل يجعله منطلقاً لينطلق منه إلى عوالم مجهولة متخيلة، بل قد تكون مفرطة في تخيلها، إلى عوالم لم يشاهدها بشر، ولم يعشها أحد، تراها بخيال الكاتب، أو تقدرها وفق رؤيته. واستناداً لما سبق، نستطيع القول: إن أدب الخيال العلمي هو جنس أدبي خاص يتميز أو يختلف عن الأجناس الأدبية الأخرى وإن كان يشاركها في نفرد له فرعاً خاصاً به.
يُعرّف معجم أكسفورد أدب الخيال العلمي بأنه: " خيال يتعامل مع مكتشفات ومخترعات علمية حديثة بطريقة متخيلة". ويُعرّف سعيد علوش في كتابه " معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة " رواية الخيال العلمي بأنها: " تستبق الأحداث العلمية بتخيلها، وهي تصوِّر أحداث الغد، مع التأكيد على عنصر التحولات الإنسانية ". ويدرجه مجدي وهبة وكامل المهندس في " معجم مصطلحات العربية في اللغة والأدب " تحت مصطلح " القصص العلمي التصوري "، ويُعرّفانه بأنه: " ذلك الفرع من الأدب الروائي الذي يعالج بطريقة خيالية استجابة الإنسان لكل تقدم في العلوم والتكنولوجيا، ويعد هذا النوع ضرباً من قصص المغامرات، إلا أن أحداثه تدور عادةً في المستقبل البعيد أو على كواكب غير كوكب الأرض، ويحاول جون أنتوني كودون في معجم " المصطلحات الأدبية والنظرية الأدبية "، أن يضع تعريفاً أشمل، فيذكر أن أدب الخيال العلمي " يتعامل جزئياً أو كلياً مع موضوعات الغرائب والخوارق والمخاطر، وهذا يتيح لنا إدخال كتّاب مثل بورغيس وكافكا وآخرين ضمن هذه الفئة ".
وفي واقع الأمر، تعود جذور أدب الخيال العلمي إلى قرون مضت، حيث يمكن تتبع بعض ملامحه في الأعمال الأدبية القديمة مثل " أوديسة " لهوميروس و" ألف ليلة وليلة ". ومع ذلك، فإن النشأة الحقيقة لهذا النوع بدأ في القرن التاسع عشر مع الثورة الصناعية عام 1850 وظهور الكتابات التي تتناول الابتكارات التكنولوجية. ويعتبر الكاتب الفرنسي جول فيرن (1828-1905)، والكاتب الإنجليزي هربرت جورج ويلز (1866-1946) من أهم رواد أدب الخيال العلمي.
يُنظر إلى فيرن بأنه أول من أسس لهذا النوع من الأدب، وأعطاه المعنى والشكل الحقيقيين، وأصدر الكثير من الأعمال التي مزج فيها بين العلم والخيال. بدأت أولى أعماله التي اتسمت بالخيال المجنح وتغليب المنطق العلمي، برواية " خمسة أسابيع في منطاد " عام 1863، ثم " رحلة إلى جوف الأرض " عام 1864 وبعدها كتب رائعته " من الأرض إلى القمر " عام 1865، ليدوّن بها علامة فارقة في تاريخ هذا الأدب. ومن أعماله الأخرى " عشرون ألف فرسخ تحت الماء " عام 1870. إضافةً للعشرات من المؤلفات الأخرى. ويمكننا القول بأن أسلوب فيرن في كتابة أدب الخيال العلمي كان الأقرب إلى الأطفال بالمقارنة مع كتّابه الآخرين.
ثم أصدر ويلز الذي وصفه النقاد (بشكسبير الخيال العلمي) مجموعة من الروايات. أولها " آلة الزمن " عام 1895 التي تعد من أهم روايات الخيال العلمي، وتدور أحداثها حول مستقبل البشرية، إذ يتخيل فيها أن بطلها صنع آلة يستطيع القفز خلالها فوق الزمن، فيعود إلى الماضي أو يخترق المستقبل البعيد، بحسب الجهة التي يدير بها العجلة. ثم يعقبها برواية " حرب العوالم " عام 1898، ثم رواية " رجال القمر الأوائل " عام 1901، وبعدها كتب رواية " اليوتوبية الجديدة " عام 1905، وغيرها من الأعمال الشهيرة في هذا المجال، التي أصبحت نماذج كلاسيكية للخيال العلمي.
وخلال النصف الثاني من القرن العشرين انتشر الخيال العلمي في بعض الدول، وتقدم تقدماً كبيراً، حتى وصف بمرحلة النهوض والنضج والازدهار، وعاش بالعموم عصراً ذهبياً بامتياز. ولامع في هذا المجال أسماء عدة أدباء وسينمائيين، كان لكتاباتهم وأعمالهم تأثيراً في تطور هذا الفن برمته، ومن أبرز كتّاب هذه المرحلة الكاتب الروسي - الأمريكي إسحاق عظيموف (1920- 1992)، الذي حظي بمكانة مرموقة بين كتّاب الخيال العلمي.
كتب عظيموف عشرات الكتب للكبار والأطفال، ركزت معظمها على علوم المستقبل، وكان أغلب أبطال قصصه ورواياته أشخاص آليون. ولعل أشهر ما كتب: " أنا الإنسان الآلي " عام 1950. كما أن له نتاجاتٍ كثيرةً في هذا المجال، اختار لها اسم الأسس، ومن هذه المجموعة: " الأسس " 1951، " الأسس والإمبراطورية عام " 1952، " أطراف الأسس " 1982، " الأسس والأرض " 1986.
وهكذا حتى بات الخيال العلمي يفرض نفسه على النماذج الأدبية يوماً بعد يوم، وبشكل خاص النماذج الموجهة للأطفال، مستفيداً من الثورة الرقمية والتطور العلمي والتكنولوجي المتلاحق في العالم، وأصبح يلقى إقبالاً كبيراً من قِبل جموع الأطفال، ويحظى بمكانة كبيرة في نفوسهم، لأنه استطاع بالفعل أن يستثمر فيهم خصائص عدة، ويجيب عن الكثير من تساؤلاتهم في الإنسان، والطبيعة، والكون.
يعتمد الخيال العلمي على مفاهيم علمية وتكنولوجية حقيقية أو محتملة، ويستخدم هذه المفاهيم كأساس لبناء عوالم خيالية. رغم أن بعض الأعمال قد تتجاوز حدود العلم الحالي، إلا أنها غالباً ما تحافظ على درجة من الواقعية العلمية. كما يقدم أدب الخيال العلمي رؤى متعددة حول مستقبل البشرية، بما في ذلك التحديات التي قد تواجهها المجتمعات البشرية نتيجة للتقدم التكنولوجي أو التغيرات البيئية. وكثيراً ما يستخدم هذا النوع الأدبي السيناريوهات الخيالية لمناقشة قضايا أخلاقية وفلسفية، مثل طبيعة الإنسان، العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا، والمسؤولية الأخلاقية تجاه البيئة والمجتمع. وأخيراً يتيح أدب الخيال العلمي للكتّاب حرية التجريب في بناء الشخصيات والعوالم والأحداث، مما يجعله مجالاً غنياً للإبداع الأدبي.
كما لعب أدب الخيال العلمي دوراً مهماً في تشكيل الثقافة الشعبية والوعي الاجتماعي. فقد ساهم في تعزيز الاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا لدى الجمهور العام، كما ألهم العديد من العلماء والمفكرين والمخترعين. وعلى سبيل المثال، كان لسلسلة فيلم " ستار تريك " (1966- 2020) تأثير كبير على تطوير التكنولوجيا الحديثة، حيث ألهم العديد من الابتكارات مثل: الهواتف الذكية، وأجهزة الترجمة الفورية. ومن جهة أخرى، يعكس أدب الخيال العلمي المخاوف والآمال البشرية المتعلقة بالمستقبل، حيث تناولت العديد من الأعمال موضوع الذكاء الاصطناعي وتأثيره على المجتمع، مما أثار نقاشات عميقة حول كيفية التعامل مع هذه التكنولوجيا بطريقة أخلاقية ومسؤولة. خلاصة القول، أدب الخيال العلمي الضوء الكاشف للعلم والذي يمهد المستقبل.
ثالثاً- أدب الخيال العلمي العربي: إن الاتجاه الجاد في أدب الخيال العلمي هو الذي يؤرخ للمستقبل بأسلوب المكاشفة المريرة، ربما بطريقة تبالغ أحياناً في التحذير من المتاعب والمشاكل وربما الكوارث التي قد يواجهها إنسان المستقبل. وهو أسلوب مشروع لدى كتابها، نظراً لصعوبة المتاعب التي قد نواجهها في أحداث كارثية متوقعة بسبب استهتار صناع القرار بالنفس البشرية، وقفد أباحوا سحقها والعبث بجلالها.
وعلى الرغم من أن أدب الخيال العلمي قد ازدهر بشكل كبير في الغرب منذ القرن التاسع عشر، إلا أن وجوده في العالم العربي كان أقل وضوحاً وأكثر تحدياً. يعود ذلك إلى عدة عوامل، منها: الظروف الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، التي أثرت على الإنتاج الثقافي في العالم العربي، بالإضافة إلى غياب البنية التحتية اللازمة لدعم هذا النوع الأدبي. ومع ذلك، فإن أدب الخيال العلمي العربي بدأ يظهر بقوة في العقود الأخيرة، حيث يحاول الكتاب العرب استكشاف هذا المجال الإبداعي الغني وإعادة صياغته بما يتماشى مع السياق الثقافي العربي.
وتعود بدايات أدب الخيال العلمي في العالم العربي إلى القرن التاسع عشر والمطلع القرن العشرين، عندما بدأت النهضة العربية (الحركات الفكرية والإصلاحية العربية) تستلهم الأفكار الغربية وتبحث عن سبل للنهوض بالمجتمعات العربية. وخلال هذه الفترة، ظهرت كتابات خيالية ذات طابع علمي أو مستقبلي، لكنها لم تكن مصنفة بشكل واضح كأدب خيال علمي.
يعتبر الطبيب والفيلسوف والكاتب المصري مصطفى محمود (1921–2009) أحد أهم الرواد الأوائل لأدب الخيال العلمي في العالم العربي رغم شهرته بأعماله الفلسفية والدينية مثل سلسلة " رحلتي من الشك إلى الإيمان "، إلا أنه خاض تجربة الكتابة في الخيال العلمي مبكراً في ستينيات القرن الماضي، مُستغلاً خلفيته العلمية كطبيب لخلق أعمال تجمع بين العلم والخيال مع عمق فلسفي. ومن أبرز أعماله في الخيال العلمي: رواية الرجل تحت الصفر 1965، حيث تدور حول تجربة علمية لـتجميد الإنسان وإعادته إلى الحياة بعد قرون، مستشرفة فكرة " التناسخ العلمي " وطرح أسئلة حول حدود العلم وأخلاقياته. كما تتعرض الرواية لصراع بين التقدم التكنولوجي والقيم الإنسانية، مع نقد واضح لانفصال العلم عن الأخلاق. ورواية العنكبوت عام 1965 التي تتناول قصة عالم يكتشف طريقة لتوليد طاقة هائلة من خلال تحويل المادة إلى طاقة، لكن الاختراع يتحول إلى كارثة تهدد البشرية. وتبرز الرواية فكرة " العبث بالطبيعة " وتحذيراً من استخدام العلم دون ضوابط إنسانية أو أخلاقية. وبالإضافة إلى رواية شلة الأنس عام 1966 التي تدور حول فكرة التلاعب بالجينات وخلق كائنات هجينة بين الإنسان والحيوان، في محاكاة مبكرة لقضايا الهندسة الوراثية.
وفي العقود الأخيرة، شهد أدب الخيال العلمي العربي تطوراً ملحوظاً، مدفوعاً بزيادة الوعي بأهمية هذا النوع الأدبي ودوره في تعزيز التفكير النقدي والإبداعي. كما ساهمت التحديات التي تواجه المجتمعات العربية، مثل التغيرات السياسية، والاجتماعية، والتكنولوجية، في تحفيز الكتّاب العرب على استكشاف هذا المجال. ومن أبرز الكتاب العرب الذين أسهموا في تطوير أدب الخيال العلمي نذكر منهم يوسف عز الدين عيسى (1914–1999) الذي يعتبر من أوائل المؤسسين لأدب الخيال العلمي العربي وأستاذاً لعلم الحيوان في جامعة القاهرة، مما أضاف مصداقية علمية لأعماله. بدأ كتابته في ثلاثينيات القرن الماضي. تميزت أعماله بدمج الخيال العلمي مع الرمزية الفلسفية، مثل مسلسله الإذاعي " عجلة الأيام " عام 1936، الذي يتناول فكرة عكس الزمن وتحول المستقبل إلى ماضٍ، و" الطوفان " عام 1960 عن آلة زمن تنقل الشخصيات إلى مستقبل ديستوبي. كما قدم أعمالاً مثل " دنيا الحمير" و" الواجهة "، التي نالت إشادة من نجيب محفوظ. ونهاد شريف (1932-2011) الملقب " بعميد أدب الخيال العلمي العربي "، الذي اشتهر بروايته " قاهر الزمن " التي تحولت إلى فيلم سينمائي عام 1987. كما تناولت أعماله مواضيع مثل السفر عبر الزمن والتجارب العلمية الغامضة، مثل " الماسات الزيتونية - مجموعة من قصص الخيال العلمي " في عام 1979 التي تروي قصة طبيب يحاول استخدام جسد الإنسان لتصنيع ماسات حقيقية أمر فيه الكثير من المخاطرة والدهشة إلى حدٍ كبيرٍ والجرأة بتطبيق القوانين العلمية لتصنيع مادة خام حقيقية هي بالأصل من صنع الطبيعة عبر تتالي عدة عوامل لتشكلها طبيعياً وتحوي أيضاً الكثير من الخيال. كما كتب في عام 1977 " سكان العالم الثاني " حيث تدور أحداث رواية في عام 2099 في محاولة لتجسيد حلم البشرية في استغلال أعماق البحار والمحيطات، عن طريق مجموعة من العلماء الشبان، الذين لجأوا إلى قاع البحر، لبناء ما يشبه المدينة الفاضلة، بهدف العمل الجدي من أجل خدمة الجنس البشري وسعادته. كما يُعتبر شريف من أوائل من نقل الخيال العلمي إلى الشاشة والإذاعة العربية. بالإضافة إلى نبيل فاروق (1956-2020) الذي يعتبر أحد أبرز كتّاب الخيال العلمي الموجه للشباب، اشتهر بسلسلة " ملف المستقبل " التي بدأت عام 1984 برواية " أشعة الموت "، وتناولت مغامرات علماء في مواجهة كوارث مستقبلية. قدم أيضاً سلسلة " رجل المستحيل " عام 1984 التي تحمل طابع الخيال العلمي كما أنها جمعت بين الإثارة والعناصر العلمية، وحققت انتشاراً واسعاً في العالم العربي. وأحمد خالد توفيق (1962- 2018) الذي لقب " بعراب أدب الرعب والخيال العلمي العربي ". واشتهر أيضاً بسلسلة " ما وراء الطبيعة " المنشورة بين عامي (1993-2014) التي مزجت بين الفانتازيا(2) (الخيال المُبدع) والعلم، ورواية " يوتوبيا " عام 2008 التي صورت مستقبلاً ديستوبياً (عالم الواقع المرير) لمصر منقسمة بين الأغنياء والفقراء، كما نجح في جذب جيل الشباب إلى هذا النوع الأدبي عبر لغته السلسة وربطه بالقضايا الاجتماعية. وأخيراً الكتّاب المعاصرون والجيل الجديد أمثال عمرو عبد الحميد: طبيب وروائي مصري، اشتهر بثلاثية " أرض زيكولا" عام 2010 التي تجمع بين الخيال العلمي والأساطير. ومحمد العشري وأوميمة خفاجي من مصر، اللذان قدما أعمالاً تتناول الذكاء الاصطناعي والكوارث البيئية. طيبة أحمد الإبراهيم من الكويت التي رائدة أدب الخيال العلمي في الخليج، حيث مثل رواية " الإنسان الباهت" عام 1986 عن هندسة الجينات. وطالب عمران من سوريا الذي كتب مجموعة من روايات أهمها " عوالم من الأمساخ" عام 1997 تأخذ القارئ إلى عوالم يمتزج فيها الواقع بالخيال، والعلم بالسحر، والمعقول باللامعقول، وذلك لاستخلاص فوائد علمية وأدبية وتربوية. كل ذلك عبر أحداث مثيرة، ولغة ممتعة، وحبكة ذكية، تدفع القارئ إلى التفكير والتحليق مع الكاتب. تدور أحداث الرواية عن مغامرات علمية وأحداث غريبة عجيبة يجريها عالم دكتور في علم الخلية، لاستنتاخ كائن بشري، في مخابر حيوية مزودة بعلماء متخصصين وأجهزة تقنية عالية الجودة، يقومون بتجارب كثيرة على الجينات البشرية والخلايا الحية في مناطق متفرقة من الجسم البشري، الذي يعده الدكتور صاحب المخابر نموذجاً حياً كفأر تجارب، لا فرق بين موته وحياته. يستنسخ الدكتور القردة والخنازير والكلاب، ويخلط في نسخه هذه النماذج الحيوانية مع البشر.
بعد هذا الاستعراض الوجيز نجد أن أدب الخيال العلمي في العالم العربي قد مرّ بأربع مراحل، الأولى استكشافية على يد توفيق الحكيم، الثانية تأسيسية على يد مصطفى محمود ونهاد شريف، الثالثة مرحلة الانتشار على يد نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق، والمرحلة الرابعة هي مرحلة التأصيل. ورغم الجهود المبذولة لتطوير أدب الخيال العلمي في العالم العربي، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تعيق نمو هذا النوع الأدبي أهمها ما يلي:
1- ضعف الدعم الثقافي والمؤسسي: يفتقر أدب الخيال العلمي العربي إلى الدعم المؤسسي الكافي، سواء من الناشرين أو الجهات الثقافية. غالباً ما يتم التركيز على الأنواع الأدبية التقليدية، مما يجعل من الصعب على كتّاب الخيال العلمي الوصول إلى جمهور واسع.
2- قلة الوعي بأهمية الخيال العلمي: لا يزال هناك نقص في الوعي بأهمية أدب الخيال العلمي كأداة لتعزيز التفكير النقدي والإبداعي. كثير من القراء العرب يفضلون الأنواع الأدبية التقليدية، مما يحد من فرص نجاح هذا النوع.
3- التكنولوجيا والعلوم في المجتمعات العربية: رغم التقدم الذي حققته بعض الدول العربية في مجالات العلوم والتكنولوجيا، إلا أن هناك فجوة كبيرة بين هذه الإنجازات وبين وعي الجمهور العام بها مما يؤدي ذلك إلى صعوبة تقديم قصص خيال علمي تستند إلى مفاهيم علمية دقيقة.
4- التحديات اللغوية والثقافية: يواجه كتاب الخيال العلمي العرب تحدياً في كيفية تقديم قصص خيالية تعكس الهوية الثقافية العربية دون الوقوع في تقليد النماذج الغربية.
إلا أن مع زيادة الاهتمام بالتكنولوجيا والعلوم في العالم العربي، تبدو هناك فرص كبيرة لنمو أدب الخيال العلمي. يمكن أن تسهم المؤسسات الثقافية والتعليمية في تعزيز هذا النوع الأدبي من خلال تنظيم المسابقات الأدبية ودعم الكتّاب الشباب. كما أن استخدام وسائل الإعلام الحديثة، مثل الإنترنت والمنصات الرقمية، يمكن أن يساعد في الوصول إلى جمهور أوسع وتعزيز مكانة أدب الخيال العلمي في المشهد الثقافي العربي. كما يشكل أدب الخيال العلمي في العالم العربي مجالاً واعداً مليئاً بالإمكانات الإبداعية. رغم التحديات التي يواجهها، إلا أن هناك بوادر أمل تشير إلى نمو هذا النوع الأدبي في المستقبل. ومع استمرار التحولات العالمية والتكنولوجية، سيظل أدب الخيال العلمي العربي وسيلة فعالة لاستكشاف المستقبل ومناقشة القضايا الكبرى التي تواجه المجتمعات العربية.
والمصطلح العلمي استوعبته لغتنا العربية، والكتابة العلمية أصبحت منتشرة، مهما كانت اللغة المنقول منها الكتاب العلمي، دقيقة، وصعبة... فالخيال العلمي هو ميدان جديد في الأدب وهو شديد الأهمية، وقد أصبح كتّاب الخيال العلمي جزءاً من الخبرات التي تساهم في رسم استراتيجيات الدول. ونتمنى أن يصبح الخيال العلمي العربي ظاهرة إبداعية تؤخذ بشكل جاد من قبل النقاد والمحافل الأدبية والعلمية، لأنها تستحق ذلك. وبالنظر إلى المستقبل (كرؤية استشرافية)، يبدو أن أدب الخيال العلمي سيظل لاعباً رئيسياً في المشهد الثقافي العالمي. مع استمرار التقدم التكنولوجي والتحديات البيئية والاجتماعية، ستزداد الحاجة إلى هذا النوع الأدبي كوسيلة لاستكشاف السيناريوهات المحتملة ومناقشة الخيارات المتاحة للبشرية.
- خلاصة القول، يمثل أدب الخيال العلمي جسراً بين الخيال والواقع، وبين الماضي والمستقبل. إنه نوع أدبي لا يقتصر على التسلية فقط، بل يشكل أيضاً وسيلة للتفكير النقدي والتأمل العميق في قضايا عصرنا. مع استمرار التحولات العالمية، سيظل أدب الخيال العلمي مصدر إلهام للعلماء والمفكرين والجمهور العام، وسيبقى وسيلة فعالة لاستكشاف المجهول وطرح الأسئلة الكبرى التي تواجه البشرية.
إن الخيال (الخيال العلمي) والعلم والأدب قدرة بشرية خلاقة كانت ولا تزال، فالخيال نشأ مع تفتح العقل البشري حتى أصبح العقل مفتاح الخيال، فالخيال يسبق العلم أحياناً ولكن العلم يعتمد على الخيال. وأدب الخيال العلمي جنس أدبي له خصوصيته يجب علينا الحذر والتحذير من الإفراط أو التطرف غير المحدود في موضوعات البحث العلمي، أي دخول ساحات الخلق البشري تحديداً .بالإضافة إلى وجوب الحفاظ على إنسانية الإنسان وعدم تحويله إلى آلة، ففي ذلك ضرر ودمار ما بعده دمار.

- الهوامش:
* كتب عالم الفلك والفيلسوف الألماني يوهانس كيبلر (1630-1571م) روايته " Somnium " (الحلم)، وهي تُعرف بنطقها ذاك " صومنيوم "، ويعدها كثيرون " أول رواية خيال علمي "، وهي مثل " الإنسان على القمر " لم تنشر في حياة مؤلفها، بل نشرها ابنه بعد وفاته بأربع سنوات. وتتناول هذه الرواية مغامرات طالب صغير يتم نقله بقوى غامضة إلى القمر، حيث اليوم هناك يعادل 14 يوماً أرضياً.
(1) لوقيانوس أو لوقيان كان أديباً وبليغاً من سوريا، عاش في القرن الثاني الميلادي، وعرف بكتاباته باللغة اليونانية القديمة. ولد لوقيان عام 125 م، في مدينة سميساط على الفرات في شمال سوريا وتوفي عام 180 م وهناك من يقول أنه توفي عام 175 م. وهو عالم وفيلسوف وكاتب ساخر فهو أول من أبحر في علم الرواية والخيال ويعد أشهر المفكرين والفلاسفة والعلماء والملهم، والمعلم الأول لكثير من الفلاسفة في عصره وللفلاسفة والكتاب من بعده وللأدب العالمي.
(2) وفي هذا الأدب ينطلق الخيال الخلاق فيتجاوز حدود المعقول والمنطقي والتاريخي والواقعي، فيُخضع كل ما في الوجود لقوة الخيال المطلقة.

- المراجع المعتمدة:
- طالب عمران: الخيال العلمي وتجربتي مع المصطلح، مجلة الخيال العلمي، العددان: الخامس والسادس، كانون (1)- كانون (2) 2008-2009.
- طالب عمران: مقابلة برنامج خيوط الذهب حوار مع الدكتور طالب عمران بعنوان: (أدب الخيال العلمي قديماً وحديثاً)، تقديم: صفوان علي، تاريخ مشاهد الفيديو 16/02/2025. https://www.youtube.com/watch?v=PoRWh0Aybjs
- نضال الشوربجي: الواقع الاجتماعي والخيال والعقل الباطن (ثلاثة مصادر للأدب الإنساني)، مجلة كلية الإلهيات، جامعة سليمان دميرال، العدد: 42، 2019.
- شاكر عبد الحميد: الخيال من الكهف إلى الواقع الافتراضي، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، العدد:360، فبراير 2009.
- روجيه بوزيتو: الخيال العلمي الغربي في أزمة، ترجمة: محمد الهادي عياد، مجلة الخيال العلمي، العددان: الخامس والسادس، كانون (1)- كانون (2) 2008-2009.
- إدوارد جيمس، فرح مندلسون: دليل كمبرج للخيال العلمي، ترجمة: أيمن حلمي آخرون، مراجعة: رؤوف وصفي، المركز القومي للترجمة، القاهرة، العدد: 1991، ط1، 2013.
- محمود قاسم: سينما الخيال العلمي، وكالة الصحافة العربية (ناشرون)، القاهرة، ط1، 2018.
- عبد المجيد إبراهيم قاسم: قصص الخيال العلمي الموجهة للطفل (بين المضمون العلمي والخِطاب الأدبي)، مجلة الرافد الكترونية، الإمارات (الشارقة)، 01 مارس 2022. https://arrafid.ae/Article-Preview?I=MKMnTmBGCsY%3D&m=5U3QQE93T%2F0%3D
- ديفيد سيد: الخيال العلمي: مقدمة قصيرة جداً، مؤسسة هنداوي، المملكة المتحدة، ط2، 2016.
- عبدو محمد: أدب الخيال العلمي بوصفه جنساً أدبياً، مجلة الخيال العلمي، العددان: الخامس والسادس، كانون (1)- كانون (2) 2008-2009.
- ناصر كامل: سبقوا العلماء برحلة إلى القمر... هكذا أبدع أدب الخيال العلمي، موقع قناة العربية نقلاً عن مجلة القافلة، أرامكو السعودية، نشر في: 18 مايو، 2020. https://2u.pw/NaZGTGa2
- مجموعة من المؤلفين: اليوتوبيا والفلسفة (الواقع اللا متحقق وسعادات التحقق)، إشراف وتحرير: عامر الوائلي وآخرون، منشورات الاختلاف وآخرين، الجزائر، ط1، 2014.



#حسام_الدين_فياض (هاشتاغ)       Hossam_Aldin_Fayad#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انثروبولوجيا الإبداع كفعل اجتماعي المهندسة المعمارية زَها حد ...
- تقديم الذات الإنسانية عند إرفنج جوفمان (ما بين الفن المسرحي ...
- المنهج التفكيكي ودوره في قراءة خطابات مشكلة البطالة في الواق ...
- دور الانثروبولوجيا في تحليل الظواهر الاجتماعية المعاصرة: قرا ...
- انثروبولوجيا الخيال السوسيولوجي وسيلة لدراسة الفرد المجتمع
- انثروبولوجيا الوعي الإنساني (محاولة للتأصيل والفهم)
- تجليات مفهوم الهوية الثقافية في المجتمعات العربية (دراسة في ...
- العولمة الرمزية وثقافة التهجين الكوني (دور ثقافة اللوجو - ال ...
- الأدب وليد المجتمع (دراسة تأصيلية في مفهوم سوسيولوجيا الأدب)
- في علم الاجتماع الإنساني
- اللغة من منظور الانثروبولوجيا (علم الإنسان)
- المذاهب الفكرية المعاصرة وعلاقتها بالإيديولوجيا
- نظريات سوسيولوجية... نظرية التفاعل الرمزي (3)
- نظريات سوسيولوجية.... نظرية الصراع الاجتماعي (2)
- نظريات سوسيولوجية... البنائية الوظيفية (1)
- تحليل وتفسير نظرية الصراع الاجتماعي لمشكلة الطلاق (الماركسية ...
- مبادئ الالتزام الأخلاقي والحرية الأكاديمية لعالِم الاجتماع ع ...
- المفاهيم النظرية والإجرائية في البحث الاجتماعي
- الثورة الصناعية الأولى ومنعكساتها الاجتماعية والإيديولوجية ع ...
- في مفهوم الفقر والنظريات السوسيولوجية المفسرة له (رؤية تحليل ...


المزيد.....




- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين فياض - أدب الخيال العلمي في العالم العربي: جدلية الغياب والحضور في النسق الثقافي المعاصر