أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - بؤس التحليل البرجوازي للأزمة الرأسمالية















المزيد.....

بؤس التحليل البرجوازي للأزمة الرأسمالية


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 8397 - 2025 / 7 / 8 - 16:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يحاول الأسايذة البرجوازيون بالجامعات العربية، تحليل الحرب الإمبريالية الحالية، خارج فهمها على أنها بداية الطور الثالث من مستوى انطلاقتها، في الحرب الأولى على العراق في 1991، وبعد هيكلة بلدان أوروبا الشرقية ب"الثورات البرتقالية"، وبلدان القومية العربية ب"ثورات الربيع العربي"، يبدأ طور الإبادات الجماعية بدءا بغزة، التي تمتد إلى أوروبا عبر أوكرانيا، وإفريقيا عبر السودان، والكل يخضع بالبلدان المضطهدة، منتظرا انتصار روسيا، لتنقذه من جحيم الإمبريلية، هكذا تغيرت كل مفاهيم المقاومة، فأصبح الخضوع انتصارا، والهزيمة تفوقا.
لم يفهم بعد المحللون البرجوازيون العرب، بأن الكلام لا يفيد، ووصف الحال لا يغيرها، والماركسية حسمت كيف تتم مواجهة الإمبريالية، أما إنعاشها بالكلام بداخلها، بواسطة دول غارقة في الرأسمالية، ما هو إلا كلام على هامش الأزمة.
لقد أكد ماركس على العنف الثوري وسيلة لتسريع الصراعات الطبقية، التي تغير التاريخ، وما تقوم به مجموعة البريكس، ما هو إلا محاولة لعتق دولها من هلاك الإمبريالية، التي أشعلت حروبا لن تتوقف، حتى تعصف بالعالم إلى الجحيم، ولن تقي هيكلة الرأسمالية من طرف البريكس العالم من جحيم الرأسمال المالي الإمبريالي، وما الإبادة الجماعية بفلسطين إلا تحدي للبريكس، وتهديد لها بما قد يصلها يوما، وليس ببعيد.

العقلية العربية عقلية تساير الزمن، كيفما تحولت الأمور يسايرها المثقفون، ولو لم تكن في صالحهم، كما كتب أحدهم يتحدث عن القضية الفلسطينية، وقال عنها أنها تابعة للتحولات السياسية، يوم كان القوميون كانت المقاومة قومية، وكان اليسار يتزعم التضامن، يوم تألق الإسلامويون سارت المقاومة إسلاموية، هذا هو التحليل الذي توصل إليه أحد "السوسيولوجي"ين.
وبذلك يعتبر القضية الفلسطينية بلا دور في تحريك الزمن العربي، عكس ما ذهبت به منظمة "إلى الأمام" الماركسية اللينينية بالمغرب في السبعينات من القرن 20، التي اعتبرتها نبراس الثورة العربية، واليوم أصبحت عقلية العرب تساير الأمور بدون تكليف جهد ولا تفكير، قام صاحبنا بسرده هذا لدحض تصريح أحد "السوسيولوجي"ين المؤيدين للتطبيع، بدون أن يعلم أنه يكرس الواقع بدل العمل على تغييره، رغم أنه تحدث عن "السوسيولوجيا المقاومة"، كإشارة فقط لما كات عليه الحال من قبل، بينما عمل على تحييد الثورة الفلسطينية، كأنها لعبة فقط في يد المطبعين اليوم.
اعتقد أن سبب هذا الانصياع للأوضاع هو من كثر الطغيان، السائد بالبلدان العربية، عبر تعاقب الديكتاتوريات على الحكم بها، منذ نشأة الدولة "الإسلامية"، مما يشكل خطرا على قضية مقاومة الاستعمار، عبر فقدان روحها وضميرها لدى المثقفين، في حالة انفصام تام عن قضايا الجماهير، وخضوعهم لإملاءات الحكام، هكذا صور صاحبنا شروط تنازل منظمة التحرير الفلسطينية عن المقاومة المسلحة، وتوقيع اتفاق أوسلو على سلطة بلا دولة، والنتيجة الإبادة الجماعية.
والأدهى من ذلك أنه يعتبر أن القضية الفلسطينية تطورت، من البعد القومي إلى البعد الإنساني، مفسرا ذلك بالتضامن العالمي حتى من طرف أعدائها، هكذا يفسر "السوسيولوجي" العربي التطور، ويعتبر أن فقدان التضامن المسلح من طرف المنظمات الثورية العالمية، التي استقطبتها الثورة الفلسطينية في السبعينات من القرن 20، من إيطاليا واليابان وإرلندا وغيرها، وغياب اليسار لم يؤثر عليها حيث وجود التضامن الإنساني العالمي، بديلا عن المقاومة المسلحة، في انسياغ تام وراء مقولة العولة وحقوق الإنسان.
لا غرابة أن يحلل "السوسيولوجي"ون المغاربة بأدوات برجوازية، وقد ذكر بها المحلل بعد إغلاق معهد السوسيولوجيا بالمغرب في 1970، وتحول الجامعات المغربية إلى مجال لنقاشات مواضيع علم الاجتماع، كما ذكر آخر السوسيولوجيين المغاربة ببول باسكون حسب نظره، ونوه به رغم أنه لم يتجاوز في تحليلاته المنهج التفكيكي/التقسيمي، ولم يصل إلى مستوى التحليل الماركسي، مما جعل صاحبنا لم يستطع تجاوز هذا المنهج، الذي طبع الجامعات المغربية، خوفا من المنهج العلمي المادي التاريخي، أي تفاديا للمنهج الماركسية المحرم على الأساتذة البرجوازيين، إلا أنه ذكرنا بكتاب بؤس الفلسفة، أول كتاب نقدي للفوضوية في 1847 بدأ به ماركس مساره النضالي الثوري.

لا يسعني هنا إلا أن أعزي المقاومة الفلسطينية، وثورتها الخلاقة، في فقدان السند الثوري بالجامعات العربية، بعد فقدانه بالتنظيمات السياسية والنقابية، وغزاؤنا واحد في وفاة الثورة العلمية بالتعليم الجامعي، وفي انتظار بعث الثورة الفلسطينية بقواعدها الثورية المادية التاريخية الشيوعية، تبقى مواجهة الإبادة الجماعية معزولة في ظل عزلة الفكر المادي المفروضة على الجامعات، وسيادة البرجوازية والانتهازية في البحث العلمي.

هذا الوضع المزري بالبلدان العربية، غير معزول عن عزلة الفكر المادي التاريخي عالميا بعد تفكيك الاتحاد السوفييتي، ورغم بروز الاهتمام بأزمة الشيوعية من طرف الأحزاب الشيوعية، إلا أنها لم تجرؤ على الممارسات العملية، ذلك ما يتجلى في البيان الصادر عن الحزب الشيوعي الروسي، حول ما سماه "استعادة العدالة التاريخية الكاملة فيما يتعلق بجوزيف فيساريونوفيتش ستالين"، في سرد لما تعرض له شخص ستالين من اتهامات كاذبة إلى غير ذلك، في محاولة شبه نقد ذاتية تروم رد الاعتبار للاتحاد السوفييتي، كل ذلك خارج التحليل المادي التاريخي لأزمة الشيوعية.
ذلك ما كرسته رسالة بوتين للمؤتمرين، التي ما هي إلا التفاتة انتهازية، فبينما الحزب الشيوعي الروسي ناقش مسألة إساءة خروتشوف لستالين، أعطى بوتين، بكل انتهازية مكشوفة، توجيهه للقاء حول ما أسماه "التقرير والانتخابات"، في طبيعة معبرة عن عقلية الهيمن على الحياة السياسية بروسيا، خوفا من انبعاث الشيوعية من جديد جماهيريا، في خلفية مبطنة لمحاولة استغلال الحزب الشيوعي في حربه بأوكرانيا، وهو تحذير مكشوف للحزب الشيوعي الروسي من الانزلاق، واستغلال تاريخ ستالين الحربي الوطني الثوري، من أجل جلب التعاطف الشعبي للأليغارشيا المسيطرة على السلطة بموسكو.

يعتبر البيان بداية فتح مسار من الصراعات الطبقية والسياسية، إن على مستوى التنظيم بالنسبة للحزب الشيوعي الروسي، أو على المستوى الأيديولوجي والسياسي، دون أن ننسى ما يتطلبه ذلك من تحديث أجهزة الحزب، خاصة الجهاز النظري الأساسي في إعادة بناء الحزب، مما يتطلب :

1 ـ استرجاع أرشيف الماركسية اللينينية/مجلدات لينين المفقودة،
2 ـ إعادة نشرعها على المستوى العالمي بجميع اللغات الأساسية ومنها العربية،
3 ـ متابعة كل ما ينشر على الصعيد العالمي عن الشيوعية وترجمته وانتقاده ونشره،
4 ـ تشكيل لجان العلاقات الخارجية مع الأحزاب الشيوعية عالميا ومن بينها الأحزاب الشيوعية العربية،
5 ـ تأسيس جهاز إعلامية حديث يعمل على نشر مستجدات الأيديولوجي والسياسي عالميا، ومتابعات الأحداث استراتيجيا،
6 ـ الحزب الشيوعي بدون عقيدة عسكرية لن يصبح إلا أداة في يد الدولة، مما يتطلب توفير جهاز استراتيجي،
7 ـ عقد مؤتمر عالمي للأحزاب الشيوعية يتم فيه توضيح الخط الثوري للحزب الشيوعي الروسي،
8 ـ دراسة الأساس الاقتصادي العالمي للإمبريالية ووضع استراتيجية مقاومتها،
9 ـ عدم الانجرار وراء تأييد الحروب بدون تقييم ماركسي لينيني للحروب الوطنية الثورية دفاعا عن الوطن الاشتراكي ضد الحروب الإمبريالية، من منظزر لينين للثورة،
10 ـ تقييم مفهوم تحالف العمال والفلاحين، من التحالف الحربي إلى التحالف الاقتصادي لدى لينين.

وبدون إشعال الحروب الوطنية الثورية بالبلدان المضطهدة ضد الحروب الإمبريالية وفروعها اللصوصية، لن تتوقف الإبادات الجماعية للشعوب المضطهدة، ووقف البرامج الاستعماري للرأسمال المالي الإمبريالي لهذه الشعوب.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توقف تطور البرجوازية عند بروز الماركسية
- من السذاجة والغباء إلى الانتهازية
- ضد الجمود العقائدي والمثالية الذاتية في الحركة الماركسية الل ...
- من أجل فهم ما يجري بالعالم
- انتباه، الحرب تجري في جميع مستويات الحياة
- الأمازيغية والتوجه القوي في الحركة الاحتجاجية بالمغرب
- الأمازيغية وبناء دولة القبيلة بالمغرب
- فشل الفكر العربي القومي ونشر الخرافة العلمية
- وهل تنطوي أكاذيب الإمبريالية على الماركسيين اللينينيين..؟
- جبال الأطلس بالمغرب باطنها كنوز سطحها تفقير..!؟
- عن معضلة الطريق الثوري في ظل أزمة اليسار الماركسي
- من وراء طرح الصراع الأمازيغي الإسلاموي..؟
- رسالة إلى الصديق منعم المساوي
- ضد خرافة كوكب الصين
- ما مصير المفاعلات النووية الإيرانية بعد الاتفاق عمان..؟
- العالم في حاجة ماسة إلى ستالين
- تجاوزات المحاكم والنيابة العامة في حق الفلاحين الفقراء بالمغ ...
- عن سياسات ترمب التخريبية وأحلامه المزعجة
- تهديدات ترمب بالحرب على إيران لن ينفدها
- البتي برجوازي واختزال النظرية انتهازيا


المزيد.....




- آلاف المستأجرين يطالبون السيسي بعدم التصديق على القانون وال ...
- حكم قاسي في حق شقيقي الشهيد ياسين شبلي بابن جرير
- الغد الاشتراكي العدد 48
- كلمة نهلة موهاج باسم أبناء شهداء تازمامارت (جمعية ضحايا تازم ...
- بنعبد الله يعزي في وفاة الرفيق عمار بكداش الأمين العام للحزب ...
- مظاهرة حاشدة تهزّ شوارع مالمو صرخة غضب ضد العدوان الصهيوني و ...
- شبير أحمد شاه -مانديلا كشمير-
- كلمة للرفيق جمال براجع إثر اختتام أشغال الدورة 11 للجنة المر ...
- وفاة الأمين العام للحزب الشيوعي السوري عمار خالد بكداش
- اشتباكات عنيفة بين جماعات من اليمين المتطرف ومهاجرين في بلدة ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - بؤس التحليل البرجوازي للأزمة الرأسمالية