أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صدام فهد الاسدي - ---الشاعر محمود البريكان بين العبقرية والصمت-














المزيد.....

---الشاعر محمود البريكان بين العبقرية والصمت-


صدام فهد الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 1814 - 2007 / 2 / 2 - 11:33
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الى الادباء الذين يعرفون البريكان ثروة بصرية كبيرة وشاعرا عملاقا قتل الصمت وانتصر عليه
,شاعرا للقناع الذي لبسه طوال عمره ولم يفصح عن سر ضياعه,شاعرا ظل مجهولا حتى على ابنه ماجد؟؟؟لو منحني الادباء شرف الخلافة لصمت هذا الشاعر؟فقد قررت الصمت الصمت ليس عن القراءة ولا النشر بل عن السقوط في دائرة الدروايش وقماقم السفهاء
--------------------------------------------------------------------------------

انه شاعر امتهن الاعتزال النفسي والكتابي والصمت الشديد آخر لحظة من حياته,مال الى العزلة حتى ارهق العزلة ولم ترهقه , شاعر امتهن الاعتزال ليس عبثا ولاهربا ولاضعف قدرة بل حول صمته الى صرخة احتجاج على عالم عفن فجاءت العزلة لفظا وتطبيقا في شعره قال :
غرف المسرح الساكنة
ألقت من السكينة عزلة أشيائها
عزلة الجسم والهياكل عن روحها
البريكان يحتاج الى شاعر ناقد وليس ناقدا فقط لفهم مضامين شعره فالبحث عن البريكان وعزلته يعني البحث عن الوعي الباطن قل انه معري العصر الحديث بأسلوب جديد والبريكان أذن موسيقية عجيبة يتذوق الموسيقى ويتحدث عن ابعادها والبريكان كان محرضا فكريا للشعراء لكي يتمردوا مطالبين بحقهم الفكري قبل أربعين عاما من رحيله في أحياء ذكرى السياب ألقى كلمة قال فيها ما جدوى كلمات الرثاء والأنين وفي كل يوم يموت شاعر ودعا الشعراء لتثبيت هويا تهم الإنسانية في عالم ضائع وتساءل من ينقذ الشاعر من الجوع ومن يمنع السلطة من إعدامه وهو يرفض الكرنفال التهريجي للشاعر كما سماه ,والشعراء نسوا عزلتهم وصبوا جام غضبهم بالبكاء على أنفسهم الممزقة من خلال ذكرى السياب فأين اتحاد الأدباء حتى اليوم لا يجدون مكانا يستقرون فيه والدولة تصرف وتبذخ وتلقي الشعراء على قارعة الطريق,نعم ستبقى العزلة اشد من الزمن السابق لان الشاعر كان ينتفض على جلاده واليوم ينتفض الشاعر ليحمي نفسه أولا من الخنجر من القتل المباح من الضياع العسير, والبريكان مبدع كبير ,هو عيسى ابن ازرق النموذج الإنساني المضطهد ,شعره عميق يحتاج الى التأمل لانه شاعر ذهني من طراز خاص ,لقد عاصرته وكنت امشي معه في العشار وكان لا يقول الا كلمتين( نعم /صحيح )يشتري ولا يبيع يخشى الناس بل ليس له ثقة حتى بالكلمة يحسبها مسمومة في التسعينات وهو أستاذ درس في معهد المعلمين فلا تتعدى محاضرته الموضوع وكان يخرج من المحاضرة متعبا من اسقاطات طلابه وهو يرى العربية تنتحر في المعهد لسوء نطق الطلبة وضعفهم في العربية,ان عظمة البريكان في صمته في رموزه في شعره الذهني في شخوصه التي ينتقيها بعد تفكير أقول انه شاعر حولي لا يجهض القصيدة الا بعد صبر طويل والسمة الغالبة على شعره؟؟اولها/ القناع ما أبدع به البريكان فقد اخذ شخصية عيسى بن ازرق والبسها ذاته ,ثانيها /شاعر رائد للقصيدة القرائية وليس المكتوبة فالإلقاء من البريكان ينقلك الى صخور وماء وعزله إنها الوطن الكوني للشاعر بإيحاءات متنوعة, ثالثها الماء عنده رمز للطهارة والخلود فالخلق بدأ من الماء ويوتبيا البريكان صفة القداسة للبحر والسفن انه حارس الفنار الكبير وكما جاء عند السياب بويب ووفيقة رديفين جاء الماء والمرأة ام ابنه ماجد أو غيرها,حيث قال:
ترك امرأة مطفأة الوجه وطفلا/يحلم في مرقده /يترك كلبا لا يعرفه وخزانة كتب لم تقرا
/ورابعها رقمه(96)واحد من رموزه الكثيرة كما قلت عيسى بن ازرق وحارس الفنار وشاعر الصمت وهذه القصيدة من اعمق ما كتبه البريكان عندما كان سجينا وهو يحمل هذا الرقم الذي ظل في ذاكرته طويلا لا ينساه,وفي قصيدة إنسان المدينة الحجرية نجد هذا السر مدفونا حيث يقول
في العالم المغمور تحت الأرض
/حيث يمد عنكبوت الخوف والضجر خيوطه/
في طرق الصمت ولامفر /أنت هنا تدور كأنما تلهث في لهاثك العصور
وقد أدليت دلوي؟ومن الذي لا يدلي بدلوه للبريكان وهو البحر وليس البئر,وكيف أنسى هذا الشاعر الكبير وقد عاصرته ورايته وسمعته وقد كتبت له الكثير في أطروحتي للدكتوراه عام 1998درست قصيدته الرائعة مصائر قال فيها :
السفينة راسية بجوار الرصيف تستقر بهيكلها المتآكل
تخفي بداخلها صدأ الأزمنة
الشاعر فيها يؤكد السمة المحلية للبصرة ام السفن وصيد السمك وقد حملت القصيدة ايحاءات واسعة وهو يرمز الى توقف التجارة في البصرة,وقد قدمت قصيدتي الخيمة لحظة سماعي خبر قتله :
ان خيمتي سقطت فما نفع الوتد
وإذا الحروف تنفست بالخوف ما نفع المدد
وإذا الحضارة حرفت مدور بابل او اكد
وإذا الكلاب تلاعبت بالغاب مادور الاسد
ونشرت في مجلة عربية قصيدتي(موت الشاعر)
الشعر مات ومات حتى الشاعر وعليك تحزن في العراق منائر
ونشرت في مجلة المواني العدد الثاني 2005قصيدة شهيد الصمت قلت فيها:
اعني لاقرأ فيك الفجيعة شعرا صريح
أعرني يديك اللتين كتبت لنا بهما لغة الصمت فوق الضريح
أحقا ذبحت بسكين هذا الزمان القبيح؟
وحزوك بالذبح والطعنات قتلا مريح؟
فموتك كان نذيرا الى الشعراء وسيصلب مثل المسيح""""
اتفتح عينيك لهذا الزمان العجيب اذن تستريح
وتعرف ان الطغاة لقد رحلت ,فلا تشرب الخوف في كل ريح
وقد درس البريكان في رسالة ماجستير عام 1991 للدكتور ضياء الثامري ونشر عنه الكثير من البحوث ودرس البريكان في رسالة ماجستير في كلية الآداب وكتب الدكتور فهد محسن فرحان الأستاذ في كلية الآداب في رسالته في الدكتوراه وكذلك الأديب البصري الأستاذ رياض عبد الواحد دراسة عنوانها البذرة والفأس عام 2000م وهي دراسة رائعة ونشر عن البريكان ملف خاص في مجلات عراقية واحتفل اتحاد الأدباء بالشاعر اكثر من مرة دون ان يقدم لي دعوة للمشاركة وأنا صوت بصري أذوب احتراقا بحب مدينتي وشعرائها ولكن هل اخذ البريكان حصته واستحقاقه لاحيا ولاميتا فما زال ابنه ماجد على قارعة النسيان



#صدام_فهد_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما ترحل صواري الريح
- الحلم في غابر الازمنة
- وشاح الثلج على كتف الوطن
- الشاعر ثامر سعيد و العبور الى زاوية الأقنعة
- حينما يشق النهر قلب الصخر
- حرائق عصية على المطر
- تداعيات سنابك المطر في شعر الدكتور عبد الكريم راضي جعفر
- نحت من ضباب في امرأة رشدي العامل
- قبل سقوط راية السراب
- الشاعر حسين مردان القديس الفاجر من يهيل الجبل على الشعراء
- اقصاء بدائي
- الشاعر الدكتور صلاح نيازي/الآتي على صهوة من لهب
- حين تنتفض الشوائب
- قف بعيدا عن اذرع النار/
- تشظيات متفائل
- تداعيات سفن الكلام في قصيدة منذر عبد الحر
- المطر يقص الرواية غدا
- الشاعر الدكتور صلاح نيازي الاتي على صهوة من لهب
- اشتعال الحرائق وتسرب الاقنعة في شعر البياتي
- الشاعر بلند الحيدري والبحث عن فردوسه المفقود


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صدام فهد الاسدي - ---الشاعر محمود البريكان بين العبقرية والصمت-