حاتم استانيولي
الحوار المتمدن-العدد: 8388 - 2025 / 6 / 29 - 12:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما الذي يدع المفاوض (الأسرائيلي ) يماطل؟
لماذا تسكت العواصم العربية ؟
لماذا تستمر في صمتها ؟
ما هو هدف المفاوض الأسرائيلي ؟
المفاوض الأسرائيلي يقول ان قرار التقسيم والذي وقع عليه يقضي باقامة دولتين عربية ويهودية , وهذا القرار قد نفذ بانشاء الدولة (العربية الأردنية) ودولة (اسرائيل) , ولا حديث عن دولة فلسطينية, وانما الحديث واضح عن دولة يهودية , من هنا فان التعاطي مع هذا الطرح, وعدم كشفه لجماهير شعبنا في الأردن وفلسطين, والتكتم عليه ومحاولات البعض التعاطي مع نتائجه ,من خلال احياء بعض الخطوط القديمة , وابراز شخصيات موالية لهذا النهج ,واختلاق المشكلات الداخلية بين ابناء الشعب الواحد هو الهدف من الطرح (الأسرائيلي) .
ان اصرارنتنياهو على ان المشكلة, هي ان الفلسطينيين لا يريدون الأعتراف بيهودية الدولة, هو تلاعب, من خلاله يريد ان يحقق اعتراف فلسطيني بيهودية الدولة. وسيتبعها اعتراف عربي, مستندين لأعتراف اصحاب البيت. (على حد قولهم), عندما ببرروا تطبيعهم بانهم لن يكونوا ملكيين اكثر من الملك , ولذلك يجب الحذر من تكرار ذات السيناريو , ويدفع بالصراع للبيت الفلسطيني الأردني ويجلس الأسرائيلي, ويراقب هذا الصراع, ويأججه ويمارس على الأرض سياسة قضم الأراضي ,ومصادرة الممتلكات ,وتفريغ الأرض من سكانها . ان التلاعب في المكونات الداخلية للدولة هو الهدف الأسرائيلي, من اجل تفكيكها واعادة تركيبها بما يتلائم مع شروط يهودية الدولة , وهنا فان بعض الأصوات التي تشرع الجهاد في سوريا واولويتة على الجهاد في فلسطين, هو في جوهره يخدم هدم صيغة الدولة في سوريا , وتسليم قوى الدين السياسي السلطة في سوريا ,وستكون نموذجا يحتذى به لتفكيك الدولة الأردنية واعادة تركيبها , بما يتلائم مع اعلان الدولة اليهودية واعتراف (القوى الدينية ) بها فهي من حيث الجوهر لا تختلف مع اسرائيل كدولة دينية اذا ما سمح لهم باستلام السلطة التي يحلمون بها منذ مائة عام .
ان جوهر الفكر السياسي الديني لا يؤمن بفكرة الوطن المتعدد الجامع لكافة الأتجاهات الأنسانية , فهي تتعامل باستخفاف مع المكان والأنسان , والعلاقة بينهما بالمعنى التاريخي والأنساني ,فتراها تدمر كل ما يرتبط بالفكر والتاريخ الأنساني .
لذلك فان المخاطر التي من الممكن ان يتعرض لها الوطن من الدين السياسي ,لا تقل عن المخاطر التي يتعرض لها من الكمبرادور السياسي الذي لا يقيم اي اهمية للوطن ومصالحه ويتعاطى باستخفاف وتآمر مع صيغة الوطن.
ما هو قائم الآن من تحالف بين الأسلام السياسي وفئة الكمبرادور , ما هو الا تحالف مصالح سياسية, لا تمت للوطن او الوطنية بصلة .
المدقق في الصورة العامة, من شحن معيشي وخدمي , وتنامي التطرف الديني السياسي. وانعكاساته بمشاركة الشباب في القتال في سوريا ومشاركة المراة مؤخرا الا مؤشر على تنامي التطرف , واذا لم تتدارك اوساط النظام التي تحرص على صيغة الدولة, فان تحالف الكمبرادور السياسي والديني سيذهب في البلاد للفوضى , التي ستكون مدخل لأستكمال شروط يهودية الدولة .
اعادة تصحيح البوصلة السياسية للنظام بشان ما يحدث في سوريا هو مهمة للحفاظ على صيغة الدولة في الأردن وحامي لها .
ناهيك عن البعض , الذي تدغدغه صفة التمثيل الفئوي, والمناطقي لتحقيق مكاسب شخصية, تحت شعارات تتعلق في الحقوق المدنية او الاحقية الاصيلة هذه الشعارات تعبر عن طفولة سياسية, تستخدم من بعض اوساط الكمبرادور السياسي في تاجيج الأنقسام الأهلي.
ان مجابهة هذه الأخطار تشكل مدخلا لدرء خطر الأنقسام الأهلي ,(الحقوق المدنية حق لكل المواطنين يكفلها الدستور) .المطلوب هو تفعيل بنوده فالاضرار من عدم تفعيلها يشمل جميع المواطنين بغض النظر عن اصولهم, ولكن يجب عدم استخدامها للتفريط في الحقوق الوطنية والقومية . فالمطلوب تعديل السياسات المتعلقة في النظر لحل القضية الفلسطينية, فتكون من خلال مساندة الحقوق الوطنية التاريخية للشعب الفلسطيني, والعمل على احقاقها بكافة الوسائل ,وهي ستكون مدخلا للضغط على المجتمع الدولى وتنفيذ قراراته المتعلقة بهذا الشأن .
اما عن المفاوض الفلسطيني يجب ان لا تستهويه التحريضات الأسرائيلية, بشان الدور الأردني , فالمصلحة الأردنية تكمن في الدعم الغير محدود للحقوق الوطنية التاريخية للشعب الفلسطبني , والمصلحة الفلسطبنية تكمن في التنسيق الواضح, والشفاف مع الدولة الأردنية التي يجب عليها ان تعطي حق للفلسطينيين من اجل الدفاع عن حقوقهم , وتشكيل وجهة نظر مشتركة قائمة على الحفاظ على الدولة الأردنية وتغيير الدور الوطيفي للنظام ليعكس الرغبات والمصالح الجماهيرية , والعمل المشترك لتحقيق الحقوق الوطنية التاريخية للشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة.
المصلحة الوطنية الأردنية الفلسطينية تقتضي مواجهة التحالف بين الكمبرادور السياسي والديني , فالكمبرادور ان كان سياسي او ديني لا جنسية له او وطن او انتماء .
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟