أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم استانبولي - محكمة العدل الدولية : لماذا جنوب افريقيا وليس جولة عربية؟















المزيد.....

محكمة العدل الدولية : لماذا جنوب افريقيا وليس جولة عربية؟


حاتم استانبولي

الحوار المتمدن-العدد: 7862 - 2024 / 1 / 20 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


محكمة العدل :لماذا جنوب افريقيا وليس دولة عربية؟
انعقدت جلسة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي للنظر بالدعوى المقدمة من دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل دولة الاحتلال الإحلالي لِفلسطين .
بعد خمسة وتسعون يوما وما يقارب ل ١٠٠ الف شهيد وجريح والالاف من المفقودين من مواطني غزة الفلسطينيين وبعد خمسة عشرة عاما من الحصار البري والبحري والجوي تَخَلَلَها جولات من الاعتداءات العدوانية الإسرائيلية استخدمت خلالها سياسة منهجية لتدمير (جز العشب حسب المصطلحات العسكرية) القدرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية هي قدرات لإبقاء غزة ومواطنيها في غرفة الإنعاش تحت رقابة دقيقة مكثفة برا وبحرا وجوا.
رغم كل هذا الهول من التعذيب والتدمير والقتل والضغط والمراقبة والملاحقة والتعذيب المباشر والغير مباشر كان الفلسطينيون وخاصة مواطني غزة يواجهونها بِإمكانياتهم المتواضعة يستيقظون كل صباح يذهب اطفالهم الى المدارس والجامعات ورجالهم الى اعمالهم ونسائهم تمارسن امومِيَتَهُنَ وانسانِيَتَهُنَ ليأمِنَ لاطفالِهِنَ وأُسَرِهِنَ الحد الأدنى من ظروف نفسية ورعاية أسرية استمر الفلسطينيون وخاصة أهل غزة صمودهم وتصديهم لآلة القتل اليومي العدواني الاسرائيلية.
لكن هذا العدوان الهمجي البربري المستمر منذ أكثر من ١٠٠ يوم على غزة كان له شكل وأسلوب وهدف مختلف عن كل الاعتداءات السابقة حيث كان واضحا منذ اليوم الأول للعدوان أن الهدف الجوهري للعدوان هو إعادة إنتاج جريمة النكبة الفلسطينية عبر التوضيح عن نفسه بالتصريحات والقرارات الحكومية السياسية والعسكرية والاقتصادية التي واضحة ومعلنة عن خططها ضد الشعب الفلسطيني التي طالبته بالخروج من أرضه ووطنه او سيواجهون التجويع والتعطيش والقتل والتدمير الشامل لإنهاء كل امكانيات العيش الإنساني الحضاري في قطاع غزة .
السؤال الأول:
الذي يفرض نفسه لماذا دولة جنوب أفريقيا قامت بتقديم الدعوى متحدية كل المنظومة السياسية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة؟
السؤال الثاني :
لماذا لم تقم دولا عربية مثل الاردن او مصر في تقديم دعوى مماثلة لدولة جنوب افريقيا وهي في الجوهر عانت من آثار العدوان الدائم على الشعب الفلسطيني الذي كان يخضع للإدارة السياسية والقانونية والاقتصادية لكل من الأردن ومصر؟
السؤال الثالث:
لماذا لم تبادر الجامعة العربية في المبادرة بأخذ المبادرة كأداة سياسية جامعة للموقف الرسمي العربي ؟
دولة جنوب أفريقيا قدمت هذه الدعوة بناء على عدة أبعاد أهمها أنها دولة ناضل شَعبَها لعقود طويلة من أجل نيل حريته من نظام الفاشي العنصري الذي كان مدعوما من بريطانيا العظمى ودولة إسرائيل التي كانت تقيم أعمق العلاقات مع نظام الفصل العنصري هذا النظام الذي كان يمارس ابشع الجرائم ضد شعب جنوب افريقيا بالضبط مثلما تمارس إسرائيل الإحلالية قَمعَها و قتلها و مصادرة الأملاك وهدم البيوت والفصل العنصري.
دولة جنوب أفريقيا تدرك عبر التجربة النضالية لشعبها مدى الظلم الذي يقع على الشعب الفلسطيني ويذكرها بالظلم الذي وقع على شعبها من المنظومة الرسمية الرأسمالية التي كانت تمارس الظلم والسرقة لمقدرات الدولة ان اهم تجارة كانت تمارس سرا وعلنا هي سرقة المقدرات الباطنية لجنوب افريقيا من ذهب والمال عبر تجار إسرائيليين الذين كانت تمر تجارتهم عبر بورصة تل ابيب للالماس بحماية من حكومة اسرائيل هذه التجارة التي كانت تدر مئات الملايين على الخزين الاسرائيلية لهذا فإن العلاقة ما بين نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا هو يشبه النظام العنصري في إسرائيل الإحلالية بل ان اسرائيل قد تجاوزبه في ارتكاب المجازر والابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
قوى الحرية في جنوب أفريقيا حققت العدالة الإنسانية لشعبها وهي تدرك اهمية استخدام الوسائل القانونية الأممية لمحاصرة نظام الفصل العنصري في فلسطين الذي له طابع احلالي هذا الطابع الذي يحمل بجوهره الصفة الارهابية لانه يمارس عبر التاريخ إبادة منهجية لكل الجوانب الحقوقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية للشعب الفلسطيني.
الصفة الإحلالية هذه يشترك فيها النظام الصهيوني الإحلالي مع الشكل التاريخي لنظم كل من الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وممارسات بريطانيا العظمى في دول المستعمرات هذه الصفة بجوهرها تحمل صفة الابادة الجماعية للتاريخ والثقافة والهوية والحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية وبشكلها الفج تمارس العمليات العسكرية المباشرة لقتل المدنيين لمحو آثار نقيضها التاريخي الشاهد على جرائمهم .
تحقيق العدالة الإنسانية تمارسه حكومة جنوب افريقيا عن قناعة وفهم وتطبيق عميق لجوهر العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية في تصحيح المفهوم الذي ساد بعد انتصار المفهوم الصهيوني للعدالة الذي اعتبر أن كل قوى الحرية والتحرر الوطني هي قوى إرهابية خاضعة لمعيار وناظم المفهوم الرأسمالي للعدالة التي خصصت فقط للمليار الذهبي .
أما عن الدول العربية فإن وقوفها موقف الحياد الإيجابي يكمن أن معظم نظمها الفاعلة والمؤثرة في المنظمة الرسمية العربية هي نظم لا تؤمن بالعدالة الإنسانية وهي تستخدم قوانين العدالة بما يتوافق مع مصالحها الفئوية والعائلية التي تؤمن إخضاعها لشعوبها وهي تتلاقى مع صفة الجوهر المعادي للعدالة الإنسانية لإسرائيل الإحلالية.
نظم لا تملك صفة العدالة كيف يمكنها ان تواجه اسرائيل التي تذكرهم بأنهم نظم غير ديمقراطية ونظم مارست القتل بكل أشكاله في اليمن وسوريا وغطت جرائم واشنطن في العراق وأفغانستان.
أما عن ايجابية الحياد (الموقف اللفظي واتخاذ قرارات حبرا على ورق) فهو موجه فقط لجماهيرها لتغطية عجزها وتبعيتها.
نظم تستقبل القتلة وتسمع لهم وتُقايِضَهم على سكوتها لتحقيق مكاسب مادية لبعضها الذي يعاني من مديونيات واخرى من اجل السكوت عن ممارساتهم العدوانية داخل وخارج دولهم.
أي مدقق في الصورة العامة للامكانيات العربية الجمعية إن كانت بشرية أو اقتصادية او عسكرية او جيوسياسية يدرك أنها قوة لا يمكن الاستهانة بها فهي تتحكم بأوجه قوة فاعلة ومتحكمة بالاقتصاد العالمي المالي فقط الموقف الصادق لصنعاء الفقيرة ولكنها أغنى دولة عربية في الوطنية والانسانية والعروبة ومناصرة الحق الفلسطيني هذا الموقف الميداني وضع كل العواصم الغربية في موقف يفكر ويسارع في إيجاد مخارج لوقف العدوان على غزة والضفة.
موقف دولة جنوب أفريقيا وضعت مفهوم تحقيق العدالة الإنسانية على السكة الصحيحة وكشف أن المشكلة ليس في جوهر العدالة التي هي عدالة للجميع بغض النظر عن لونهم وجنسهم و قوميتهم ودينهم هي عدالة لا تملك معايير خاصة لتطبيقها حيثما تطلب ذلك.
العدوان المستمر على غزة كان له طابع خاص يتميز بسمة الإبادة الجماعية للبشر والحجر والبيئة بكل أوجهها فرض إيقاعه شعبيا عالميا لمواجهته بحيث أصبحت كل الشعوب في كل بقاع العالم تدرك أن قضية فلسطين هي قضيتها لانها ادركت مدى خطورة النظم العالمية التي تتحكم فيها الصهيونية العالمية التي هي خطر داهم على كل الشعوب في العام وكشفت زيف ادعاءات حكوماتها التي سارعت لمد المعتدي الصهيوني في فلسطين بالدعم اللا محدود سياسيا واقتصاديا وعسكريا وتوافد زعمائها لتقديم ولائهم لصهيونِيتَهَم.
العدوان المستمر على غزة عكس بالملموس ما جرى بالنكبة الفلسطينية عام ١٩٤٨ وكشف الأكاذيب التي سوقتها الصهيونية واتباعها ان الفلسطينيين باعوا أرضهم ما يجري في غزة ومخيماتها أكد بالملموس مدى إصرار تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه وقضيته وان المتآمرين على قضيته هم أبناء وأحفاد من تآمروا على الشعب الفلسطيني في جريمة النكبة التي كانت مفتاح لبوابة الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني التي اتسمت بإلغاء الهوية و الحصار والمنع من العمل والسفر والإلحاق وتجريف الذاكرة وتشريع قتل الفلسطيني وتهجيره وملاحقته التي حولت العدو إلى صديق والفلسطيني إلى إرهابي.
العدالة الحقوقية الانسانية هي المطلب الأول لكل فلسطيني وطني تحرري وليست الدولة المشروطة.
تحقيق هذه العدالة هي المدخل لحرية الإنسان الفلسطيني في اختيار مستقبله السياسي والاقتصادي والثقافي وتحديد طابع وشكل دولته ونظامه حرية غير مشروطة بقبول الظلم والعدوان والمحتل.
عدالة انسانية تحقق اولا عدالة المخيم الفلسطيني التي كانت وما زالت هي عنوان البوابة الأول لغيابها.
أن الثمن الذي قدم في غزة يجب أن لا يكون أقل من الحرية الكاملة لشعبنا وان اي استثمار في الدم الفلسطيني من قبل النظام الرسمي لاستمرار التطبيع وقبول إسرائيل العدوانية يجب أن يواجه شعبيا بشكل حاسم وأن أي قبول لصرف فاتورة العدوان من قبل النظام الرسمي العربي هو في الجوهر مشاركة في جريمة العدوان على غزة والشعب الفلسطيني.
هذه الجرائم و فاتورتها يجب أن تدفعها كل اسرائيل العدوانية وواشنطن ولندن وبرلين وباريس منظومة العدوان المستمر والدائم على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية منذ أكثر من مائة عام.
دعوى جنوب افريقيا امام محكمة العدل الدولية رفعتها واوصلتها أقدام الجماهير التي كانت تدق الارض لإيقاظ شعوب العالم من الخطر الداهم على منظومة العدالة الإنسانية التي تواجه خطر تفشي الصهاينة في مؤسسات الحكم في كافة العواصم الفاعلة في المنظومة الدولية ان كانت سياسية او اقتصادية او اعلامية التي تمارس تغطية منهجية مضللة تشرع جرائم الابادة التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة.



#حاتم_استانبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين بين سايكس بيكو وصفقة القرن ج٣
- فلسطين ما بين سايكس بيكو وصفقه القرن ج2
- فلسطين ما بين سايكس بيكو وصفقه القرن 1
- ياسمين بائعة الشاي
- يجب ان تسقط الأوهام
- المسألةاليهودية بين الفكرة الدينية والقومية
- الاديولوجية الصهيونية هي اديولوجية قادة رأس المال
- الحيوانات الوحشية والاليفة
- مغالطات اورسولا فون دير لاين
- مغالطات اورسولا فون دير لاين
- الكذب الوقح
- الازمة الاوكرانية اسبابها وتداعياتها
- وحدة اليسار الفلسطيني بين الرغبة والواقع والامكانية
- قراءة في قرار المحكمة الجنائية الدولية ج2
- قراءة في قرار المحكمة الجنائية الدولية
- تداعيات الترامبية على البايدينية
- دولة مواطنة ام دولة عشائر وقبائل وعائلات
- الخلاف مع المكرونية
- فلسطين بين العدالة الالهية والعدالة الانسانية
- ما هي سمات المرحلة الوطنية التحررية ؟


المزيد.....




- بايدن يتحدث عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات: - ...
- بايدن يكشف ما إذا كانت احتجاجات الجامعات ستُغير سياسته تجاه ...
- الاستخبارات الأمريكية: لم نجد أي دليل على تورط روسيا في الاح ...
- إيران تنفي التقارير حول -الاعتداء الجنسي على المتظاهرة نيكا ...
- توقيف 3 مشتبه فيهم بقتل شخص بمنزله وسرقته جنوب شرق الجزائر
- تحقيق لبي بي سي يظهر احتمالية ارتكاب إسرائيل لجريمة حرب بقتل ...
- بعد حماس وحزب الله.. الحوثيون يواصلون حفر الأنفاق وبناء الم ...
- من سيدفع المال لإعادة إعمار غزة بعد الحرب؟
- شاهد بالفيديو.. البابا فرنسيس والعاهل الأردني يتبادلان الهدا ...
- الاستخبارات الأمريكية تعترف بقدرة روسيا على تحقيق اختراقات ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم استانبولي - محكمة العدل الدولية : لماذا جنوب افريقيا وليس جولة عربية؟