أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم استانبولي - صراع الافكار














المزيد.....

صراع الافكار


حاتم استانبولي

الحوار المتمدن-العدد: 7894 - 2024 / 2 / 21 - 21:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ناقش الافكار بغض النظر عن مطلقيها او حامليها وانظر اليها على انها ممكن ان تكون مكملة لافكارك او متعارضة معها وفي الحالتين تكون عملية نقد الافكار وصراعها هي التي تحكم تطورها وفي العملية الفكرية والثقافية لا يوجد انتصار مطلق اومغلوب مطلق. انها عملية صراع متداخلة يحكمها مدى وعي الفكرة وعوامل تطورها الداخلية وتفاعلها مع محيطها فلا يوجد افكار خارج الوعي الانساني التي هي انعكاس لنشاطه الاجتماعي . وبرايي ان تطور وسائل الاتصال المعرفي التي وفرت سرعة الاتصال وانتشار الافكار والمعلومات لها دور في ارتقاء وانتشار مصادر الثقافة ولكن شرط وعيها مرتبط بمدى امتلاك الدماغ للمنهج العلمي في رؤية الظواهر ومعرفة القوى الداخلية المحركة لها .
هنالك كم هائل من الكلمات والجمل يتم ترتيبها ولكن المهم هل هي انعكاس للواقع ام تجميل او مبالغة او انقاص له وهنا تكون الرغبة هي المحرك للموقف .
عملية الوعي يجب ان تحكمها مقولة (ملموس -مجرد - ملموس) هذا الاتجاه المعرفي الذي ينتج افكار صحيحة ( نسبيا) اما مقولة(مجرد- ملموس - مجرد) فهي مقولة مثالية تعتقد ان الوعي موجود اصلا في الدماغ او من خارج الوعي الانساني وهذا يتناقض مع مقولة ان المعرفة هي انعكاس للواقع الملموس.
لذلك صديقي العزيز قف وفكر انت مع اي مقولة ملموس مجرد ملموس
ام مجرد ملموس مجرد . ونتيجة لذلك تحكم على صحة كلماتك وواقعيتها ام مثاليتها.
مع تحياتي الحارة لجميع الاصدقاء ان كنوا مثاليين او واقعيين بهم تكتمل لوحة التناقض والتراكم الكمي للمعرفة وتكون مدخلا لتعميق الوعي الفردي والجمعي.
تطور وسائل وطرق المعرفة كانت عاملا مهما في الوعي فمثلا عندما تطورت الفيزياء للمرحلة (الميكانيكية) انعكس هذا في طريقة عمل الادمغة وسمي التحليل (بالميكانيكي )هذا للمثل وليس للحصر.
ان التفاعل مع العلوم وفهمها ومعرفة العوامل المتداخلة بينها وانعكاسها في وعينا تحدد بشكل كبير طرق عمل الدماغ وخلاصاته المعرفية .
وعملية اسقاط المقولات النظرية بغض النظر عن ظروف ظهورها وارتباطها بتطور العلوم الاخرى يجعل وقعها على الواقع غريبا ولا تجد لها مكانا في ادمغة العامة كونها لا تعكس ظروف حياتهم الملموسة .
او انها جائت من خارج السياق التاريخي لتراكم ثقافتهم التي تتحكم في سلوكهم .
البعض يطرح ان الصراع الفكري ليس امرا ملحا او انه ليس اولويا هذا طرح بعيد عن الواقع لان الافكار هي في عملية صراع يومي تاخذ اشكال وطرق وتعابير مختلفة ولا يمكنك ان تلغي اولوياتها لكون تناقضها هو المحرك للمعرفة.
على سبيل المثال اسرائيل فكرتها قائمة على اساس الفكرة الدينية التي لا تعير اي اهتمام للبشر الذين لا ينتمون لفكرتهم والذين يساندون فكرتهم هم بالنسبة لهم رعاع للاستخدام فقط هذا هو جوهر فكرتهم العنصرية وهي تتلاقى مع الافكار الاخرى في الديانات التي تعتبر انها هي الطريق الوحيد للخلاص وهنا فان عمليات القتل في القدس والمدن الفلسطينية للشباب والشابات وسياسة مصادرة الاملاك وتشريد الشعب الفلسطيني وسياسات الاعتقال والسجن للمناضلين من اجل الحرية .
هذه الصورة لا تختلف عن اساليب داعش واخواتها في العراق وسوريا ولا تختلف عن قصف الشعب اليمني او عن النظام العنصري البائد في جنوب افريقيا او عن قتل وتصفية السكان الاصليين في كندا واستراليا ونيوزلندا او الهنود الحمر في امريكا كلها اساليب وطرق مصدرها انها نتيجة مقولات من خارج الوعي الانساني.
ان مجابهتها والصراع معها تاخذ اشكال وطرق مختلفة ولكن في الجوهر هو صراع ما بين الافكار التي تعبر عن الوعي الانساني كانعكاس للواقع الملموس والافكار التي تعبر عن الوعي من خارج الوعي الانساني.
من الممكن ان استخدم المقولات التي تتلائم مع الواقع والتي هي نتاج للممارسة العملية ولكن لا يجب على المفكرين الواقعيين طرح فكرة تجميد الصراع او اعتباره انه ليس اولوية من الممكن استخدام السياسي منه لكن دائما علينا ان نؤكد انه انعكاس للواقع (الفكري) المادي الملموس.



#حاتم_استانبولي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولات بلينكن الى المنطقة
- قراءة في قرار محكمة العدل الدولية
- محكمة العدل الدولية : لماذا جنوب افريقيا وليس جولة عربية؟
- فلسطين بين سايكس بيكو وصفقة القرن ج٣
- فلسطين ما بين سايكس بيكو وصفقه القرن ج2
- فلسطين ما بين سايكس بيكو وصفقه القرن 1
- ياسمين بائعة الشاي
- يجب ان تسقط الأوهام
- المسألةاليهودية بين الفكرة الدينية والقومية
- الاديولوجية الصهيونية هي اديولوجية قادة رأس المال
- الحيوانات الوحشية والاليفة
- مغالطات اورسولا فون دير لاين
- مغالطات اورسولا فون دير لاين
- الكذب الوقح
- الازمة الاوكرانية اسبابها وتداعياتها
- وحدة اليسار الفلسطيني بين الرغبة والواقع والامكانية
- قراءة في قرار المحكمة الجنائية الدولية ج2
- قراءة في قرار المحكمة الجنائية الدولية
- تداعيات الترامبية على البايدينية
- دولة مواطنة ام دولة عشائر وقبائل وعائلات


المزيد.....




- السودان.. ترحيب برؤية الرباعية و-الإخوان- يحاولون إجهاضها
- السفير حسام زكي: الاتجاه العام بالقمة العربية الإسلامية يميل ...
- قادة عرب يصلون إلى الدوحة للمشاركة في القمة العربية الإسلامي ...
- رسالة الإخوان لقمة الدوحة.. ستة إجراءات لمواجهة الاحتلال وحم ...
- تركيا: يجب على الدول العربية والإسلامية مواجهة مخططات التوسع ...
- اجتماع وزاري مغلق تمهيدا للقمة العربية الإسلامية الطارئة في ...
- تحركات مصرية قبيل القمة العربية الإسلامية الطارئة بشأن -هجوم ...
- تفاصيل مسودة البيان الختامي للقمة العربية - الإسلامية الاستث ...
- بالصور والفيديو.. الاحتلال يدمر مباني الجامعة الإسلامية في غ ...
- الاحتلال يحتجز شابين من دير بلوط غرب سلفيت


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم استانبولي - صراع الافكار