أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم استانبولي - ٤٨ عاما على يوم الارض الفلسطيني















المزيد.....

٤٨ عاما على يوم الارض الفلسطيني


حاتم استانبولي

الحوار المتمدن-العدد: 7933 - 2024 / 3 / 31 - 14:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الذكرى ال٤٨ ليوم الأرض الفلسطيني
في الثلاثين من آذار ١٩٧٦ انتفضت جماهير الشعب الفلسطيني داخل أراضي فلسطين المغتصبة عام ١٩٤٨ . هذه الانتفاضة التي كانت إعلانا شعبيا فلسطينيا جَمعِياً تعلن فيه بدمائها ولحمها الحي أن القضية الفلسطينية هي واحدة لشعب يواجه الإلغاء السياسي والقانوني والحقوقي لتحويله لمجموعات بشرية متناثرة في بقاع الأرض.
انتفاضة الفلسطيني المنتمي للأرض الفلسطينية من النهر الى البحر اعلن في ذلك اليوم ان فلسطين هي القضية ولا يمكن تفتيتها كمكان عبر الزمان.
انتفاضة الأرض الفلسطينية مستمرة حتى هذا اليوم في مواجهة أكبر و أعمق وأشمل مؤامرة إجرامية ضد الإنسانية بدأت فصولها منذ أن قدم وزير خارجية بريطانيا بلفور وعداً مكتوباً للورد الصهيوني روتشيلد بإعطاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
منذ ذلك الوعد بدأ تنفيذ المتدرج والتصاعدي والمتشعب فصول مؤامرة القرن التي تطلبت حربا عالمية اولى وثانية لتحقيق المصالح المشتركة والمتداخلة لِرأس المال الصهيوني مع رأس المال العالمي من أجل فرض سيطرة كاملة على الاقتصاد العالمي وتعميق السيطرة الصهيونية على مراكزه.
هذه المؤامرة حيكت بعقلية استعمارية استيطانية هياءت الظروف المادية المكانية في مسرح الجريمة ومحيطه لممارسة أوسع وأطول إبادة جماعية لمجموعة بشرية عبر التاريخ الإنساني وما زالت مستمرة منذ أكثر من مائة عام.
جريمة إبادة الشعب الفلسطيني تطلبت عملا استعماريا صهيونيا دؤوبا اتبع سياسة التقطيع والتفتيت والتهجير ومصادرة التاريخ عبر سرديات وهلوسات خرافية من خارج الوعي الإنساني.
الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ وعد بلفور لها خصوصية أشمل من مفهوم الأمم المتحدة الذي أقر عام ١٩٤٨ .
قرار الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني اتخذ عن سابق إصرار من قبل حكومات استعمارية ومنظمات صهيونية سياسية ومالية وعسكرية اجرامية عبر خلق وتهيئة مكان مسرح الجريمة ومحيطه.
الإبادة الجماعية أخذت أشكال متعددة مركبة عبر أدوات محلية وإقليمية ودولية هيئت لها الظروف المادية والقانونية والسياسية لعمليات متدرجة متصاعدة لاكبر واطول جريمة في التاريخ الإنساني.
الابادة الجماعية تطلبت الإلغاء القانوني بمعنى إسقاط الهوية الحقوقية المدنية وإلحاقها بمنظمة دولية أنشئت خصيصا لهذه الحالة الفلسطينية الفريدة أطلق عليها وكالة الامم المتحدة لتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين (الأونروا).
في ذات الوقت تم إلحاق أكبر كتلة بشرية فلسطينية في الضفة وغزة إلى النظامين الأردني (الواقع تحت الوصاية البريطانية) والمصري .
الأول الغى الهوية السياسية والحقوقية المدنية والثاني حاصرها ومنع تمايزها وتمددها.
واشترك الاثنان ومن خلفيتين مختلفتين في محاصرة وإلحاق ومصادرة الهوية الحقوقية السياسية للشعب الفلسطيني و تعمد نسيان الجزء المتبقي من الفلسطينيين في مناطق ال١٩٤٨ واعتبار أنهم اقلية عربية في الغاء للهوية الفلسطينية.
انتفاضة يوم الأرض جاءت في ظروف تصاعد النضال الوطني الفلسطيني الجماعي وكانت اعادة طوعية نضالية لجماهير شعبنا في ال١٩٤٨ل لإِعلان أنها جزء أساسي من وحدة الشعب الفلسطيني وهويته و أهميتها وخصوصيتها تكمن انها اعطت مدلولا وطنيا فلسطينيا للمكان في إطار مفهوم وحدة الشعب والأرض.
رغم كل المحاولات الإجرامية الاستعمارية الصهيونية لإبادة الشعب الفلسطيني استمر الشعب الفلسطيني في مقاومتها ومجابهة المؤامرات المتنقلة في جغرافية التواجد الفلسطيني في المكان عبر الزمان.
ومع تغير وتصاعد النضال الوطني الفلسطيني بكل اشكاله كانت هنالك حقيقة تظهر أمام المستعمر الإحلالي الصهيوني أن استمرار وجوده يتطلب القضاء على كل ما يتعلق بالهوية الفلسطينية ورمزيتها بدءً بالمخيم وغطائِه القانوني الدولي (الأونروا) وما تمثله من رمزية قانونية دولية للعودة الفلسطينية إلى فلسطين المحتلة.
عملت أدوات الاحتلال المحلية والإقليمية بشكل منهجي من أجل تدمير الرمزية الوطنية لِلمخيم الفلسطيني لتفريغ دوره بالتعاون مع بعض النظم ومحاولات أخرى من أجل تحويله إلى مكان لِممارسات خارجة عن دوره ورمزيته الوطنية من خلال أدوات مَحَلِية مشبوهة لها ارتباطات واجندات هدفها إعطاء صورة عن المخيم الفلسطيني كمكان ومقر لأعمال مشبوهة لتوظيفها من أجل وضعه في تناقض مع المجتمعات العربية المحلية المحيطة.
إعلان صفقة القرن في اجتماع الرياض لرؤساء خمسين دولة عربية وإسلامية مع الرئيس الأمريكي ترامب الذي أعلن بوقاحة عن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل اليهودية كان هو في الجوهر إعلانا عن آخر فصول جريمة إبادة العصر للشعب الفلسطيني هذه الصفقة التي كانت بنودها إعلانا واضحا منمقا لجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكب في غزة والضفة الغربية.
المدقق في بنود صفقة القرن يلحظ الخيارات الموضوعة لإنهاء العمل الوطني الفلسطيني المناهض للاحتلال بكل أشكاله ويرى أن هناك خيارين لا ثالث لهما إما الخضوع والاستسلام والاندماج في الخيار الاقتصادي او مجابهة خيار التصفية والإبادة إما بأدوات عربية وإذا فشلت فخيار الأداة العسكرية الإسرائيلية هو الخيار النهائي. وعملت كل من واشنطن وحلفائها على الخط الموازي لتشكيل اللجان الاقليمية الخماسية والسداسية الوارد دورها ووظيفتها بوضوح في خطة صفقة القرن على استيعاب النتائج المترتبة على عملية الإبادة التي سوف تترتب عن تنفيذ البند المتعلق بتصفية العمل الوطني السياسي والعسكري في غزة .
المعركة الوطنية الكبرى التي يخوضها الشعب الفلسطيني واصدقائه الآن في مواجهة الفصل الأخير لجريمة العصر عبر مواجهته لآليات تنفيذ بنود صفقة القرن التي تأخذ أشكالا سياسية وعسكرية محلية واقليمية ودولية في تكاتف وتعاضد اكبر هجمة صهيونية امبريالية تأخذ أشكالا متعددة توظف فيها جميع الوسائل والآليات السياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية لإنجاز تصفية عدالة قضية العصر.
من الواضح أن ارتفاع عدد الجرائم اليومية وحدتها التي ترتكب في غزة والضفة الغربية بغطاء ودعم حكومي معلن أمريكي بريطاني فرنسي الماني غَربي فاضح وغير مشروط يؤكد ان هناك اصرار اميركي صهيوني بريطاني فرنسي الماني يعتبر أن النصر على الشعب الفلسطيني هو المدخل لاعلان الانتصار على شعوب المنطقة وخياراتها من المحيط إلى الخليج وفي ذات الوقت هو يشكل حماية لوكلائها الذين يرون أن انتصار الشعب الفلسطيني سوف يزعزع أسس حكم نظمهم التابعة.
لذلك فإن معركة الشعب الفلسطيني هي معركة الشعوب وخياراتها الوطنية المستقلة في مواجهة الأدوات الامبريالية الصهيونية التي تريد إخضاع مقدرات المنطقة وتوظيفها لخدمة الاحتلال الإحلالي لفلسطين الذي يؤمن مصالح المنظومة الرأسمالية الامريكية البريطانية الغربية.
المعركة لن تتوقف وستمتد لتشمل كل القوى الفاعلة المجابهة بغض النظر عن مكانها في الجغرافية الممتدة من المحيط الى الخليج وستشارك فيها قوى ونظم إقليمية ودولية عبر وسائل ترغيب وترهيب واستخدام الأدوات المالية الدولية لاستمرار نزيف المديونيات التي تؤدي إلى الخضوع والإذلال وزيادة الاضطهاد والقمع والفقر الذي سيؤدي إلى الفوضى لإعادة مسلسل التفتيت المجتمعي والجغرافي والسياسي والتصادم العقائدي بين المجموعات العرقية والدينية والمذهبية هذه المعادلة الذهبية الصهيونية لاستمرار دوامة عدم الاستقرار.
لقد ثبت بالملموس أن القضية الفلسطينية هي المعيار والناظم للعدالة الإنسانية وعلى جانبيها اصطف فريقين :فريق العدالة والحرية والمشاركة وفي الجانب الآخر اصطف الفريق المعادي للعدالة والحرية والمشاركة الذي يمارس الظلم والاستغلال ونهب مقدرات الشعوب.
دم أطفال ونساء ورجال فلسطين كشف زيف ادعاءات الحرية الليبرالية الرأسمالية وأدواتها المحلية والاقليمية والدولية وهو وَحَدَ مفهوم دور الشعوب وميادينها التي دخلت في تناقض مع نظمها الخاضعة للنفوذ الصهيوني.
دم أطفال فلسطين سوف يسقط مؤامرات تعريب الإبادة الجماعية عبر تشكيل قوات عربية لتحل وتشارك في إسدال الستارة على مسرح جريمة العصر عبر تنفيذ البند الأخير في صفقة القرن.



#حاتم_استانبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النائب بين ثلاثية الشعب والوطن والسلطة ،
- ماذا يعني الخيار الامني صفر؟
- قراءة اولية في اعلان الخطة الصهيونية بحلتها الترامبية !
- صراع الافكار
- جولات بلينكن الى المنطقة
- قراءة في قرار محكمة العدل الدولية
- محكمة العدل الدولية : لماذا جنوب افريقيا وليس جولة عربية؟
- فلسطين بين سايكس بيكو وصفقة القرن ج٣
- فلسطين ما بين سايكس بيكو وصفقه القرن ج2
- فلسطين ما بين سايكس بيكو وصفقه القرن 1
- ياسمين بائعة الشاي
- يجب ان تسقط الأوهام
- المسألةاليهودية بين الفكرة الدينية والقومية
- الاديولوجية الصهيونية هي اديولوجية قادة رأس المال
- الحيوانات الوحشية والاليفة
- مغالطات اورسولا فون دير لاين
- مغالطات اورسولا فون دير لاين
- الكذب الوقح
- الازمة الاوكرانية اسبابها وتداعياتها
- وحدة اليسار الفلسطيني بين الرغبة والواقع والامكانية


المزيد.....




- شاهد ما جرى لحظة اقتحام الشرطة الأمريكية جامعة كاليفورنيا لف ...
- ساويرس يُعلق على تشبيه أحداث جامعة كاليفورنيا بـ-موقعة الجمل ...
- على غرار الجامعات الأمريكية.. الطلبة البريطانيون ينظمون احتج ...
- اليمين الأمريكي يستخدم نظرية -الاستبدال العظيم- لمهاجمة خصوم ...
- شاهد: لحظة اقتحام الشرطة لجامعة كاليفورنيا لفض اعتصام داعم ل ...
- بالأرقام.. عمّال غزة في مهب الحرب: بين قتيل وعاطل الآلاف يكا ...
- بوندسليغا.. طموح لمزيد من المجد الأوروبي وصراع شرس في القاع ...
- زعيم المعارضة الإسرائيلية لابيد يزور الإمارات ويلتقي بن زايد ...
- شاحنة آيس كريم تصدم عشرات الأطفال في قرغيزستان أثناء احتفال ...
- أوربان: البعض في قيادة الاتحاد الأوروبي يستفيد من الصراع في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم استانبولي - ٤٨ عاما على يوم الارض الفلسطيني