أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي سيريني - الطريق لحل أزمة غزة














المزيد.....

الطريق لحل أزمة غزة


علي سيريني

الحوار المتمدن-العدد: 8385 - 2025 / 6 / 26 - 09:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو أن الحرب الإيرانية-الإسرائيلية مقبلة على الهدنة، والتوقف المفضي إلى السلم. من النتائج الكبرى لهذه الحرب هو أن إسرائيل لم تلق ضربات ثقيلة منذ نشوئها، كما تلقتها في الحرب الأخيرة مع إيران، والموسومة بحرب الإثني عشر يوما. إن صورة إسرائيل كقوة لا تقهر تكسرت من دون رجعة. كما أن إيران أعطت درسا جديدا للمنطقة، أن شعوبنا تقدر على الوقوف على رجليها إن أرادت، وتستطيع أن تستقل بقرارها وسيادتها، والعمل من أجل الذات من دون الإعتماد على قوى خارجية. وهذا الدرس مفيد لبعض الدول العربية التي تقدم الترليونات من الدولارات لأمريكا، من أجل أن تحصل على الحماية الأمريكية. وهذا ما كانت الدويلات الضعيفة تنتهجه في التأريخ، وأبرز مثال هو دويلات ملوك الطوائف في الأندلس التي كانت تدفع الجزية لملك المسيحيين، لكي يحميهن من بعضهن البعض! ولكن حين أتت الآوان للإنقضاض عليهن، لم يدخر ملوك المسيحيين الإسبان جهداً في إزالتهن كلهن من الوجود، فكانت أن لقين حتفهن المختوم بالذل والموت عن إستحقاق، ولم ينفعهن قرش من الجزية التي دفعتهن عقوداً طويلة. وهذا ما تفعله دويلات معروفة في وقتنا الراهن. ومع أن إيران دخلت الحرب بشجاعة وصمود مشهودين، لكنها اليوم تقبل بالجنوح إلى السلم، لأن طاقة الحرب دوما محدودة عند جميع الأطراف، وإن الحرب وسيلة للسلم.
في وسط هذه الحرب وأوزارها وآوارها، بقيت محنة غزة كما هي، وهي أن مئات الألوف من الأبرياء يتضورون جوعاً، ليس لديهم أدنى ضرورات البقاء، ويتعرضون لإبادات جماعية على مدار الساعة. في الواقع، هناك الكثيرين من الذين يمقتون إسرائيل وأمريكا، ترتفع أصواتهم بالثناء على أهل غزة وتشجيع صمودهم. هذا التعاطف نابع من شعور جميل، ولكن هل من المنطق ترك أهل غزة يواجهون الموت والدمار بشكل يومي لوحدهم، فيما يعجز العرب والمسلمون حتى من إيصال المساعدات إليهم؟ إن هذا الأمر مستحيل تماما، وهو من منطلق الشريعة الإسلامية غير جائز، لأن فيه هلاك النفس المكرّمة. ومن الجدير بالذكر، أن الفقهاء والعلماء لم يسمحوا لخلفاء وسلاطين المسلمين، في خلال القرون التي مضت، أن يجازفوا بأرواح الكثيرين من الجند، من أجل تحرير أرض أو بلد، أو حتى من أجل الإحتفاظ بحصن أو مدينة. فالأولوية في الشريعة هي للأرواح. فكيف لو تعلق الأمر بأرواح المدنيين العزل؟ وهناك دلائل وشواهد كثيرة على ذلك عبر القرون التي سلفت. والقتال في الشريعة الإسلامية هو آخر دواء الكي، والهدف منه حماية الناس والممتلكات، وصد الإعتداء والظلم عنهم، ومن ثم تركهم أحرارا في شؤون دنياهم ودينهم، وفق قواعد العدل والإستحسان.
الغزاوييون هم أهل كرم وشجاعة. ولكن هذه الحرب المفروضة عليهم هي فوق طاقتهم، لأن أمريكا وهي القوة العظمى في العالم وكذلك غالبية دول الغرب، تقف بكل قوتها خلف إسرائيل. فماذا تنفع شجاعة معزولة؟
الحل لمحنة غزة
بعيداً عن الهيجان الثوري العائم في سماوات العرب والمسلمين، ينبغي علينا أن نكون واقعيين في مقاربة قضية غزة، من أجل إجتراح حل مقبول يوقف مسلسل الموت اليومي للأبرياء الذين يقف معظم العالم، ومنه العرب والمسلمون، شبه عاجزين عن فعل شئ لأهل غزة المظلومين. من الممكن إجراء قمة عربية عاجلة، لتقديم طلب رسمي إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة من أجل التدخل لوقف الحرب على غزة، ومطالبة إسرائيل وقف عدوانها. على أن تطالب القمة العربية المذكورة بتشكيل قوة مشتركة عالمية، مع قوة عربية مشتركة من الدول العربية، للدخول إلى غزة وإستلام ملف الأمن والحماية. مطالبة القوات الإسرائيلية الإنسحاب من غزة كاملاً، وفي نفس الوقت مطالبة حركة حماس إخلاء غزة بطريقة سلمية، والتوجه إلى دولة عربية تأويهم بإتفاق، على غرار منظمة تحرير فلسطين بلبنان في عام 1982. إن ترتيب عملية إخلاء غزة من المسلحين، تتم وفق ضمانات دولية وبرعايتها ورعاية الدول العربية، في عدم مساس إسرائيل بمقاتلي حماس وضمان وصولهم إلى البلد الذي يختارونه على أن يعطوا ضمانات بعدم التعرض لهم مستقبلا. إطلاق سراح الأسرى والمسجونين من الجانبين، من دون شروط. إبقاء القوة العالمية-العربية المشتركة في غزة بشكل دائم، حتى بعد تعافي غزة من الدمار الذي لحق بها بسبب الحرب، على أن تكون مهام هذه القوة المشتركة الحفاظ على أهل غزة من أي إعتداء إسرائيلي مستقبلا. يجب على إسرائيل والعالم، إعادة إعمار غزة وتعويض المتضررين من الضحايا وأهاليهم. تسليم الإدارة الداخلية لغزة إلى الغزاويين، عبر إجراء إنتخابات تعقب السلام والإعمار في غزة. من الممكن تطبيق هذا الحل للأراضي الأخرى التي تقع تحت سلطة الفلسطينيين، من أجل منع حدوث كوارث مستقبلية كالتي حدثت في غزة منذ أكثر من عامين.



#علي_سيريني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين نقف في الصراع الغربي الإيراني والحرب الدائرة بينهما
- برقية سرية إلى سمو أمير قطر
- إنتهاء إزدواجية السياسة التركية منذ مائة عام والفوضى على الأ ...
- كسوريا، التقسيم والفوضى يطرقان بوابة تركيا
- حلب بداية تأريخ جديد في المنطقة وشرارة حروب وتخوم تستعر بجحي ...
- السلام بين الكُرد والترك بوابة لتأريخ عظيم في المنطقة وتشالد ...
- لماذا تركز إيران والمحور الشيعي على معاداة إسرائيل
- حماس والإسلام والصراع مع إسرائيل
- بسمة النجاة
- لماذا لم ينهض العرب و المسلمون وتقهقروا
- نهاية عصر الديموقراطية الليبرالية الغربية
- تركيا أمام أمام تغيير كبير وحاسم في 2023 على مفترق طريقين تش ...
- في مسألة الشواذ الجنسي والقوانين المزمع ترسيخها وفرضها على ا ...
- الدولة التركية والإخراج السيئ لسيناريو تفجير إسطمبول
- الهجوم على محمد حبش ظلم وعدوان
- المخرج و الحل الأمثل لأزمة العراق
- المؤسف من العلاقات الكُردية التركية في ظل المرحلة الأردوغاني ...
- ماذا نفهم من دنو الرئيس أردوغان من إسرائيل: علم إسرائيل مرفر ...
- حرب أوكرانيا طريق نحو الدولة العالمية: روسيا ليست جزءا من أو ...
- مخاطر إستمرار الحرب الروسية الأوكرانية على العالم


المزيد.....




- إيران تقترب من المصادقة على قانون لتعليق التعاون مع الوكالة ...
- وزير دفاع إسرائيل عن خامنئي: -لو أبصرناه لقضينا عليه-
- ضربات ترامب لإيران تُرسّخ قناعة كوريا الشمالية بالتمسك بسلاح ...
- أكبر قواعد واشنطن بالشرق الأوسط: العديد... استثمار قطري ونفو ...
- إيران وإسرائيل والشرق الأوسط الجديد
- حتى نتجنب مصير مُجير أم عامر
- وزير الدفاع الأمريكي: ترامب هيأ الظروف لإنهاء الحرب الإسرائي ...
- مرشح ليكون أول مسلم يُصبح عمدة نيويورك.. من هو زهران ممداني ...
- مبابي يتهم باريس سان جيرمان بـ-الاعتداء الأخلاقي- في شكوى جن ...
- هل تناول تفاحة في اليوم مفيد حقّاً لصحتك؟


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي سيريني - الطريق لحل أزمة غزة