أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبيد حمادي - لهيب الشرق














المزيد.....

لهيب الشرق


محمد عبيد حمادي
أكاديمي وكاتب وباحث في الشأن السياسي العراقي والإقليمي

(Mohammed Obaid Hammadi)


الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 18:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ساعات الفجر الأولى، وبينما كانت المدن تتهيأ ليوم جديد، تصاعدت رائحة الحرب من عمق الشرق الأوسط، بعدما بلغت الأزمة بين طهران وتل أبيب منعطفًا خطيرًا لا يشبه أي من المحطات السابقة. اشتدت التوترات شيئًا فشيئًا خلال الأشهر الماضية، لكن أحدًا لم يتوقع أن تتحول لعبة التهديدات المتبادلة والتصريحات المتوترة إلى صراع عسكري مباشر بهذا الشكل العنيف والمفاجئ.

في طهران، بدا المشهد مشحونًا بغضب شعبي ممزوج بالخوف. الشوارع المزدحمة عادة بدت أكثر توترًا، والعيون تتابع الشاشات التي تبث أخبار الصواريخ والطائرات المسيّرة والانفجارات على الحدود الغربية. الحكومة الإيرانية تحدثت عن “عدوان صريح” يستهدف سيادة البلاد، متوعدة بالرد في الوقت والمكان المناسبين، لكن الرد أتى أسرع مما توقعه كثيرون، حينما بدأت القوات الإيرانية بإطلاق وابل من الصواريخ تجاه أهداف إسرائيلية قيل إنها “عسكرية واستراتيجية”.

أما في تل أبيب، فلم يكن الوضع أقل اضطرابًا. صفارات الإنذار تدوي في المدن، والملاجئ تُفتح على عجل، فيما الحكومة تعلن حالة الطوارئ القصوى وتؤكد أن أمن إسرائيل “خط أحمر لا يمكن التهاون فيه”. رئيس الوزراء ظهر في خطاب تلفزيوني عاجل، مشيرًا إلى أن بلاده “لا تسعى للحرب لكنها جاهزة لها”. ومع ذلك، أطلقت إسرائيل حملة جوية كثيفة استهدفت مواقع يشتبه بأنها مراكز عسكرية إيرانية في العمق السوري والعراقي، في محاولة لقطع خطوط الدعم والتموين للقوات المتحالفة مع طهران.

اللافت في هذه الجولة الجديدة من التصعيد أنها جاءت في ظل تغيّر كبير في مواقف اللاعبين الدوليين. الإدارة الأمريكية حاولت احتواء الموقف في بدايته، لكنها وجدت نفسها أمام مشهد أكثر تعقيدًا مما كانت تتوقع. روسيا التزمت الصمت الحذر، بينما بدت الصين مشغولة بمصالحها الاقتصادية في المنطقة. أما الدول العربية، فوجدت نفسها ممزقة بين التحذير من الانجرار نحو حرب شاملة، والتخوف من أن تمتد ألسنة اللهب إلى حدودها.

الشارع العربي انقسم هو الآخر، فبين من يرى في طهران خصمًا إقليميًا يحاول فرض هيمنته على المنطقة، ومن يعتبر أن إسرائيل هي أصل الأزمة ومصدر كل التوتر، بدا المشهد الشعبي انعكاسًا لتعقيدات سياسية عميقة لا حلول قريبة لها. ومع ذلك، ظل هناك صوت ثالث يعلو وسط الضجيج، ينادي بالسلام، ويحث على العودة إلى طاولة المفاوضات، لكن في الوقت الراهن يبدو أن لغة النار هي السائدة.

وسط هذه العاصفة، كان المدنيون هم الضحية الأولى، كما هي العادة. في غزة، حيث تُستثمر الحروب دائمًا كورقة ضغط، اندلعت اشتباكات محدودة أثارت المخاوف من فتح جبهة جديدة. وفي الجولان، توترت الأجواء مع تقارير عن تحركات عسكرية غير مسبوقة.

لا أحد يستطيع أن يجزم إلى أين تتجه الأمور، ولا متى أو كيف ستنتهي. فالحرب، حين تشتعل في الشرق الأوسط، لا تخضع لحسابات المنطق فقط، بل لتداخلات معقدة من الدين والسياسة والتاريخ والجغرافيا. لكن ما هو مؤكد أن ما بعد هذه المواجهة لن يكون كما قبلها، وأن المنطقة تدخل مرحلة جديدة من عدم الاستقرار قد ترسم ملامحها بدماء الأبرياء ورماد المدن المنكوبة.

الكل ينتظر، والعالم يحبس أنفاسه. وفيما ترتفع الدعوات لوقف إطلاق النار، تواصل المدافع عملها، كأنها تصر على أن تكتب الفصل الجديد من تاريخ هذا الصراع المزمن بالقوة لا بالكلمات.



#محمد_عبيد_حمادي (هاشتاغ)       Mohammed_Obaid_Hammadi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة ترامب إلى السعودية إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية في ...
- العراق بين فكي الإقليم والضغوط الدولية: تداعيات السياسات الأ ...
- مفترق طرق امريكا وسوريا والعراق
- تعاون عراقي إيراني في ظل العقوبات الأميركية تحدي أم مساعدة
- سوريا في عين العاصفة مخططات صهيونية وأجندات خفية تهدد الاستق ...
- الصراع السوري السوري الى اين
- استراتيجيات الحكام العرب في الحفاظ على سلطتهم
- عودة الكاظمي نقطة تحول في المشهد العراقي
- ترامب والسياسة الخارجية
- السياسة السورية ما بعد هروب بشار الأسد
- سوريا بوابة الوطن العربي الجديد
- سقوط بشار بداية لشرق أوسط جديد
- تأثير السلطة على الصحافة الاستقصائية في الوطن العربي
- ظاهرة تصوير المديرين العامين بين الاستعراض والتأثير الحقيقي
- سياسات أمريكا في الشرق الأوسط بين التخبط والعنف
- الصحافة في العراق حرية مقيدة
- القوانين الصحفية ومدى تأثيرها وتطبيقها
- السياسة الامريكية في العراق
- الوعي السياسي لدى الجمهور العربي


المزيد.....




- ترامب يعلن رسومًا جمركية على 7 دول تصل لـ40%.. ماذا قال في ر ...
- قانون الإيجار القديم يفتح باب الجدل مجدداً في مصر، وخبراء يح ...
- -ريفييرا الشرق الأوسط-.. خطة مثيرة للجدل لإعمار غزة تربط رجا ...
- الرئيس الإيراني: إسرائيل حاولت اغتيالي خلال اجتماع رسمي
- ترامب - نتنياهو: لقاء الفرصة الأخيرة؟
- رحلة عبر الزمن.. اكتشف كنوز نينوى العريقة والنابضة بالحياة
- مقتل رجل بنيران حرس الحدود في تكساس
- كيف خططت حماس لاختراق الوحدة 8200 الإسرائيلية بطاقم تنظيف؟
- متجر دانماركي يطلق مجموعة أزياء مناهضة لإسرائيل
- جالية كوت ديفوار في باريس تطالب بانتخابات شفافة في وطنها


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبيد حمادي - لهيب الشرق