أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبيد حمادي - تأثير السلطة على الصحافة الاستقصائية في الوطن العربي















المزيد.....

تأثير السلطة على الصحافة الاستقصائية في الوطن العربي


محمد عبيد حمادي
أكاديمي وكاتب وباحث في الشأن السياسي العراقي والإقليمي

(Mohammed Obaid Hammadi)


الحوار المتمدن-العدد: 8176 - 2024 / 11 / 29 - 16:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تُعد الصحافة الاستقصائية أحد أبرز أفرع العمل الصحفي التي تسعى لكشف الحقائق غير المعلنة، وتسليط الضوء على قضايا خفية تؤثر على المجتمعات بشكل مباشر أو غير مباشر. في الوطن العربي، ظهرت الصحافة الاستقصائية كأداة قوية للكشف عن الفساد، والتقصير الإداري، وانتهاكات حقوق الإنسان، وغيرها من القضايا الشائكة التي تهم الجمهور. ومع ذلك، فإن هذا النوع من الصحافة يواجه تحديات كبيرة تتعلق بتأثير السلطات الحكومية على عملها، مما يثير تساؤلات حول قدرتها على أداء دورها بحرية واستقلالية.

تعتبر الصحافة الاستقصائية، بطبيعتها، مواجهة مباشرة للسلطات والنظم القائمة، إذ إنها تعتمد على التحقيق العميق في القضايا التي قد تكون محاطة بالسرية أو الخوف من الكشف عنها. في العديد من الدول العربية، يضع هذا الصحفيين الاستقصائيين في مواجهة مع الحكومات التي تسعى للحفاظ على صورتها العامة والسيطرة على تدفق المعلومات. من هنا، يمكن أن تواجه الصحافة الاستقصائية قيودًا قانونية وممارسات رقابية تهدف إلى الحد من قدرتها على كشف الحقائق. على سبيل المثال، قد تُستخدم قوانين الإعلام أو قوانين الطوارئ لفرض الرقابة أو حجب المعلومات، مما يضع عائقًا أمام تحقيقات الصحفيين.

إحدى أبرز المشكلات التي تواجه الصحافة الاستقصائية في الوطن العربي هي ضعف الشفافية وغياب حرية الوصول إلى المعلومات. في العديد من الدول، يُحظر على الصحفيين الاطلاع على الوثائق الحكومية أو السجلات الرسمية التي تعد أساسية في تحقيقاتهم. بالإضافة إلى ذلك، يتم تقييد عملهم من خلال التهديدات المباشرة وغير المباشرة، مثل المضايقات الأمنية، والاعتقالات التعسفية، والتشهير الإعلامي الموجه ضدهم. هذا الواقع يؤدي إلى خلق بيئة من الخوف والإحباط تدفع بعض الصحفيين إلى التخلي عن العمل الاستقصائي أو تقليل طموحاتهم المهنية.

رغم ذلك، فإن هناك جهودًا مبذولة لتعزيز الصحافة الاستقصائية في المنطقة العربية، سواء من خلال منظمات دولية تُعنى بحرية الصحافة أو مبادرات محلية تسعى لدعم هذا النوع من الصحافة. فقد ظهرت منصات مستقلة تركز على التحقيقات الاستقصائية، مثل “أريج” (شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية)، التي تُعنى بتدريب الصحفيين ومساعدتهم على إنتاج تحقيقات مهنية. لكن هذه المبادرات لا تزال تصطدم بواقع سياسي واجتماعي يحد من تأثيرها وانتشارها.

من جهة أخرى، لا يمكن إغفال الدور الذي تلعبه التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في دعم الصحافة الاستقصائية. فمع تزايد استخدام الإنترنت وانتشار الهواتف الذكية، أصبح من الممكن نشر تحقيقات صحفية بشكل مستقل والوصول إلى جمهور واسع بعيدًا عن القنوات التقليدية التي قد تكون خاضعة للرقابة. إلا أن هذا التوجه أيضًا يحمل في طياته تحديات تتعلق بمصداقية المعلومات المنتشرة عبر الإنترنت وخطر تعرض الصحفيين المستقلين للمساءلة القانونية.

الصحافة الاستقصائية، رغم صعوباتها، لا تزال تمثل أملًا كبيرًا للمجتمعات العربية الساعية نحو الإصلاح والشفافية. إنها أداة حيوية في كشف الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية، ولكنها تحتاج إلى بيئة تدعم حرية الإعلام وتضمن حماية الصحفيين. تحقيق هذا الهدف يتطلب جهودًا مشتركة من الحكومات، والمجتمع المدني، والمنظمات الدولية لضمان أن تظل الصحافة الاستقصائية صوتًا للحقائق وصوتًا لمن لا صوت لهم.

في النهاية، يمكن القول إن مستقبل الصحافة الاستقصائية في الوطن العربي مرهون بمدى قدرة المجتمعات على مواجهة التحديات السياسية والقانونية والاجتماعية التي تعيق عملها. فكلما زادت حرية الصحافة وقُدمت ضمانات لحماية الصحفيين، ازدادت قدرتهم على كشف الحقائق وإحداث التغيير المنشود.
تُعد الصحافة الاستقصائية أحد أبرز أفرع العمل الصحفي التي تسعى لكشف الحقائق غير المعلنة، وتسليط الضوء على قضايا خفية تؤثر على المجتمعات بشكل مباشر أو غير مباشر. في الوطن العربي، ظهرت الصحافة الاستقصائية كأداة قوية للكشف عن الفساد، والتقصير الإداري، وانتهاكات حقوق الإنسان، وغيرها من القضايا الشائكة التي تهم الجمهور. ومع ذلك، فإن هذا النوع من الصحافة يواجه تحديات كبيرة تتعلق بتأثير السلطات الحكومية على عملها، مما يثير تساؤلات حول قدرتها على أداء دورها بحرية واستقلالية.

تعتبر الصحافة الاستقصائية، بطبيعتها، مواجهة مباشرة للسلطات والنظم القائمة، إذ إنها تعتمد على التحقيق العميق في القضايا التي قد تكون محاطة بالسرية أو الخوف من الكشف عنها. في العديد من الدول العربية، يضع هذا الصحفيين الاستقصائيين في مواجهة مع الحكومات التي تسعى للحفاظ على صورتها العامة والسيطرة على تدفق المعلومات. من هنا، يمكن أن تواجه الصحافة الاستقصائية قيودًا قانونية وممارسات رقابية تهدف إلى الحد من قدرتها على كشف الحقائق. على سبيل المثال، قد تُستخدم قوانين الإعلام أو قوانين الطوارئ لفرض الرقابة أو حجب المعلومات، مما يضع عائقًا أمام تحقيقات الصحفيين.

إحدى أبرز المشكلات التي تواجه الصحافة الاستقصائية في الوطن العربي هي ضعف الشفافية وغياب حرية الوصول إلى المعلومات. في العديد من الدول، يُحظر على الصحفيين الاطلاع على الوثائق الحكومية أو السجلات الرسمية التي تعد أساسية في تحقيقاتهم. بالإضافة إلى ذلك، يتم تقييد عملهم من خلال التهديدات المباشرة وغير المباشرة، مثل المضايقات الأمنية، والاعتقالات التعسفية، والتشهير الإعلامي الموجه ضدهم. هذا الواقع يؤدي إلى خلق بيئة من الخوف والإحباط تدفع بعض الصحفيين إلى التخلي عن العمل الاستقصائي أو تقليل طموحاتهم المهنية.

رغم ذلك، فإن هناك جهودًا مبذولة لتعزيز الصحافة الاستقصائية في المنطقة العربية، سواء من خلال منظمات دولية تُعنى بحرية الصحافة أو مبادرات محلية تسعى لدعم هذا النوع من الصحافة. فقد ظهرت منصات مستقلة تركز على التحقيقات الاستقصائية، مثل “أريج” (شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية)، التي تُعنى بتدريب الصحفيين ومساعدتهم على إنتاج تحقيقات مهنية. لكن هذه المبادرات لا تزال تصطدم بواقع سياسي واجتماعي يحد من تأثيرها وانتشارها.

من جهة أخرى، لا يمكن إغفال الدور الذي تلعبه التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في دعم الصحافة الاستقصائية. فمع تزايد استخدام الإنترنت وانتشار الهواتف الذكية، أصبح من الممكن نشر تحقيقات صحفية بشكل مستقل والوصول إلى جمهور واسع بعيدًا عن القنوات التقليدية التي قد تكون خاضعة للرقابة. إلا أن هذا التوجه أيضًا يحمل في طياته تحديات تتعلق بمصداقية المعلومات المنتشرة عبر الإنترنت وخطر تعرض الصحفيين المستقلين للمساءلة القانونية.

الصحافة الاستقصائية، رغم صعوباتها، لا تزال تمثل أملًا كبيرًا للمجتمعات العربية الساعية نحو الإصلاح والشفافية. إنها أداة حيوية في كشف الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية، ولكنها تحتاج إلى بيئة تدعم حرية الإعلام وتضمن حماية الصحفيين. تحقيق هذا الهدف يتطلب جهودًا مشتركة من الحكومات، والمجتمع المدني، والمنظمات الدولية لضمان أن تظل الصحافة الاستقصائية صوتًا للحقائق وصوتًا لمن لا صوت لهم.

في النهاية، يمكن القول إن مستقبل الصحافة الاستقصائية في الوطن العربي مرهون بمدى قدرة المجتمعات على مواجهة التحديات السياسية والقانونية والاجتماعية التي تعيق عملها. فكلما زادت حرية الصحافة وقُدمت ضمانات لحماية الصحفيين، ازدادت قدرتهم على كشف الحقائق وإحداث التغيير المنشود.



#محمد_عبيد_حمادي (هاشتاغ)       Mohammed_Obaid_Hammadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة تصوير المديرين العامين بين الاستعراض والتأثير الحقيقي
- سياسات أمريكا في الشرق الأوسط بين التخبط والعنف
- الصحافة في العراق حرية مقيدة
- القوانين الصحفية ومدى تأثيرها وتطبيقها
- السياسة الامريكية في العراق
- الوعي السياسي لدى الجمهور العربي


المزيد.....




- بعد تجربتها في إدلب.. هل تستطيع الفصائل حكم سوريا؟
- قيادي بهيئة تحرير الشام يكشف تفاصيل خطة الإطاحة ببشار الأسد ...
- أردوغان يعرض وساطته لحل التوتر بين السودان والإمارات
- وفد تركي قطري يزور سوريا بعد سنوات من القطيعة
- -شارع باسم مصر- و -سر الثومية-...مقاطع طريفة لمصريين وأردنيي ...
- أسد في عرس ليبي
- مغنية إيرانية تحيي حفلا في طهران دون حجاب وتتحدى السلطات
- قصة هضبة الجولان المحتلة من الكنعانيين وحتى المُستوطنين
- -الشرع في المزة: يصعب تجاهل فكرة المقاتل من أجل الحرية الذي ...
- بلينكن في بغداد .. -التزام بأمن العراق ومساع لاستقرار سوريا- ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبيد حمادي - تأثير السلطة على الصحافة الاستقصائية في الوطن العربي