أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أنس قاسم المرفوع - الأخلاق كبنية تحتية للأمة الديمقراطية: قراءة في فكر أوجلان حول الإدارة الذاتية وإرادة المجتمع














المزيد.....

الأخلاق كبنية تحتية للأمة الديمقراطية: قراءة في فكر أوجلان حول الإدارة الذاتية وإرادة المجتمع


أنس قاسم المرفوع

الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 15:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن المفكر أوجلان من خلال مشروع الأمة الديمقراطية يؤكد أن الأخلاق ليست مجرد قيم مجردة بل هي البنية التحتية الأمة الديمقراطية فقوانين الأمة الديمقراطية تنبثق من ضمير المجتمع فالقائد يرى أن الديمقراطية ليست نظاما سياسيا جافا بل هي روح جماعية تتحقق من خلال إرادة الناس الذين يشكلون المحور الحقيقي للادارة الديمقراطية الناجحة ويؤكد ان الادارة الذاتية الديمقراطية ليست كيانا فوقيا كالدولة والسلطة بل هي مرآة تعكس إرادة الشعب فهي أداة لتنظيم الحياة المشتركة وليست كالدولة والسلطة والتي هي أداة للقمع والهيمنة فالمفكر أوجلان يؤكد ان الإدارة الديمقراطية هي التي تدرك أن الشعب ليس موضوعا للحكم بل هو الذات الفاعلة فيه وعلى هذا الأساس يرى أن الادارة الحقيقية هي تلك التي تذوب في خدمة المجتمع لتظهر من جديد كإرادة جماعية لا كأوامر فردية وهكذا تتحول الديمقراطية من شعارات سياسية إلى ممارسة يومية تعبر عن نفسها من خلال احترام التنوع وإثراء التعددية لأن الأمة الديمقراطية في جوهرها هي التي تدرك أن وحدتها ليست في التجانس القسري بل في الانسجام الطوعي بين مكوناتها حيث تصبح الاختلافات مصدر قوة لا سببا للصراع وفي هذا السياق يؤكد المفكر أوجلان أن أخلاق المجتمع هي التي تعطي القانون معناه الحقيقي فهو يرى أن التشريعات العادلة لا تفرض من الأعلى بل تنبت من القيم الجمعية للمجتمع كما يؤكد المفكر أوجلان أن الادارة الناجحة هي التي تدرك أن شرعيتها تنمو كلما تقلصت المسافة بينها وبين حياة الناس اليومية وهنا يبرز الفرق الجوهري بين سلطة الدولة التي تتكئ على القوة المفروضة وادارة تستمد قوتها من القبول المتبادل فالأولى تخلق رعايا بينما الثانية تخلق مواطنين فاعلين وفي هذا السياق يمكن فهم الإدارة الديمقراطية على أنها فن تحويل الطاقة المجتمعية إلى بناء متوازن يحقق الذات الفردية ضمن الإطار الجماعي دون أن يلغيها لأن الديمقراطية الحقيقية هي التي تجعل من الحكم وسيلة لا غاية ومن الشعب صانعا لا تابعا وهكذا تصبح فلسفة القيادة الأخلاقية في مشروع الأمة الديمقراطية هي الجسر بين المبادئ النظرية والممارسة العملية حيث تتحول الأفكار المجردة إلى واقع ملموس من خلال وعي جمعي يرى في الادارة مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون امتيازا سياسيا لأن التاريخ كما يرى المفكر أوجلان لا يصنعه الأفراد المنفصلون عن شعوبهم بل يصنعه المجتمع عندما يتحول من موضوع للتاريخ إلى فاعل فيه وهذه هي المعادلة العميقة التي تجعل من الديمقراطية أسلوب حياة قبل أن تكون نظام حكم. ويقول ايضا المفكر أوجلان أن الإدارة الحقيقية هي تلك التي تضع الإنسان في قلب اهتماماتها فتصبح خدمة الناس واحتياجاتهم هي المعيار الأساسي لكل سياسة أو قرار. ويؤكد أن أي نظام إداري يسعى إلى ترسيخ العدالة الاجتماعية لا بد أن يعيد النظر باستمرار في آلياته ، وذلك لضمان أنها تحقق الغاية الأخلاقية من وجودها ألا وهي تيسير حياة الناس وتأمين سبل العيش الكريم ولذلك على الجميع أن يعمل على تعزيز هذه الروح المجتمعية التي تجعل من كل سياسة أو إجراء فرصة لبناء الثقة وتقوية النسيج الاجتماعي لأن مفهوم الادارة الذاتية من خلال فكر وفلسفة المفكر أوجلان هي التي ترى في كل مواطن شريكا في البناء وفي كل تاجر صغير أو مزارع عنصرا فاعلا ، ومن خلال ذلك نستطيع أن نحقق التوازن بين متطلبات التنظيم وضرورات الحياة الكريمة، فحقيقة مشروع الأمة الديمقراطية الذي طرحه المفكر أوجلان ليس هياكل وإجراءات بل هو قبل كل شيء أخلاق ورؤية إنسانية تضع الناس وقضاياهم واحتياجاتهم في الصدارة وعلى هذا الاساس ارى أن تكون إدارتنا انعكاسا لهذه الروح وأن يكون تعاملنا مع كل مايوجهنا من تحديات مستندا إلى الحكمة والعدالة والأخلاق ولذلك قال المفكر أوجلان : عندما تصبح الادارة تعبيرا عن أخلاق المجتمع يصبح المستقبل مشروعا جماعيا نبنيه معا وقال ايضا ينبغي أن تكون شخصياتكم شعبية إذهبوا الى الشعب وكونوا أصدقاء لهم لو بقيتم بعيدين عن قضايا الشعب لن تصبحوا أصحاب روح عظيمة.



#أنس_قاسم_المرفوع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضربات الأمريكية على إيران هل تفتح الباب لثورة داخلية أم حر ...
- من التشرذم إلى الثورة: كيف تصنع شعوب الشرق الاوسط مصيرها في ...
- الشرق الأوسط الجديد كيف تم تحويل الأخوة إلى اعداء؟ من التفتي ...
- من الدولة الدينية إلى الأمة الديمقراطية: تحليل المفكر أوجلان ...
- صدام الرؤى: حرية النخبة المجردة مقابل حرية المجتمع الجذرية م ...
- قراءة في خطاب السفير الأمريكي ورؤية أوجلان الاستشرافية


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أنس قاسم المرفوع - الأخلاق كبنية تحتية للأمة الديمقراطية: قراءة في فكر أوجلان حول الإدارة الذاتية وإرادة المجتمع