أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أنس قاسم المرفوع - الشرق الأوسط الجديد كيف تم تحويل الأخوة إلى اعداء؟ من التفتيت إلى العبودية المقنعة تحليل المفكر أوجلان للصراعات المزروعة في الشرق الأوسط :















المزيد.....

الشرق الأوسط الجديد كيف تم تحويل الأخوة إلى اعداء؟ من التفتيت إلى العبودية المقنعة تحليل المفكر أوجلان للصراعات المزروعة في الشرق الأوسط :


أنس قاسم المرفوع

الحوار المتمدن-العدد: 8374 - 2025 / 6 / 15 - 23:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فكما كان يجري قبل اتفاقية سايكس-بيكو من تمزيق مصطنع للجسد الاجتماعي نراه اليوم بنفس السيناريو يتكرر تحت شعار الشرق الأوسط الجديد حيث تحاك الأزمات في سوريا والعراق ولبنان واليمن والسودان وليبيا لضمان استمرار الهيمنة فاليوم يتم استهدف المكونات الاجتماعية التي تشكل نسيج المنطقة وخاصة في سوريا مثل العلويين والدروز والأكراد ليس بسبب انتماءاتهم بل لأنها خطوة مهمة لضرب التعايش التاريخي وإشعال حروب هوياتية حيث يؤكد المفكر أوجلان: أن الرأسمالية لا تنتج إلا العبودية المقنعة وحلها الوحيد هو مقاومة العقلية الدولتية عبر إعادة بناء المجتمع على أساس الديمقراطية التشاركية.وفي سياق أوسع فمنذ احتلال العراق وما تلاه من تفجير للنزاعات الطائفية والمذهبية أصبحت معالم مشروع الشرق الأوسط الجديد أكثر وضوحا فحقيقة يرى المفكر أوجلان أن مشروع الشرق الأوسط الجديد يرتكز كما على تفتيت المجتمعات من خلال تأجيج الانقسامات العرقية والدينية والقومية من أجل تحويل المنطقة إلى دويلات متناحرة تدار من خلال وكلاء محليين تابعين لقوى الهيمنة الدولية وتركيا تشارك في هذا المخطط كفاعل مركزي سواء عبر سياسات التتريك أو دعم قوى الهيمنة الرأسمالية في تنفيذ اجنداتها بالمنطقة فالمفكر أوجلان يرى أن السياسة التي تغرق الشعوب في حروب أهلية هي سياسة إبادة بطيئة، فحقيقة يؤكد أن احتلال العراق لم يكن مجرد غزو عسكري بل كان إعادة هندسة للمجتمع على أسس طائفية وعرقية متناحرة متنافرة تمهيدا للصراع والاقتتال أما في سوريا فقد تحولت الثورة إلى حرب طائفية بفضل تدخل إيران وميليشياتها مثل حزب الله التي حولت الصراع إلى مجازر متبادلة مما مهد بعد سقوط النظام لإبادة متبادلة كما يصفها المفكر أوجلان تماما حيث يقول انه يقتل العرب على يد العرب ويدفع بالمجتمع إلى حلقات متكررة من الانتقام. أما في فلسطين حيث يرى المفكر أوجلان أن تعميق الانقسامات السياسية والدينية (فتح ضد حماس) لا يخدم سوى اسرائيل التي تسعى لتفريغ الأرض من شعبها وهذا حقيقة ما تشهده غزة اليوم عبر الحصار والتدمير الممنهج ومشاريع ترحيل الفلسطينين لإفراغ غزة من سكانها أما في لبنان تحول حزب الله إلى أداة طائفية بيد إيران لزجه بحروب طائفية مع اللبنانيين أنفسهم أو مع إسرائيل بحجة المقاومة مما عمق الكراهية بين المكونات حيث يرى المفكر أوجلان أن الاستعمار لا ينتصر بالسلاح وحده بل بتحويل الضحية إلى جلاد فإذا هاجمك غريب صفق جارك لموتك! وهذا ما يسميه المفكر أوجلان أيضا بلعبة الهويات المسمومة التي حولت الشرق الأوسط إلى ساحة انتقام دائم فالمفكر أوجلان يرى أن الاستعمار الحديث لا يغزو الأرض بل يغزو العقل يحول الأخ إلى جلاد والجار إلى سجان وهذا مايعمل عليه مهندسوا الشرق الأوسط الجديد الذي يحذر منه المفكر أوجلان بقوله أنه عندما تحول الهويات إلى خناجر تصبح الشعوب سجناء حرب لا تنتهي، ففي سوريا تحالف الشعب الذي خرج ضد استبداد النظام مع الجيش التركي لإحتلال الأراضي السورية وضد ابناء بلدهم الإخوة الأكراد باسم محاربة ( الإنفصال) دمرت روسيا المدن السورية باسم محاربة الإرهاب وبمساندة الجيش السوري حيث يقول المفكر أوجلان : بان الشعوب تذبح مرتين مرة بالسكين ومرة بصمت إخوتها. وفي العراق يتم السيطرة على مقدرات البلد وإبادة الشعب العراقي من قبل إيران وبمساندة العراقيين أنفسهم حيث حولت إيران الشيعة إلى حراس لها بينما داعش تقتل الشعب العراقي والسوري ( الأيزيديون والشيعة وحتى السنة) بحجة إقامة الخلافة وفي اليمن يتم مساعدة إيران بقتل الشعب اليمني من أهل اليمن نفسهم بحجة المقاومة والتحالف العربي يقصف اليمن بحجة محاربة ارهاب الحوثي ودعم الشرعية حيث يقول المفكر أوجلان بهذا الصدد هذه ليست حرب مذاهب بل هي لعبة إمبراطوريات تبتلع الدم لتبقى ويرى أنه لا فرق بين من يقتلك باسم القومية ومن يقتلك باسم الدين كلاهما يخدم السيد نفسه. والنتيجة كما يراها المفكر أوجلان أمة تشرح نفسها بسكين الهويات بينما اللصوص يسرقون بيتها! لكن الحل كما يراه المفكر أوجلان ليس في تكديس الضحايا بل في كسر القيد الذي يجعلنا أعداء لأنفسنا حيث يقول : لو توقفتم عن لعبة من الأكثر ظلما لعرفتم أن الظالم واحد وهو من يصنع هذه الألعاب الدموية فهو يرى أن القوى المهيمنة لا تخشى الوحدة بل تخشى أن يكتشف المضطهدون أن عدوهم واحد ، فالشرق الأوسط الجديد كما يراه المفكر أوجلان ليس مشروعا للتقسيم الجغرافي فحسب بل هو تفكيك للذاكرة المشتركة ولإرادة المقاومة حيث تستبدل الوحدة الوطنية بحروب الهويات الفرعية والنتيجة هي أن المنطقة أصبحت ساحة للإبادة المادية والمعنوية كما حصل مع الإيزيديين على يد داعش وكما يحصل حاليا للأكراد أو للعلويين في الساحل أو الدروز في صحنايا وجرمانا والسويداء على يد تركيا واذنابها وهنا يتجلى تحذير المفكر أوجلان حيث يقول : أن المشروع الاستعماري لا ينهب الأرض فحسب بل يسرق المستقبل أيضا، فالحل وفق رؤيته يكمن في الديمقراطية التشاركية التي تعترف بالتعددية دون تمزيق المجتمع وتقاوم الهيمنة عبر إعادة بناء العقد الاجتماعي على أسس حرية الشعوب وتقرير المصير فالبديل ليس بين الطائفية والعنف بل بين الاستعمار والتحرر وهو ما يتطلب وعيا جماعيا يرى بأن الصراع الحقيقي يجب أن يكون ليس بين المذاهب بل ضد من يصنع منها أسلحة لتدمير المنطقة. لكن التاريخ كما يقول المفكر أوجلان يعلمنا أن الشعوب قادرة على كسر قيود التقسيم إذا اتحدت حول مشروع تحرري بديل فهو يرى أن الحرية لا تمنح بل تنتزع عبر إرادة العيش المشترك واحترام التعددية ففي مؤتمر وحدة الصف الكردي الأخير أثبت الكرد أنهم قادرون على كسر الحلقة الاستعمارية التي أرادت تقسيمهم وتفتيتهم هذه المؤتمر لم يكن مجرد لقاء سياسي بل كان انتصارا على سياسة فرق تسد الاستعمارية وكان تجسيدا عمليا لفكرة العيش المشترك وتأكيدا على أن الحركة الكردية تخطت الانقسامات الحزبية ونموذجا ارى أن تحتذي به شعوب المنطقة فحقيقة أن مؤتمر وحدة الصف الكردي الأخيرة لم يكن حدثا عابرا بل كان رسالة للعالم أن شعوب المنطقة قادرة على كتابة مصيرها بيدها فكما قال المفكر أوجلان سابقا : إذا كان الاستعمار قد نجح في الماضي بتقسيم الكرد بين أربع دول فإن مؤتمر الوحدة أثبت أن إرادة الشعوب أقوى من كل المخططات الاستعمارية.وكما كسر الكرد قيود التقسيم يمكن لشعوب المنطقة كسر قيود الطائفية والمذهبية فالتجربة الكردية تثبت أن الشعوب حين تتحد حول مشروع تحرري مشترك تستطيع أن تقلب موازين القوى وتعيد كتابة تاريخها. بالنهاية شعوب المنطقة والشرق الأوسط اليوم أمام خيارين لاثالث لهما إما أن يكرروا انقسامات الماضي أو أن يصنعوا معا مستقبلا تحترم فيه إرادة كل مكون دون استثناء؟



#أنس_قاسم_المرفوع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الدولة الدينية إلى الأمة الديمقراطية: تحليل المفكر أوجلان ...
- صدام الرؤى: حرية النخبة المجردة مقابل حرية المجتمع الجذرية م ...
- قراءة في خطاب السفير الأمريكي ورؤية أوجلان الاستشرافية


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أنس قاسم المرفوع - الشرق الأوسط الجديد كيف تم تحويل الأخوة إلى اعداء؟ من التفتيت إلى العبودية المقنعة تحليل المفكر أوجلان للصراعات المزروعة في الشرق الأوسط :