أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أنس قاسم المرفوع - قراءة في خطاب السفير الأمريكي ورؤية أوجلان الاستشرافية














المزيد.....

قراءة في خطاب السفير الأمريكي ورؤية أوجلان الاستشرافية


أنس قاسم المرفوع

الحوار المتمدن-العدد: 8370 - 2025 / 6 / 11 - 13:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن التحول الجيوسياسي الذي أشار إليه السفير الأمريكي توماس باراك عن نهاية عصر الهيمنة وأن المستقبل سيرتكز على الشراكة بدلا من الهيمنة التي كرستها اتفاقية سايكس-بيكو ليس مجرد نقلة استراتيجية عابرة بل هو اعتراف ضمني بإفلاس النموذج القديم القائم على التقسيمات الاستعمارية التي كرستها اتفاقية سايكس- بيكو فحقيقة هذا التحول الجيوسياسي لا يمكن فهمه بمعزل عن القضية الكردية التي كانت احدى ضحايا تلك الاتفاقية حيث تم تجزئة كردستان بين أربع دول (تركيا، إيران، العراق، سوريا) دون إرادة الشعب الكردي مما خلق صراعات دموية ومشكلات مستعصية هنا تبرز الرؤية الاستشرافية للمفكر أوجلان الذي قال : ان العنف هو لغة الماضي أما المستقبل فسيكتبه أولئك الذين يتقنون لغة الحوار والتعايش. حيث أدرك المفكر أوجلان باكرا أن المستقبل لن يكون للبنادق بل للفكر السياسي القادر على صياغة عقد اجتماعي جديد وهذا ما يريده السفير الامريكي والذي دعا إلى الانتقال من منطق الصراع الأيديولوجي إلى نموذج تعاوني إقليمي يضمن حقوق الأكراد والأقليات الأخرى دون المساس بوحدة الدول القائمة عبر حلول مثل اللامركزية أو الحكم الذاتي
وهذه الدعوى للسفير تتقاطع مع دعوة المفكر أوجلان إلى الكونفدرالية الديمقراطية كنموذج بديل عن الدولة القومية التقليدية التي أثبتت عجزها عن احتواء التنوع فبينما يدعو باراك إلى تكامل إقليمي يزيل الحدود عبر الشراكة الاقتصادية والأمنية يطرح المفكر أوجلان رؤية من داخل سجنه في إيمرالي والتي تتبنى الكونفدرالية الديمقراطية القائمة على نظام لا مركزي يحفظ حقوق الأكراد والاقليات الأخرى ضمن الدول الموجودة مع عدم المساس بوحدة الدول والتركيز على التعايش والتشاركية مع المكونات الاثنية والعرقية وهذه الرؤية لا تعني تفكيك الدول القائمة بل إعادة تعريفها على أساس طوعي حيث تصبح اللامركزية والحكم الذاتي أدوات لتحقيق العدالة دون تمزيق النسيج الوطني حيث يقول المفكر أوجلان : ليست الحدود هي التي تصنع الأوطان بل الإرادة الحرة للشعوب التي ترفض أن تكون سجناء الجغرافيا السياسية. ولكن دعوة السفير ورؤية المفكر أوجلان تتطلب تنازلات تاريخية من جميع الأطراف وهذا ماحصل فحزب العمال الكردستاني تخلى عن العمل المسلح بل وحل نفسه من خلال الدعوة التاريخية التي أطلقها المفكر أوجلان منذ عدة اشهر حيث أكد المفكر أوجلان أن النضال السياسي السلمي هو السلاح الوحيد الذي لا يهزم. وأما تركيا ان تقوم بالاعتراف بحقوق الأكراد الثقافية والسياسية وهذا ماتنبئ به المفكر أوجلان منذ اشهر حيث أكد أن المنطقة تجاوزت مرحلة الصراع المسلح منذ بداية ثورات الربيع العربي وبدأت مرحلة النضال السياسي ولكن في هذه المرحلة ظهرت أزمة الأنظمة التي فشلت في كسب الشرعية الشعبية بسبب ارتباطها المفرط بالخارج وتجاهلها لتطلعات الشعب هذا العجز يعود إلى انغلاقها في أيديولوجيا ضيقة حيث ركزت على القومية والاثنية والطائفية دون طرح مشروع سياسي شامل كما في تركيا والعراق وفلسطين ولبنان وسوريا في عهد الاسد لذلك فإن دعوة المفكر أوجلان إلى مراجعة الذات تبدو كاستجابة ضرورية لهذا الإشكال حيث يؤكد المفكر أوجلان أن المستقبل سيكون لمن يقدمون نموذجا تعايشيا قائما على الشراكة لا الصراع. وهنا تبرز إشكالية الأنظمة الإقليمية التي لا تزال تعيش في ذهنية القرن العشرين متناسية أن العالم يتجه نحو نموذج التعايش فتركيا مثلا لن تتمكن من لعب دور إقليمي إلا إذا تجاوزت عقدة الإنكار الكردي كما أن سوريا الجديدة لن تبنى إلا باعترافها بأن الأكراد والمكونات الأخرى شركاء وليسوا رعايا وبهذا الصدد حذر المفكر أوجلان قائلا : إن الذين يتشبثون بالحدود المصطنعة سيجدون أنفسهم خارج التاريخ لأن المستقبل لأولئك الذين يفهمون أن الحرية لا تمنح بل تصنع عبر إرادة الشعوب في النهاية يمكنني القول إن خطاب السفير الأمريكي ودعوة المفكر أوجلان يشكلان معا إطارا لتصور موحد للمنطقة حيث أن عصر الحلول العسكرية قد ولى وحل محله زمن الحلول السياسية القائمة على التفاوض والضمانات الدستورية وإلا فإن المنطقة ستظل ساحة لصراع لا ينتهي إذا فالمسألة ليست خيارا بين التعايش أو الصراع بل بين البقاء أو الفناء وبهذا الصدد يقول المفكر أوجلان: إما أن نتعلم العيش معا أو سنهلك معا.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إسرائيل تعلن عن أول وفاة جراء الهجوم الإيراني
- إصابة نائب تركي باعتداءات على نشطاء -قافلة الصمود- في مصر
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجارات في طهران.. واشتعال ني ...
- مسؤول إيراني لـCNN: سنستهدف قواعد أي دولة ستدافع عن إسرائيل ...
- شاهد.. دمار واسع في تل أبيب خلفه الهجوم الإيراني
- -التايمز-: إسرائيل لم تبلغ بريطانيا بنيتها ضرب إيران لأنها ل ...
- خبير طاقة مصري يكشف أسوأ سيناريو بعد الضربة الإسرائيلية للمن ...
- الحرس الثوري الإيراني: الضربات الصاروخية استهدفت 150 موقعا إ ...
- خبير عسكري مصري يكشف سبب قوة تأثير صواريخ إيران فرط الصوتية ...
- وزير خارجية الإمارات يجري اتصالات موسعة مع عدة دول لتجنب الت ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أنس قاسم المرفوع - قراءة في خطاب السفير الأمريكي ورؤية أوجلان الاستشرافية