|
مشروع (القصيدة المؤتلفة) ثانية
شاكر الخياط
كاتب ناقد وشاعر
(Shakir Al Khaiatt)
الحوار المتمدن-العدد: 8380 - 2025 / 6 / 21 - 22:47
المحور:
الادب والفن
مشروع (القصيدةُ المؤتَلِفة) تمهيد بعد ان اخضع هذا المشروع الى آراء بعض من الادباء المعنيين، ها نحن نطرحه بصيغته النهائية وبانتظار اراء المعنيين، مع الود... بعد دراسة وجهد غير يسير ومراجعة شاملة للشعر العربي بنوعيه (العمودي او القريض) الذي وضع نظامه ( الخليل بن احمد الفراهيدي البصري) وشعر التفعيلة او الشعر الحر الذي وضع نظامه ( بدر شاكر السياب البصري) ، ومن دواعي الفخر ان يكون الاثنان عراقيين، هذان العملاقان اللذان ثبّتا علمَيهما ومنجزيهما لصبحا منهجا شعريا يسير عليه من اتى بعدهما... ومنذ منتصف الثمانينات من القرن العشرين (1986) وبناءً على الدراسات المستفيضة في الادب ومنه الشعر تحديدا لاحظت التقارب والتجانس من حيث مبدا النظم وطريقة صياغة الاسس المتبعة في الشكلين، لانهما كُتبا للشعر العربي بالخصوص.. والاثنان لم يرتكزا في مبادرتيهما على الاقتناص او الاقتباس من احد من الادباء او ( الشعراء) الغربيين قطعا. ومثلما حدا الحب للشعر العربي بالسياب ان يتراصف مع الكبير الفراهيدي ليدخل التاريخ من بوابة واسعة لا حدود فيها وان يكون كما اراد، ارى ان كل محب للشعر العربي هو محب للفراهيدي والسياب بمستوى واحد من الفهم والمحبة.. ومن منطلق ايماني بالادب العربي بشكل عام والشعر بشكل خاص... قبل البدء بشرح مشروعنا الشعري المقترح، يستوجب منا ذكر ما حدا بنا ودفعنا الى هذا اللون وتاريخه: ومنذ ذلك الوقت ثمانينات القرن الماضي وبعد دراسة للشعر العربي بانواعه وممارسة الكتابة بشكل واسع ومعمق، بدأتُ ممارسة لون من الوان القصيدة معتمدا على خلفيتي الثقافية واطلاعي المستمر وحبي المتجذر للادب العربي والشعر منه على وجه الخصوص، وقد تلمست طريقي نتيجة لهذا الترابط الوثيق بيني وبين الشعر، الامر الذي اوضح لي بشكل مقنع وايمان صادق ان اجمل الشعر ايقاعه بل هو المسار الذي لا حياد عنه ولا شعر بدون موسيقى او ايقاع، لذلك ساذكر ايجازا مهما اعتبره مدخلا الى ما اريد فيما يلي: القسم الاول: مثلما قرأنا وتعلمنا وعرفنا التناسق الجميل بين النص والإيقاع في القرآن الكريم وهو من أبرز خصائص الإعجاز القرآني، حيث يمتزج جمال الصوت والمعنى في تكوين متكامل، لان الإيقاع في القرآن ليس مجرد تجميل لفظي، بل هو وسيلة لتصوير المعاني الدينية الجليلة وتقديمها بأكثر الطرق فنية وجمالية. وهذا التناسق بين النص والإيقاع نراه بل ونلمسه ماثلا: في الانسجام الصوتي حيث يتميز النص القرآني بانسجام صوتي فريد، يظهر في التناغم بين مخارج الحروف وصفاتها، مما يضفي على النص وقعًا جميلًا على السامع. وكذلك التصوير الفني حيث يستخدم الإيقاع في القرآن لتصوير المعاني، معبرا عن أفكار القرآن بطريقة فنية، الأمر الذي نراه يساهم في فهم المعنى وإيصال الفكرة بوضوح. وكذلك التناسق بين المعنى والصوت، فهناك تناسق بين المعنى والإيقاع، فكل إيقاع يناسب المعنى الذي يعبر عنه، مما يضيف جمالًا إضافيًا للنص. ولا يغفل القاريء الحصيف والمتمعن بدقة الآثار الجمالية والدلالية فالإيقاع الموسيقي في القرآن له آثار جمالية ودلالية، تثير في النفس إحساسًا بالجمال والراحة، ويساهم في فهم المعنى وإيصال الفكرة بوضوح. لان الإيقاع في القرآن يؤثر في القارئ ويجعله يتفاعل مع النص، مما يسهل عليه تذكر الآيات وفهم المعاني. لذلك فالايقاع في القرآن يعتبر من مظاهر الإعجاز الصوتي، حيث لا يمكن لأحد أن يضاهي القرآن في هذا الجانب. وسيرى المتتبع للنص القرآني نصا منسجما ومتكاملا، حيث يكمل بعضه البعض الآخر، وهذا ما يجعل الإيقاع فيه لا يقتصر على جمال اللفظ، بل يعبر عن وحدة المعنى وشموليته. ومن ناحية اخرى فالإيقاع في القرآن يساهم في تقسيم النص وتحديد معناه، وهو الامر الذي يسهل على القارئ تذكر الآيات وفهم المعاني، لان الإيقاع في القرآن يؤثر على طريقة فهم الآيات، حيث يمكن للأشخاص فهمها بشكل أكثر عمقًا ووضوحًا والايقاع في القرآن يشير بشكل واضح إلى الانسجام الصوتي الذي يظهر في الآيات، ويعبر عن جمال المعنى الذي يحمله النص، فالإيقاع في القرآن ليس مجرد تجميل لفظي، بل هو وسيلة للتعبير عن المعاني الدينية الجليلة. ولذلك فهو يساهم في تصوير المعاني، ويثير في النفس إحساسًا بالجمال والراحة، ويساهم في فهم المعنى وإيصال الفكرة بوضوح. وبناءً على هذا التناسق بين الإيقاع والمعنى تبرز هنا خصائص الإعجاز القرآني. والذي يعتبر من مظاهر الإعجاز الصوتي في القرآن، حيث لا يمكن لأي نص أن يضاهي القرآن في هذا الجانب، الذي أصبح سمة تميز النص القرآني... القسم الثاني: صوت النواعير الشجي اناء الليل، وآناء الليل: تعني فترات الليل أو ساعاته المختلفة. وأصل تسمية الناعور لغوياً جاءت من فعل (نَعَرَ) بمعنى أحدث صوتاً فيه نعير، والنعير في العربية هو صوت يصدر من أقصى الأنف يختلف عن الصوت الطبيعي للانسان، وسميت النواعير لصوتها. ولا اخالني يوما استطيع التخلي عن ماض جميل فيه حكايات لا يمكن نسيانها مهما دام الزمن وبعدت مسافة الحدث، فعندما يستمع الانسان الى عازف ناي وهو يشدو بشجىً، لا يمكن ان تتصور أن هذا المستمع سيستقر في مكانه دون ادنى حركة كرد فعل على ذلك الفعل الجميل الذي طرق سمعه قبل قليل، فما بالك وانت امام مجموعة من النواعير (العازفين) في ايقاعٍ هاديء اخاذٍ متناغمٍ ينساب باعلى درجات الهدوء مخترقا أجواء الليل الصافي ومنسجما مع وقع الماء وصوته الساحر الذي تكتمل معه تلك السيمفونية الإلهية السرمدية الخالدة، وللعلم أن سحر هذا الصوت قد يجبرك على المكوث، بل التوقف عن الحركة للاصغاء الدقيق والتمعن بالانتقالات الموسيقية الصادرة من الناعور ومن قسم منهم وبالتالي من الجميع، أوركسترا غريبة لا يعرفها ولا يفهمها الا من صاحب وعاشر ورافق الناعور وجلس قربه وانصت يناغم ويعانق ويفهم مايقول، كأنه ام نائحة، أو حبيبة تناجي حبيبها او عاشقان يتبادلان الانغام المعبرة عن حبهم. هذه الترتيبة الصادرة من كل ناعور باستقلالية ظاهرة للعيان ستجتمع لتمنحنا موسيقى وبايقاعات مختلفة تصب جميعها في اناء واحد وهو المقطوعة الموسيقية التي أُلفت الآن كسيمفونية واحدة موسيقية منسجمة.. ولطول فترة محاكاة النواعير بحكم قربنا منها، اكتشفت ان هناك طعما للعزف والايقاع الاخاذ لا تمتلكه المقطوعات الموسيقية والمعزوفات التي تعودنا سماعها ونحن في ريعان الشباب، هذه التوليفة تشبه الى حد كبير في ايقاعاتها ايقاعات او انغام التفعيلات العروضية التي تصب في قصيدة واحدة.. لكن تلك القصيدة ستليها قصائد اخرى طبقا لجريان وقوة وضعف تيار الماء، ووقت العزف، وعدد العازفين المتمثل بعدد النواعير في الدالية الواحدة، وسرعة حركة الماء وبطئه، وصفاء الجو والانصات الدقيق.. وعلى هذا الاساس وبناءً على ماذُكر في القسمين الآنفين والترابط النغمي الايقاعي المتميز لكلا الشكلين، فلقد وجدت انني استطيع الجمع في ايقاعات الشعر العربي(العمود) منه، مع ايقاعات الشعر (الحر) او التفعيلة، وامزج في ايقاع واحد منسجم، يجمع بين الايقاعات واحدة النغم، لمجموعة بحور(ثمانية بحور واحدة التفعيلة) وليس جميعها معتمدا على البحر ذي النغمة الواحدة أو الإيقاع الواحد، وكما يلي: حاولت في عمل شعري مقترح واحد، وهو مشروع قصيدة جديدة بشكلها اسميتها (القصيدة المؤتلفة) وذلك في عملية توليف بين العمود والحر ذات التفعيلة الواحدة والايقاع الواحد. وهو محاولة الجمع بين بحور الفراهيدي، الشعر العمود في شقه الايقاعي النغمي واحد التفعيلة متمثلة بالبحور الثمان، مع ماجاء به السياب من ايقاعات شعرية في قصيدة التفعيلة... في هذا المشروع الشعري (القصيدة المؤتلفة) التي اتمنى لها ان تكون بادرة خير وحالة سامية لقصيدة عربية بشكل جديد وثوب مريح لمن يمارس كتابتها، وذلك دون الخروج عما جاء به الاثنان طيبا الذكر "الفراهيدي والسياب"، فتكون هذه القصيدة ويكون هذا المشروع مرحلة جديدة توحي وتنم عن ان العقلية الادبية والشعرية منها بالذات لن تتوقف عن الابداع. وما ( القصيدة المؤتلفة) الجديدة الا استمرار للإبداع العربي، مانحة في مشروعها الفسحة اكثر للمبدع بان يقول ضمن بحور الشعر العربي (البحور الثمان) كجزء من بحور الخليل، وهي لاحقا غير منفصلة عن بحور السياب التي اقرها ان تكون الطريق السالكة لشعره بكاملها لما تتمتع به اختيارات السياب من نغم، وزن، تفعيلة، ايقاع، موسيقى، موحدة. وهنا جمعنا في محاولة طيبة بين ما اقره الفراهيدي وما تبناه السياب في مشروع يجمع العمود مع الحر في قصيدة واحدة يراد لها اعطاء الحرية للشاعر بمساحة اكبر واوسع ان يقول العمود، واعطاؤه فرصة مماثلة لكي يقول الحر في الوقت الذي يريد ان يقول فيه العمود والعكس صحيح في قصيدة واحدة ولا اشكال في ذلك. وما تسميتها الواضحة والجلية بـ ( المؤتلفة) الا لتحقيق الغرض من هذا الطرح بالإمساك بروح الاندماج والرصانة بوحدة موضوعية ( توليفية) فيما بين النظم العمودي والنظم الحر لنفس البحر والوزن ايقاعا واحدا بشكليه، وكلٌ ملتزمّ بمسببات وعوامل الابداع، فالشاعر هنا لا ينبغي ان يفلت من احكام العروض في الوزن والقافية والصدر والعجز وما الى ذلك من متممات عناصر ومقومات الابداع في الشعر العمودي، في الوقت الذي سيجد الشاعر نفسه بعيدا عن القافية وعن الالتزام بالصدر والعجز والذهاب الى تعويضهما بالشطر، والتحرر الملتزم عن عدد التفعيلات، واختيار القافية او بدونها مع الحفاظ على اسس البناء الهيكلي لجسم القصيدة الحر مراعيا الجوازات (الزحاف) التي اجازها الفراهيدي وكذلك ما اضاف اليها السياب من تجديد .. فالعمود في (المؤتلفة) هو عمود ملتزم بكل الاشتراطات مع ملاحظة جوازاته وزحافاته المسموح بها مسبقا، لكنه في حدود البحور المعدودة والمعروفة التي اقترحها السياب ( البحور الثمان واحدة التفعيلة) اي النغمية وهي وتفعبلاتها وما يجب الالتزام به عروضيا، تحتفظ البحور بكامل تفعيلاتها مع ملاحظة جوازات (الضرب والعرض) كما في العمود والحر. وللملاحظة فان تفعيلتي (الخبب والمتدارك) هما ايقاع واحد تتبناه القصيدة المؤتلفة وتاخذه بنظر الاعتبار كتفعيلة وايقاع وموسيقى قريبة جدا فيما بين البحرين آنفي الذكر، وتعتبرهما بحرا واحدا تُكتب عليه القصيدة بكامل الحرية، ولهذا ذكرناهما للفائدة والتوضيح. الشاعر في هذه القصيدة يمتلك الحرية الكاملة في ان يبتديء بالعمود ثم الحر ثم العمود، او يبتديء بالحر ثم العمود ثم الحر، لنفس البحر، وما هذه التداخلات فيما بين العمود والحر، والحر والعمود الا مساحة اوسع وفضاء ارحب لكي يمارس الشاعر حريته المطلقة بالتوليف والمزج والتنوع بين العمود والحر فيما يختاره دون الزام لاحد عليه، كذلك فالشاعر حر ايما حرية بان يتمسك بموسيقى البحور في الشعر الحر فيما يشاء منها وكأنه في نفس القصيدة لايمت للعمود بصلة، وكذلك الحال بالنسبة لتمسكه بالعمود وكأنه لا يمت للحر باية صلة، وهذا امر ينبغي ان يكون الشاعر مبدعا في كلا الخيارينن وعلى الصعيدين، العمود والحر، ويتجلى الابداع هنا في قضيتين مهمتين اولاهما: على الشاعر ان يكون شاعر عمود في قريضه وكانه لا يمت للحر بصلة ملتزما بكل قوانين القريض، وهو نفس الشاعر في القصيدة ذاتها شاعرا حرا حديث الرؤى ماسكا بتلابيب البناء الحداثوي الرؤيوي الطامح الى معانقة العلا في ابداعه. وعلى هذا الاساس لم نخدش جسد القريض، ولم نتعرض لروح الحر بأذى.. انما كان هدفنا ومازال قائما وهو "القصيدة المؤتلفة" تجربة شعورية تجمع بين مشاعر قائلها ومشاعر المتلقي، المستمع إليها او القارئ لها. وهي قصيدة تمثل "كلا متماسكا" ترتبط أجزاؤها ارتباطا وثيقا يتمثل فى "وحدة عضوية" فنية راقية متصاعدة الايقاع ومترابطة الموضوع، متماسكة في وحدة القصيدة، ككل، حيث تركز القصيدة على فكرة أو موضوع واحد، وبتعبير اوضح يعني ذلك ترابط أجزاء القصيدة وتسلسلها بحيث يكون لكل بيت فيها دور في تحقيق المعنى العام للقصيدة وليس فى وحدة البيت فقط، لان المؤتلفة تمثل مشروعا شعريا متطورا عما سبقه من تجارب، بحيث تشكل القصيدة وحدة متكاملة في فكرتها و أسلوبها و عاطفتها، وما يميزها كذلك هو تماسك القصيدة من جميع الجوانب (الموضوع، العاطفة، الأفكار) بحيث تكون كل أجزائها مترابطة ومتشابكة، ولا يمكن الاستغناء عن أي جزء منهالاننا نعتبر "الوحدة الموضوعية" خطوة أولى نحو "الوحدة العضوية"، فالقصيدة التي تتمتع بالوحدة الموضوعية تتناول موضوعًا واحدًا، سواء كان حبًا، حزنًا، وصفًا للطبيعة، أو أي موضوع آخر وقد تكون القصيدة ذات وحدة موضوعية ولكنها ما تزال تتضمن أفكارًا متفرقة أو عواطف متباينة. وهناك صفة يجب ان تلازم القصيدة المؤتلفة وهي "الوحدة العضوية" التي هي أعلى درجات التكامل في القصيدة كما ينبغي على الشاعر أن تكون عاطفته متسقة ومترابطة من بداية القصيدة إلى نهايتها. وان تكون أجزاء القصيدة مترابطة منطقياً وعاطفياً، بالشكل الذي لايمكن معه تغيير ترتيبها أو حذف أي منها دون الإضرار بالمعنى العام، وهذا طموح مشروع نسعى اليه.. فالوحدة العضوية تعني (التكامل والترابط) وتعني أن القصيدة وحدة متكاملة، حيث تتضافر جميع عناصرها (الأفكار، الصور، العواطف، الأسلوب) لتحقيق هدف فني أو عاطفي واحد، وتكمن أهميته بان يخلق تأثيرًا فنيًا قويًا، معززا تماسك القصيدة ووحدتها الداخلي، لينتج قصيدة ينسجم فيها الشاعر مع موضوعه، وتترابط فيها الأفكار والعواطف، وتتلاءم الصور والألفاظ مع الجو العام للقصيدة. ان الفرق الجوهري هو ان "الوحدة الموضوعية" هي "عن ماذا" تتحدث القصيدة اي (الموضوع)، بينما "الوحدة العضوية" هي "كيف" تتحدث القصيدة عن الموضوع (الترابط والتكامل). قد تكون القصيدة ذات وحدة موضوعية دون أن تكون ذات وحدة عضوية، ولكن القصيدة ذات الوحدة العضوية لا بد أن تكون ذات وحدة موضوعية. باختصار فان "الوحدة الموضوعية" هي التركيز على موضوع واحد، بينما "الوحدة العضوية" هي الترابط والتكامل بين جميع عناصر القصيدة لتحقيق هدف فني واحد...
بحور المؤتلفة: البحور التي يجوز الكتابة عليها في قصيدتنا " المؤتلِفة" الجديدة او "العمل الشعري المؤتلِف" الجديد هي التفعيلات الايقاعية الموسيقية النغمية الواحدة المتكررة في كل بحر من البحور ذات الشان التي تعتبرها المؤتلفة اساس عملها وكما يلي : 1- الوافر : مفاعَـــلَــــتــُــــــــــــن/ مفاعَـــلَــــــــتُــــــــــــــن / فَعولن او (مفاعلْ) ٮ - ٮ ٮ - / ٮ - ٮ ٮ - / ٮ - - مجزوء الوافر وما يترتب عليه من اشتراطات. 2- الكامل: مُــتَـــفــَـاعِــلُـــــــن / مُـــــتَــــــفــَـــاعِــلُـــــــن / مُــتَـــفــَـاعِــلُـــــــن ٮ ٮ - ٮ - / ٮ ٮ - ٮ - / ٮ ٮ - ٮ - مجزوء الكامل وما يترتب عليه من اشتراطات. 3- الهزج : مــفــاعـــيــلــــن / مــفــاعـــيــلــــن ٮ - - - / ٮ - - - 4- الرجز: مُسْــتـَـفــْعِــلُــن / مُسْــتـَـفــْعِــلُــن - - ٮ - / - - ٮ - مجزوء الرجز ومايترتب عليه من جوازات. 5- الرمل: فـــــاعــــــلاتـــــــــن / فــــــاعــــلاتــــــن / فــــاعـــلاتـــن - ٮ - - / - ٮ - - / - ٮ - - مجزوء الرمل وما يترتب عليه من جوازات. 6- المتقارب : فَـعـولـن / فـَعـولــن / فَـعــولــن / فـعــولـن ٮ - - / ٮ - - / ٮ - - / ٮ - - مجزوء المتقارب وما له من جوازات. 7- المحدث :ويشمل المتدارك وهذه تفعيلته: فــاعـِـلــُن / فــاعــلــن / فــــاعــــلـــــن / فـــاعـــلـــــن - ٮ - / - ٮ - / - ٮ - / - ٮ - مجزوء المتدارك وما يترتب عليه من جوازات و الخبب وهذه تفعيلته: فَــعِــلـــن / فـَـعِــلُــــن / فــَــعــِلُــــن / فَــعــــِلُــــــن / ٮ ٮ - / ٮ ٮ - / ٮ ٮ - / ٮ ٮ - مجزوء الخبب مع مايترتب عليه من جوازات *وهنا اذكّر ببحور الشعر العربي القريض التي لن تدخل في مشروعنا هذا لاختلاف تفاعيلاتها في البحر الواحد، للفائدة والمقارنة : 1- الطويل: فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن 2- المديد: فاعلاتن فاعلن فاعلاتن 3- البسيط: مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن 4- السريع: مستفعلن مستفعلن فاعلن 5- المنسرح: مستفعلن مفعولات مفتعلن 6- الخفيف: فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن 7- المضارع: مفاعيلُ فاعلاتن 8- المقتضب: مفعلات مفتعلن 9- المجتث :مستفعلن فاعلاتن البحور المفترضة لكتابة هذا النوع من الشعر( القصيدة المؤتلفة) الذي نقترحه ايمانا منا بالحفاظ على الشكلين العربيين للشعر اللذين نؤمن بهما في معتقدنا الفكري الادبي هما العمود الايقاعي واحد النغم الذي وضعه الفراهيدي، والتفعيلة التي اتى بها السياب، أي (العمود و الحر) ومثلما نعرف ويعرف الجميع ان القريض لم يأت به ولم يقل به احد كـ (علم) قبل الفراهيدي، وهذا لا غبار عليه وامر لا يحتاج الى نقاش، اما ( الشعر الحر) فمع وجود اعلام بادروا وبدأوا في محاولات كثيرة ومتعددة، لكن الريادة دون اختلاف مالت الى السياب اكثر من غيره ولم يكن بروزه هذا موضع شك من قبل او من بعد، فهو من رسَّمه ووُسم به . البحور التي نضعها ضمن هذا الاطار في قصيدتنا (المؤتلفة) هي البحور ذات الايقاع او التفعيلة الواحدة المتشابهة التي سار عليها السياب، وعلى هذا الاساس فان ما قام به السياب هو محاولة للحفاظ على الموروث الرائع الذي جاءت به العرب من قبل ووضعه الفراهيدي في قوالب وكيانات جميلة لم يعبث من خلال علمه بشيء قالته العرب، وبجمعه لتلك الاشعار وتقسيمها الى تلك البحور المحددة والتي لم يحاول او يجرأ احد من معاصري الفراهيدي ولا من اتى من بعده ان يقول بعكس ما قاله الخليل الى يومنا هذا، (برغم بعض محاولات الاضافة المتعددة في اماكن متفرقة من الوطن الكبير، وكذلك على الرغم من محاولات بعض المولدين الخروج عن هذا النهج في بحور مزيدة او منقوصة واخرى مبتدعة)، الا ان الذي استقر عليه الحال وآل اليه المآل هي ماجاء به واستقر عليه الفراهيدي، البحور الستة عشر . ومثلما اجتهد السياب في مولوده الكريم الذي سرعان ما رأينا نضوجه ووقوفه على قدميه وانهمار الشعر من شعراء عراقيين و عرب نهجوا منهج السياب لاعترافهم بجميل ما اتى به. واصبح فنا رائعا يضاف الى سجل الروائع والابداعات في الادب العربي الذي لا يقف عند حد ولا يمنعه سد (على الرغم من بعض العراقيل والصعوبات التي واجهته في بداية المشوار). ونحن نعترف هنا اننا نستند ونرتكز في كل ما سنقول في قادم بحثنا على الفراهيدي والسياب، وهذه الاطروحة لا تعارضهما فيما جاءا به نصا وجوازات، بل هي منهما تستقي وبهما تهتدي للوصول الى ابداع جديد نظنه ونعتقده هكذا سيكون، وهو شكل جديد من اشكال القصيدة التي يفترض انها ستعطي مجالا ارحب وفسحة اشمل تحاكي مَلَكة الشاعر وحسن ذوقه وجيد ادائه مراعيا في كتابته الاصول المذكورة لكليهما محافظا على الموسيقى والايقاع اللذين هما غاية ما نهدف اليه، ومثلما كان شاعر العمود يسافر في دنيا لا حدود لها وهو يمسك بزمام فرس اصيل وهذا الزمام هو سر القصيدة فتراه ان ارخاه مرة جاء شعره انسيابيا رائقا عذب النغم والايقاع خفيفا على اذن المتلقي، فكانت القصيدة سلسة التعبير، وهذا نراه في الرومانس وشعر الحب والوصف وما الى ذلك. وان كان قد شد الزمام كان شعره قويا متدفقا شديد الايقاع صارخ النغمات، وهذا يتجلى في بعض اغراض الشعر التي تختلف عن الرومانسية والوصف وما شابه مثل الحماسة واشعار التحريض والتحشيد، وفي جديدنا تكون القصيدة او العمل الشعري ممثلة للتقريب بما يلي: ((صهوة واحدة لفرسين عارمين (العمود والحر)، يتربع على تلك الصهوة فارس واحد (الشاعر) يمسك بهذين الزمامين وهما العمود والحر، لينتج بهما حركة تموجية انسيابية بتحكمه بالفرس الاول تارة والفرس الثاني تارة اخرى او بكليهما ثانية، دون محاولة الافلات لاحدهما على حساب الاخر، وبهذه الحركة المنسابة سيكون وقع القصيدة او العمل الشعري الجديد، حركة "مؤتلفة" منسجمة متوائمة متوازية بين الفرسين، يتقدم هذا تارة ويتقدم ذاك اخرى ويسيران سوية ان شاء الشاعر، ومثلما نحس الموجة في هبوب النسيم، نأمل ان يكون الايقاع في العمل الشعري " المؤتلفة" موسيقيا انسيابيا متهاديا لا تنتابه هنة ولا تقطٌع ولا يصيبه وهن او ضعف ولا فجوة. وهنا لا بد من الاشارة بادئ ذي بدء: اننا لم ولن نكون باي شكل من الاشكال بديلا عن العملاقين ( الخليل والسياب) انما نحن نريد ونبغي من وراء هذا المنجز ان نكمل الطريق بما لا يخدش منجزيهما ولا يكون بديلا بتجاهلهما او حذفهما او محاولة التعريش عليهما او محاولة لتهميش منجزيهما الرائعين، وهما اولا وآخرا صاحبا الفضل في هذا الشأن، ولا فضل لاحد عليهما الا الله مبدع الكون والانسان. وما محاولتنا هذه الا استمرار لذلك النهج الطيب والمسار السليم، ونريد بهذا ان ندعم ابداع السياب في محاولة منا - نعتقد مخلصين- انها ستصب في مصلحة الشعر العربي واحاطة الحرف العربي والشعر العربي بوجه الخصوص بسور من الدعامات التي تدعمه للاستمرار والوقوف والثبات على عكس صرخات وادعاءات ومحاولات البعض - وهم كثر – ممن اغرقوا الساحة بمحاولات يائسة وبائسة بالتنصل عن الوزن بالنسبة للشعر العربي بشقيه، واطلقوا تسميات لا تخص الشعر ولا تنتمي له، انما هي بعيدة كل البعد عن الصلب والرحم، ومن يتابع بإمعان محاولة السياب وما جاء به سنرى كم يحترم هذا العملاق استاذه الاول الخليل، وسنحاول ما اوتينا من جهد ان لا نفرط بهذا العقد الثمين والدر المكنون وسنحاول ان نسير على نفس النهج، وقصيدتنا المقترحة لا يكتبها جاهل ببحور الشعر ولا متجرد او متمرد على اصوله، قصيدتنا الموسومة بـ " المؤتلفة" " المشروع المقترح" لن تكون البديل عن القريض او تسعى لذلك، ولن تكون البديل عن الحر او تسعى لذلك، وهي تتلخص فيما يأتي: هي محاولة المزج والتوليف بين العمود للخليل والحر(التفعيلة) للسياب نظما شعريا في قصيدة واحدة تبدا بالعمود ثم تنتقل الى الحر ثم تعود الى العمود وتنتقل الى الحر، أو العكس تبدا بالحر وتنتقل الى العمود ثم تعود الى الحر وتنتقل الى العمود لا اشكال في ذلك ولا ضير، بل هذا هو مبتغانا في ابداع زاخر ثر رصين، ويتداخل فيها البحر الواحد بالوزن بين العروض والحر دون احداث ارباك يُظهر ان العمود قد فرض نفسه على الحر او تفوق عليه، ودون الايغال في الحر الى الحد الذي يرى المتلقي ان القصيدة قد كتبت على الحر البحت فقط دون وجود اي اثر للعمود، او الاستمرار والتركيز على العمود بحيث تبدو القصيدة عمودية بحتة، انما الامر المهم هنا ان القصيدة ستشتمل على النوعين : ( عمود – حر – عمود- حر...وهكذا) او (حر – عمود – حر- عمود... وهكذا) وهذا شان يخص الشاعر الذي له الحرية والخيار في ان يبدا بأحدهما دون ادنى اشكال، على ان تتضمن القصيدة الواحدة نوعا من التفعيلة الحرة مع العمود او العكس بالنسبة للابتداء والانتهاء، وهذا امر منوط به وله القرار، شريطة الحفاظ على روح البحر في وزنه المعروف وجوازاته وزحافاته والتزاماته وضوابطه وما يترتب عليه، وبتعبير اخر اننا لم نُضف بحرا على بحور الخليل، ولم نحذف بحرا من بحور الخليل ، ولا داعي ان نقول ( وبحور السياب لان السياب لم يخرج عن الخليل في بحوره) انما ارتأينا بعد دراسة معمقة وصبر طويل وبحث استمر لسنوات ان نجعل القصيدة الجديدة تحتوي على كل ما جاء به السياب من جوازات شعر التفعيلة( الشعر الحر بأوزانه وجوازاته المعروفة) اي تلك البحور التي يمكن الكتابة عليها في القريض وهي البحور متساوية التفعيلة ( ذات التفعيلة الواحدة المتكررة في البحر الواحد، وهذا الامر سيحدد الشاعر بان لا يخرج عما افاض به الاولون وليس له الحق في ان يزيد او ينقص او يأتي بمحدث، لان هذا سيؤدي به الى جديد خارج عن جديدنا وسيعتبر تجاوزا على ما قلنا به او ربما خروجا عليه، ولكي تتضح الصورة اكثر وان لا ندع للمتربصين ما يعكر مياهنا الصافية في تصيدهم نقول: اننا نبغي من هذه التجربة ان نضيف ابداعا جديدا الى ما ابدعت العرب من قبلنا واهم ما نبغيه هنا هو ( التوليف أوالتجانس أو المجانسة أوالأمتزاج أو الأندماج أو التوحد) وكلها مفردات تنهل من معين واحد، فتنساب في ماء رقراق صاف عذب فرات يصب في نهر جديد، بحيث تكون القصيدة (مؤتلفة) في بنائها منسجمة ككيان واحد وكبدن واحد، وكلٌ لا ينفصل.. وعلى هذا الاساس اخترنا التسمية لكي تعطي المعنى واضحا جليا دون ادنى تأويل، مما يسهّل على الدارسين من الاجيال اللاحقة ان لا يبذلوا أي جهد في الوصول الى التعريف لأنه لا يحتاج الى رأي أخر حسب ما اشتملت عليه كلمة ( المؤتَلِفة) على اعتبار (وحدة الموضوع) التي يتمتع بها كلا اللونين، ووحدة الشكل المنسجم الجديد، والذي يميز كل نوع ولون عن الاخر... لكنهما سينتجان وحدة موضوعية اخرى واحدة جديدة مستقلة قائمة بذاتها ستحتل وتمتلك لونا جديدا يميزه من جديد. وستخضع من جديد الى كيان قائم ذي اطروحة جديدة ... وهذه الاطروحة تتلخص في مايلي: المؤتلفة قصيدة تشتمل على العمود في (وحدة موضوعية) متناسبة مع الحر في (وحدة موضوعية) متناسبة مع العمود وبامتزاج الاثنين سيُنتج ذلك عملا شعريا مولفا منسجما في (وحدة موضوعية) جديدة لا انفصال فيها عن (وحدتي الموضوع) في العمود والحر اللذين هما اساس (وحدة الموضوع) للكيان الجديد في العمل الجديد، وبهذا فان (وحدة الموضوع) الجديدة المنتَجَة ستكون (وحدة موضوع) مستقلة الكيان والهياة لأساس معتمد يستند على العمود ذاته و الحر ذاته اللذين امتزجا سوية لأجل اخراج هذا الابداع المنجز الجديد وبهذا الامر نستطيع القول ان العمل الجديد سيحتوي على (وحدة موضوع) جديدة متميزة وستكون (وحدة موضوع) قد ارتبطت بكلا الفنين العمود والحر لكنها لبست ثوب الموضوع الجديد دون الغاء وحدة اللونين لكن النظر الى (وحدة الموضوع) الجديد والتأكيد عليه هي الغاية المثلى اي وبتعبير اخر اننا استخدمنا النوعين (الحر والعمود) كسياقين غير منفصلين، فكانا واسطتي نقل يسيران باتجاه واحد وبنسق واحد للوصول الى هدف واحد، ومزجنا بينهما لكي نصدر (وحدة موضوع) جديدة تسمى (العمل الشعري المؤتلف) او (القصيدة المؤتلفة). اما الانتقالات فيما بين "التفعيلة في البحر الواحد المؤمل الكتابة عليه" وبين جوازاته فهذا امر مقبول وطبيعي واهم ما نؤكد عليه عدم اظهار ( الخلة او الهوة او الفجوة او الهنة او التدني او الضعف) فيما بين الانتقالات بحيث يشعر المتلقي ان الشاعر هنا انتقل من العمود الى الحر او من الحر الى العمود.. انما المرجو والمؤمل والغاية الاسمى هنا وكل التأكيد على الانسيابية والتمازج بين الانتقالات.. وهنا يجوز للشاعر ان يلتزم الوزن كاملا او يلتزم جوازاته او كلا الامرين الكامل او الجواز او ممازجتهما ( العمود او الحر) دون ان يخدش من العمود اِهابه او من الحر جماله ويصل بالقصيدة الى لوحة واحدة والى خلق جديد اسمه المؤتلفة طائر يحلق بجناحين هما العمود والحر او الحر والعمود هذان الجناحان يمتد كل منهما الى حيث يشاء ويريد، لا سلطان لاحد على الشاعر ان يبدع في العمود اكثر او في الحر اكثر.. لكن الذي نبتغيه ان يعرف الشاعر انه الان طير يحلق من اجل العلا والابداع والارتقاء بجناحين متساويين في حمل الطائر، وان اخل جناح سيظهر الخلل في ذلك التحليق وربما سيهوي الطير، لكنما الذي سيديم للطائر تحليقه هو ذلك التوازن فيما بين الجناحين، وليكن الشاعر هو الطير محلقا في العلا بجناح "العمود" تارة يمينا وبجناح "الحر" تارة شمالا،او بكلاهما متزنا متوازنا حيث لا افق يحتويه او يمسكه الا اذا شاء التوقف عن التحليق،، الى الحد الذي يصعب التفريق بينهما، وفي نفس الوقت دون التركيز المفرط الواضح على واحد دون الاخر.. يحق للشاعر هنا ان يكتب مثلا: مُفَاعَلَتُنْ / مُفَاعَلَتُنْ / فَعَولنْ ويستمر الى ان ينتقل على سبيل المثال الى مُفَاْعَلْتُنْ/ مُفَاْعَلْتُنْ / فَعَولنْ/ موزون ومقفى ( تام او مجزوء) لأنه هنا سيلتزم القافية والوزن أي هو الان سينتقل الى العمود.. او مفاعيلن/ مفاعيلن/ مفاعيلن/ مفاعي/ مفاعْ / مفا او فعولن/ فعولن/ فعولن/ فعولن/ فعو/ او /عو- لن/ او فعولُ...الخ وهكذا سيستمر الشاعر باِنثياله ممتطيا جواد (المؤتلفة) متنقلا بين التلال والسهول ،من تل الى سهل او من سهل الى تل كالموجة التي تهب بنسيمها لا تخدش الوجوه .. وهنا سيلاحظ المتلقي ان الشاعر كان يجيد التوليف بين البحر في شقيه او شكليه (العمود او الحر) لان الشاعر هنا سيكون فارسا يمتطي صهوة جواد اصيل ينساب بجواده بين الهضاب والسهول في حركة موجية دون أية رتابة في الحركة الاصل للفارس وبين حركة الجواد وهذا ليس شان عام مشترك لكل راكب انما الانسياب هذا لا يتقنه الا فارس على جواد متمرس، والإمساك بزمامَي الامر لا يعرفه ولا يخبره ولا يتمكن منه الا فارس جيد، وهنا يقتضي ان يكون الشاعر متمرسا وشاعرا عارفا بفنون الشعر بشقيه، هذه الخلاصة تسترعي الدراية الكاملة بالشأن الشعري ونظمه وزحافاته وجوازاته وما يجوز ومالا يجوز ..ولعل من دواعي افتخاري وامتناني ان اضيف ان هذا النوع من اقصيدة( المؤتلفة) سيكتبها ويحبها من احب الخليل وعروضه، ومن احب السياب وحره وآمن ان ما أتيا به كان صوابا وابداعا بلا منازع وهذا آت عن دراية وخبرة تنم عن حب كبير للشعر العربي. وبهذا نكون قد وفقنا في انتاج جديد يمسك بتلابيب الشعر وحيثياته ولا يحيد عن الخط المرسوم.. المتوقع ان تكون المساحة للمبدعين اشمل واوسع وان يكون الابحار اكثر عمقا وابعد مدى واعلى صعودا الى غاية ابداعية تليق بمسعاه، الغرض منها( الحفاظ على الشعر العربي بشقيه، وايجاد حالة من الابداع الشفاف الراقي) تواصلا مع حركة الحياة وصراع المنتجات وحالات الاختراعات والابتكارات في الميادين كافة والتي تعتبر حالة من الشعور الوجداني والانساني الحر المشترك في عملية تواصل دائمة، تنبئ بان هذه الارض لا تسع على ظهرها من يريد الانعزال او التفرد بنتاج احادي الجانب او حضارة ما دون التواصل او التلاقح الدائم والمستمر الذي يظهر للأجيال ان هذا الكم الهائل الذي استقر على الارض وعاش عليها كان يسوده الصفاء والمحبة والتواصل الانساني الامثل . ومما تجدر الاشارة اليه انني لا انفي وجود بعض المزاولات الشعرية والممارسات القريبة من توجهنا لكنها غير مكتملة او ربما جاءت نتيجة تاثير الامزجة المختلفة منها والتي لا تعني التنظير ابدا وقد لا تمثله اطلاقا ولكنها تؤكد ضرورته لانها تعبر في نفس الوقت عن اصالته وعن وجوده الخفي كايقاع شعري تتلوه النفس البشرية ولرب ماطرحناه كان في مخيلة آخرين مثلنا، وربما مارسوا بالفعل هذا النوع لكن الممارسة كهواية ووجهة النظر شيء، والتنظير والترسيم والتبني شيء اخر... هناك اكثر من سبب او عامل يدفع الشاعر للكتابة، واختلاف الاسباب والعوامل (الحوافز ) هي التي ستنعكس على قيمة الابداع المرئي او المحسوس وطبقات الوصول التدرجي على قائمة منحنى القياس التعبيري، الامر الذي يلجا اليه الشاعر دون ان يحدد معالمه من ذي قبل وهذه الصفة ان توفرت في الشاعر جاء نتاجه ابداعا متجددا معتمدا على الاس الاول الذي ذكرناه انفا، والذي سيكون شكل الابداع فيه بقيمته من حيث الطاقة القصوى للوصول بالقصيدة الى قمة الهرم الابداعي، هذا المفهوم يختلف يقينا من قصيدة الى اخرى ومن شاعر الى اخر وربما اذهب ابعد حيث يكون هذا الاختلاف في الشاعر الواحد وهو الاختلاف في العمل مابين قصيدة واخرى لشاعر واحد الامر ينسحب على العمود وعلى الحر او شعر التفعيلة، ولا شك في ان الاثنين يعتمدان الاسس التي تتكئ في قسم كبير من العمل على نفسية الشاعر حين الكتابة بغض النظر عن شكل القصيدة.. هذا الانثيال الابداعي الذي سنجده في القصيدة العمود او القصيدة الحر هو الانثيال نفسه الذي سنجده في القصيدة الجديدة بعنوان (( المؤتلفة)) وهو عمل شعري استطعنا نتيجة دراسات طويلة الامد واطلاع ليس بالقليل على تجارب من سبقونا ووفقنا في انتاج هذا اللون مؤخرا في حين هناك ممن نرتبط معه بعلاقات ادبية قد اطلع على حيثيات هذه القصيدة بنوعها الجديد بل وقسم منهم كتبوا على نمطها بعضا من اعمالهم تيمنا بما طرحناه.. ... ومع هذا ولكي لانبخس حقهم فاننا نتقدم لهم بالعرفان والثناء لتوافقنا في الطرح والهدف وان كانوا قد سبقونا فلهم الفضل المتقدم علينا سلفا، وستظل الابواب مشرعة لحوار رصين به نرقى نحو مديات اوسع واكثر فائدة في مجال الابداع الادبي والشعري منه بالخصوص، وانا ختاما لا أبريء نفسي من الزلل او الخطا وساكون ممتنا لمن افادنا براي او ملاحظة، فهي محترمة وان اختلفت معنا ، بل انا في غاية الشوق لكي اسمع واصغي لمن له اي راي او ملاحظة وساجعلها قيد الاهتمام وصاحبها ذو فضل كبير علينا قبل كل شيء.. هناك اراء وصلتنا عن طريق التواصل من مهتمين بهذا الشان، كانت تريد ان نجيز انتقال الشاعر من بحر الى بحر شريطة ان لا يخرج عن دائرة البحرين.. اي بتعبير اخر ان الشاعر يستطيع الانتقال فيما بين الدائرة نفسها وفيما بين بحورها على ان لا يترك فجوة في حالة الانتقال انما ان يكون متمسكا بقوة بإيقاع الدائرة والجذر الاساس الذي بنيت البحور وتشكلت حوله.. ونحن قد اوضحنا اننا نتراصف مع من يوافقنا الراي في البنائية الجديدة للقصيدة ذات الايقاع الواحد في البحر الواحد عمودا وحرا فقط وعلى حد سواء، ان كان هذا فلاباس به، اما غيره فنحن نرى ان ذلك يشكل قيودا اخرى ومصاعب على المعنيين بالشعر ومزاولة هذا النوع من الكتابة.. وهنا نود توضيح الامر الذي نحن بصدده وهو مشروعنا الذي سيكون يقينا في متناول الاخوة الشعراء وعلى حسب امكانية كل منهم... نحن نؤكد على ان "القصيدة المؤتلفة" تحتاج في كتابتها وبنائها من الشاعر الى قوة الامساك بالنوعين في آن واحد، الامر الذي يستوجب الخبرة والدراية والممارسة غير القليلة بهذا الشأن، فكاتب هذه القصيدة(المؤتلفة) كالذي يمتطي فرسين على صهوة مشتركة واحدة كل منهما يمثل بحرا، وهو ماسك بزماميهما، بحيث ان الامتدادات المتناوبة فيما بين مقدمة (فرس) وهي التي تمثل "بحرا" و(فرس) آخر وكذلك هي تمثل "بحرا" آخر.. هنا ستكون القيادة متناوبة بين المد والقصر طبقا لحركة البحر واعني الفرس، هذا التناوب المستمر هو الحالة البنيوية والقيمية الاكثر فنا منها اذا كانت لبحر واحد، وقد جربنا ذلك في قصائد عديدة ومتنوعة طويلة وقصيرة، وكانت التجربة ان الابداع كان واضحا وجليا في سياق البناء الشعري الجميل، ومعبرا بشكل رائع ومكتمل عن الموضوعة التي يختارها الشاعر... ان وحدة الموضوع لقصيدة واحدة من بحر ايقاعي النغم واحد، بشكليه العمود والحر دليل جميل على حركة الحياة واستمرار وديمومة الموسيقى وحالة من التنغيم العالي المتناوب القوي الى الحد الذي يجعل الشاعر يقول القصيدة مازجا الحر مع العمود ومنتقلا من شكل الى اخر(عمود – حر- عمود او حر- عمود - حر) ضمن نفس الموضوع وهذا قمة ما نبغيه واعلى حالات الجمال من وجهة نظرنا.. وستتجلى قوة القصيدة ( المؤتلفة) بقوة الارتباط والتناغم وهو ما يمثل آلية العمل الشعري المنجز وآلية الامتزاج المتين... وبناءَ على ما تقدم نضع هذا المشروع امام النقاد والشعراء على حد سواء، وكلنا آذان صاغية وقلوب مفتوحة الابواب لسماع ومناقشة وقبول أي راي نقدي يصب في مصلحة وهدف المشروع آنف الذكر، وامام الشعراء هو مائدة مسجاة للاخرين وهي امر متاح لمن اقتنع بفكرتنا واحب ممارسة الكتابة عليها كما فعل ادباء ىخرون احبة لنا ستاتي نتاجاتهم في اخر الموضوع ان شاء الله، شرفونا بكتايتهم على (المؤتلفة ) هذا المنوال الجميل،، على اننا نحترم كما قلنا ونقدر كل جهد حاول كما بادرنا نحن، فمن سبقنا هم المفضلون، وما النجاح لشخص واحد انما هو قبل كل شيء نجاح لحالة الادب العربي والشعر بالخصوص، سائلين المولى عز في علاه ان يوفقنا والاخرين لما نبتغي من جهدنا هذا.. ومن الله التوفيق... * * * * * آراء الادباء والنقاد شهادة ثقافية: الاديب والناقد الاستاذ غازي احمد ابوطبيخ الموسوي ألأخ والزميل الشاعر والكاتب الأستاذ شاكر الخياط المحترم.. لفت نظري أنك ولثلاثة أعمال شعرية نزلْتَ بها خلال برهة وجيزة تجمع فيها بطريقة إيقاعية أخّاذة بين طرازين شعريين رائعين هما العمود والحرّ تحديداً.. كما ولفت نظري أيضا أنك كنت حريصاً على جانبين مهمين هما: * أنْ تكون القصيدة بشقيها المذكورين من بحر واحد في جانب.. *وأنْ يكون الولوج والخروج من أحد الطرازين إلى الاخر بطريقة مقنعة وغاية بالسلاسة الايقاعية في جانب اخر.. وأنا أُدرك تماماً صعوبة هذا التعاقب الموسيقي بأشراطه التي ألزمْتَ نفسَكَ بها في أعمالك الاخيرة-مدار البحث-ومن الجدير بالإشارة إنّكَ لم تتركْ هذه المزاولةَ هَمَلًا بِلا عنونةٍ مميزةٍ وإنما ذكرتَ في معرض ردِّكَ على إحدى التعقيبات مُصطلحاً خاصاً يعبر كما يبدو عن هذا النوع من المزاولة الابدعية اسميته على ما اتذكر بـ (المؤتلفة).. فقلت في نفسي: يبدو أن الاستاذ شاكر حميد الخياط يؤسس لمشروع شعري معين تحت هذا العنوان..وإلّا فلا معنى للتسمية الآنفة مالم يكن تحت الاسم مضمون بنيوي ما..أليس كذلك؟.. وطبعاً لا أكتمكم أنَّ تركيزي على المستويات الجمالية الاخرى لهذه النصوص فضلا عن مضامينها النبيلة كان أقل بكثير من تركيزي على هذه السبيكة العروضية اللافتة.. ولا أكتمكم أيضاً شعوري بوجود نوعٍ من الإقتران قد قدح في ذاكرتي باتجاه إطروحةٍ سابقة كان قد طرحها سابقاً الزميل الأديب صفاء محمد علي التميمي(الفرات بن علي فنياً) من (بغداد / العراق) .. وكانت فكرة مشروعهِ ذاك تحت عنوان النص الشامل..أو ما اسماه حينها ب (النظرية الشاملة).. وكان سبب هذا الاستذكار هو إحساسي العميق بأمكانية مشروعكم وسلاسة تحققه ويسره على أصحاب الآذان الموسيقية المرهفة.. وصعوبة وعسر إمكانية تحقق النص الشامل بأشراطه التي ترسخت في ذاكرتي خلال محاولات انجاز نماذج نصية شاركتُ فيها شخصيّاً مع اخي وصديقي الاديب الفرات، صفاء محمد علي التميمي.. ولكي تكون صورة العمل الابداعي الشامل - وليس (القصيدة الشامله )كما أُشيع خطأً-واضحة للعيان ساذكر هنا مختصراً للمنظور الذي طرحه الزميل الفرات أستاذ صفاء من منطلق الأمانة الثقافية فأقول: إنّ "النص الشامل"،كما يقترح الزميل الفرات، يمكن أن يسهم في كتابته أكثر من شخص - ولم يُحدّد العدد- ولو اقتضى الحال ان يجتمع لغاية تحقيقه جملة فنانين وادباء يتفقون على موضوعة واحدة ويوزعون المشاهد والمقاطع بحيث يؤدي كلّ شخص دوره الخاص والمُتّحد في ذات الوقت، لتخليق نوع جديد واسع من أنواع البانوراما الابداعية.. فهو يقترح تنويع الطرازات والاشكال والفنون في ذات الإطار.. وهذا يعني ضرورة وجود الرسام التشكيلي والشاعر الحر والشاعر العمودي في ذات أوذاتين والكاتب المسرحي وكاتب المقالة والخطيب والناثر الشاعري وكاتب الخاطرة والقاص،كلهم جميعاً بحيث يؤدي كلٌّ منهم دوره في هذا العمل الشامل من منطلق اختصاصه او اختياره الإبداعي.. وفوق ذلك كله يؤكد صاحب هذا المنظور على وحدة الموضوع منذ نقطة البداية وحتى مسك الختام.. وذلك يعني أن مثل هذا النص الشامل يمكن أن يبدأ بلوحة معبرة أو يبدأ بمشهد مسرحي او بمقطع شعري حديث اوعمودي كما ويمكن أن يبدأ بمقطع قصصي أومقالة أوخطبة.. هذا في جانب.. ومن الجهة الأخرى لا يفترض الأستاذ التميمي أية حدود جغرافية بين التنويعات الشعرية حرّاً كان أم قصيدة دوائر عروضية أم قريضاً عموديًّا .. الخ،كلها جميعاً يمكن أن تكون في البدء أو في الوسط اوفي مسك الختام او أن تكرر كما يشاء الكُتّابُ أنفسهم بحسب الاتفاق الاجمالي.. كما وليس عجيباً عند الأستاذ التميمي أن تجتمع كل هذه المواهب قي شخص مبدع واحد..وهو أمر نؤكد من طرفنا صعوبته او ندرته.. والدليل الأكبر ان الأستاذ صفاء كان يقبل مني شخصيّاً ما أرسمه له من لوحات مبسطة فنيّاً ،كوني في الحقيقة واحد من أسوء الرسامين في العالم ،يقبلها لمجرد أنها تحمل فكرة معينةتصب في اتجاه النص الشامل..ويقبلها أيضا لانه لا يجيد فن الرسم مثلي ولربما اكثر لانه في الواقع يحمل جرحاً في يده اليمنى يمنعه حتى من الكتابة أصلًا.. ألخلاصة نحن نفتتح النص الشامل على قص تمهيدي ، أونص عمودي أونص حديث ،وحين نقلب صفحاته تصادفنا اللوحة والمقالة والخطبة أو أي نوع فني مكتوب أومنقوش يتجهون بخطوات يفترض ان تكون راسخة الى نفس الغاية في اطار موضوعي واحد!!.. ولصعوبة تنفيذ كل هذه الاشتراطات المتعسرة جرت العادة عند البعض من الزملاء على تنفيذ الجزء الشعري المحدود من هذا المقترح..مع انفتاح النص الذي زاولوه على جميع الدوائر وكافة البحور من دون حدود جغرافية معينة سلفاً،ونعني كتابة النص الجامع بين العمود والحر فقط.. ولكن من يظن أن هذا النوع من الممارسة هو النص الشامل فأنه على وهم كبير،وأنا شاهد على ذلك.. ألنصّ الشامل في حقيقته هو ما فصلته بكثافة لجنابكم الكريم آنفًا.. والأستاذ صفاء حيٌّ يرزق والحمد لله تعالى.. أمّا ما أراه وألمسه عندكم الان يا أستاذ شاكر فهو أمر مختلف تماما وميسور تماما بشرط الموهبة والإحتراف..فأنت في(المؤتلفة) كما يظهر جلياً تعبر عن قصيدة البحر الواحد عموداً أوحرّاً تحديداً، وتشترط من بين جميع الشروط شرطين لا ثالث لهما كما فهمت من جنابكم الفاضل: أولهما وحدة الموضوع.. وثانيهما وحدة البحر، مُراعياً سلاسة الدخول وسلاسة الخروج من شكل الى اخر.. وهذا امر أجد فيه لمسة مختلفة واضحة الخصوصية.. سهلة التنفيذ.. جميلة الشكل.. فالنص الطالع من رحم المؤتلفة نص شعري ليس غير.. بقي أمر طبيعة الموضوع ونوع وعمق الرؤى ومستويات الخصب الجمالي والقدرات الحرفية عائداً إلى مستوى طاقة المبدع وقدراته الشخصية.. ولا بد من التاكيد على أن الجمع بين العمود والحر في بوتقة واحدة قد تم الإشتغال عليه تطبيقياً،من قبل أكثر من شاعر عربي،قبل سنوات من مقترح النص الشامل أو المؤتلفة،اذكر منهم الشاعر محمد علي شمس الدين والشاعر سعدي يوسف،بل وحتى السياب في بعض انتقالاته الاولى،ولكن التنظير العروضي له بمعنى (الجمع بين العمود والحر بحدود البحور الثمانية التي اشتغل عليها رواد الشعر الحر أنفسهم )،فقد تمّ على يد الاستاذ شاكر الخياط، وهذا هو حقه،نسجله هنا كشهادة ثقافية،كما شهدنا على النص الشامل .. فإن وجدتم -جنابكم الكريم- أنني لم أصل الى فهم المؤتلفة مثلما قدّرتم لها فلا أجد بأساً من الإيضاح الضروري لي شخصياً وللمتابعين في نفس الوقت .. هذه هي حدود "المؤتلفة" كما وصلتنا.. بينما يتسع الحديث حول الإستفاظات المتكاثرة التي كانت تمثل المتن الأساس لمنظور الزميل الفرات استاذ صفاء التميمي،كونه كان يقصد بالأساس استنباط نظرية إبداع عربية في جانب،بما فيها تنظير يتعلق باستنباط فلسفة جمال تنطلق من الموروث الحضاري للأمة (وادي الرافدين "من خلال جلجامش ،وقصيدة الخلق السومرية،وفلسفة الجمال الفرعونية المرتبطة بهندسة الأهرام ،ثم الأدب العربي بعصوره المعروفة جميعاً "ماقبل الاسلام والراشدي والاموي والعباسي والفترة المظلمة ثم العصر الحديث )،وذلك حديث واسع لا علاقة له بموضوعنا الخاص بتوليف نص شعري (يتألف) من الطرازين العمودي والحر وحسب... تلك هي حدود المؤتلفة، مع التقدير..
* * * * *
(مشروع الخياط في التجديد) الناقد الاستاذ كريم القاسم الحمد لله الذي زين رقاب البلاغة بلأليء الفصاحة والبيان ... وجعل اللفظ دليلا على المعاني .... والمعاني دليلا على الجنان ... وبعد : اعلم أخي العزيز الاستاذ شاكر الخياط وفقكم الله ان العلم اشرف ما طمع فيه طامع .... وافضل ما سمع به سامع .... لأن شرفه يثمر على صاحبه .... وفضله ينمي على سامعه .... وقال القدماء عليك بكل نوع من العلم فخذ منه فإن المرء عدو ما جهل .... وقال أحد الادباء الأقدمون .... كل عز لا يوطده علم مذلة وكل علم لا يوطده عقل مضلة. وسابقاً وعلى مدى الفترات التاريخية ... من العلم والنظريات بمراحل جعلتهما طي السرية والكتمان ..... خوفا من ناعق ينعق .... أو لاعق يلعق ... وحتى الرسالات السماوية لم تسلم من هذه الضريبة . لذا فلقد كان الكثير ممن لديهم الآراء الحداثية ... والرؤى الابتكارية .... لا ينشرون بضاعتهم ... ظنا منهم ببعد غايتهم أو صعوبة استقطاب من يفهمهم .... وإني أجد هذا الظن هو اعتذار ذوي النقص ... وخيفة اهل العجز ... لان الاخبار قبل الاختبار جهل ... والخشية قبل الابتلاء عجز ... وحاشاك ان تكون من هذا الطراز بعون الله تعالى ... وقد قال الشاعر : لا تكونن للأمور هيوبا ..... فإلى خيبة يصير الهيون واعلم أخي الحبيب ... أنني اتجهت منذ الصبا لكتابة النثر وطبعت سجيتي عليه كوني كنت سريع التأثر بالشعر حتى أثر على حالتي الصحية . فكانت النصيحة بعد - هو من اساتذتي الكبار والذين تغذيت بعلومهم ومعارفهم - ولم أفطم منها بـأن ابتعد عن الشعر وابدأ بهضم النثر ... ومع ذلك فإني غير بعيد عن هذا النوع من من الكلام ... وسأترك التفعيلات وإبداعها لجنابكم الكريم .... كونكم اهلا لها ومتفاعلين بكل جزئياتها ودقائقها العذبة . والغرض من عرض هذا المقال على العلن هو لتلاقح الافكار لكل من لديه رأي أو من يدلو بدلوه من اصحاب الخبرة والاختصاص .... لان الافكار اذا تلاقحت تناصحت ونضجت ... وأنتجت، وبعد هذه الفائدة المتواضعة ... اقول : ان لسان العرب وكلامهم على فتنتين .... فن الشعر المنظوم .... وهو الكلام الموزون المقفى ... ومعناه الذي تكون أوزانه كلها على روي واحد وهو القافية ... وفن النثر وهو الكلام غير الموزون ... ولا اريد الاستطراد في هذا السرد ... وأنت استاذي المبجل العارف في فنون ومذاهب كل نوع من هذين الفنين .... لكن الذي يهمنا هنا هو الشعر ... والشعر يعتمد كالنثر على النصاحة والبلاغة ... والشعر الناجح والناصح ادبياً وذوقاً هو الذي يعتمد اصولاً البينة من حيث إجادة المطلع من الكلام .... ليصبح دالاً على معاني ماتلاه من كلم فإن كان هناءً فهناء وان كان عزاء فعزاء وان كان رثاء فرثاء ... وهكذا وقائية ذلك المعرفة المراد من مبدأ الكلام .. وهذه القاعده هى التى يجب على الناظم والشاعر أن يلتزم بها ... لينظم ما ينسجم مع المطلع ... ولاياتي بلفظ ومعنى نافراً للمقام أو ما يخالف الذوق العام ... وهذا ليس كلاماً من وحي افكارنا ... بل هو منة وضعها الأوائل والخبراء بهذا الفن ... وهكذا بالنسبة لأحادة المقطع ... ثم التخلص والاقتضاب ... وكيفية جعل الكلام بعضه ياخذ برقاب بعض ... هذه الشذرات والفوائد التي اختصرت مضامينها - لمعرفتي بأن جنابكم غير بعيد عنها بل في أتونها - الذي يعنينا الآن هو السؤال التالي : هل يمكن للشعر ان يتطور ؟ واذا كان الجواب ( نعم ) ... ماهي حدود تطوره ؟ وهل يأخذ الأمر بالعشوائية والفوضوية كما في القصيدة النثرية ... ام يتحرك التطور ضمن أسس وقوانين ومميزات تجعل من الشكل يسمى (قصيدة) ...؟ لذا سنتطرق بشيء من الاختصار لحركة التطور فى الشعر ... حيث القافية والوزن ليس بالأمر الجديد المتتبع لهذا الأمر يجد أن فكرة التجديد والتحرر من قيود القصيدة العربية من فقد بدأت هذه الحركة أو الظاهرة تنمو مع تقدم وتطور الحضارة - وكثير من النقاد يصف الشعر بالكائن الحي ... ينمو ويشيخ لكنه لا يموت بل يتجدد - فقد ظهر شكل للقصيدة الجديدة في العصر العباسي ابان التطور الثقافي والعلمي الهائل والتلاقح الحضاري آنذاك ... الذي انتج نوعاً من التفكير في تطوير مفردات الحياة ومنها القصيدة ... وبرز إلى الساحة بعض الشعراء المجددين ، أمثال بشار بن برد ، ومن جاء بعده ... ليحطموا جدار الجمود للقصيدة ، وحاولوا الخروج من زحمة المألوف ... والتحرر من الشكل التقليدي حتى ابتكروا شكلا جديدا مقفى يعرف بالخماسيات حيث تنظم القصيدة في وحدات خماسية الأشطر .... ثم تلاه نوع آخر من الشعر .... وهو الشعر المزدوج حيث يتحد كل شطرين بقافية واحدة ... واستمر الشعر في التجدد حتى وصل العهد الاندلسي .... حيث ظهرت المشطرات بكل انواعها الجميلة كالمثلثات والمربعات والمخمسات والموشحات وغيرها ... وهذا كله خروج عن المألوف والتقليد لكنه لايمس الاصول والأسس التي تكون شكل وجسم القصيدة .... ويستمر هذا التفاعل والعلاقة الشعرية الانسانية .... حتى جاء أكثر من شاعر في أوائل القرن العشرين وصرحوا بضرورة التحرر من القافية التي تقف مانعا يحول دون نظم القصائد الطويلة .... فجاء ( توفيق البكري بقصيدة بدون قافية أسماها ذات القوافي) ... ثم تلاه جميل صدقي الزهاوي) و ( عبد الرحمن شكري ) وغيرهم .... حتى وصلنا إلى مرحلة الشعر الحر ... والمسمى بشعر التفعيلة ... حيث يتمتع بالحرية في تنويع عدد التفعيلات أو أطوال الأشطر بشرط أن تكون التفعيلات في الأسطر متشابهة ..... وقد بدأ في هذا التجديد بدر شاكر السياب ) و (نازك الملائكة ثم تلاهم شعراء من مصر وغيرها من البلدان العربية .... ثم ظهر نوع من التجديد في الأونة الأخيرة يسمى بـ (القصيدة النثرية) أو (الشعر المنثور ) .... وقد اطرقت براي .... بشأن القصيدة النثرية ... في مناسبات سابقة ولاقناعة لي بكونها قصيدة ..... ولنا فيها رأي آخر ... فهي عبارة عن نثر مسطّر ... اذا رصفت سطوره يأخذ شكل الخاطرة سوی .... فهو لا يمت للشعر بصلة ولا يحوي أي عنصر من عناصر الشعر التصور والعاطفة والشجن .... لان الكلام أو النص مادام قد سمي (قصيدة) اذا لابد من وجود الاسس الصحيحة من تفعيلات ووزن وقافية وقد تعرض الدكتور شوقي ضيف للحديث عن هذا النوع من الشعر - فقال : " هناك نمطان ) من الشعر ( الأول يعتمد اعتماداً كبيراً على قوة الخيال والعاطفة والتصوير ولا علاقة له بالشعر حيث يخلو من الوزن والقافية ، والنمط الثاني يعتمد على قافية متنوعة دون الالتزام بالأوزان الشعرية المعروفة وإيقاعاتها ويشبه في أدبنا ما يعرف بالنثر المسجوع " . والنوعان بعيدان كل البعد عن مفهوم الشعر ... حيث يفتقران الى أهم عنصر وهو الوزن وهو الميزان الحقيقي بينه وبين انواع الفنون النثرية الأخرى. وبعد هذه المسيرة ... علينا ان لا تتصور ان حركة التجديد تسير بيسر وسهولة بل لابد من وجود منغصات وعقبات .... وقد عانى الشباب الشعراء أي معاناة واتهامهم بالخروج على قيود وموسيقى القصيدة التقليدية . فلقد ادركوا بأن الناس أعداء لما جهلوا) - حتى يحدث التطبع مع النتاج الجديد. النظام القديم للقصيدة العربية يعترض طريقهم للإنطلاق نحو شكل جديد للقصيدة محافظا على الثوابت والأصول التى تجعل من الشكل الجديد يسمى (قصيدة) و عرفوا بأن حتى الشاعر القديم قد عانى من المشكلة ذاتها وعندما سئل الأستاذ عباس محمود العقاد حول مفهوم التجديد في الشعر بوجه عام قال : إذا أوجزنا قلنا إن التجديد هو اجتناب التقليد ، فكل شاعر يعبر عن شعوره . ويصدق في تعبيره فهو مجدد ، وإن تناول أقدم الأشياء " . وأضاف قائلا : " وإذا كان التجديد هو اجتناب التقليد، فالتجديد هو اجتناب الاختلاف ، والمختلف هو كل من يجدد ليخالف ، وإن لم يكن هناك موجب للخلاف " نفهم من هذين القولين ... أن العقاد لا يعني بالتجديد هو مخالفة المألوف والخروج عن الأسس والثوابت أو الانفلات الكامل من كل ما استعرضناه ... نبغي الدخول الى مشروع تجديدي جديد في شكل القصيدة العربية ... على يد الاستاذ ( شاكر الخياط ) وأسماه بـ (الْقَصِيدَةُ المُؤْتَلِفَة) والاسم مشتق من ائتلاف نوعين من اشكال الشعر ) عمود - حر - عمود) أو (حر - عمود – حر) والتي اخذت منه وقتاً ليس بالقليل وجهدا لا يستهان به ... كونه من ذوي الخبرة والاختصاص في هذا المجال .... ومن اراد الاطلاع .... فليراجع مقاله بهذا الشأن والمعنون بـ (القصيدة المؤتلفة ) وقد شاركنا في نشره على صفحتنا نقول وبتواضع : مادام جسم القصيدة يحوي هذه الأسس التي يعتمد عليها الكلام المنظوم .... فما الضير من أن نجعل من جسم او هيكل القصيدة فيه شيء من التغيير والابتكار ..... اي كالالة في مرحلة التطور ... يمكن تغيير شكلها وجسمها لكنها تؤدي نفس الوظيفة والغرض ... وبنفس القوانين العلمية ما عدا تغير في اللون والمادة وصغر وكبر الاجزاء ... وهذا هو المنطق الطبيعى للتطور والحداثة ومادامت الأوزان والقافية لا خلل فيها اثناء عرض المنظوم. والذكاء في الانتقالة من العمود الى الحر أو بالعكس - وهذا باعتقادي يتطلب نوعا من الخبرة والذوق الشعري والمران - فلاباس من هذا النهج ... ولربما يُضعف وابي من يرفض التجدد أو من لايستعذب الا ما يجده جاهزا ... فله وما يرتاى و هل تقبل الادباء سابقا رأى السباب ونازك الملائكة ومشروعهما الأدبى في التجديد .....؟؟؟ توصية : قد تناولت نازك الملائكة. بعض المتطلبات الضرورية التي يجب أن يعمل بها المحدد من حيث وعيه التام وقناعته الثابته حيث انه وجد اسلوبا جديدا للقصيدة يعمل بنظام الوزن .... وان يقدم الشاعر نماذج من قصائده التجديدية .... لتتعرض للنقد والتقويم من ذوي الخبرة والاختصاص .... ودعوة الشعراء بكل ثقة لاستخدام هذا النوع من القصيد، وعندما كتب السياب أو نازك ، لم يعرضوا بضاعتهم على خبراء الشعر ومحترفيه ... بل كتبا ونشرا ... والكل ماكان يعرف شيئا عن هذا اللون الشعري الجديد ... بسبب قلة وصعوبة أدوات التواصل الثقافي في ذلك الوقت .. إن لم تكن شبه معدومة ... اما الآن فالمجال مفتوح على مصراعيه ... ولذلك اقترح مايلي : - انشاء صفحة على الفيسبوك خاصة بهذا اللون من الشعر ... ولندع اسم الصفحة لجنابكم الكريم 1- ينشر الاستاذ شاكر الخياط ... منشورا يتضمن اسس المشروع وبكل حيثياته . ويعطي إشارة في نشره لكل الاصدقاء وغير الاصدقاء ممن لهم رؤية وتطلع ورغبة في هذا الأمر فهم بالتالي اصدقاء حرف وأدب .... ليكونوا على اطلاع تام بالمشروع .... ولننتظر ردودهم وأرائهم الكريمة. 2- تعريف الجمهور .... بهذا النوع من التجديد .... والاجابة على تساؤلاتهم 3- نشر قصائد من هذا النوع .... ومن قبلكم .... ليتعرف الجمهور على بنية وشكل هذا النوع من الشعر .. 4- تنشر الصفحة قصائد للجمهور ومن نفس هذا النوع الشعري فقط ... لكي تستطيع ان نقوم الفكرة ... ونتعرف على مدى استيعابها من قبل الجمهور. والخطوة الاهم هي ... مشاركة النقاد والكتاب والشعراء وذوي الخبرة والاختصاص ... في النقد والتقويم وطرح الأفكار . وليشاهد المتتبع نصوصاً وتجارب ذاتيه من جنابكم استاذ (شاكر الخياط)... كي يستسيغها الذوق الأدبي .... وعندها سنجد ... كم من الشعراء قد تقبلوا الفكرة ومدى انسجامها وتقبلها من الرأي العام ... والجمهور المتابع والله الموفق تقديري الكبير اخي الاستاذ شاكر..
* * * * * نماذج من تطبيقات القصيدة المؤتلفة ليلٌ وصافنةٌ الشاعر غازي ابو طبيخ الموسوي مدن البكاء توارثت خيط الرجاء من الزمان المستنير الاول ... تبكي .. بلى .. لكنها ترنو الى قمر، تلفع بالغمام المثقل.. وكأنها من فرط لوعة صبرها قدحت جوانحها بحلم امثل.. ليل وصافنة وبرق في المدامع يستحم بما تقاطر من عيون الثاكلات وما تناثر من كحيلات الارامل والحوامل والبنات العاشقات، خفقن بالقلب الحزين جوانحاحرى يؤججها جوى كالمشعل.. حتام .. يا وطن الجراح تجيش بالوجع القديم المستديم الكلكل.. افما مللت الموت مما فيك من هذا الدم الجاري كسيل من عل.. افتبتغي غير الفراتين التحاما بالحياة ، ودجلة.. المفجوعة الخطوات مما في شمال الروح مما في فؤاد البوح مما في جنوب الدوح ليلى... انت يا ليلى ابيت اللعن هذا مطلع الامل لقد فزت مرابعنا وقد ضجت مدائننا وأعلن موكب النهرين ان الشمس موشكة وأن الارض مزمعة على وجل ستمسح حمرة المقل وتعلو فوق راحتها فنارات جديدات قديمات من الازل.… كفى... ما عاد في قوس الحجا سهم اما حان الذي نرجو من الرسل؟!
* * * * *
اني عراقيُّ الهوى الشاعر غسان الحجاج لن يَنجَحَ العدوان في تقسيمنا مهما هُمُ شرَّ الحروبِ تأبطوا حتى وان كنّا شتاتَ طوائفٍ هذا العراق اواصرٌ وروابطُ غلبَ الجراحَ الليثُ يزأرُ نهضةً والمعتدون الخائفون تورّطوا ما بين جرذانٍ تروم جحورها او خائنٍ فـــي غــــــيّهِ يتخبّطُ يا طائرَ الفينيقِ حيّرتَ الدُنا هلْ يستبيحُ العُشَ صلٌّ أرقطُ هل يستوي الاسد الهصورُ وعنزةٌ وزئيرهُ الزلزالُ .. يا صوتاً يمجّدهُ الهزيم القاصفُ هل يستوي و العنزةُ الشعواء صوتٌ يعفطُ حزنٌ بلا : قد عشعشتْ غربانهُ لكن بهذي الارض كيــف نفرّطُ في قوة النهرين نورُ تلاحمٍ وارى البحار يشوبها استغرابُ نظـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــرتـــــها يُمثّلها المحيطُ وجارهُ المتوسطُ قالتْ فماذا في أختلاف الرافدين فقطْرها يتمغنطُ فيها استثارتْ غيرة الشهداء ليست تهبطُ حتى النخيلُ اذا تمرُّ بخوصِها الانسام فهي جدائلٌ وتُمَشّطُ وعلى جبينِ الارض صلى المجْد من زمن الاولى الماضين يتبعهم بنون الطفِّ في الاحقاب قد رفعوا اللواء ارض النبوةِ والحضارة والمسلةِ والطلاسمِ والبلاغة والشهادةِ والفداء هو نبضةُ التاريخ والدهر القديم معينهُ لا ينضبُ هو للقداسة والكرامةِ مذهبُ هو طلسم الأسرار ، بل شمس النهار لذلك الاشرار تنسج بيت وهْن العنكبوت الخرقة السوداءِ اذ حلم الطغاة الأشقياء الغيهبُ لم يفقهوا شكلي ومضموني ومغزى المحتوى اني عراقيُّ الهوى أفهلْ أُلام... لم يفهموا معنى الفراتين الذين توحّدا كالعاشقين تنططتْ امواجهم تتوثّبُ كلٌّ يلوّح بالهوى اهدابهم سعف النخيل على مدار الدهر قبلةُ عاشقٍ وفم الفرات رضابَ دجلةَ يشربُ وضفافُ دجلتنا على استحيائها تمشي كأنّ الطينَ والامواج همْ رسل الغرامْ ما بين دجلةَ والفرات وكلُّ شبرٍ في العراق بكى السلام من ينتمي لعراقنا فسماؤهُ بفؤادهِ غصنٌ من الزيتون نبضة قلبهِ حملتهُ اسراب الحمام لتسامر النهرين حين شروقِ سيدةِ الشعاع على الوادي الحزين فقد ترى بملامح النهرين شوقَ الالتقاء ندى يقولُ بأنّ ذاك الماء شريانُ الحياة سرى واضحى فيض امنيةٍ : فؤادُ الموج ينطق بالسكوتِ على إيقاع لحن الاوبــــــريتِ عناقٌ بالمحــبةِ سرمديٌّ معانقة المشاعل للزيوتِ فمن دقوا بطبـــــلٍ طائفيٍّ لقد وهنوا كبيتِ العنكبوتِ عراقٌ سرُّه المكنون يبقى كذنونِ البلاد ببطن حوتِ حماه الله من ازلٍ بعيدٍ تسابيحُ الثكالى ادمعٌ تنساب ابّانَ القنوتِ واشجاُرُ المنى الخضراءُ تجتاحُ الخريفِ تسامينا على الاوطانِ في ضدِّ الظروفِ وقوس الدهر يرمينا بأنصال الصروفِ ولكن صبرنا المعهود في كلِّ البيوتِ يزفُّ مواكب الشبّان فالمنهاج من ارض الطفوفِ
* * * * * وجع النشيج الشاعر إحسان الموسوي البصري فتشتُ عن وطنٍ بلا آثامِ أملٌ لقلبٍ مستهامٍ دامي فتشتُ عن سِفْر الحقيقةِ أقتفي أحساس روحٍ حالمٍ متنامي فتشت عن قلبٍ صريعٍ ضامي في حومةٍ شابتْ بها أيامي وغضضتُ طرفاً عنْ مُنايَ تعففاً وأنختُ راحلتي ببابِ إمامي ماكان رب الكون يسهو عنْ فتىً ركن الهوى بمطارفِ الإحرامِ حملَ الفؤادَعلى شعائرِ حجهِ طوّاف ركنٍ محرمٍ بصيامِ فوجدتني بين السراة حقيقة وطماح نفسي اسرجتْ أحلامي ووجدتُ في هذا الترحل غايتي عيني تجاذبني السناء السامي وأنا هنالك أقتفي نورَ الهدى في داجياتِ العالم المترامي لغتي بلا روح تضجُ بداخلي فتزيدُ في نزفي وفي آلآمي فالباسمون لعلهم لمْ يدركوا أبعاد احزاني ونوع هيامي مازلت أدعو من يهبُ لنجدتي فأنا صريع اكتم استسلامي نارٌ تشبُ على الدوامِ بخافقي وبناظري لاتنطفي وكلامي الناسُ في كل البقاع تدابرتْ فجميعهم كالناظرِ المتعامي وإلى الدما جنحوا ولمْ يتورعوا (فإذا النهاية أعظم الآلآمِ) الغلُ يُفنينا ويُذهِبُ شَملنا مابالنا ننقادُ كالأنعامِ وتنالُ كل جماعة من نفسِها بالقتلِ والتشريد والإعدامِ حمقاءُ أنصال السيوف كليلة (هلْ يفتكُ الأعمامُ بالأعمامِ) وطني جريحٌ والعدى تلهو بنا ماشاءَ والعملاء كالطّغامِ فأنا أصمُ كأنني وقصيدتي قيثارة تشدو (بلا أنغامِ) وأنا ويومي في صراع دائم أأقومُ أم هل أعلن استسلامي فلقد وِلِدْتُ وفي الجوانح أنّة كمْ عذبتني واشتفت أيامي مازالَ ريعان الشباب مروعا لحظاتهُ تترى بغيرِ نظامِ ساع ومابين الضلوع مطامحي لتكاد تجرح مهجتي وكلامي متسارعً نحو اللقا متلهف وكأن قلبي في المسير أمامي يومً مضى وأنا بجرحي أتقي وجع النشيج ولهفتي وأوامي تتراجفُ النظراتُ قربكَ والصدى فأنا اليك وفدت بألاسقامِ ألمي يمورُ مع المغاربِ والجوى حيث النوى وأنا أسير هيامي ورجوتُ مايرجوه ُكل مؤمل بوصال سبط الأكرمين الضامي الثائرُ المغوار في يوم الوغى الصابر ُالوتر الكبير الدامي ها قدْ وفدتُ إليكَ ياابنَ المصطفى والمجدُ في هذا اللقاء السامي ها قد أتيتُ اليكَ حتى إنني ناديت أينكَ يانجيدْ ياأيها البطلُ الفقيد إني أحسْكَ نائياً في لجة الزمن الغريق إني أحسكَ ياغريبْ وطني ومصباح الطريق الحزنُ يأخذني إليكْ على بساطٍ من شجنْ الحزنُ ينسبني إليكْ شوق الغريب إلى وطنْ منٌ حشرجات ِالنفسِ ترتعشُ القلوبْ فأرى الفرائصَ راعشاتٍ في دمي تستافُ عطرَ نَجيِّها وتحومُ حولكَ ياعتيدْ يامهبط القمر الفريدْ ياابنَ الأطائب ياشهيدْ يافيض ينبوع الهدى ياسيدي هذي بلادي هدَّها المتمادي أمسيتُ أنظرُ للبقاعِ حزينةً قدْ دنَّستها أرجلُ الأجنادِ في كُلِ يومٍ تُستباحُ بقاعُنا والناسُ (ذا مقتٍ وذا أحقادِ ) هدأتْ عيونُ ) أولي الخيانة واشتفتْ كانتْ لهذا الشعب بالمرصادِ فمتى نُعمرُ ثمَ نُحيي أرضَنا بسواعدِ الأبناءِ والأجدادِ ومتى نرى فجرَ الحقيقةِ سيدي ومتى يعمُ العدلُ أرضَ بلادي
* * * * *
انا التاريخ الشاعر علي الجياشي
على مهر الطموح حملت عمري وأيقظت اليراع بعزم امري فما لانت جياد العزم مني بساح النفس واستقوت بصبري فلي من سومرٍ ياقوت مجدٍ تلألأ في العلا والشمس تدري ولي من ألف ليلة ما سقاني مدام الحب حتى فاح عطري أنا التاريخ والأيام تستوحي سراجا من دمي الموقود كالبركان عراقيٌ لدجلة انتمي اغرد في ضمير النخل هزاراً يعشق الألوان ويوقد شمعدان الريح ضفافاً تغرس الأقمار أنا العربي في لوني وفي كل اخضرار الله في الأشياء في الأسماء في الموت المخضب حين يعتمر العفاف أعمد مأزر التاريخ بالنور البهي وأقطف من رحيق الشمس نجما يحرس الفقراء إلى م نتبع الأهواء دمي في شهقة الشعراء يسري ولوني راعفاً في صمت دهري سقاني لوعة فأمنت عهداً بما قسم الاله وذاك قدري
* * * * *
مختارات من تطبيقات اشعاري شاكر الخياط 1 تعطر انت قافية الليالي وقطِّع كل اصفاد المحالِ تعالي يا امانينا تعالي بصوت الحب او نفح الخيال خذيني واحملي همي وحبي عليلا لف اقبية المحال الى من اشتكي؟ همي عصور ، تناقلها الحنين بلا سؤال فجرحي في مواطنه حبيسٌ راعه نأيُ المنال تهاوت كل اشرعتي، فلا ريح يضج بها الفضاء، وحين تنفس الصبح المنايا عز في الحلم اللقاءُ، فامسي ... يا مواقيت المنايا ... اهلّتُه... مواعيدٌ... نقاءُ مواني العشق يسعدها الدعاءُ ... ويوجعُ صبرَ اشرعتي البكاء فرمل الشط يأخذني اميرا وعالي النخل بَرقَعَهُ العلاءُ اذا صدح الفرات انخت صوتي وان شع الفرات له الضياءُ وان سأل السراةُ وهبتُ نفسي - مرفرفةَ الجناحِ – بما تشاءُ فيامن تدعي ( وصلا بليلى) لقد عاد "الملُّوح" حيث جاؤوا تلقفني النحيب بكل وادٍ وارّقني الرجوعُ .. فلا رجاءُ وحين سألت اروقة الليالي عن نجوم الامس او لغة العناق... وعن ليلى، وقيس، عن ندامى الليل في بوح التلاقي عن الاتي يقينا من سمانا... عن الاه التي لفت صبانا.. عن الغضب المعتق في ثرانا، وامنية تجيء ولا ترانا... فهاكِ العهدَ للتاريخ سفرا ماثلا بين العصور... خذي مني غذاء الروح ان شحت ميادين واودية وماءُ.. فخير الارض موطنه العراق.. وخير الماء منبعه الفرات... تعالي يا امانينا تعالي.. لأجل الحب في هذا النداء تعالَي تعالي واسالي عني ... لعلي كدت القاك، رعاك الشوق مذ امسى علاك.. بكائي لم يعد سرا ..... وهذا بعض ذكراك... سارحل ان يشا صبري رحيلا ... وان شاء الاله فقد تراني...
* * * * *
2 يا حبيبي ... لا تلمني ... ان جرحي بين خلجان الوداع ... بين غابات المعاد... وترانيم السفر.... همه ليس الحياة.. همه تلك الوعود... ياحبيبي... هاك قلبي ضمه بين الضلوع ..... وابدا الابحار في دنيا الشروع وارعني اني اتوق الان شوقا ...... عل صبري يقتفي دنيا الرجوع ياحبيبي من قذى عينيك همي ..... والموانئ شاخصات للدموع ليت جرحي يرتمي بين الجفون ..... ليته يحيا على صوت الجموع ليتك الان تناديني يقينا... ويقينا يا حبيبي .. قادم ذاك الرجاء.. صوب افياء الفرات... كل لوح في مزاميري تشظى اغنيات.. ليتك الان تجوب الافق بحثا عن مصيري.. ليت تلك الاه يعلوها الحنين ... ليت همي يرتمي خلف الانين.. ليت تلك الاه ماتت من سنين.. يا حبيبي... هاك قلبي والعيون ........ كحلها طهر الترابْ تعتريني الامنيات.......... بين ساحات العذابْ علني اوفر حظا ........... اذ يداعبْني السرابْ يحتملْني في ربيع.......... ملِّه ذاك الخــــــــــراب في حنيني.... عشق نايات البراري... والصحاري.. يا حبيبي ... شابها وقع اليباب وجفوني.. لو تراها.. غادرت حلم اليتامى في مساءات الامل ... ليت شعري غادر الحلم القديم.. اكل الدهر حشاشات الصغار... وترانيم السفر.. ولقائي.. يا حبيبي امنيات في متون الريح والدمع السقيم.. ليت هذا الآت يرتاد السحاب... ليت هذا القلب يغفو من جديد.. ليس من عرس على ارضي جديد.. يا حبيبي.. والليالي.. فارق السحر شذاها وارتمت بين المسافات خبر... ليس من همٍّ على ارضي سواكْ.. ليس من سحرٍ على جرحي سواكْ .. ويقينا نلتقي يوماً على شاطي الفراتْ .. هكذا انبأني الشط برفق.. ثم غابْ .. فاحمل الآهاتِ عني .. ودعائي.. يا حبيبي ربما يحيي الرقاد.. وفؤادي.. يا حبيبي.. هاكه ذكرى على جنح الزمن...
* * * * *
3
ما ارهب صوتُك اذ ارعد ما اعذب دمعك لو زغرد فتهيم الروح اذا وخزت وينام الجوع اذا عربد لَسماءٌ دون زوابعها كالآسنِ، لا جدوى تُنشدْ مِن بينِ براثنِ انفاسي اتشبث بالشمس لكي اصعدْ، لكن الشمس اتت بعدي ... زاوية في بئر اسود، وطريق اخرس من بوح، وطويل ناحيةَ المعبد،ْ لا ليل يعرف غاياتي ... لا دربٌ يوصلني امسي، لا دربٌ فوق المتجمدْ .. وكذلك اعرف غانيتي في بحر ابعد من ظلي، في الافق تراودني دنيا.. ومواجع تلك المأساة.. حجر وقيود قابعة في كهف لفّ تراتيلي ... واتاني ليل مواعيدٍ، ومراسمَ فجر يتجددْ... ونداءٌ ينساب كشكوىً، وانينٌ، صوتٌ مترددْ ... - من امسك بالقادم ياوطني، سينام على الجرح الاجردْ... من انشد ترنيمة موت لن ينقذه ياوطني ما أنشدْ.. من يعشق انفاس النخل يتراقص في وادي العسجد تتلألأ اشلاء القتلى وجبين العار بلا مشهد ياوطنا ضاعت رايتُهْ كغمام في ليل الفرقد أوَ كلُّ مُريد للآتي ؟ يتفاخر بالماضي الأمجد اني اهواك أيا وطنا يشتاق لقربي لو ابعد تركوك جراحا صاهلة قتلوك بانياب المِعْضَد
* * * * *
#شاكر_الخياط (هاشتاغ)
Shakir_Al_Khaiatt#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على ضفاف الفرات.. مجرد تساؤلات
-
نقد النقد ... ابداع ادبي مهم
-
النقد في الأدب العربي .. ابداع مغبون
-
الابداع الواهن بين (وهم الشعر) و (جهل النثر)
-
الدكتوراه الفخرية... مفهوم بحاجة الى تصحيح
-
النقد في الادب العربي - رؤية شخصية
-
جائزة امير الشعراء.. ملاحظات
-
سايكولوجية الانثيال الشعري ومقومات الابداع الفني
-
القصيدة المؤتلفة - بنيوية العمل الشعري الجديد
-
القصيدة المؤتلفة - سايكولوجية الانثيال الشعري
-
القصيدة المؤتلفة
-
الاديب الاستاذ (( فكير سهيل )) اعتراف واعتذار بعمق الفعل
-
الى من يرعوي
-
عدلي منصور ... مانديلا جديد
-
رحلتي مع السياب/ ج7 السياب مترجما
-
رحلتي مع السياب / الذكرى الخمسون لرحيله
-
رحلتي مع السياب / ج4 السياب مترجما
-
رحلتي مع السياب / السياب مترجما ج3
-
رحلتي مع السياب / ج2 السياب مترجما
-
رحلتي مع السياب / ج1
المزيد.....
-
بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
-
وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه
...
-
غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط
...
-
شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من
...
-
فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
-
حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع
...
-
طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب
...
-
يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف
...
-
في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في
...
-
-فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل
...
المزيد.....
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
المزيد.....
|