عبدالرحيم قروي
الحوار المتمدن-العدد: 8380 - 2025 / 6 / 21 - 15:55
المحور:
سيرة ذاتية
تذكر قصة لصديقين يلتقيان بعد فراق طويل في موقف لايحسدان عليه . واحد يمثل جهاز القمع والآخر يمثل قوى النضال الشعبي الرافض للقمع والاستغلال إبان انتفاضة الشعب الفرنسي في ماي 1968 بعد أن فرقت بينهما المواقع . موقعين متناقضين الأول لايمثل إلا خادما صغيرا مطيعا لجهاز الدولة ملزم بالوقوف ضد جذوره الاجتماعية والوجودية لصالح الطبقة السائدة المالكة لوسائل الانتاج . والثاني يمثل القوى الحية الوفية للغالبية العظمى من الطبقة المقهورة والتي لاتستفيد إلا من الفتات الذي تتركه لها الأقلية في الطبقة السائدة من خيرات البلد وفاءض القيمة من الإنتاج بالكدح والجهد .... . الموقف يمثل ذلك التناقض الحضاري بين المحافظة والتغيير. بين الاستغلال والتحرر. بين الحيف الطبقي والمساواة . بين القهر وسعادة الانسان . بين الموقع الاجتماعي والموقف السياسي......ففي الاصطفاف الطبقي تنقطع كل حبال وأواصر الصداقة . والمجاملة فيها ليست إلا تملقا ونفاقا اجتماعيا تفتقد فيه كل معاني الكرامة . حدث هذا في فرنسا صاحبة ثورة الانوار ل1789 يعني بمسافة ثلاثة قرون وتصبح أضعاف مضاعفة إذا أضفنا إليها التراجعات بالمسافات الضوئية بعد الهجوم الطبقي الاستبدادي والرجعي المدعشش . فمعذرة إن تبرمت أو تحفظت من زميل أو رفيق
.او صديق قديم تغير جلده وكشفت عنه عوامل التعرية !!!!!!
موقف قد يدمي القلبين معا خصوصا إذا كانت العلاقة بين الكائنين يطبعها الصدق والاخلاص والتضحية وجمال الرفقة والمرحلة . موقف بقدر ما هو طبقي هو أيضا وجودي قد يحس فيه الطرفين بكل معاني الالم والحسرة والاسف إذا لم يتبخر ما يكون قد تبقى من معاني الرقي الانساني والحس الحضاري بسبب تغير الموقع خصوصا بالنسبة للبائع لكرامته وأصله وفصله مقابل بريق وجودي زائف.
#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟