أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل- لينين 19















المزيد.....

من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل- لينين 19


عبدالرحيم قروي

الحوار المتمدن-العدد: 8337 - 2025 / 5 / 9 - 22:41
المحور: الارشيف الماركسي
    


الحلقة التاسعة عشر

ج) منظمة العمال ومنظمة الثوريين إذا كان مفهوم "النضال الإقتصادي ضد أصحاب الأعمال والحكومة"، يطغى في نظر الإشتراكي-الديموقراطي على مفهوم النضال السياسي، فطبيعي أن نتوقع لمفهوم "منظمة العمال" أن يغطي في نظره إلى حد ما على مفهوم "منظمة الثوريين". وهذا ما يحدث في الواقع حتى أننا نجد أنفسنا حيال لغات تختلف كل الاختلاف عندما يدور الحديث عن التنظيم. أذكر، مثلا، حديثا جرى بيني وبين أحد "الإقتصاديين" المستقيمين إلى حد لا بأس به لم تسبق لي به معرفة(88). وقد تناول الحديث كراس "من يقوم بالثورة السياسية؟". وقد اتفقنا بسرعة على أن النقص الأساسي فيه هو إغفال مسألة التنظيم. وتصورنا أن وجهات نظرنا متفقة، ولكن… عندما تابعنا الحديث ظهر لنا أننا نتكلم عن أمور مختلفة. فمحدثي يتهم مؤلف الكراس بإغفال صناديق الإضرابات وجمعيات تبادل المساعدة الخ.، في حين كنتُ أقصد منظمة الثوريين الضرورية "للقيام" بالثورة السياسية. ولا أذكر أني اتفقت مع هذا "الإقتصادي" حول أية مسألة من المسائل المبدئية بعد ظهور هذا الخلاف! فما هو مصدر خلافاتنا؟ إنه يكمن في كون "الإقتصاديين" ينزلقون على الدوام من الاشتراكية-الديموقراطية إلى التريديونيونية إن في المهام التنظيمية أم في المهام السياسية. فنضال الاشتراكية-الديموقراطية السياسي أوسع جدا وأكثر تعقيدا من نضال العمال الإقتصادي ضد أصحاب الأعمال والحكومة. وكذلك (وتبعا لذلك) لا بد لتنظيم الحزب الاشتراكي-الديموقراطي الثوري من أن يكون من نوع آخر يختلف عن تنظيم العمال للنضال الإقتصادي. إذ ينبغي لمنظمة العمال أن تكون، أولا، مهنية، ثانيا، واسعة ما أمكن؛ ثالثا، علنية ما أمكن (هنا وفيما يأتي من البحث لا أعني بالطبع غير روسيا الحكم المطلق). وبالعكس، ينبغي لمنظمة الثوريين أن تضم بالدرجة الأولى وبصورة رئيسية أناسا يكون النشاط الثوري مهنتهم (ولذلك أتحدث عن منظمة الثوريين، وأنا أعني الثوريين-الاشتراكيين-الديموقراطيين). وحيال هذه الصفة المشتركة بين أعضاء مثل هذه المنظمة ينبغي أن يمحى بصورة تامة كل فرق بين العمال والمثقفين فضلا عن الفروق بين مهن هؤلاء وأولئك على اختلافها. ينبغي لهذه المنظمة بالضرورة أن لا تكون واسعة جدا، وأن تكون على أكثر ما يمكن من السرية. فلنتناول الفروق الثلاثة. إن الفرق بين التنظيم المهني والتنظيم السياسي واضح تماما في البلدان التي تتمتع بحرية سياسية وضوح الفرق بين التريديونيونات والاشتراكية-الديموقراطية. وطبيعي أن علاقة الاشتراكية-الديموقراطية بالتريديونيونات تختلف حتما من بلد إلى آخر، تبعا للظروف التاريخية والحقوقية وغيرها، ويمكن أن تكون على جانب معين من القوة، والتعقيد، الخ. (وينبغي أن تكون حسب رأينا قوية إلى أقصى حد وخالية من التعقيد ما أمكن)؛ ولكن لا يمكن بأي حال أن تعتبر المنظمة النقابية ومنظمة الحزب الاشتراكي-الديموقراطي في البلدان الحرة شيئا واحدا. أما في روسيا، فإن طغيان الحكم المطلق يمحو لأول وهلة كل فرق بين المنظمة الاشتراكية-الديموقراطية ونقابة العمال، لأن جميع نقابات العمال وجميع الحلقات ممنوعة، لأن المظهر الأساسي والأداة الأساسية لنضال العمال الاقتصادي - أي الإضراب- يعتبر بوجه عام جريمة يعاقب عليها قانون الجزاء (ويعتبر أحيانا جريمة سياسية!). وهكذا "تصدم" الظروف عندنا بشدة العمال الذين يخوضون النضال الإقتصادي بالقضايا السياسية. هذا من جهة، ومن جهة أخرى "تصدم" الاشتراكيين-الديموقراطيين بالخلط بين التريديونيونية والاشتراكية-الديموقراطية (وإن أصحابنا كريتشيفسكي ومارتينوف وشركاهما من الذين لا يفتأون يتحدثون عن "الصدم" من النوع الأول لا يلاحظون "الصدم" من النوع الثاني). وبالفعل، تصوروا أناسا انهمكوا بنسبة 99 بالمئة في "النضال الإقتصادي ضد أصحاب الأعمال والحكومة". فثمة قسم منهم لن يصدم مرة واحدة طيلة فترة نشاطه كلها(4-6 أشهر) بمسألة منظمة للثوريين أكثر تعقيدا. وثمة آخرون "يصطدمون" في أكبر الظن بمطالعة المنشورات البرنشتينية المنتشرة نسبيا ويستمدون منها الاعتقاد بالأهمية البالغة التي يتسم بها "تقدم النضال الجاري المعتاد". وهناك، أخيرا، قسم ثالث يحتمل أن يهيم بفكرة مغرية هي إعطاء العالم نموذجا جديدا عن "الصلة العضوية الوثيقة بالنضال البروليتاري"، عن الصلة بين الحركة المهنية والاشتراكية-الديموقراطية. وكأني بهؤلاء الناس يفكرون على النحو التالي: بمقدار ما يتأخر بلد من البلدان عن الدخول في مسرح الرأسمالية، وبالتالي، في مسرح الحركة العمالية، يزداد إمكان مساهمة الاشتراكيين في الحركة المهنية ودعمهم إياها، ويقل إمكان ووجوب وجود نقابات غير اشتراكية-ديموقراطية. هذا التفكير، إلى هنا، صحيح كل الصحة. ولكن المصيبة أنهم يسيرون إلى حد أبعد ويحلمون بمزج الاشتراكية-الديموقراطية والتريديونيونية مزجا تاما. وسنستشهد الآن بـ"النظام الداخلي لاتحاد النضال في سانت بطرسبورغ" لكي نرى مبلغ ضرر تأثير هذه الأحلام في مشاريعنا التنظيمية. يجب أن تكون منظمات العمال الخاصة بالنضال الاقتصادي منظمات مهنية، ويجب على كل عامل اشتراكي-ديموقراطي أن يساعد هذه المنظمات على قدر الطاقة وأن يعمل فيها بنشاط. هذا صحيح. ولكن ليس من مصلحتنا على الإطلاق أن نطالب بأن يكون أعضاء الجمعيات "المهنية" من اشتراكيين-ديموقراطيين وحدهم، لأن ذلك يسفر عن تقلص نفوذنا في الجماهير. فليشترك في الجمعية المهنية كل عامل يدرك ضرورة الإتحاد للنضال ضد أصحاب الأعمال والحكومة. فهدف الجمعيات المهنية ذاته لا يمكن بلوغه إن لم تضم هذه الجمعيات جميع الذين يبلغون على الأقل هذه الدرجة البدائية من درجات الفهم، إن لم تكن هذه الجمعيات المهنية منظمات واسعة جدا. وبمقدار ما تتسع هذه المنظمات، يتسع نفوذنا فيها، وهو نفوذ لا ينشأ فقط عن التطور "العفوي" للنضال الاقتصادي، إنما ينشأ أيضا عن تأثير أعضاء الجمعية الاشتراكيين في رفاقهم تأثيرا مباشرا واعيا. ولكن عندما يكون عدد المنتمين إلى منظمة من المنظمات كبيرا تتعذر السرية الدقيقة (التي تتطلب استعدادا أكبر جدا من الاستعداد اللازم للنضال الاقتصادي). فكيف نحل هذا التناقض بين ضرورة سعة المنظمة وضرورة السرية الدقيقة؟ كيف نعمل لتكون المنظمات المهنية سرية لأقل حد ممكن؟ لبلوغ ذلك لا يوجد بوجه عام غير سبيلين: أما جعل الجمعيات المهنية علنية (وقد حدث هذا في بعض البلدان قبل أن تصبح الجمعيات الاشتراكية والسياسية علنية)، وإما إبقاء المنظمة سرية، ولكن "حرة" وغير واضحة الحدود، أي lose كما يقول الألمان، لدرجة تصبح معها الصفة السرية بالنسبة لجمهور الأعضاء في حكم العدم تقريبا. لقد بدأ في روسيا انتقال جمعيات العمال غير الاشتراكية وغير السياسية إلى العلنية، ولا مجال لأي شك في أن كل خطوة تخطوها حركتنا العمالية الاشتراكية-الديموقراطية النامية بسرعة ستضاعف وتشجع محاولات الإنتقال إلى هذه العلنية - وهي محاولات صادرة بصورة رئيسية عن أنصار النظام القائم ولكنها صادرة أيضا بصورة جزئية عن العمال أنفسهم والمثقفين الليبيراليين. لقد رفع علم العلنية أناس من أضراب فاسيلييف وزوباتوف، وقد وعد السادة من أضراب أوزيروف وفورمس بالعمل على ذلك وبروا بوعدهم. ولقد ظهر بين العمال أتباع لهذا الاتجاه الجديد. فلا يمكننا من الآن فصاعدا ألا نحسب الحساب لهذا التيار. أما كيف نحسب له الحساب فهذا، كما نعتقد، ما لا يمكن أن يختلف عليه الاشتراكيون-الديموقراطيون. نحن ملزمون بأن نفضح على الدوام اشتراك أمثال زوباتوف وفاسيلييف والدرك والكهنة في هذا التيار، ملزمون بأن نبين للعمال حقيقة أهداف هؤلاء المشتركين. ونحن ملزمون كذلك بأن نفضح جميع النغمات التوفيقية و"المنسجمة" التي ستكشف عنها خطابات الليبيراليين في اجتماعات العمال العلنية - سواء أصدرت هذه النغمات عن ليبيراليين يعتقدون مخلصين بأن التعاون السلمي بين الطبقات أمر مرغوب فيه، أو عن ليبيراليين تحدوهم الرغبة في تملق الرؤساء أو في النهاية عن ليبيراليين هم بكل بساطة غير حاذقين. ونحن ملزمون، أخيرا، بأن نحذر العمال من الشرك الذي تنصبه لهم الشرطة في حالات كثيرة لتبحث في هذه الاجتماعات العلنية وفي الجمعيات المرخص لها عن "الناس الذين تتأجج النار في صدورهم" ولتدس في المنظمات السرية أيضا المخبرين عن طريق المنظمات العلنية. ولكن قيامنا بكل ذلك لا يعني البتة أننا ننسى أن جعل حركة العمال علنية سيعود بالنفع في نهاية الأمر علينا نحن، لا على أمثال زوباتوف البتة. إن الأمر على العكس، فبحملتنا التشهيرية نفصل نحن الزوان عن الحنطة. وقد بينا الزوان. أما الحنطة فهي لفت أنظار أوسع فئات العمال وأكثرها تأخرا إلى المسائل الاجتماعية والسياسية، هي تحريرنا، نحن الثوريين، من وظائف هي في الجوهر علنية (نشر الكتب العلنية، المساعدة المتبادلة، الخ.)، وظائف يؤدي تطورها حتما إلى إعطائنا عددا متزايدا على الدوام من المواد للتحريض. وبهذا المعنى يمكننا وينبغي لنا أن نقول لزوباتوف وأوزيروف وأضرابهما: اجتهدوا أيها السادة، اجتهدوا! فنحن لكم بالمرصاد وسنفضحكم عندما تنصبون للعمال الشرك (عن طريق الاستفزازات المباشرة أو عن طريق إفساد العمال "الشريف" "بالستروفية")(89).



#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة : ما العمل - لينين 18
- كل فاتح ماي والشغيلة بخير
- الدور الحضاري للمثقف بين التغيير والمحافظة
- افة التطبيع في الاحزاب المغربية التاريخية
- إحدى ردودي على الرخاوة الفكرية لداعمي ثورة العراعير
- في الحياة ما يستحق الذكرى 19
- في الحياة ما يستحق الذكرى 18
- واقعنا المتخلف بين القطيعة والاستمرار
- الظلاميون لاوطنية لهم ولا أفق حضاري
- سياسة تعليمية بقوام -خوي خيشة في خيشة إطيح النقب للفروج-
- الكلمة كشكل من اشكال التعبير عن الواقع
- استغلال الشعوب وقود حيوي لاستمرار الامبريالية
- يا رعاة الشر في العالم اوقفوا مجازركم بالوكالة في حق الشعب ا ...
- في ردي على بعض الرخويات ممن يعتبرون القائد ستالين مجرم حرب
- لاشئ أخطر من التدجين التعليمي لإبادة الاستبداد
- من موقع اممي نسجل موقفنا من الخوانجية والشوفين
- لمن تعاود يا داود . رحمة بأطفالنا .
- تذبذب يسار الناتو يحدده الريع السياسي من فتات الحكام
- في الحياة ما يستحق الذكرى 17
- وفاة الضابط احمد البخاري عميل الكاب 1بعد اعترافاته المدوية ع ...


المزيد.....




- كسر الفجوة الرقمية بين اليسار والرأسمالية، مهمة اليسار العاج ...
- م.م.ن.ص// التاسع من مايو 1945: ذكرى النصر على الفاشية وإر ...
- مقدمة من طبخت العشاء الأخير(تاريخ العالم كما ترويه النساء)
- نقاش. ”الفوضى المبرمجة التي تغرق ترامب“
- قرار تاريخي صدر عن المؤتمر العام للنقابات النرويجية: تبنّى ب ...
- فيتسو: سلوفاكيا فخورة بتقاليدها المناهضة للفاشية
- هل سيحلّ حزب العمال الكردستاني نفسه بناء على طلب زعيمه أوجلا ...
- حزب العمال الكردستاني يعلن اتخاذ قرارات تاريخية قريبا جدا
- العدد 604 من جريدة النهج الديمقراطي
- ما الذي نعرفه عن حزب العمال الكردستاني بعد إعلانه -نجاح- مؤت ...


المزيد.....

- مراجعة كتاب (الحزب دائما على حق-تأليف إيدان بيتي) القصة غير ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مايكل هارينجتون حول الماركسية والديمقراطية (مترجم الي العربي ... / أحمد الجوهري
- وثائق من الارشيف الشيوعى الأممى - الحركة الشيوعية في بلجيكا- ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الثقافة والاشتراكية / ليون تروتسكي
- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل- لينين 19