أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي محمد اليوسف - الطبيعة في فلسفة فيورباخ















المزيد.....

الطبيعة في فلسفة فيورباخ


علي محمد اليوسف
كاتب وباحث في الفلسفة الغربية المعاصرة لي اكثر من 22 مؤلفا فلسفيا

(Ali M.alyousif)


الحوار المتمدن-العدد: 8380 - 2025 / 6 / 21 - 10:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عمد فويرباخ أن يجعل من الطبيعة منشأ وأصل الدين,وينصّب الانسان (الها) عليها ومن خلالها,فهو – فيورباخ - جعل الانسان يقدّس ويؤله الطبيعة بتأملاته الخيالية والميتافيزيقية المحدودة أدراكيا عقليا,وأن يعتبر (الانسان ) دون وعي منه, الطبيعة بكل ماتمتلكه من ظواهر وهيئات وتنوعات جغرافية وبيئية وتضاريس وانهار وجبال وحيوانات ما هي الا مصدر (الاله) الذي يحتاجه الانسان روحيا وماديا أيضا في تعليل اسباب وجوده او المساعدة في ايجاد حلول لجميع المشكلات التي تعترضه والظواهر والموجودات الاخرى التي تتعايش معه وتحيط به.
فويرباخ كما معلوم أبرز فيلسوف أنشق مع آخرين من تلامذة هيجل واطلقوا على أنفسهم الشبان اليساريين الهيجليين,منهم ماركس وانجلز وشتيرنر وشتراوس وشيلروغيرهم.وربما يكون أهم انجاز فلسفي تركه فويرباخ هو كتبه الثلاث (اصل الدين)و(جوهر المسيحية) و(جوهر الايمان) في محاولته تثبيت نزعته الالحادية وشرح فلسفته في منشأ الدين عن الطبيعة واغتراب الانسان عن ذاته .
ولقّب فويرباخ بأنه صاحب منهج فلسفي مادي تصوفي او تأملي ذاتي, البعض ينعت فويرباخ فيلسوف الذات فهو عالج موضوعة أغتراب الذات فلسفيا في سبق فلسفي يحسب له . ومن الماركسيين المحدثين الذين ينكرون التأثير المادي لفويرباخ على ماركس, بنفس معيار أنكارهم الجدل الهيجلي على ماركس أعتبارهم فويرباخ هو الآخر مثاليا تجريديا تأمليا,واقفا على رأسه بدلا من قدميه قبل ماركس, علما أن جميع دارسي وباحثي الماركسية يذهبون الى أن المادية التصوفية الفويرباخية والجدل او الديالكتيك الهيجلي كانتا دعامتي الديالكتيكية المادية , والجدل المادي التاريخي الذي اعتمدهما ماركس في صياغته قوانين تطور المادة والتاريخ, بعد تخليص مادية فويرباخ من تصوّفها التأملي الديني, وتخليص الجدل الهيجلي من مثاليته المقلوبة.
المهم أن هذا ليس موضوعنا,لكن لا يمكن لأحد نكران أن المعارف والفلسفات وحتى العلوم الانسانية,هي تراكم معرفي وحضاري تاريخي محكوم بالكم والكيف, في تقادم زمني لا يلغي تماما جهد السابقين على اللاحقين تاريخيا, مهما اعتور وشاب تلك المسيرة من النقد والمراجعة والحذف والتفسير والتفنيد ..الخ.كما يتعذر ولادة معارف علمية أو فلسفية من فراغ فكري سابق عليهما. واذا سمحنا لانفسنا اسقاط الفهم الحداثي وما بعد الحداثي على اي نص مكتوب ,فهو بحسب رولان بارت في مقولته الشهيرة موت المؤلف , في ردّه كل نص الى تناصه المتعالق مع سابقاته من النصوص من جهة ,ومن جهة اخرى فأن النص بعد كتابته و نشره يصبح ملكا صرفا للقاريء المتلقي, او بالاحرى المتلقين الآخرين في تعدد وتنوع قراءآتهم للنص.وهو ما ينطبق على كل نص تداولي مكتوب سواء في الثقافة او المعارف او الفلسفة او السرديات الكبرى كالايديولوجيا والتاريخ والدين الخ.
ويؤكد البرتو ايكو هذا المعنى لدى بارت قائلا( بارت يقوم بتفريق هام بين نص القراءة, الذي يستهلكه القاريء, والذي يمنح نفسه للقاريء بلا مشّقة,ومن ثم يقوم بترسيخ العادة وألمالوف, وبين نص الكتابة الذي يقوم القاريء بكتابته مرة اخرى, ومرات عديدة في كل قراءة اخرى جديدة).
يقول ماركس في عبارته المتعالقة مع فويرباخ:(ان الدين باق معنا ,في بقاء الاسباب التي أدّت الى نشوئه)1.لا نجانب الصواب حين نرد وننسب التقاء ماركس وفويرباخ في نشأة المسألة الدينية لديهما في اشتراكهما ليس في طبيعة الحادهما وحسب , وانما في طبيعة نسبة مصدر الدين ومنبع وسبب نشوئه الطبيعة ذاتها والانسان ذاته ايضا.معتبرين الدين من صنع الانسان وصنع الطبيعة معا.وملخص ذلك في عبارة فيورباخ (عبادة الله تعتمد على عبادة الانسان لنفسه).
الطبيعة الارضية الحيّة التي وجد الانسان نفسه مقذوفا بها كوجود من غير ارادته مع باقي المخلوقات والكائنات الطبيعية والحياتية النباتية والحيوانية والجمادية,وسط اشكال وظاهرات متنوعة ,اشجار ونباتات وجبال عملاقة وصخوروانهار وبيئة متنوعة وغير ذلك.كان محتّما ومحكوما على الانسان ان يتكيّف ويتعايش مع هذه الطبيعة شاء أم أبى, ويتماشى مع مراحل تطورها التاريخي,محاولا فهم صفاتها وقوانينها وكيفية التعامل والتكيّف والتعايش معها.
وفي معرض الحديث عن تعالق الدين واللغة عند الفيلسوف بروديكوس, ان الانسان البدائي والذي بدا له ان كثيرا من الظواهر الطبيعية معادية له, ومع ذلك كان معجبا جدا بالهبات التي تزوده بها الطبيعة لتسهيل حياته ورفاهيته.
هذه الطبيعة المادية في مجموع تكويناتها وتنوعاتها الارضية, لم تكن طبيعة جامدة (روحيا) بمعنى الثبات والسكون الفيزيائي والبيولوجي الذي يعدم تساؤلات ما وراءهما. , تساؤلات الانسان الكائن النوعي في ذكائه المتفرد به عن باقي المخلوقات والكائنات (عقليا - روحيا) خياليا تأمليا ميتافيزيقيا الى ماوراء ظواهر الطبيعة. في هذا التأمل الروحاني البسيط ,حسب فويرباخ أخذ الانسان يخلع على الطبيعة, بعضا من خصائصه الذاتية عليها,ليصل بعدها خطوة او مرحلة متقدمة في(تأليه) اغترابه عن الطبيعة,متصوّرا أن قدراتها وما تمتلكه الطبيعة من صفات لا يمتلكها هو تجعله بالضرورة يجعل من الطبيعة كائنا يفوقه بالقدرة والمكانة, ويستوجب عليه تقديسه واعتباره (الها) له يعبده ويعمل بجميع الوسائل كسب مرضاته ووقايته من الحاق ضرره(العفوي) المقصود به في كل خوارق العواصف والزلازل والفياضانات وهكذا في كل ما يهدد حياته ووجوده.هنا بدأ الانسان يفهم ان الطبيعة الاله, تمتلك وتستطيع فعل كل ما يعجز عنه تفكيره ان يفعله ويعمله, في وجوده المادي الحسّي والروحي على السواء.
ان تفسير فويرباخ (الوهية) الطبيعة المتخيّلة والمصنّعة انسانيا ذاتيا, هو ان(الانسان وضع اسمى خصائصه الانسانية, ماهيته,او جوهره في الطبيعة فقدسّها, ثم خلع عليها صفات وقدرات الالوهية في تجريدها من عينيتها اي واقعيتها المادية, ومن ثم رفعها الى السماء, وسماها(الله) بلغات مختلفة وكيفيات مختلفة ورموز مختلفة وخصائص مختلفة وهيئات مختلفة.)2
واضح ان الدين لدى فويرباخ هو الطبيعة, ويعتبر الانسان الديني هنا, انما يتعامل مع (الطبيعة – الدين) من خلال الوعي بذاته, كذات عقلانية مدركة للطبيعة والمحيط وتعي اغترابها عنهما معا(اغتراب ذاتي واغتراب عن الطبيعة). وبالتالي فان (اله) الانسان لا يعكس سوى حالته فقط , ذاتيته, وجوهره المتفرد الخاص به وحده دون غيره من الكائنات.
تأسيسا على ما ذكرناه يعتبر فويرباخ الطبيعة المبتدأ الاول والمنتهى الاخير لفهم نشوء الدين, لذا تكون تبعية الانسان لحاجة التديّن , هي لاشعوره الدفين بتبعيته للطبيعة التي لا يستطيع تصوّر الحياة من دونها وما توفره له من اسباب العيش والبقاء.
من المعلوم جيدا ان جدل الانسان مع الطبيعة يقوم على جوهر ومرتكز(أنسنة) الانسان لها,ومحاولته السيطرة على بعض تجليّاتها وتسخيرها لمنفعته, أو محاولة اكتشاف بعض قوانينها الطبيعية التي تعمل بمعزل عن رغباته ووجوده ومحاولته الاستفادة منها في تمشية حياته والتكيّف مع الطبيعة.
بالمقابل الجدلي المناقض للانسان نجده في فرض الطبيعة, تطبيع الانسان على التكيّف معها في مقابل محاولته هو أنسنتها, في افتراض واقعي علمي ان جدل التناقض في قطبيه الانسان والطبيعة لا يعيان ادراكيا تضادهما الجدلي ولا حتى النتائج الغائية المتولدة منه والمفصحة عنه.الجدل والتضاد بينهما في قانون الماركسية وحدة وتصارع الاضداد الذي يحكم المادة والتاريخ والوجود عامة. انه من المفهوم جيدا ان جدل الانسان في محاولته انسنة الطبيعة يقوم على اكثر من خاصيتين يمتلكها الانسان وتفتقدها الطبيعة وهي عوامل (الذكاء واللغة والخيال ووعي الذات والعقل), لذا بالامكان ترجيح جدل التضاد بين الانسان والطبيعة في صالح الانسان وليس في صالح الطبيعة وهو ما ثبت انثروبولوجيا وعلميا في التطور التاريخي والحضاري للانسان. ثم اضيفت للانسان قدرات اضافية لا تجاريه فيها الطبيعة مثل انتصاب القامة واستعمال اليد بمساعدة اصبع الابهام الذي لا تمتلكه سائر الحيوانات, وفي مرحلة متقدمة جدا اخترع الانسان اللغة مع دخوله عصر الزراعة , عصر صنع الحضارة الانسانية.(عصر الزراعة سبعة الاف سنة قبل الميلاد, وعصر اختراع الكتابة بحدود (2200 – 2300) ق. م.*
نعود لنكمل مع فويرباخ(اذا كان الانسان يؤمن بكائن مختلف مستقل عنه, والذي ليست له طبيعة بشرية, وليست له صفات بشرية, فان ذلك الكائن ليس شيئا سوى الطبيعة في الحقيقة, وان كل الاسماء التي يمنحها هذا الانسان لكائن متخيّل ما هي في الاصل الا سمات الطبيعة ذاتها).3
ويمضي فيورباخ قائلا في تأليهه الطبيعة ( انه اذا كان الله بنظر اللاهوتيين عبارة عن كائن خالد لا يفنى, فانه لا يوجد في الحقيقة كائن خالد سوى الطبيعة, حيث يموت جيل ويعقبه جيل آخر, في حين نجد أن الارض, الشمس, الماء خالدين الى الابد)4
كما يرى فويرباخ أن جوهر الدين هو جوهر الانسان,وماهية الدين هي ماهية الانسان نفسه, وبهذا المعنى فان فويرباخ بحسب الاستاذ الباحث جاد الكريم الجباعي (لا يؤسس للالحاد, بل يؤسس الدين برده الى اصله (الانسان) وعلة وسبب نشوء الدين هو اغتراب الانسان الذاتي واغترابه عن الطبيعة معا).5
وبهذا الفهم الاغترابي الادماجي المركّب حسب فويرباخ يصبح كلا من الانسان والطبيعة والاله المصنّع خياليا ميتافيزيقيا(الها واحدا) متمثلا في محورية ومركزية الانسان وليس الطبيعة ولا اله ما وراء الطبيعة.
من الواضح ان فويرباخ جعل قدم الوهية الطبيعة متقدمة على الوهية الانسان لئلا يقع في التفسير المثالي الذي تحاشاه وهو ان الطبيعة الالهية والاله الميتافيزيقي كلاهما من صنع الانسان,وبهذا المنطق المثالي الذي تحاشاه فويرباخ ابقى الطبيعة وجودا ماديا بمعزل عن كل وجميع رغائب الانسان وذهب الى ان الطبيعة منشأ الدين وليس الدين من صنع وخلق الانسان المحض. متجاهلا ان حقيقة التفسير العقلي المنطقي بغض النظر عن ماديته او مثاليته يذهب الى ان الطبيعة وحدها لا تستطيع صنع دينها بنفسها لولا توّسل الانسان بها وقيادته هو للطبيعة وليس العكس.عندها يصبح التفسير المثالي او المادي في ان الدين لم تصنعه الطبيعة بقواها الذاتية لولا توّسل الانسان بها واعتماده لها مقبولا صحيحا, وبالتالي يبطل قول فويرباخ ان الطبيعة مصدر ومنشأ الدين. بل الانسان الميتافيزيقي هو اصل اختراع الدين. وفي تحاشي فويرباخ عدم الانزلاق بهذا الفخ لجأ الى القول ان الانسان خلق تدينه من الطبيعة ولم تفرض الطبيعة دينها ان صح التعبير هي عليه .اي ان فويرباخ وقع في مأزق المراوحة بين التفكير المادي الذي يتبناه ويحمله من جانب,وبين الفهم المثالي الذي لا يقر فويرباخ الاخذ به من جانب اخر.
فقد عمد الانسان تأليه الطبيعة التي يجهل خلقها ومن أوجدها, لذا فقد اعتبرت الطبيعة منذ تلك الحقب التاريخية السحيقة والى يومنا هذا ميراثا للانسان ووجوده الارضي لا ينازعه بها أحد منذ انقراض الديناصورات والماموث وغيرها من الكائنات التي كانت تهدد وجوده بالانقراض عصر ذاك.
وسواء ورث الانسان الارض هبة من الخالق ام كنزا وجده مصادفة هيأته له ارادة اخرى مجهولة خفيّة في التطور البيولوجي والكوسمولوجي, فهو وجد نفسه حاكما متحّكما في الكثير من امورها الغامضة او الواضحة ليكون سيّد الطبيعة.
وحسب فويرباخ فان الانسان خلع على الطبيعة من صفاته رغبة منه في حل الغاز وجوده, ونضيف تماشيا مع تصور فويرباخ انه لما كانت الطبيعة عاجزة عن حمل رسالة الالوهية بما يلبي رغبات الانسان ويبعث الطمانينة بنفسه , فهي لا تجترح المعجزات ولا تجيب على اسئلة عقل الانسان المحيّرة ووجوده النوعي, فأن الانسان لم يمتلك سوى الارتداد الى ذاته في تصنيعه الطبيعة (الها), الى مرحلة لم يكن يعيها جيدا انه بأمكانه ان يكون هو( الها ) للطبيعة والمخلوقات الأخرى معه التي لا تدركه. من الطريف ان نجد الانسان ينصّب نفسه الها للطبيعة من غير ارادتها ووعيها, ونجده ينصب نفسه الها لباقي كائنات الطبيعة من غير ادراك تلك الكائنات له.
مانجده متحققا في مراحل تاريخية متطورة حضاريا من وجود البشرية في اعلان الانسان نفسه (الها) وحتى ليس نبيا,في الاساطير والميثولوجيا, وحتى الى عصور متقدمة معاصرة جدا في اعلان امبراطور الحبشة (اثيوبيا) هيلاسلاسي نفسه(الها) مخلصّا يعبد بحسب المعتقد الديني في (الراستفارية) عند بعض القبائل الاثيوبية- الجامايكية. بالحقيقة لم يكن يدرك الانسان ان من خصائص الاله اجتراح المعجزات عصر ذاك , لذا كانت الوهية الانسان لا ارادية عفوية غير عقلانية لا يؤمن بها غير الفرد الذي اخترعها , بمعنى لم يكن الانسان عصرذاك نبيا يحتاج اجتراح المعجزات كي يصدق القوم الوهيته. يحصل هذا سواء اكانت الطبيعة الها ام لم تكن, او كان الانسان مخلوقا عبدا ام الها مرسلا ام غير مرسل بوحي.
ولأن الانسان بحسب فويرباخ ( كائن غير ميتافيزيقي فان تفكيره الميتافيزيقي (نقض) بمعنى السلب النفي,لفن التفكير كأنه سلب مطلق, والطبيعة له ليست الا المقابل العقلي له)6(والكائن الذي يوجد في الفكر بالنسبة للمفكر, هو الجوهر الحقيقي, ومع هذا فانه يكون واضحا بذاته له, والكائن الذي لا يوجد في الفكر لا يمكن ان يكون جوهرا صحيحا)7. اول خطأ وقع به فيورباخ قوله الانسان غير ميتافيزيقي, فميتافيزيقا الانسان التفكيرية والى يومنا هذا هي التي جعلت من اختراع الدين بطبعاته المكررة في الاديان التوحيدية واقعا يعيش من اجله الانسان الحياة.
كما ان الذي لا يعطيه لنا الفكر بفعل التفكيركناتج تفكيري وفهم الذي هو الموضوع المادي المدرك لذاته,او الكائن المدرك وجوده خياليا (روحيا) عندها يكون المخيال الغاءا افتراضيا مطلوبا لادراك وجود الطبيعة ماديا.التي يرغب الانسان اعطاءها صفة المتعالي والمقدس والالوهية,على حساب الغاء فاعلية العقل الحسّي في تحقق وجود الاشياء.على وفق قصدية روحانية دائمة التصادم والتضاد, في عجز الانسان والطبيعة معا اي الخالق الطبيعة والمخلوق الانسان العبدين كليهما وجدا عجز اثبات ان الطبيعة تمتلك سمات الالوهية والمقدس في اجتراح المعجزات وتحقيق اماني العبد الانسان في درء الاخطار المحدقة به وحمايته. هذه السمات لم تكن الطبيعة تمتلكها اولا , ولا هي(الطبيعة) ارغمت الانسان خلعه عليها, وتصنيع الانسان الهه منها وعبادته لها على وفق ما يطلبه ويتمناه لا وفق ماترغبه الطبيعة, فهي لم تكن ولن تكون مستقبلا بحاجة الى انسان روحي يستمد تدينه من الطبيعة كون الطبيعة لا تدرك ذاتها بوعي منها كما هي الحال مع الانسان.
وفي مقولة هيجل(الدين هو أعلى صورة من صور التعبير عن الوعي الذاتي) نستطيع فهم ان ذاتية الانسان هي التي جعلت من الطبيعة الها افتراضيا هو من صنع خيال الذات الانسانية في ايجاد وسيلة تخلع عليها صفات الالوهية, ويعبدها الانسان فلا يجد غير الصفات التي تتفرد بها الطبيعة ,او الصفات المشتركة بينهما, ويصنع من الطبيعة الها ماهو الا ذاته هو الانسان, التي خلعها على الطبيعة. تم هذا بواقع تفسير خيالي افتراضي ان الطبيعة قادرة ان تعطي كل متطلبات معيشة الانسان ,وبالتالي فهي تستحق التأليه الذي يحتاجه الانسان روحيا في فزعه من الموت والفناء اذا ما توقفت الطبيعة امداده باسباب البقاء والحياة.

الهوامش:
• اعتمدت في هذه المقالة المداخلة, مقالة الاستاذ الباحث جاد الكريم الجباعي/الالحاد لا يقي من المثالية والغيبيات/موقع مؤمنون بلا حدود ,نيسان 2018 في عرض اراء فويرباخ كتابه اصل الدين تعريب وترجمة الاستاذ احمد عبد الحليم.
1. نقلا عن المصدر اعلاه نفسه
2. المصدر اعلاه نفسه
3. المصدر اعلاه نفسه
4. المصدر اعلاه نفسه
5. المصدر اعلاه نفسه
6. المصدر اعلاه نفسه
7. المصدر اعلاه نفسه
• هذا الموضوع شائك وغير محسوم بين البنيوية والتفكيكية ايهما أسبق على الآخر الكتابة ام الكلام؟اذا اعتبرنا ان النقوشات والمحفورات البدائية الصورية على جدران الكهوف هي اسبق على الكلام, قد يبدو صحيحا, لكن اذا اعتبرنا الكلام التخاطبي الشفاهي هو غير لغة التداول والتدوين, عندها تكون اللغة المكتوبة المدونة أسبق على الكلام الشفاهي في التداول.



#علي_محمد_اليوسف (هاشتاغ)       Ali_M.alyousif#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت في الفلسفة المعاصرة
- شذرات فلسفية 4-5
- شذرات فلسفية 3-5
- شذرات فلسفية 2-5
- شذرات فلسفية 1-5
- تفكيكية دريدا وكتاب- نقد الحقيقة-
- جمالية الحرف اللغوي
- العقل وتجريد اللغة
- الحتمية والتطور الخطي الغائي في التاريخ
- تاريخ الاقوام البدائية والنزعة الانسانية في الفلسفة البنيوية
- التاريخ في الماركسية والبنيوية ومابعد الحداثة
- الارادة/ قيود الوعي القصدي والموضوع
- الطبيعة والايمان الديني
- مذهب وحدة الوجود 3-3
- مذهب وحودة الوجود 2-3
- مذهب وحدة الوجود 1-3
- النقصان الكوني
- الفكر واللغة تواصل معرفي وليس جدليا في التعبير عن الاشياء
- فواصل فلسفية
- جاستون باشلار: علاقة الزمن بالنفس وتحقيب تاريخية المكان


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي محمد اليوسف - الطبيعة في فلسفة فيورباخ