علي محمد اليوسف
كاتب وباحث في الفلسفة الغربية المعاصرة لي اكثر من 22 مؤلفا فلسفيا
(Ali M.alyousif)
الحوار المتمدن-العدد: 8373 - 2025 / 6 / 14 - 12:01
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
شذرة فلسفية
العقل ليس جوهرا منفصلا عن الجسم, وان الخصائص العقلية تابعة للخصائص الفيزيائية... (ويكيبيديا الموسوعة). بمعنى جوهر العقل في الوقت الذي يكون فيه تجريدا لغويا في التعبير عن موجودات عالمنا الخارجي فهو اي العقل خاصية فيزيائية بيولوجية في اشباعه احاسيس الجسد الغرائزية الفطرية داخليا.
بالحقيقة هذه العبارة المبتورة تعتبر العقل ليس جوهرا منفصلا عن الجسم, وإن الخصائص العقلية التفكيرية تابعة لخصائصه الوظيفية الفيزيائية (للعقل) كعضو بيولوجي في تكوين أعضاء الجسم الذي يحتويه., هذه العبارة تختصر مجلدا من المناقشات الفلسفية المتناحرة والمتناطحة مع بعضها بلا جدوى. فخاصيتي العقل البايولوجية وخاصيته اللغوية الصورية التجريدية هما جوهر واحد لعقل واحد لا يمكننا تجزئته. الا في ناحيتين الاولى خاصيته البيولوجية المسؤولة عن الجسم كاملا وخاصيته الثانية أنه منتج التفكير التجريدي.
إذ دأبت مباحث الفلسفة منذ افلاطون وارسطو وديكارت إعتبار علاقة العقل بالجسم أنه – اي العقل - جوهر غير فيزيائي منفصل عن الجسم ماهيته التفكير. لكن ما يجب الوقوف عنده بالعبارة أن الخصائص العقلية التجريدية للعقل جوهر ماهيته التفكير هي علاقة تخارجية جدلية معرفية تكاملية مع الخصائص الفيزيائية للعقل على إعتباره عضو بايولوجي في جسم الانسان له وظائف فيزيائية اخرى خارج وداخل الجسم تتجاوز خاصية العقل جوهر ماهيته التفكير التجريدي المنفصل عن الجسم.
حسب النزعة المثنوية أو الثنائية (علاقة العقل بالجسم) التي ترى العقل جوهرا مستقلا عن الجسم. في حين خالفهم الرأي بعضا من أصحاب خصائص العقل البيولوجية الوظائفية الذين يرون فيها العقل جوهرا غير منفصل عن الجسم. هم أصحاب النزعة الواحدية أن العقل والجسم ليسا كيانين منفصلين إنما هما جوهر واحد في الإفصاح عن مدركات العالم الخارجي والعالم الداخلي للانسان. وتبّنى اسبينوزا هذا الرأي وبيركلي.
طرح افلاطون في وقت مبكر تعريفه العقل من وجهة نظر فلسفية تعتبر إبنة عصرها قبل تقدّم مباحث العلم في دراسة وظائف الأعضاء وفلسفة العقل المعاصرة. قوله العقل لا يمكن شرحه بمصطلحات الجسم الفيزيائية, أي بمعنى أراد افلاطون حصر العقل ضمن مباحث الفلسفة كتجريد منطقي لغوي بعيدا عن علم وظائف الاعضاء بيولوجيا التي تركن فلسفة العقل التجريدية جانبا.
بتعبير ربما يكون أكثر وضوحا أن العقل في الوقت الذي هو جوهر ماهيته ملكة التفكير, فهو بنفس الوقت عضو بايولوجي من أعضاء الجسم يقوم بفاعليات ما لا حصر لها تدخل ضمن خاصّية العقل الإدراكية ومسؤوليته المباشرة عن اشباع ردود افعال كل شيء يصدر عن الانسان من احاسيس وسلوك ومعرفة بالحياة والوجود خارج وداخل الجسم. بالحقيقة هذا الانقسام بين بنية العقل التجريدية الفكرية الفوقية بتعبير ماركسي, مع البنية الوظائفية البايولوجية التحتانية للعقل كعضو تحتويه الجمجمة في غير حصر جوهر العقل أنه تجريد تفكيري لغوي , يجعل من رأي أصحاب مذهب الواحدية في علاقة إرتباط العقل بالجسم من جهة وعلاقة عدم إنقسام العقل على نفسه – بايولوجيا وتجريدا- من جهة اخرى. تجعل من العقل ليس خاصّية لغوية إدراكية تجريدية يقف عندها , وأن العقل تكوين بايولوجي له وظائف علائقية وظائفية بالجسم بما لا يمكن حصره وهو يتجاوز تعريف العقل أنه خاصّية تفكيرية تجريدية غير مادية.
هذا الإنقسام الذاتي الافتراضي للعقل على نفسه يجمع خاصيتي التجريد - البيولوجيا يقوم على جدل من العلاقة التي تشبه علاقة جدل الفكر والمادة , وجدل الفكر واللغة. هناك خاصّية جدلية للعقل تقوم على جدلية الفكرمع الإدراك العقلي المادي من جهة, وجدل آخر يحكم علاقة العقل بالجسد بايولوجيا في إشباع غرائزه مثل غرائز الجنس وحاجته للطعام والنوم والعيش المؤنسن مع مجتمعه والطبيعة وكذلك اشباع حاجات النفس والعاطفة والاخلاق والضمير والوجدان والقيم..
شذرة فلسفية
بمجيء ديكارت في القرن السابع عشر أراد إعطاء العقل ميزة متعالية على مباحث الفلسفة فأوقع نفسه في خطأ لم يكن يتصوره تحت وطأة تطوير فهم افلاطون أن العقل تجريد لغوي لا يخضع لمنظومات العقل البيولوجية الادراكية.. فعمد افلاطون إختصار ومصادرة الجدال البايولوجي حول العقل في تأكيده المنحى الفلسفي المنطقي للعقل انه جوهر منفصل عن الجسم ماهيته ملكة التفكيرفقط وأهمل عن قصد العقل كتكوين بيولوجي يرتبط بجسم الانسان...كما ينسب لديكارت قوله مؤيدا لما يسمى المثنوية (علاقة العقل بالجسم) " العقل غير محدود في إطاره الفيزيائي, فهو جسم غير مادي" نقلا عن ويكيبيديا الموسوعة.
يبدو لي على الأقل وجود تناقض بالعبارة فما هو فيزيائي يكون بالضرورة الماهوية ماديا وليس غير مادي. وكل فيزيائي مدرك حسيّا هو مادي, والتناقض الآخر حين يعتبر ديكارت العقل قدرة غير محدودة فيزيائيا لأنه غير مادي؟ قدرة العقل غير المحدودة فيزيائيا هي كون العقل يجمع خاصيتي الادراك الحسي التجريدي للاشياء في التعبيرعنها بالفكر واللغة. وهذا لا ينفي خاصيته الثانية التي هي العقل ماديته العضوية البيولوجية داخل تكوينات اعضاء الجسم يجعل من جوهر العقل انه فيزيائي بايولوجي وليس تجريدي لغوي فقط.. ما اراده ديكارت في انحيازه الى جوهر العقل تجريد هو التاكيد على خلود الافكار وفناء بيولوجيا العقل.
العقل سواء إعتبرناه عضوا ماديا بيولوجيا في جسم الانسان ,أو إعتبرناه تجريدا إدراكيا لغويا لا يرتبط بالجسم ففي كلا الحالتين هي حالة إثبات فيزيائية العقل,وحالة تجريديته التفكيرية لا تغيّر من حقيقة جوهر العقل في حال كونه عضوا غير مادي أو يجمع الصفتين معا(المادية والتجريد) كما نقول نحن, ودليل ذلك العقل يجمع ثنائية التعبير التجريدي عن جميع الحالات الادراكية داخل الجسم وخارجه لا فرق. وبذا تنتفي حاجة تصنيف العقل ماديا فيزيائيا يحتويه الجسم تارة, وجوهر ماهيته التفكير منفصلا عن الجسم تارة أخرى. فالعقل موجود فيزيائي(بيولوجي) غير منفصل عن الجسم ماهيته التفكير والإستجابة لكل ردود الإفعال الصادرة عن مدركاته من الاشياء والموجودات في العالم والطبيعة. ومسؤول عن ردود الافعال الواردة اليه في ضرورة اشباع غرائز الانسان التي يحتاجها الجسد داخليا ايضا.
شذرة فلسفية
يعزى لديكارت أنه كان أول من أعطى العقل أسبقية ربطه بالوعي والادراك الذاتي. بمعنى ديكارت أراد تجريد العقل من خاصيته البايولوجية تماما التي تقود مسؤوليته الوظيفية خارجيا وداخليا في استجابته للمحسوسات في العالم الخارجي والاحاسيس الغرائزية الداخلية الصادرة عن اعضاء الجسم بالفطرة, فأوقع ديكارت نفسه في كمين لم يكن أمر تجاوزه سهلا هو إنكاره ان يكون العقل عضوا بايولوجيا يحتويه الجسم ويقوم بمهام وظيفية يعتمدها العلم تتجاوز الفهم الفلسفي المحدود أن العقل جوهر منفصل عن الجسم ماهيته التفكير المجرد فقط وهو خالد. بمعنى إستنسخ ديكارت مقولة افلاطون السابق ذكرها العقل ليس خاصية بيولوجية عضوية بل هو خاصية تفكيرية تجريدية فقط.. السبب بذلك ان افلاطون كان فيلسوفا وليس عالما في فسلجة وظائف الاعضاء, يدرس الطبيعة في موجوداتها وفي خصائصها ايضا وعلاقة الانسان بها. ديكارت ليس غفلا ان العقل البيولوجي غير خالد يفنى بفناء الجسم. كما وخطأ ديكارت الاكبر هو في إعتباره العقل جوهرا مستقلا عن الجسم والعقل خالد خلود النفس الانسانية, والحقيقة البايولوجية التي تحكم الكائن الحي يتقدمها الانسان, أنه لا يبقى جوهر مستقل خالد لا للعقل ولا للنفس بعد ممات الجسم وفنائه البايولوجي.. من الواضح ان ديكارت تجاوز عمدا او سهوا اهمية الفرق بين النفس والروح؟
ديكارت لم يكن خافيّا عليه تشريح العقل فسلجيا كعضو بايولوجي يمثل أحد أهم أعضاء جسم الانسان في تعامله مع مدركات العالم الخارجي و الحياة, بدليل مقولته الفسلجية الخاطئة التي قال بها ديكارت عن الغدة الصنوبرية الموجودة وسط الدماغ انها مرتكز ومحور تفكيرنا. حيث إفترض ديكارت حتمية وجود مكان معيّن في الدماغ يجرى فيه تجميع المعلومات قبل إرسالها إلى العقل اللامادي في تعبير الفكر واللغة تجريديا. وكان المرشّح الأفضل لهذا المكان، بالنسبة لديكارت، هو الغدة الصنوبرية، وذلك لأنه رأى أنها الجزء الوحيد من الدماغ الذي يملك بنية واحدة، على عكس بقية الأجزاء التي تنقسم بين النصفين الأيمن والأيسر للدماغ.
يلاحظ هنا إصرار ديكارت مغالطة نفسه قوله ما معناه ان منظومة العقل الادراكية هو تجميع المعلومات وإرسالها الى العقل اللامادي ويقصد به العقل غير الفيزيائي غير العضوي بالجسم. وبهذا يريد ديكارت تأكيد فلسفته أن جوهر العقل تجريد تفكيري خالد فقط كما هي النفس خالدة. وهو العقل اللامادي الذي تهتم به الفلسفة كتجريد لغوي منطقي, وليس عقلا علميا يشمل وظائف الاعضاء وعلم النفس السلوكي. في حين الحقيقة العلمية والفلسفية تقول خاصية العقل انه جوهر فيزيائي بيولوجي قبل خاصيته ان يكون جوهرا تفكيريا لغويا تجريديا. الانسان مخلوق مادي قبل ان يكتسب ميزته اللغوية.
الحقيقة التي عبرها ديكارت عن قصد أن العقل جوهر واحد مادي بيولوجي وغير مادي تجريدي مفكرا معا, فهو في الحالتين العقل خاصيّة تجريدية إدراكية لغوية بنفس وقت هو خاصّية بيولوجية عضوية مسؤولة عن الجسم وخاصية لغوية تجريدية. ولا يمكن الفصل بينهما مطلقا. تماما كما في إستحالة الفصل بين الفكر واللغة. سيرة حياة ديكارت تشير الى أنه كان مولعا وممارسا لعلم وظائف الاعضاء وتشريح جسم الانسان إضافة الى ولعه بالرياضيات ومنجزات العلم وهذا يعطينا حقيقة أن ديكارت لم يكن فيلسوفا يتعامل مع مباحث الفلسفة كتجريد عقلي. بل يتعامل مع العقل كعضو بايولوجي يحتويه جسم الانسان كبقيّة أعضاء الجسم الحّي ماهيته التفكير التجريدي ولم يقل خصائصه البيولوجية الاخرى التي لاحصر لها..
ديكارت كان ملمّا الماما كاملا بأجزاء تكوين الدماغ وعمل الفص المّخي الايمن بإختلافه عن عمل الفص المّخي الايسر بالنسبة لجسم الانسان حيث تكون فعاليات عمل الفص المّخي الايمن مسؤولا عن الجهة اليسرى من الجسم طوليا, وعمل الفص المّخي الايسر مسؤولا عن وظائف النصف الأيمن من الجسم طوليا. وعندما يعطب الفص الايمن من الدماغ ينشل الجانب الايسر من جسم الانسان طوليا.
مع هذه المفارقة المعرفية العلمية المطلع عليها ديكارت جيدا علميا لكنا نجده أهمل وظيفة عمل الدماغ كعضو بايولوجي من تكوين جسم الانسان على حساب تركيزه على العقل بإعتباره لوغوس (عقل / خطاب) فلسفي تجريدي خالد كان معروفا تماما عند فلاسفة اليونان القدماء. ولم يكونوا عارفين تكوين العقل بايولوجيا كونه إختصاص علمي متقدم ظهر لاحقا بعد قرون من ظهور الفلسفة اليونانية التي تقوم على منطق العقل التجريدي اللغوي. ديكارت والعديد من الفلاسفة السابقين عليه لم يكونوا يعطون تمييزا واضحا بين العقل التجريدي الذي ماهيته التفكير وبين العقل البايولوجي (الدماغ) المسؤول عن إشباع كل إدراكات الانسان وسلوكه بالحياة ومحاولة فهم الطبيعة والوجود..عديدة هي المداخلات التي مركز دورانها العقل, فمثلا أصحاب ثنائية العقل والجسم الفلسفية تؤكد بداهة الفكر هو تجربة الوعي المجرّد عن المادة. وهي مقولة صحيحة إذا أخذنا الوعي هو تجريد لغوي يتبع تجريد العقل.
شذرة فلسفية
عمدت الفلسفة الهندوسية واليوغا منذ حوالي650عاما قبل الميلاد تقسيمهم العالم الى عقل وروح ومادة. بغض النظر عن مدى صّحة أو خطأ التقسيم الفلسفي الهندوسي, نطرح بشكل بسيط إشكالية العقل في علاقته بالنفس والروح, ثمة خطأ تداولي بادبيات الفلسفة إعتبارهم لفظة (النفس) مرادفا تطابقيا في التعبير عن معنى (الروح), المعضلة الواضحة التي لا يصار الإعتراف بها أن مصطلحي النفس والروح كلاهما مصطلحان تجريديان منفصلان عن بعضهما في إرتباطهما بالعقل وجسم الانسان. يوجد من ينكر على العقل العاطفة والوجدان والضمير ويعزوها لاختصاصات علم النفس المنفصل عن وصاية بيولوجيا العقل.
وبضوء مرجعية هذا التعالق نقول أن النفس ليست هي الروح في دلالة ثنائية مختلفة المعنى وليس في دلالة مرادفة أحادية المعنى, ما نعني به النفس بعلاقتها بالعقل والجسم هي نفسها لفظة الروح في ترابطها بنفس العلاقة مع العقل والجسم. لكن يبقى التفريق بين النفس هي غير الروح قائما فرقا جوهريا لا يمكن إغفاله.
كما إعتبر ديكارت النفس أو والروح – بدون تفريق بينهما - جوهرا منفصلا تجريديا مرتبطا بالعقل والجسم, يشملهما خلود العقل كجوهر خالد حسب ديكارت. وهو خطأ بني على خطا سابق عليه في إعتبارهما النفس والروح جوهرين منفصلين عن العقل والجسم لا يقل فداحة من خطأ إعتبارهما جوهرا واحدا خالدا ملازما خلود العقل. الخالد من الانسان بعد الممات هو تجريد العقل اللغوي الفكري فقط. اما العقل البيولوجي- عجينة الدماغ- فمصيره الفناء بعد الممات البيولوجي للجسم. النفس هي مجموعة الخصائص والفعاليات والعواطف والضمير والسلوك المرتبط توضيحه بعلم النفس السلوكي, والنفس تشكيلات عاطفية شعورية ولاشعورية مبعثها الإحساسات في العالمين الداخلي والخارجي.. والنفس رغم أنها من ناحية الإدراك المرتبط بالعقل هي تجريد صرف قبل تحوّل المدركات الى سلوك وعواطف ومشاعر وعلاقات اجتماعية يجري التحقق منها في السلوك المرتبط بوصاية العقل عليها. الفرق بين عجز العقل التفريق بين العاطفة بمجموع تجلياتها وبين الروح الميتافيزيقية هو في استطاعة العقل التعامل مع تجليات النفس وعجزه التعامل مع ماهية الروح وماهي بالضبط؟ وما هو اثبات ملازمتها ومغادرتها الجسم؟ بالحياة وبعد الممات. العقل حقيقة تفكيرية في الوجود وفي الميتافيزيقا التي لا فائدة منها في استحالة وصول العقل لاثباتات ميتافيزيقية يمكن اعتمادها.
إذن النفس وارتباطات مباحثها بعلم النفس لا تمتلك إستقلالية جوهرية منفصلة عن العقل بيولوجيا ولا عن الجسم سلوكا ايضا, بل النفس هي فعالية خاصّة يمتلكها الانسان بتعالقها مع توجيهات ووصاية العقل عليها. وجميع إفصاحات النفس التي مررنا على ذكر بعضها لها إرتباط وثيق بعقل الجسم الحي غير الميّت.
كما أن ربط النفس باللاشعور يلغي عنها ويجرّدها أن تكون النفس وعيّا إدراكيا يتمّثله السلوك الواعي الشعوري في التعامل مع الحياة ويجردها من خاصية أن النفس وعي قصدي وسيلة تنفيذه السلوك. نعود التذكير بخطأ ديكارت قوله النفس جوهر خالد يلازم جوهر العقل بالخلود كليهما بعد فناء الجسم بعد موته. الحقيقة العلمية تقول ليس هناك من خلود للنفس ولا الروح ولا العقل البيولوجي الذي هو الدماغ بعد فناء الانسان بالموت. خلود الروح تقول به ميتافيزيقا ادبيات الاديان ولا تقول به الفلسفة ولا يقول بها العلم ايضا..
والروح التي ليس لها علاقة بالنفس, ولا بالعقل غير تعالقها الميتافيزيقي الديني غير المحسوم جدليا لا على مستوى العلم ولا على صعيد الدين ولا على صعيد الفلسفة أيضا, فالروح مصطلح ميتافيزيقي مبهم وغامض على صعيدي الدين والفلسفة وليس بمستطاعتهما تعريف ماهية الروح وأين يكون موضعها في الجسم أو على الاقل معرفة مصدرها ومن أي شيء تتشّكل, فالروح تسكن الجسد من غير إدراك عقلي لها لا بالماهية ولا بالصفات سوى الإتفاق على تعبير غائم أن الروح تفارق جسم الانسان بعد وفاة هذا الأخير سريريا. وادبيات الاديان تتعامل مع الروح أنها لا تعني النفس بمصطلح علم النفس كما يجري الخطأ بالفلسفة.
شذرة فلسفية
ننتقل الى إشكالية أخرى ما هي علاقة الذهن بالعقل؟ الرائج فلسفيا الذهن هو مصدر التفكير بمدركات الحواس وهو خطأ دارج متداول فلسفيا, في البدء علينا توضيح هل الذهن خاصّية تفكير بمعنى التوليد كما هي وظيفة الدماغ؟, أم الذهن خاصّية إدراك داخل منظومة العقل الإدراكية؟. الحقيقة الذهن هو حلقة إدراك في إستلامه الإنطباعات الواصلة اليه عبر الحواس. ولو إعتبرنا الذهن مركز تفكير وتفسير لمدركات الانطباعات الخارجية, لأصبح تنحية دور العقل في وصايته على عملية الادراك منذ بدايتها بالحواس وإنتهائها بالمخ التي هي جميعها فعالية تجريدية يقوم بها عقل مادي عضوي في جسم الانسان لاغية.
علاقة الذهن بالعقل التفكيري التجريدي هو حلقة في منظومة العقل الإدراكية وليست عضوا ماديا. وإعتبار الذهن ينوب عن وظيفة العقل بالتفكير خطأ لا يمكن تجاوزه. تفكير العقل خاصيّة دماغية وليس خاصية ذهنية. كما الذهن ليس خبرة معرفية مخزّنة بالذاكرة بل هو واسطة معرفية لنقل الانطباعات الاولية من الحواس لشبكة الاعصاب الناقلة لايعازات الحواس عن مدركات العالم الخارجي. اما العقل البيولوجي – الدماغ تحديدا - مع منظومة الاعصاب ومراكز وظائف عمل اجزاء خلايا التخصص في قشرة الدماغ فهي مخزن التجارب لعمل العقل او بالتحديد عمل الدماغ. الذهن كما هو ليس تفكيرا عقليا فهو ايضا لا علاقة له لا بالذاكرة ولا بالخيال.
ولو نحن إعتبرنا الذهن هو حلقة عضوية- اعتقد علم فسلجة الاعضاء اشّر الخلايا العصبية المسؤولة عن فعالية الذهن- التي ترتبط تحديدا بخلايا موجودة بقشرة الدماغ عبر شبكة منظومة الجهاز العصبي, لتوجب علينا التفريق البيولوجي بين تفكير العقل وتفكير الذهن... امام هذا الاستشكال نرى ما تقول به ويكيبديا الموسوعة " الفرق بين تفكير العقل وتفكير الذهن ان العقل هو القدرة على الادراك والتفكير والفهم. بينما الذهن فهو المكان الذي تتواجد فيه الافكار والمعلومات. العقل هو وظيفة للدماغ اما الذهن فهو المكان الذي تجري فيه العمليات العقلية وفقا لموقعه في خلايا الدماغ. بمعنى اوسع العقل هو القدرة على التفكير المنظم والممنهج, بينما الذهن هو المكان الذي يتم فيه الابداع والتفكير. العقل يتيح لنا ان نفكر بطريقة منطقية, وان نحل المشكلات وان نتخذ القرارات, اما الذهن فهو يتيح لنا التعبير عن افكارنا ونتخيل الاشياء وان نكون مبدعين." انتهى الاقتباس عن الموسوعة.
لا بد لي من تسجيل بعض الملاحظات:
- كان ذهب ديفيد هيوم الى ان الذهن واسطة نقل محسوسات الحواس الى الدماغ واطلق على هذه العملية نقل الذهن للانطباعات الاولية. كما اعتبر هيوم ويشاركه بيركلي ان تفكير الذهن هش ومتحلل وآني زائل بالقياس الى ناتج تفكير العقل.
- ورد في الموسوعة ان الذهن يضطلع بمهمة التعبير عن افكارنا وتخيّل الاشياء وابتكار الابداعات. واعتقد في هذا لبس تقريب ما يجري بالذهن مع ما يجري بالمخيلة وقدرة الانسان على خلق الابداعات. كما اشرنا سابقا تفكير الذهن لا علاقة له لا بالذاكرة ولا بالمخيّلة.
- ورد بعبارة الموسوعة ان الذهن هو مكان تخزين المعلومات فاين اصبحت مهمة الذاكرة؟ وارتباطها بالمخيلة المسؤولة عن تنظيم خلق الابداعات الفنية والادبية في مزج الشعور باللاشعور. والذاكرة هي مركز تجميع وتخزين المعلومات وليس الذهن كما ورد في الموسوعة.
- علاقة الذاكرة بالمخيال في انتاج الابداعات هو المعوّل عليه وليس تفكير الذهن المستقل عن تفكير الدماغ او العقل.
الحقيقة الفلسفية التي لا يمكن تجاوزها أن العقل الذي هو وظيفة الدماغ يحتوي الذهن ضمن منظومة الإدراك التي تبدأ بالحواس وتنتهي بالدماغ . ولا يعني هذا استغناء العقل عن مهمته في أن ينوب الذهن الإستئثار بخاصّية التفكير العقلي وينوب عنه. وبذا يكون الذهن حلقة توصيلية في منظومة الادراك العقلي.
الذهن كما يصفه بيركلي وديفيد هيوم هو الحلقة الإدراكية التي تستلم الإنطباعات الخارجية الاولية المنقولة عن الحواس ونقلها الى العقل البيولوجي(الدماغ) عبر منظومة شبكة الجهاز العصبي بلا تغيير يطرأ على تلك الانطباعات. ونضيف الذهن ليس مصدر تفكير ينوب عن وعي العقل التفكير في إصداره مقولاته الفكرية التجريدية بتعبير اللغة عن المدركات, وهذه الخاصيّة العقلية لا يمتلكها الذهن كونه لا يستطيع التعبير عن مدركات الوجود خارجيا وداخليا دونما مرجعية العقل الخالص في مقولاته التي حصرها وأجملها كانط بإثنتي عشرة مقولة.
هناك مدرسة فيزيائية عقلية حديثة تعتمد النزعة العلمية تذهب أنه بالنهاية لا يوجد في عمل العقل غير العمليات الفيزيائية التي تقوم على الخاصّية البايولوجية للعقل, معتبرين كل الخصائص العقلية هي خصائص فيزيائية حتى تعبير اللغة التجريدي, سواء فهمنا العقل جوهرا مفكرا تجريديا أم إعتبرناه عضوا بايولوجيا في الجسم. وهي براينا فلسفة واقعية حقيقية صائبة.
بناءا عليه نقول أن الإحساسات الخارجية التي يدركها العقل عن العالم الخارجي إنما يكون رد الفعل العقلي عليها هو تجريد فكري, بينما تكون الأحاسيس التي تثيرها أجهزة الجسم الداخلية مثل الشعور بحاجة الجنس الغريزية او بالجوع أو العطش أو الالم أو الحزن الخ فيكون رد الفعل العقلي عليها عضويا داخليا سواء في إشباعها كغرائزبيولوجية أو في معالجتها كأعراض مرضية أو أحاسيس بيولوجية مصدرها أجهزة الجسم الداخلية العضوية وفي رد فعل الدماغ أشباعه غرائز الجسم...
شذرة فلسفية
تقاطع العقل والجسد : يذهب بعض العلماء والفلاسفة أن العقل لا يطابق رغبات الجسم ولا يطابق تلبية إحتياجات الجسم على الدوام,معتبرين إنفصال العقل عن الجسم حقيقة بيولوجية قائمة لا يمكن نكرانها. ما يرتّب فصل العقل عن الجسم ضرورة فك الإشكال القائم بينهما على أصعدة عديدة. من الأمور التي أجدها تفيد هذه الإشكالية من منطلق فلسفي فقط وليس من منطلق علمي ليس من إختصاصي:
- حاجات الجسم التي يحتاج بها ملازمة العقل في إشباعها تنقسم نوعين :
1. الاول حاجات المثيرات الناتجة عن عملية الادراك الخارجي مع موجودات العالم الخارجي والطبيعة والحياة.
2. الثاني حاجات إشباع النوازع الغريزية التي يحتاجها الجسم داخليا عبر إجهزته البيولوجية عن طريق ما تثيره من أحاسيس الجسم الداخلية مثل سد حاجة الجوع, العطش, الالم, الحزن, الفرح, النوم, الجنس الخ.
- السؤال الذي يثار بضوء ما ذكرناه أعلاه, هل هناك في كلتا الحالتين إشباع إحساسات الإدراكات الخارجية, وإشباع أحاسيس أجهزة الجسم الداخلية, حاجتهما الى مرجعية أخرى ذاتية أو غير ذاتية سوى العقل؟
بالتاكيد الجواب بالنفي, فجميع الإستشعارات الخارجية والداخلية الواصلة للجسم لا يستطيع الجسم تلبيتها دونما تكامل عمل العقل مع حركة الجسم, فلا العقل يستطيع إتخاذ الإجراءات اللازمة من دون حاجته لتنفيذ تلك الايعازات العقلية من قبل أعضاء الجسم في ملازمة ما يصدره العقل من ايعازات مطلوب تنفيذها. ولا الجسم يستطيع منفردا دون العقل القيام بتنفيذ ردود الأفعال لما يستشعره من احاسيس. .
- عليه لا يكون هناك حاجة أهمية مناقشة هل العقل جوهرا منفصلا عن الجسم أم لا ؟ كما ليس ذات أهمية مناقشة إختلاف حاجات الجسم بايولوجيا (فقط) عن تلبية حاجات العقل الادراكية التجريدية. لذا يتأكد ما سبق لنا ذكره أن العقل يمتلك خاصيتين أن يكون عضوا بيولوجيا بالجسم (دماغ ) في نفس وقت ملازمة صفته الادراكية أنه مركز التفكير المجرد في التعبير عن الاشياء المادية وغير المادية الخيالية والمبتكرة التي لا علاقة لها بالعالم الخارجي بوسيلة الفكر واللغة المجردتين. علما أن العقل في كل إستجاباته الادراكية الخارجية والداخلية إنما هي وعي تعبير تجريدي تمّثلي وتصّوري لغويا. الادراك الواعي جوهر لا مادي ماهيته نقل الاحساسات تجريديا عن اشياء وموجودات العالم الخارجي.
- لكن يبقى هناك إستدراك ضرورة التنويه له, هو إحتمال وارد جدا أن العقل يحتاج في إدارته إشباع حاجات الجسم تعتبر أساسية بالنسبة له, ثانوية بالنسبة للجسم, فالعقل بما يمتلكه من خاصيّات بيولوجية عضوية, وخواص تجريدية إدراكية وخيالية تكون أولوية مسؤوليته في إشباع حاجات الانسان برمّتها المادية منها, وغير المادية تقوم على عاتق مهام العقل منفردا دون الجسم أو معه, مثال ذلك أن العقل في المجال العلمي التخصصي لا يحتاج الجسم تنفيذ ما يرغبه الا في حركات إجرائية بسيطة مثل حركات اليدين والاحساسات الواردة خارجيا, نفس الشيء حين يحتاج العقل المخّيلة والذاكرة والإدراك الذهني الصرف, لانتاجية ابداعية يرومها في مجالات متعددة مثل الكتابة والتاليف في مختلف الاجناس الادبية والثقافية والفنية والفكروالمعرفة وضروب أخرى عديدة التي يتراجع فيها دور الجسم لإعطاء تقدم وأسبقية تفكير العقل وتداعيات اللاشعور القيام بتنفيذها.
شذرة فلسفية
هل معرفة عالمنا الخارجي تنفي واقعية ذلك العالم؟ ام العكس؟ وهل صحيح أن كل معرفة تستنفد نفسها حينما تكون محصورة بواقعية معرفتها؟ يقول شيلر ويؤيده دلتاي بذلك أنه لا يوجد غير ثلاثة مناهج معرفية هي معرفة استقرائية علمية, ومعرفة تنصب على الماهية, وثالثا منهج المعرفة الميتافيزيقية. هذا ليس موضوع مناقشتي لهذه الاطروحة حاليا.
كما يذهب شيلرومعه دلتاي أن (العالم الخارجي وجود حقيقي, واذا كان كل موجود ينحصر في معرفته لما كانت لهذا الوجود "واقعية" لان الواقعية تصنع المقاومة في وجه مقاصدنا. وما يثبت الشيء هو الصدمة التي تحدثها لنا "المقاومة"). نقلا عن دكتور زكريا ابراهيم / كتابه دراسات في الفلسفة المعاصرة.
هذا التجريد الفلسفي العصّي على التلقي لا يمنعنا من تثبيت مايلي:
- يقر شيلر أن العالم الخارجي وجود حقيقي بمعنى أنه قابل للادرك حسيا وكذلك معرفته بإي منهج علمي متاح, وهذه المعرفة لا تنفي حقيقته الموجودية كينونة مستقلة. لا يصح التعميم ان موجودات العالم الخارجي تنتهي واقعيتها بمجرد الانتهاء من معرفتها التي تحدثها الصدمة التي مبعثها لنا المقاومة على حد تعبير شيلر. لا يشير شيلر ولا دلتاي توضيح علاقة ثلاث مفردات اقحمت مع بعضها إعتسافا غير فلسفي واضح. هي الواقعية والصدمة والمقاومة.
- معرفة العالم الخارجي طالما هو وجود حقيقي فهو يكون بالضرورة وجودا ماديا ولا يحتاج برهان اثباته الواقعي. وطالما موجوداته واقعية فلا تنحصر معرفتها الابستمولوجية بجانب فلسفي او بمنهج احادي. كما لا يمكن للمعرفة الادراكية في منهج الاستقراء العلمي تجريد موجودات العالم الخارجي من واقعيتها بعد استنفاد منهج الاستقراء العلمي معرفتها..
- موجودات عالمنا الخارجي هي موجودات حقيقية واقعية قابلة للمعرفة المنهجية. وليس لموجود بالمواصفات التي ذكرناه يستنفد واقعيته في تمام معرفته. ولا يوجد كما ذكرنا موجود تنحصر موجوديته في جانب معرفته المنهجية, التي تنفي واقعيته الموجودية امام المعرفة الادراكية للعقل.
- يذهب كانط الى أن العقل ليس كافيا للمعرفة ولا بد من توفر ما اسماه "مدخلات" نحصل عليها من العالم الخارجي لامتلاكنا المعرفة. وبدوري اجد المعرفة هي تراكم خبرة العقل في فهمه وتفسير الحياة والطبيعة والتعايش المتّكيف أو الاحتدامي المتصارع معها احيانا.
- لماذا كل موجود تتحدد موجوديته كمعرفة تنبعث عنه ما اطلق عليه شيلر" المقاومة" أية مقاومة يقصدها شيلر.؟ موجودات العالم الخارجي التي تمتلك خاصية انها تحمل معنى ادراكيا لغويا هي معطى للمعرفة ولا يحدث في خصيصته هذه انه يحمل معنى لا صدمة ولا مقاومة. عالمنا الخارجي بموجوداته المدركة معرفيا منهجيا علميا او غير علمي لا يمتلك وعيا ذاتيا مدّخرا في رفضه امتلاك مقاومة ذاتية طاردة لامكانية معرفته المتاحة لنا كموضوع.
- ما سبق واشار له فيلسوف اللغة لوفيدج فينجشتين أن تجريد موضوع الفلسفة لغويا من غير وضوح ملزم في المعنى يكون الصمت في هذي الحال أجدى. وإعتبر فينجشتين وأيده بشدة جورج مور عضو المنطقية الانجليزية حلقة اكسفورد بأن الوضوح الفلسفي اللغوي عامل اساسي في أن يكون للفلسفة وبخاصة فلسفة اللغة واللسانيات مستقبلا امام طغيان التقدم العلمي الذي يتهدد الفلسفة عامة.
- اخيرا رغم المآخذ السلبية على مقولة هيجل"كل ما هو واقعي هو عقلي وكل ما هو عقلي واقعي" تصبح المقولة الفلسفية صحيحة في اطلاقية مسلم بها لا تحتاج نقاشا يدحضها بضوء فهم شيلر ودلتاي لمعنى ان يكون عالمنا الخارجي بموجوداته واقعيا عقليا. بمعنى واقعية الموجود لا تحدده المعرفة به. بل يحدد واقعيته الادراك العقلي له وليس الصدمة التي تحدثها المقاومة المعرفية كما يذهب له شيلر.
شذرة فلسفية
لغة العقل: العقل هو تعبير اللغة عن معنى الوجود وليس هناك وجود يدركه العقل صوريا تمثّليا لا تحضره وسيلة اللغة. ولا يوجد ادراك تصوّري عقلي لشيء يتم بلا تعبّير اللغة عنه . كي نفهم حقيقة العقل علينا التسليم بخاصيته الجوهرية التي هي ماهية التفكيرالمعرفي ولا يعقل العقل ما لا معنى له كما لا تستطيع اللغة التعبير عن شيء او موضوع لا يدركه العقل في معناه لغويا تفكيريا..العقل واللغة يتلازمان الاشتراك بوعي التعبير عن كل ماله معنى يكون موضوعا لادراك بالضرورة.
ان ندرك الشيء تفكيرا بلغة ابجدية صوتية ام بلغة صامتة فكلا التفكيرين هو ابجدية صورية تمّثلية واحدة لغوية يحكمها الصوت ودلالة المعنى للمفردة والجملة.. كل موجود في الطبيعة والعالم الخارجي ما لم تحتوه اللغة الصورية ويتمثله العقل لا يدرك العقل معناه ولا يعيه. ادراكات الحواس هي احساسات لغوية مجردة ينقلها الذهن للعقل لذا تكون انطباعات الذهن حسيّة تعيها اللغة ماديا. قلت بدءا العقل تفكير لغوي بينما ذهب سيلارز الامريكي قوله الوجود لغة واضيف انا العقل جوهر لغوي ولا معنى لوجود لاتعبّر عنه اللغة. العقل ماهيته التفكير اللغوي المجرد سواء اكان مصدر ادراكاته تكوينه البيولوجي (الدماغ) او سواء مرجعيته انه جوهر ماهيته تجريد مستقل في تعبيره اللغوي عن مدركاته الشيئية (لوغوس) أي خطاب.
في نفس الوقت الذي قال به هيجل الوجود هو الله وهي فكرة معنى لهوية الله.. واجد ان هذه التعبيرات واحدة في التعبير عن مفهوم واحد متداخل غير منفصل. أن العقل هو لغة معنى الوجود وليس هناك وجود يدركه العقل لا تحضره اللغة تصوّريا ولا يوجد ادراك عقلي لشيء له معنى لا تعبّر عنه اللغة.
#علي_محمد_اليوسف (هاشتاغ)
Ali_M.alyousif#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟