سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8367 - 2025 / 6 / 8 - 09:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في خضم المفاوضات النووية التي يخوضها نظام الملالي مع الولايات المتحدة والتي يسعى من خلالها من أجل رفع العقوبات الدولية وإطلاق الارصدة المجمدة والمحافظة على برنامجه النووي، فإن الامور لاتبدو أبدا کما يأمل النظام ويتمنى، بل وحتى إنها تسير في طريق بالغ الخطورة، طريق لا تبدو نهايته آمنة بالنسبة لهذا النظام.
الخطاب العنتري المتعجرف الذي ألقاه الملا خامنئي بمناسبة ذکرى موت خميني، لم يکن خطابا طارئا أو جاء صدفة، بل إنه يٶکد إن حقيقة المساعي المشبوهة لهذا النظام من وراء إصراره على التمسك بالتخصيب وبسرية برنامجه النووي وعدم المساس بإنتجاه للصواريخ البالستية، ولاسيما بعد أن كشفت مصادر مطلعة، أن إيران طلبت من الصين مواد لمئات الصواريخ الباليستية، وفق ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
خطاب الملا خامنئي الذي تزامن مع صدور بيان من الوکالة الدولية للطاقة الذرية بخصوص النشاطات المريبة للنظام الايراني وإحتمالات أن تبادر الوکالة لإصدار قرار إدانة ضده من شأنه أن يعيد آلية الزناد"العقوبات الدولية المفروضة بعد الاتفاق النووي لعام 2015) الى العمل مجددا ضد النظام، وفي وقت يعاني هذا النظام الامرين من جراء سياسة الضغط الاقصى الاميرکية، فإن عودة فرض العقوبات الدولية على النظام مرة أخرى، سوف تجعله في وضع صعب جدا بحيث تضع النظام على حافة الهاوية.
ومن الواضح جدا إن التحذير الذي وجهه عباس عراقجي، وزير خارجية النظام الى دول الترويکا الاوربية(التي حثت الوکالة على إصدار قرار إدانة ضد النظام الايراني) من إن نظامه سيرد بحزم على إصدار هکذا قرار وزعم في منشور على حسابه في منصة "إكس"، يوم الجمعة الماضي: "بعد سنوات من التعاون الجيد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي أفضى إلى صدور قرار أنهى المزاعم المنحازة بشأن "الأبعاد العسكرية المحتملة" (PMD) لبرنامج إيران النووي السلمي، تتهم بلادي مجددا بعدم الامتثال"، يعکس قلق وخوف النظام، ولاسيما وإن هذا التطور قد جاء بعد أن كشف دبلوماسي غربي رفيع بوقت سابق اليوم أن الدول الأوروبية تخطط، لأول مرة منذ 20 عاما، لتقديم مشروع قرار في اجتماع مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأسبوع المقبل، يعلن عن عدم امتثال إيران لما يسمى التزاماتها المتعلقة. كما أردف الدبلوماسي أن مشروع القرار سيقدم بشكل مشترك من قبل فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إلى جانب الولايات المتحدة، وفق ما نقلت وكالة "أسوشييتد برس". وهذا يعني بأن الاوضاع تتفاقم أکثر بوجه النظام الاستبدادي الذي يواجه أوضاعا داخلية صعبة جدا وتتزايد إحتمالات إندلاع إنتفاضة إستثنائية تضعه في مهب الريح.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟