سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8355 - 2025 / 5 / 27 - 18:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حينما يقوم نظام الملالي بإحياء الذکرى السنوية لإبراهيم رئيسي سفاح مجزرة السجناء السياسيين في عام 1988، فإن الشباب المنتفض بوجه النظام الاستبدادي الدموي بادروا في الذکرى ذاتها الى إضرام النار في صوره وتجسيد رفض الشعب الايراني لتمجيد هکذا سفاح مجرم لم يخدم سوى النظام الدکتاتوري وطاغية إيران الملا خامنئي.
ليس بوسع النظام الدکتاتوري الحاکم القيام بأي شئ سوى التمسك بنهجه الاستبدادي القمعي وإحياء المناسبات الخاصة به والتي صار من البديهيات من إنها لا تمت للشعب بصلة، بل ومن المفيد جدا هنا التذکير بأن أعنف إنتفاضة إندلعت بوجه نظام الملالي وأطولها زمنا حيث دامت لأکثر من 6 أشهر قد إندلعت في عام 2022، عشية فترة حکم السفاح المقبور، مما يٶکد بأنه کان من أکثر رٶساء النظام کراهية من جانب الشعب الايراني.
اليوم، وفي ضوء حالة الترقب والحذر التي يعيشها النظام بعد أن تکبد هزائم شنيعة وفي ضوء حالة الذعر التي يشعر بها ليل نهار من إندلاع إنتفاضة تجعله شذر مذر، فإنه لا يستطيع سوى القيام بالمزيد من إتخاذ الاحتياطات وزيادة الممارسات القمعية ومضاعفة تنفيذ أحکام الاعدامات وحتى إنه وخلال الشهر الماضي لوحده تم تنفيذ أکثر من 159 إعدام ولکن، لا يبدو إن هذه الاحتياطات الامنية والممارسات القمعية وأحکام الاعدامات من شأنها ترويع الشعب الايراني وجعله ينأى بنفسه عن مواجهة النظام ومواصلة نضاله من أجل الحرية وإسقاطه، بل وإن تزايد الاحتجاجات في سائر أرجاء إيران والضربات الموجعة لوحدات الانتفاضة للمراکز والمقرات الامنية للحرس والباسيج، تدل على إن الشعب مصمم على مواصلة مسيره حتى النهاية ولا يمکن له إطلاقا أن يرضى ببقاء وإستمرار هذا النظام المشبوه.
الشعب الايراني لا يهتم لما يبثه النظام من مزاعم وإدعاءات کاذبة ومخادعة بخصوص إن الشعب يقف خلفه وإنه يتابع المفاوضات ويٶيد مواقف النظام، ذلك إن النظام لم يقم بإستشارة الشعب عندما شرع ببرنامجه النووي المکلف جدا والذي صار سببا أساسيا في العقوبات والعزلة الدولية المفروضة على إيران، کما إن هذا النظام قام ويقوم أيضا بالتدخلات السافرة في بلدان المنطقة والتي کلفت هي الاخرى موارد وإمکانيات البلاد الى جانب سمعته، والشعب الايراني برئ تماما من کل ما قام ويقوم به هذا النظام وهو من أکثر المتضررين به ولذلك فإنه يصر على مواصلة مواجهته معه ولا يمکن أبدا التوقف عن ذلك حتى إسقاطه وکما يقول المثل إن آخر الداء الکي.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟