أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد عزيز - نظام الملالي يقتل سنويا أکثر من 10 آلاف عامل في مواقع العمل














المزيد.....

نظام الملالي يقتل سنويا أکثر من 10 آلاف عامل في مواقع العمل


سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني

(Suaad Aziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ تأسيسه المشۆوم، يدعي نظام الملالي بأنه يقف الى جانب الفقراء والمحرومين ويدافع عنهم ويعمل من أجل ضمان حقوقهم، لکن ومنذ البداية صار واضحا بأن هذا النظام کذاب ومخادع وليس هو لا يدافع عن الفقراء والمحرومين بل وحتى إنه أکبر عدو لهم وإن الشعب الايراني الذي أصبح أغلبه بعد 46 عاما من حکم هذا النظام يعيش تحت خط الفقر، يثبت بأن هذا النظام ليس هو عدو الفقراء والمحرومين بل وحتى عدو الشعب الايراني برمته.
الطبقات المسحوقة والفقية يقع عليها العبأ الاکبر من ظلم هذا النظام وتأتي الطبقة العاملة الايرانية في مقدمة الطبقات المسحوقة وبهذا الصدد وفي 14 مايو 2025، فجر "عليرضا رئيسي"، مساعد وزير الصحة في حكومة النظام الإيراني، قنبلة إعلامية حين كشف أن أكثر من عشرة آلاف عامل إيراني يلقون حتفهم سنويا نتيجة الحوادث المرتبطة بالعمل. وبحساب بسيط، يعني ذلك وفاة 27 عاملا يوميا في مواقع العمل، في واحدة من أسوأ كوارث العمل الصامتة في العالم!
هذه الأرقام، وإن بدت رسمية، ليست سوى قمة جبل الجليد الذي يخفي تحته مأساة وطنية كبرى يعاني منها ملايين العمال في ظل حكم الملالي. نظام يتعامل مع الطبقة العاملة كوقود رخيص لعجلات الاقتصاد الريعي الفاسد، في ظل غياب كامل لأدنى معايير السلامة والصحة المهنية، وسكوت مريب من الجهات الرقابية والقضائية.
ورغم وجود مادة قانونية صريحة (المادة 60 من قانون الضمان الاجتماعي) تلزم أرباب العمل بتوفير بيئة عمل آمنة، إلا أن أغلب أصحاب العمل يتهربون من تنفيذها، بدعم غير معلن من أجهزة السلطة. المعدات البالية، انعدام أجهزة التهوية، إطفاء أنظمة الإنذار لتقليل كلفة الكهرباء، وغياب التدريب الأساسي… كلها عوامل تحول أماكن العمل إلى ساحات موت محتم.
ولعل كارثة انفجار منجم طبس للفحم، التي أودت بحياة أكثر من 50 عاملا، ليست سوى مثال واحد على هذه الكوارث المتكررة. حادثة تعيد إلى الأذهان فاجعة انفجار منجم "زمستان يورت" في 2017، والتي لا تزال جراحها مفتوحة في ذاكرة الطبقة العاملة الإيرانية.
لسنوات طويلة، اعتمدت وزارة العمل التابعة للنظام سياسة إخفاء الأرقام الحقيقية عبر حصر إحصاءاتها في نطاق العمال المؤمن عليهم ضمن ورش العمل الرسمية. لكن وفقا لتقارير الطب الشرعي، فإن عدد الضحايا الحقيقيين يفوق بكثير الأرقام الرسمية، حيث تشمل الوفيات في القطاعات غير الرسمية، وهم يشكلون نسبة ضخمة من القوى العاملة في البلاد.
هذا التعتيم لم يكن مجرد تقصير إداري، بل هو جزء من استراتيجية منهجية لمنع الرأي العام من إدراك حجم الكارثة، وبالتالي الحيلولة دون أي مساءلة قانونية أو سياسية.
وفي تطور خطير ومروع، تحول قطاع المناجم في إيران إلى أحد ميادين السيطرة الاقتصادية والعسكرية لحرس النظام الإيراني، حيث دخل هذا الجهاز القمعي إلى مجال التعدين ليس كمراقب أو داعم، بل كمستثمر مباشر ومستفيد أول عبر شركات وهمية تابعة له أو عبر صفقات غير شفافة مع مؤسسات الدولة.
هذه السيطرة لم تكن تهدف إلى تحسين بيئة العمل أو الاستثمار المنتج، بل كانت تهدف أولا وأخيرا إلى نهب الثروات الجوفية على حساب أرواح العمال. مع سيطرة الحرس، تراجعت شروط السلامة المهنية إلى الحضيض، وتحولت مواقع الإنتاج إلى مناجم موت حقيقية.
لكن الأخطر من ذلك أن هيئة التنفيذ أمر الملا خميني، الذراع الاقتصادية التابعة للولي الفقيه، أصبحت شريكا استراتيجيا في هذا الاستغلال الدموي. هذه الهيئة، التي من المفترض أن تخدم المصالح العامة، أصبحت منصة للنهب المؤسسي، تدير مشاريع ضخمة في قطاعات الطاقة والمناجم، وتشارك الحرس في اقتسام عائدات هذه المشاريع، فيما العمال لا يجدون ما يسد رمقهم.
عمال المناجم اليوم يعملون تحت سلطة هذين الجهازين – الحرس وهيئة التنفيذ – وكأنهم عبيد في منظومة استعباد حديثة:
ـ عقود عمل مؤقتة أو "بيضاء" تفتقد لأي ضمانات قانونية.
ـ غياب التأمين الصحي والاجتماعي.
ـ تأخير أو انقطاع الأجور.
ـ الحرمان من الحق في التنظيم أو الاعتراض.
ـ تهديد بالطرد الفوري والسجن في حال الشكوى أو التمرد.



#سعاد_عزيز (هاشتاغ)       Suaad_Aziz#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحبل يلتف حول عنق نظام الملالي ووکلائه
- مٶشرات نوعية على قرب سقوط نظام الملالي
- قدر إيران والمنطقة والعالم في سقوط نظام الملالي
- قرار أميرکي يثير خوف وحفيظة نظام الملالي
- مصدر الفقر في إيران السياسات التي ‌‌يقررها الملا خامنئي
- النضال من أجل حقوق الإنسان وحقوق المرأة في إيران
- الشعب الايراني يصعد غضبه ضد القمع والفقر والفساد
- 90 ألف شاب في قبضة قمع نظام الملالي
- الاحتجاجات الشعبية تتصاعد ضد نظام الملالي
- خوف وهلع من إنتفاضة شعبية في إيران
- الصراعات الحادة في نظام الملالي تطفو الى السطح
- لم تکن حادثة بل فضيحة لخامنئي وحرسه اللاثوري
- تصعيد نوعي في عداء وکراهية نظام الملالي للمرأة
- عندما يکذب مستشار الملا خامنئي
- المطالبة بتحقيق دولي في إنفجار بندر عباس
- مذبحة العمال الايرانيين من المنجم الى الميناء
- سراب الثقة بنظام الملالي
- فضيحة تهريب الأسلحة عبر البنية التحتية الاقتصادية الإيرانية
- الدعوات الاممية لمنع الاعدامات وإنقاذ السجناح السياسيين في إ ...
- منتهى القمع في نظام الملالي


المزيد.....




- ريانا تُحوّل السجادة الزرقاء إلى عرض أزياء عائلي وتستعرض حمل ...
- فضيحة محرقة الجثث.. رماد مزيف وجثث متعفنة تشعل حالة صدمة بال ...
- مصر.. أول تعليق من السيسي على تصريحات ترامب حول أزمة سد النه ...
- الجيش السوري يدخل مدينة السويداء وإسرائيل تستهدفه
- أعلى محكمة ألمانية ترفض شكوى بشأن هجوم مسيرة أميركية باليمن ...
- المغرب: فرصة ثانية.. عودة الشباب الى مقاعد الدراسة
- هل دخلت قوات الأمن السورية إلى مدينة السويداء؟
- العراق.. مريض يعزف على العود خلال عملية جراحية!
- الجيش الإسرائيلي يقصف القوات الحكومية السورية في السويداء وا ...
- ما تأثير انسحاب حزب يهدوت هتوراه من الائتلاف الحاكم في إسرائ ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد عزيز - نظام الملالي يقتل سنويا أکثر من 10 آلاف عامل في مواقع العمل