سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8330 - 2025 / 5 / 2 - 14:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من الامور التي قد توضحت معالمها ولم يعد هناك من أي غموض أو إبهام بشأنها، هو إن نظام الملالي مارس ويمارس الکذب والخداع من أجل المحافظة على مساعيه السرية التي تهدف في نهاية الامر الى إنتاج السلاح النووي، ذلك إن التأريخ الحافل لهذا النظام في ممارسة الخداع والتهرب من جميع المعاهدات الدولية الجدية قد بين بوضوح إستحالة أن تکون من أي ثقة إعتبارية لهذا النظام وکل من يثق به أو يتصور بأن تکون له ثمة مصداقية، فإنه يجري وراء سراب!
نظام الملالي وهو يواجه ضغوطا دولية غير مسبوقة من أجل حسم ملفه النووي فإنه يبذل مساع محمومة في سبيل الحيلولة دون ذلك، وإن التحرك الدولي الاخير الذي قام به وزير خارجية النظام عباس عراقجي، والذي يظهر مقدار القلق الکبير الذي يشعر به النظام ويريد أن يجد مخرجا له من الورطة القاتلة التي يواجهها بسبب الإحتيال والکذب الذي مارسه طوال الاعوام السابقة وأوصله الى هذا المنعطف الخطير.
حالة الخوف والهلع تزايدت کثيرا بعد التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية الفرنسي والذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، شدد على أن إعادة العقوبات ستفضي إلى “حرمان دائم لإيران من الوصول إلى التكنولوجيا والأسواق والاستثمارات الأوروبية”، وهو ما وصفه بمثابة ضربة مدمرة للاقتصاد الإيراني المتهاوي.
وبحسب وكالة "رويترز"، فإن النظام الإيراني تقدم قبل ذلك بيوم واحد باقتراح لعقد لقاء مع الترويكا الأوروبية – فرنسا وألمانيا وبريطانيا – في العاصمة الإيطالية روما يوم الجمعة المقبل، قبيل الجولة الجديدة من المحادثات غير المباشرة مع واشنطن. الهدف من هذا اللقاء، كما أوردت التسريبات، يتمثل في تقييم موقف الأوروبيين من تفعيل آلية الزناد، مع محاولة إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة لتفادي الانفجار السياسي والدبلوماسي. لکن يبدو إن القلق يتزايد بهذا الصدد داخل النظام ولاسيما بعد أن أکد مصدر في طهران لوکالة الدولية للطاقة الذرية بأن الاقتراح قدمه النظام رسميا، غير أن العواصم الأوروبية لم ترد حتى الآن.
أکثر ما يثير السخرية والتهکم إن نظام الملالي من فرط شعورب بالخوف والعجز في نفس الوقت من إعادة فرض العقوبات الدولية عليه فإنه يلوح بخيار الانسحاب من معاهدة الانتشار النووي، وهو الامر الذي سيزيد موقفه تعقيدا ويٶکد حقيقة سعيه لإمتلاك السلاح النووي ومن إنه کان طوال الاعوام السابقة يمارس الکذب والخداع عن قناعة ودراية مع المجتمع الدولي، والحقيقة التي يجب الانتباه لها وأخذها بنظر الاعتبار هو أن السبيل الوحيد لوقف المشروع النووي للنظام الإيراني هو تفعيل آلية الزناد المنصوص عليها في القرار 2231 لمجلس الأمن، وإعادة العمل بالقرارات الستة السابقة التي وضعت للحد من أنشطة النظام النووية المشبوهة.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟