سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 10:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يحاول نظام الملالي جهد إمکانه لفت الانظار الى إن عقدته ومشکلته الاکبر تکمن في المفاوضات مع الولايات المتحدة بمعنى إنه يريد أن يقول إن هناك خطرا خارجيا محدقا به وهو يبذل ما بوسعه من أجل مواجهته، في حين صار واضحا بأن النظام ومنذ أن ذهب وفده الى مسقط وجلس وجها لوجه مع الامريکيين، فإن کل ما زعمه وإدعاه سابقا بشأن المفاوضات والازمة القائمة مع الولايات المتحدة قد ذهب أدراج الرياح وإن النظام يبدو في حالة الخنوع والاستسلام لأي مطالب ستملى عليه.
ينصب جل جهد المسٶولين في نظام الملالي ووسائل الاعلام الخاصة بهم في الترکيز على إن النظام في المفاوضات الجارية يخوض أشبه ما يکون بحرب سياسية من أجل إيران والشعب الايراني في حين إن الحقيقة ليست کذلك أبدا بل إن النظام يسعى من أجل إخراج النظام من هذه المفاوضات سالما ويضمن بقائه، وإن النظام عندما يقوم بهکذا ترکيز مکثف على هذه المفاوضات وجعلها تبدو بأنها الخطر والتهديد الاکبر المحدق بالنظام فإنه من أجل تحريف الانظار عن الهم والعقدة الاکبر التي ترعب النظام والمتمثلة في غضب الشعب الايراني والمواجهة المنظمة ضده والمتمثلة في وحدات الانتفاضة وعملياتها الثورية المستمرة في سائر أرجاء إيران.
تزايد الاحتجاجات الشعبية وتصاعد العمليات الثورية لوحدات الانتفاضة والتي تتزامن مع تزايد ملفت للنظر في السخط الشعبي على النظام وسياساته المشبوهة واللامسٶولة والتي أوصلت البلاد الى أسوأ الاوضاع، هي التي دفعت النظام وأجبرته للجلوس على طاولة التفاوض في سبيل أن يحاول من خلال ذلك تخفيف الضغط الداخلي وذلك بالإيحاء إن جلوسه على طاولة التفاوض سيمنحه الشرعية مرة أخرى للبقاء، لکنه لا يعلم بأن ما تطلبه الولايات المتحدة هذه المرة تختلف عن المرات السابقة إذ أنها تطلب بحسم موضوع البرنامج النووي وحتى تفکيکه وليس التفاوض من أجل عقد إتفاق أفضل من الاتفاق السابق في 2015، والذي کان لصالح النظام، حيث إن واشنطن تريد إتفاقا حاسما وحازما لا يمنح للنظام أي فرصة أو مجال للتنصل عن إلتزاماته وعدم تنفيذها وهذا الامر في حد ذاته يضع حدا للبرنامج النووي للنظام ويضعه جثة هامدة الى جانب جثة تدخلاته في المنطقة عقب سقوط نظام الاسد وهزيمة حرکة حماس وحزب الله والمأزق الذي وقع في جماعة الحوثي، وهذا يعني عدم بقاء أي من ظاهر القوة والغطرسة للنظام ولاسيما وإن وحدات الانتفاضة قد حطمت الجدار الامني للنظام من خلال تزايد عملياتها والتي تبلغ في بعض الاشهر مئات العمليات، وفي ضوء ذلك فإن النظام شاء أم أبى يسير بإتجاه منعطف النهاية التي لا سبيل له للنجاة منه.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟