سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 12:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس هناك من نهاية لفضائح نظام الملالي إلا بسقوطه ذلك إن هذا النظام طالما بقي في الحکم فإنه سيظل يقوم بکل شئ من أجل ضمان بقائه وعدم سقوطه ولأنه ليس في الاساس نظام وطني وليس بحريص إطلاقا على المصالح العليا للشعب الايراني، فإن لا يتورع من القيام بأي شئ من أجل بقائه حتى لو أدى ذلك الى کارثة نظير التي وقعت في ميناء رجائي!
طوال ال46 عاما المنصرمة، ومع ملاحظة الاحداث والتطورات الجارية والتي وفي خطها العام دلت على إن نظام الملالي نظام فوقي مفروض على الشعب ولا يمت إليه بصلة ذلك إن طريقة واسلوب تعامل وتعاطي النظام مع کل الاحداث والتطورات التي جرت أو تجري لا تقوم على أساس المصالح الوطنية العليا للشعب الايراني وإنما على أساس المصلحة الضيقة للنظام بما يضمن دوام بقائه والمحافظة عليه من السقوط.
کارثة ميناء رجائي التي سببها الاساسي قيام حرس النظام اللاثوري بتخزين سري لمواد صاروخية شديدة الانفجار في منطقة مدنية وعلى عين ومسمع النظام، لکن ولأن رأس النظام أي الدجال خامنئي يعلم بأن إعترافه بهکذا حقيقة فإن ذلك سينعکس عليه وعلى نظامه سلبا، ولذلك فإنه وفي خطابه المثير للسخرية الذي ألقاه أمام مسٶولي هيئة الحج في يوم الأحد 4 مايو 2025، وفي مسعى مقزز ومقرف من أجل التهرب من الحقيقة والاعتراف بها، فإنه وصفها بأنها واحدة من"الحوادث المنوعة" التي قد تواجهها المؤسسات في أي بلد، ليمضي بعدها في حديث وعظي عن "الصبر" و"الأجر"، كأنما نحن أمام كارثة طبيعية، لا أمام تفجير قاتل سببه تخزين سري لمواد صاروخية شديدة الانفجار في منطقة مدنية، وبعلم وحماية أجهزة النظام.
هذه المرة، وعلى خلاف حوادث سابقة، لم يعد ممكنا تمييع الكارثة. الصور، الفيديوهات، وشهادات الناجين تؤكد أن الانفجار كان ناتجا عن مواد متفجرة عسكرية، جرى تخزينها خلسة وسط حي سكني مزدحم. وكل من يعيش في بندرعباس يعرف أن المستودعات المستهدفة تخضع لرقابة الحرس، وأن لا أحد يجرؤ على الاقتراب منها دون إذن مباشر من قادة تلك المؤسسة القمعية.
والحقيقة إن مسرحية الملا خامنئي الأخيرة ليست إلا محاولة فاشلة أخرى لتضليل الرأي العام، وتوجيه الأنظار بعيدا عن المسؤول الأول عن هذه المجازر المتكررة: نظام ولاية الفقيه وجهازه العسكري والأمني ولذلك فإنه:
ـ لم يعد أحد يصدق الدجاليات الدينية أو المسرحيات السياسية.
ـ الشعب الإيراني بات يعرف جيدا من المسؤول، ومن المجرم، ومن يجب أن يحاسب.
ـ الدجال لم يعد يخيف، وخدعه لم تعد تنطلي على أحد.
ـ الشعب الإيراني يعرف أن اليد التي ضغطت على زناد الفاجعة في بندرعباس… تنتمي إلى هذا النظام.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟