أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عواد احمد صالح - حتمية فشل استراتيجية بوش الجديدة في العراق















المزيد.....

حتمية فشل استراتيجية بوش الجديدة في العراق


عواد احمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1809 - 2007 / 1 / 28 - 13:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تتسم العقلية السياسية لمجموعة المحافظين الجدد وعلى رأسهم السيد جورج بوش وشركاؤه بالكثير من الغطرسة والغرور والأستعلاء ويعتقد هؤلاء السادة انهم وحدهم يعرفون بواطن الامور ويستطيعون سبر اغوار السياسة وهم وحدهم يمسكون مفاتيح القرار السياسي والحل ليس في العراق وحده بل على المستوى الدولي .بينما تعكس سياساتهم المطبقة على ارض الواقع قدرا كبيرا من الحماقة والجهل السياسي .
ان الأحتلال وسياسة القوة وعدم تقدير الامور بشكل صحيح هي التي خلقت الوضع المأزوم في العراق، واوصلت البلد الى هاوية الفوضى والحرب الطائفية وعمقت صراع القوى الدينية والقومية الموالية للأحتلال والمناوئة له كما ادت الى تحطيم ركائز الحياة المدنية وهيأت الأرضية لنمو اكثر القوى رجعية وتخلفا وتسلطها على حياة الناس ومقدراتهم ومصادرة حريتهم وزرع الخوف والقلق وعدم الشعور بالامن في كل مكان .
وخلال عام 2006 المنصرم شهد العراق موجة عارمة من الأقتتال والعنف والتطهير الطائفي والقتل على الهوية من قبل المليشيلت الطائفية والقوى الأرهابية ، ادت الى تمزيق وحدة المجتمع العراقي وتعايش مكوناته الأجتماعية وشل الحركة الأقتصادية والأجتماعية وتكريس حالة من الأنقسام والفرقة الحادة بين السكان لم يسبق لها مثيل في تاريخ العراق الحديث . ان مجمل الصورة القاتمة للوضع في العراق وضعت ادارة بوش في موقف لا تحسد عليه امام الشعب الأمريكي وامام العالم وادت الى خسارة الجمهوريين معظم مقاعدهم في الكونجرس الأمريكي في الانتخابات النصفية واصبحت " القضية العراقية " موضع شد وجذب بين قطبي الرأسمالية الحاكمة الأمريكية في الحزبين الجمهوري والديمقراطي ،
وبعد تقرير بيكر –هاملتون الخاص بدراسة الوضع العراقي وايجاد المقترحات والحلول له وضع السيد بوش استراتيجيته حول العراق . التي تتمحور بشكل اساسي على زيادة عديد القوات الأمريكية الى نحو 20 الف جندي من بين اجراءات اخرى ليست ذات اهمية من الناحية العملية والواقعية . من الواضح ان ستراتيجية بوش تعتمد على منطق القوة بالدرجة الأولى بينما يحتاج الوضع العراقي الى مجموعة علاجات متكاملة سياسية اقتصادية اجتماعية يقع في مقدمتها تحسين الوضع الاقتصادي وتوفير الخدمات الضرورية والحد من البطالة واجتثاث جذر المشكلة في العراق الذي هو سياسي : المحاصصة الطائفية والقومية وبنية النظام القائمة عليها والتي سببت وتسبب يوميا مقتل المئات من الأبرياء .
ان القوى الطائفية التي تمارس العنف والقتل المجاني تقف وراءها قوى ومجموعات محلية واقليمية وتمدها باسباب الديمومة والأستمرار ويقوم الصراع بينها وفق معادلة سياسية عبر عنها احد اركان الحكومة الحالية حين قال هناك طائفة تعتقد انها يجب ان تظل تحكم العراق وهناك طائفة اخرى تحكم الأن وتريد ان تنفرد في الحكم ، وفي حقيقة الأمر يشكل الوضع الحالى المتفجر في ابرز تجلياته استمرارا لـ "ثقافة الأستبداد " التي كان يمارسها النظام السابق والتي كانت قائمة على العنف بالدرجة الأولى حيث التربية المنهجية التى مارسها نظام صدام مع الشعب العراقي في ظل نظام العسكرة الشاملة والحروب المستمرة ، ويشكل الصراع المذهبي والطائفي بجميع تمظهراته تعبيرا عن عقلية التخلف والأستبداد السائدة في اوساط الشعب العراقي. فبدلا من الأستبداد الديكتاتوري الفاشي القومي حل محله الأستبداد الطائفي – الديني القومي العرقي !! .
ان القوى المتصارعة تحكمها ايديولوجيات مذهبية وعنصرية وانعزالية وعشائرية تقف بالضد من مصلحة مجموع شرائح وطبقات المجتمع العراقي وهي تناهض التمدن والتحضر والهوية الأنسانية وتتعارض ايديولوجياتها مع هوية المواطنة العراقية الواحدة وبالتالي فهي سوف تتناقض مع أي اجراء خارجي او داخلي يحاول الحد من امكانياتها ونفوذها في الحكم وخارجه . لانه يتناقض مع مصالحها وتوجهاتها .
ان سياسة القوة والعنف التي يمارسها الاحتلال منذ اربع سنوات كانت سببا رئيسيا في الخراب والانقسام والتشتت الذي يطال الشعب العراقي ، ولن يؤدي استخدام مزيد من القوات والجنود الا الى اغراق العراق في مزيد من الدماء والخراب والألم ... ولن تتمكن أي استراتيجية مبنية على القوة المفرطة من اجتثاث جذر المشكله الذي هو سياسي : بنية النظام الطائفية الدينية والقومية ذات المضامين المتعارضة جوهريا مع اسس الديمقراطية وابرزها العلمانية وحقوق المواطنة المتساوية والحريات المدنية .
ان استراتيجية بوش الجديدة تحكمها عوامل الفشل اكثر مما تحكمها عوامل النجاح وذلك للأسباب التالية :
1-انها تستند في تنفيذ اجندتها على نفس القوى الطائفية والقومية وتنطلق من تقسيم الشعب العراقي الى مكونات متعارضة ومتصارعة بحجة الانطلاق من الواقع . وكانت نتائج ذلك تفاقم الصراع فيما بين تلك القوى والمكونات بهدف تامين حصة اكبر لكل واحدة منها في السلطة واقتسام "الكعكة " العراقية على حساب امن ومصالح جماهير العراق .
2- ان توسيع النشاط العسكري وارسال قوات اضافية لن يكون فعالا بسبب جهل هذه القوات بطبيعة المزاج الشعبي العراقي وعدم قدرتها على التعامل الصحيح معه وجهلها لبؤر العنف والأرهاب وعدم مراعاتها لأمن ومصالح الجماهير والحفاظ عليها بقدر حرصها عل حفظ امنها الخاص .
3- ان تسليم مايسمى " الأمن للقوات العراقية " في مزيد من المواقع والمحافظات لن يكون له تاثير فعال في استتباب الأمن بسبب محدودية امكانية هذه القوات وقدرتها التدريبية والتسليحية وحركتها المقيدة اضافة الى وهذا شيء خطير استشراء الفساد والرشوة بين صفوف جنودها بصورة مذهلة وخضوعها للولاءات الطائفية واختراق صفوفها من قبل مليشيات العنف والارهاب .
4- ان البلد يشهد اسوء ازمة خدمات في تاريخه وخراب البنية التحتية يقول المواطنون (هذا اتعس شتاء مر علينا ) ، انقطاع الكهرباء المتواصل والذي ينجم عنه انقطاع الماء بالضرورة وفقدان الوقود بكل انواعها وغلاء سعرها الفاحش ان توفرت ، بحيث حطمت ميزانيات العوائل الأقتصادية ووضعتها على رصيف الأفلاس التام فماذا ستفعل خطة بوش وحليفتها حكومة المالكي بهذا الصدد ؟؟ انها لن تستطع في المدى المنظور معالجة هذه المشاكل المتفاقمة مما سينعكس سلبا على اى خطة امنية او عسكرية بحيث لن تحظى بدعم المواطن .
5- الفساد المستشري في مفاصل الدولة واجهزتها وبرلمانها العتيد ، ترفع هذا البرمان الوطني جدا والديمقراطي جدا عن النظر في مشاكل الناس من اجل ذهاب 100عضو منه الى الحج . ان الفساد بات امرا مزمنا ويستعصي على الحل بسبب سياسات اقتسام الحصص الى حد (المستخدم /الفراش ) كما قال احد مسؤولي البرلمان وتحاول القوى المشاركة في هذه المحاصصة الشيعية منها والسنية وغيرها تعقيد الوضع واضفاء المزيد من الغموض والفلتان الأمني من اجل الحصول على الامتيازات وملء جيوبها بالأموال ..وبالتالي فهي غير معنية بصورة جدية في نجاح أي خطة امنية داخلية او خارجية او تهيأة المستلزمات المطلوبة لأنجاحها .
6- ان اعادة بعض البعثيين الى السلطة أو اشراك هذا الطرف او ذاك فيما يسمى العملية السياسية يمثل ترقيعا لجبة الحكومة المليئة بالثقوب والعيبوب وهو لن يشكل دفعا حقيقيا لما يسمى " المصالحة الوطنية " مادامت الكثير من القوى تقاطع !! ولأن الصراع المذهبي بين اركان السلطة وخارجها سيبقى قائما الى ان تجتث اسسة السياسية والموضوعية واستبدال جبة الحكومة برداء نظيف !!
ولا يبدو ان الولابات المتحدة التي تعتمد على الحلول التجريبية وسياسة النفس الطويل والتحالفات مع "الأغلبية " الموصوفة بذلك من قبل ادارة بوش قادرةعلى عبور نظام الطائفية والمحاصصة والتقسيم تحت ذرائع عديدة منها ذريعة الحكومة المنتخبة . وبالتالي سيغرق الشعب العراقي في المزيد من الكوارث والازمات .
7- طوال السنوات الأربع المنصرمة عجزت الولايات المتحد عن الحد من تدخل دول الجوار في الشأن العراقي فقد ساهمت هذه الدول وخاصة ( الجمهورية الاسلامية ) في ايران في اذكاء جذوة العنف في العراق عن طريق مد الأطراف المتصارعة الشيعية والسنية بالمال والسلاح والعتاد والخبرة وحاولت ايران ولا تزال عن طريق دعم السنة والشيعة ادامة الأحتراب الداخلي بهدف ايصال الطرفين الى قناعة بأستحالة التعايش بينهما وحتمية انفصال كل طائفة عن الاخرى .وايضا محاولة اغراق الولايات المتحدة في دوامة العنف بكافة اشكاله وافشال مشروعها في العراق وابعاد شبح الضربة الأمريكية المحتملة ضدها . ان اعتقال الأيرانيين في بغداد والسليمانية جاء بعد فوات الأوان متأخرا جدا وغير مجدي جدا .
والسؤال هو ماذا سيفعل السيد بوش واستراتيجيته الجديدة ازاء ايران وازاء الأخرين الذين يمدون اصابعهم في داخل التسيج العراقي . ان اسلوب القوة والغطرسة والترفع عن اجراء حسابات دقيقة لما يجري على ارض الواقع ان عدم اجراء مفاوضات مجدية مع تلك الاطراف وايجاد السبل العسكرية والدبلوماسية للحد من تدخلاتها سوف لن يسهم ابدا في انجاح خطة بوش العتيدة .
8- واخيرا فان جذر المشكلة هو المحاصصة الطائفية وتقسيم الشعب العراقي من قبل المحتل واسهام القوى الحاكمة والمناوئة لها في تعميق هوة ذلك التقسيم وعمليات القتل على الهوية والتهجير الطائفي اصبحت معالم بارزة واقترنت بوجود هذة الحكومة الهزيلة وعجز امريكا وحلفائها عن ايجاد مخرج للوضع يتمثل في بناء دولة قوية لا تقوم سوى على اساس المواطنة كل ذلك سيقف عائقا امام أي مخطط جاد لأصلاح الوضع .
ان الحل يكمن في في ازاحة القوى الطائفية للأسلام السياسي من الطرفين والقوى المتخالفة معها والضعط الجماهيري الواسع لأنهاء الأحتلال وتوفير اجواء صحيحة وامنة تتمكن فيها الجماهيرمن اطلاق بديلها الأنساني : حكومة علمانية لا قومية ولا دينية لاشيعية ولا سنية تقوم على اساس الاختيار الحر للجماهير وتتبنى كقاسم مشترك لوجودها ونجاحها هوية المواطنة والأنسانية وتمثيل الجميع واقرار حقوق المواطنة المتساوية والحريا ت المدنية وفق دستور مدني علماني يكفل حقوق الانسان ومباديء العدالة والمساواة .
ان مثل هذة الحكومة لو قيض لها ان توجد سوف تتمكن في غضون مدة قصيرة من معالجة مشاكل العراق الجوهرية .
10- 1
24-1-2007
ملاحظة : لم استطع اكمال هذة المقالة على الحاسبة الا مدة 14 يوما بسبب الأنقطاع المتواصل للتيار الكهربائي .



#عواد_احمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية ثقافة التمدن والاختلاف الفكري والسياسي في المجتمعات ...
- هواجس تحت حظر التجوال
- بلاغة الاسم
- الفيدرالية هل هي ضرورة وحاجة واقعية للعراق ؟؟
- مساهمة في النقاش حول وحدة الماركسيين والأحزاب الماركسية
- ملاحظات حول مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي للمؤتمر الثام ...
- احداث 11 سبتمبر ذروة صعود الفكر السياسي الديني المسلح
- محنة الحريات المدنية في -العراق الجديد-
- رؤية ثانية للحرب الفاشية الأسرائيلية على لبنان
- عدوان الفاشية الصهيونية على لبنان بين منطق الغرب ومنطق العرب
- مرثية لآخر غثيانات التاريخ
- الأعلام العربي وصورة الحاضر
- فضاء الشجرة .... أبجدية/ إمرأة
- مرض اسمه العنف الأهوج
- أفق ومستقبل العلمانية في العالم العربي
- التغيرات التي طرأت على وضع الطبقة العاملة ودورها السياسي
- الماركسية والدين - تعقيب على مقال مايكل لوف
- مقدمة ثانية لتاريخ ملوك الطوائف
- اطروحات حول المسألة الطائفية في العراق
- المرأة بين سلطة الرجل ونار المجتمع


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عواد احمد صالح - حتمية فشل استراتيجية بوش الجديدة في العراق