|
ساعة في مقهى إدوارد مونك .. قصة قصيرة
محمد سمير عبد السلام
الحوار المتمدن-العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 20:12
المحور:
الادب والفن
أجلس في مقهى إدوارد مونك من حين لآخر في المساحة الداكنة، بجوار السيدتين اللتين تتحدثان بصمت، وتوضع أمامنا أباريق شاي ضخمة دون أن نرى من يقدمونها، وتستمر السيدتان في الحديث الصامت ويقمن بعمل إيماءات توحي بالقبول أو الرفض، أو الخوف، أو الضحك، أو الصراع، أو الانسحاب إلى الداخل فتتركان بقعا مائية تجريدية داخل تكوينهما؛ هذه البقع الفارغة تسمح لأبخرة الشاي ورائحته النفاذة أن تمر فوق مساحات المياه المجردة الرمادية الداكنة، بينما نستمع إلى أصوات متداخلة لا تخرج من السيدتين، وإنما تطير حولهما في هواء المقهى؛ صوت لشجرة تحركها العواصف الرملية في اتجاهات متعارضة، وأصوات هادئة لمجموعة من الثعابين السوداء المتشابكة في بيئة طينية سفلية، وتوحي بمراقبة حذرة واستعداد لمعركة متخيلة قيد التحقق في فضاء افتراضي بعيد أو في زمن آخر، صوت لطيف امرأة ترتدي زيا أسود تخرج من بئر في الصحراء، وترقص في مساحة رملية واسعة وتخرج من تكوينها الطيفي امرأة أخرى تبيع السجاد المملوء بصور الثعابين والتماسيح، والشرائط الحمراء الداكنة الممزوجة بالأزرق والرمادي والبني، وتحيطها أصوات لقلائد وأجراس، وكلاب، ورجال يهمهمون ويصرخون، ويدخلون معركة ثم يغيبون عن المشهد، وتستمر المرأة الراقصة وحدها ونشعر بطيرانها وسط موجات هادئة متصارعة ليلا من العواصف الرملية. تتسع الآن الفجوات المائية داخل السيدتين ويتشكل بحر رمادي داكن في خلفية مقهى مونك، ويبدو الفضاء وكأنه مسرح أسود داكن، وأجدني جالسا في نصف دائرة مع أطياف للجميلة فيرونير ذات الثوب الأحمر في لوحة ليوناردو دافنشي، وهيغيا سيدة الطب في لوحة غوستاف كليمت، والفتاة ذات القرط في لوحة فيرمير، وامرأة سريالية مشحونة بطاقة أورجوانية وتعلو وجهها وردة حمراء داكنة متصلة ببحر حلمي في لوحة رينيه ماجريت؛ نشرب الآن الشاي من الأباريق الضخمة المملوءة بأعين واسعة، وأعين قوطية بيضاء، وسوداء، ورمادية، أو حمراء داكنة، وتزداد روائح دخان الشاي حولنا وتصنع تيارات هادئة من سحب شفافة تميل إلى الأحمر الوردي الفاتح المضيء، وتتشكل خلفنا نجمة زرقاء كبيرة تتوسع في المشهد وقد تحتل مساحتي البحر والمقهى بالكامل فنذوب في تكوينها الطاقي قم تتضاءل إلى الداخل، النجمة الزرقاء تتضخم بداخلنا ثم تصير شبحا أو ذكرى لمدة زمنية لا نستطيع تحديدها بدقة، وفي المرة الأخيرة التي توسعت فيها، وقبل أن تصير شبحا تحولت إلى وردة حمراء داكنة وغامضة وتشبه غموض الجميلة فيرونير في لوحة دافنشي، وقد تشكل وجه فيرونير داخل الوردة الحمراء خلفنا بينما طيفها الآخر ينخرط معنا في محادثة طويلة صامتة على مقهى أو مسرح مونك الداكن. وبينما نستمر في حديثنا المتناغم الصامت، أشعر أن طيف فيرونير يمتد بداخلي ويخرج مبتسما، وأقيم حوارا هادئا مع ثعبان هيغيا الأصفر وهو يمتص سائلا داكنا أو يخرج بعض السموم في الكأس بسعادة، أما فتاة فيرمير فكانت ترسم حولنا نجوما زرقاء، وورودا تشبه الوردة الحمراء الداكنة التي تتراقص فوق أباريق الشاي الطائرة بينما تتشكل بداخلها فجوات زرقاء داكنة تحمل آثار النجمة وصوتها، وكانت امرأة ماغريت السريالية تستعرض طبقات وجهها المملوء بالزهور الحمراء ، والأقنعة المسرحية التي تنوعت بين أقنعة احتفاليات وعروض ديونسيوس في اليونان، وأقنعة النو اليابانية، وأقنعة الرعب في المسرح التجريبي المعاصر دون نهاية. تحيطنا أصوات لطبول باص هادئة، وغير منتظمة، وتنفتح تدريجيا من خشبة المسرح فجوة أو بركة في المقهى يخرج منها طيف لصياد، يخبرنا أنه خرج من كهوف ما قبل التاريخ في أسبانيا، وأن أصوات الزرافات، والغزلان، والثيران تخرج من داخله ليلا، وأنها قد تتصارع، أو تتوافق مثل هذه الطبول الباص العميقة حولنا، وقد تعيد تمثيل صوته أو تستحيل إلى فراغ أو إلى موجة من الرمال المراوغة مثل ردائه الأحمر الداكن أو الطوبي، يتحدث كثيرا أن الصخور تستبدل وجوده، أو فراغات الرمال، وأحيانا يجد رمه والقوس وحدهما في فراغات الكهف، أو بالخارج، أو وسط الزوار المعاصرين؛ ثم يقوم برسم دوائر في الهواء، ومعارك يطارد فيها زرافة مظلمة مملوءة بنجوم صغيرة، وورود، ثم يصمت متأملا أمامنا، ويخرج من مجله المكاني الصحراوي ممثل يخبرنا أنه يقوم دوما بدور البطل هاري في مسرحية اجتماع شمل العائلة لإليوت، وأن طيف زوجته المجهول مازال يطارده وسط المقابر، وأنه بدأ يتواصل مع شبح الليدي مكبث، ووالد هملت، وهوراشيو لمطاردة شبح زوجته في مقابر أخرى في فضاءات واسعة رمادية أسفل المسرح. الآن بدأ ثعبان هيغيا في التطاول، والالتفاف حول ذاته وعبر فجوات بدأت تتشكل في تكويناتنا، يصير الآن أكثر كثافة ويختلط بالأعين الحمراء التي خرجت من أسطح أباريق الشاي الضخمة المعلقة في الهواء، وتتشكل حوله في الفراغ مجموعة من أشجار الياسمين الهندي المتشابكة، والملتفة حول بعضها في حركة دينامية توحي بالتعاطف، أو الصراع الداخلي، وتتصاعد نغمات الثعبان مع روائح الياسمين الهندي في المشهد، وتخرج من فتحة بسقف مقهى مونك ثم تعود في حركة تشبه النافورة، بينما تمر بداخلنا، ونحن نتحدث في صمت، ونراقب ذواتنا الداخلية، وحركات الأطياف، والروائح، والثعبان في المشهد، ونستمع أحيانا لنغمات البحر ولطبول الهادئة. تستمر إيقاعات الأمواج، وحديثنا الصامت الذي ينتقل بيننا مثل ممرات هوائية من نغمات النوتة الموسيقية، ثم أتجه إلى فجوة مظلمة في يسار المقهى، وأدخل مجالها فيواجهني باب مائي دينامي قد تشكل من لوحة بين الأسود، والأزرق لمارك روثكو، وأعبرها فأسمع أصواتا عالية، وغير محددة في فضاء مظلم؛ وتبدو الأصوات مثل عواصف، أو صوت رعد، أو نغمات صوفية أحيانا، وتواجهني ممثلتان تضحكان معا، وترتديان اللون الأحمر، تقول إحداهما إنها أتت للتو من مسرحية كارمن، وأنها قد أعادت كتابة مشهد الثور الذي يخاطبها كثيرا من خلال كهف قديم في أحلامها، وتشعر أحيانا أنه يعيد تمثيل صوتها الخاص، أو يخرج من بطنها حين تتأمل أمام مرآتها الخاصة، وتقول الممثلة الأخرى أنها تؤدي دوما دور الأخت الكبرى في مسرحية الخادمتين لجان جينيه، وتومئ لي أن أنظر إلى تكوين جمالي أمامها وقد صنع من مجموعة جماجم مملوءة بورود بنفسجية داكنة، ثم تشير إلى احتفالية أخرى في كهف حلمي مملوءة بنساء يضحكن، أو يصرخن صرخات عبثية ضاحكة متقطعة وأرى طيفا آخر منها بين النسوة في الحفل الصاخب البعيد في نهاية الممر، وأعود إلى حديثي الصامت مع هيغيا، وفيرونير، وفتاة فيرمير، وامرأة ماغريت الحلمية. والآن تأتيني النغمات الصامتة، وتتحول بداخلي إلى أصوات ممزوجة بحركة الموج الهادئة، وطبول الباص، وتوسع الأعين الشبحية ودخان الشاي ورقصات ثعبان هيغيا، وأطياف الياسمين الهندي المتشابكة الكثيفة حول تكويناتنا الهوائية. هيغيا: دائما ما أصطحب معي هذه الجمجمة المبتسمة التي تميل إلى الأصفر الداكن؛ أكنت أصارع صوتي من موقعي في مرايا السقف، أم كنت أصارع صوتك الرمادي الداكن؟ أترى؟ هذا الصياد الأحمر يخرج من ممر بداخلي يتصل بكهوف ما قبل التاريخ، أتسمع معي صوت النيران المتصاعدة نحو الأعلى؛ إنها تنبع من الكهف القديم ولكنها تتشابك وترقص الآن بيننا، وتحيطها أصوات السوق، وصرخات للمرضى، وضحك لفتيات يلعبن بكرة وسط ليل داكن في متحف من متاحف مالرو الخيالية؛ هل ترى هذه الاسطوانة التجريدية التي تتشكل من البني والرمادي التي تتصارع مع الفجوات البيضاء النشطة؟ أترى؟ لا شيء في المشهد سوى ظلمة المقهى واللهب الناري الممتد نحو الأعلى مثل شجرة صنوبر ضخمة، لقد اختفينا ولكننا صرنا مثل لوحة تجريدية حمراء ممزوجة بالأبيض مثل لوحات مارك روثكو حول اللهب الساخن الممزوج برقصة الثعبان الأصفر، والطبول الباص حولنا؛ الثعبان بدأ يتحرك حركات نشطة صاعدة وهابطة داخل الاسطوانة النارية، وعبر الفجوات البيضاء في التكوين الرمادي البني؛ والآن تأتينا أصوات الاحتفالات القديمة من بعيد، صاخبة وحية مثل عباءتي الحمراء. فيرونير: أتذكر وجه دافنشي، ونظرته، وتأملاته؛ أكان يرى تلك العين الواسعة الحلمية التي تشبه عين ماجريت السريالية في المنطقة ما بين صدري، وأسفل بطني في نسيج فستاني الأحمر الداكن؟ شاهدت بالأمس تلك الممثلة التي تضحك، بينما تبكي بداخلها في عرض من يخاف فرجينيا وولف لإدوارد ألبي، وشعرت بزحف أطياف، وأصوات صاخبة، وصرخات عالية تزلزل المسرح؛ أكانوا شخصيات مدينة هوارد لافكرافت المنسية السفلية؟ وكانت نغمات أصواتهم تتحرك بداخلي، تتعاطف قليلا، ثم تتصارع بقوة وسط كريشندو للطبول العميقة مثل طبول بيتهوفن في الحركة الثانية من السيمفونية التاسعة؛ كنت أبتسم حينا ثم أنسحب بداخل ردائي الأحمر، وأختفي عن المشهد؛ حيات وأسود تندفع نحوي، أنا شبح فستان أحمر يحوي صورة وجهي الغامض، الحيات تغبرني، وتصنع دوائر هوائية حولي. من هؤلاء النسوة اللاتي يجلسن بجوار هياكل عظمية ساخرة، وتحيطهن قبور وأمواج رمادية داكنة وصاخبة؟ تنين أسطوري يخرج من مياه المحيط في الصباح الباكر، ومعه آلاف من النسوة اللاتي يشبهنني، ويتقدمن نحوي في سرعة ونشاط، ويقودهن رجل أسطوري لا وجه له، يضحكن، ويمسكن بسيوف تلتف حولها ثعابين الأناكوندا السوداء الضخمة، تبدو ثائرة ثم تتشابك وتصنع حولي منحنيات تجريدية، ويضحك الرجل الأسطوري ويخبرني أننا سنذهب إلى كهف امرأة الويندول المملوء بتل الجماجم في فيلم المحارب الثالث عشر، ثم نعود إلى المحيط أو المقهى. أرى بداخلك شبح التنين الأخضر، يجذبني، ويلتف حول مجالي الهوائي الأحمر، وحين يتحدث بصوتي أعود إلى ردائي الداخلي الآخر، وأختفي لفترة؛ ثم أعود إلى المقهى، وأصطحب ظلا داكنا مملوءا بعيون تشبه عيني، وتنتشر صور العيون في المقهى، ثم تجذبني نحو فجوة سفلية أخرى، وأعود إلى مجال مملوء بالورود الحمراء الداكنة، والصرخات النسائية الهستيرية المختلطة بضحك عميق وداكن مثل ضحك الممثلات في مسرحية المرتجلة لموليير، وأعاين التنين وهو يصعد من داخلي ويخرج اللهيب من بين عيني، ثم يختفي، ويدق الطبول بداخلي مرة أخرى. فتاة فيرمير: كثيرا ما أدخل غرفتي الحديثة؛ إنها ليست كالغرف أو المقاهي التي اعتدتها، ولكن حوائطها قد صممت بأعمال بصرية مصممة بواسطة الذكاء الاصطناعي؛ فتيات قوطيات في أماكن بينية أي تقع بين المدن الحداثية والقبور، والقصور الرومنتيكية الفارغة، شخصيات وأطياف من الماضي تعود إلى ازدحام المدن؛ أصوات موغلة في القدم ومشحونة بنوستالجيا متوحشة تعود ضمن شوارع فارغة ما بعد حداثية، وأجدني كشبح في كثير من أعمال الذكاء الاصطناعي بين أزمنة، وأماكن ما قبل تاريخية أو تشير إلى الحداثة التكنولوجية الفائقة؛ أكنت شبحا في اللاوعي الجمعي؟ أو في ذاكرتهم اللاواعية الضمنية؟ الغرفة مشحونة أيضا بأصوات متفرقة من فتيات الموسيقى الإلكترونية ذات التداعيات الحرة، والقص واللصق الداخلي الذي يملؤني بالفراغ والوفرة، بينما تتصارع ظلال الهولوجرام وتصنع مسرحيات شبحية بالأطياف السوداء الهولوجرامية فقط حولي، أجد شخصية لها نفس تكويني تمثل داخل مسرحية ظلال هولوجرامية بين أليس في بلاد العجائب، والشريط الأخير لبيكيت، صوتها يدخل باطني ويخرج مرة أخرى ليشترك في دور مزدوج بين المسرحيتين. ظلي كان يطاردني فأهرب منه دائما، ألتقي بأطياف تمثيلية أخرى لأنتيجوني، وكاسندرا، وإلكترا، وأحيانا تدخل مجالي عبر منحنيات تجريدية فضائية تنبع من قرية قديمة مملوءة بالمعمار المقوس الذي يتراوح بين البيج والبنفسجي الداكن طيف لحميدة البرصا في رواية حجارة بوبيلو لإدوار الخراط في مقهى آخر لإدوارد مونك؛ أتجه إليهن حين أهرب من مطاردة ظلالي التي تلاحقني، وأسبح معهن في فضاء تجريدي موجي أسود هادئ الإيقاع. أنتيجوني كانت تخرج تدريجيا من قبر مائي رمادي داكن، تمسك بسيف وتحارب ظلالا سوداء ضخمة، طيف أنتيجوني يتشابك مع الظلال، أو يحتضنها، أو يحاول أن يقتلها، ثم يعود ويختفي في فجوة داخل القبر المائي. وكاسندرا كانت تخرج من بركة داكنة بها عين واسعة، وفوقها نجمة فضية لامعة، كاسندرا تشرب كأس دواء قد رسم عليه ثعبان أصفر يشبه ثعبان هيغيا، وأراها تتجه نحوي ثم تذوب بداخلي، وأشعر بصوتها يخرج من باطني مثل هورن عميق وقديم، ثم تتجسد كاسندرا مرة أخرى على خشبة مسرح دائرية تشبه مسرح جروتوفسكي الروحي الفقير، وتخبرني أنها تريد أن تعيد تمثيل دور أوريست الآخر المتخلي في مسرحية الذباب لسارتر، أو أن تتجسد من خلاله مثلما أراد الشبح كين أن يستعيد ذاته من خلال الطفلة أو العرافة في فيلم بولترغيست الجزء الثالث؛ أو تريد أن ينبعث من داخلها صوت إلكترا في ثلاثية أوريست، أو أن تخرج من قبر أنتيجوني المائي، وتواجه ظلالي، وأنها سوف توظف هذه الظلال لتعمل كجوقة تتحدث من خلال طبول باص صاخبة وراء أوريست في المشهد الأخير من مسرحية الذباب لسارتر حين سار وحيد مثل عازف الناي القديم. امرأة ماغريت: لست من هنا بدقة؛ أنا أنتمي إلى ذلك المحيط الحلمي الواسع الهادئ خلفي، وأنا أشبه الأميرة الصامتة في حكاية بدر باسم في الليالي. كنت في جزيرة للأسماك داخل المحيط، تلك الجزيرة التي كانت تتحول إلى متحف ليلا؛ المتحف مملوء بأحصنة وجمال خشبية وفيرة، ومتحاربة، وتولد بينها دوائر بنفسجية مضيئة ثم تختفي؛ تلك الدوائر قد ترسم في بطني دوائر بنفسجية تختفي ثم تستبدل أجزاء من تكويني أيضا، قد تبدو بعض الفجوات مثل عين ماجريت الواسعة المملوءة بالسحب، وقد أعيش حلما تأمليا حين تشتد حروب الجمال، والأحصنة الخشبية المزدحمة، وقد أسبح في فراغ المحيط مع أسماك ذهبية مملوءة بنجوم زرقاء داكنة، وقد نختفي كليا في موجة راقصة، أو نضحك دون أن نرى داخل الموجة، وتمر ضحكاتنا بداخلنا وسط أصوات لطبول خافتة، وعميقة متقطعة، وقد نواجه إحدى الدوائر البنفسجية التي ولدت من نوبة اختفاء فتخرج منها أصوات تذكرني بأجواء ونغمات الصراع، وتعيد تمثيل أصوات الجنرال آحاب، وإسماعيل، والحوت الأبيض في رواية موبي ديك لميلفل؛ الأصوات تنتقل من الدائرة البنفسجية المضيئة إلى باطني المائي؛ وتعيد تمثيل أطياف معركة الماضي مرة وفق نغمات هادئة جادة قليلا تشبه صوت آلة الهارب، وقد تبدو هادئة وعميقة ودون دماء مثل نغمات متقطعة للتشيلو الهادئ، وأعود مرة أخرى لأتحد بصورة لي متكررة وذات جناحين على سطح المتحف الجمالي المائي، وأغيب داخل حلمي التأملي الآخر.
#محمد_سمير_عبد_السلام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أطياف لأنتيجوني .. قصة قصيرة
-
العمق الروحي، والتواصل التجريبي بين الذات والآخر في رواية ما
...
-
قصر رمادي، ونغمات هادئة قديمة للتروما .. قصة قصيرة
-
حلم طويل آخر .. قصة قصيرة
-
حلم طويل .. قصة قصيرة
-
مياه مظلمة كثيفة .. قصة قصيرة
-
الجماليات التجريبية للمسرح الأسود في العرض المسرحي انعكاس
-
التجربة الإدراكية الذاتية، واستشراف أخيلة الآخر وأطياف الأشي
...
-
التداخلات التأويلية بين الأنا والآخر في - رسائل لم تعد تكتب
...
-
الصوت الجمالي للشخصية .. قراءة لمجموعة سلامتك ياراسي لهدى تو
...
-
الحكي كنغمات جمالية .. قراءة في مجموعة ( الأمنية الأخيرة ) ل
...
-
تقديم وترجمة بهجة الماضي والأحلام لآن برونتي
-
تجاوز ثنائية الإغواء، والغياب في مسرحية النداهة لنسرين نور
-
نوستالجيا الصور والحكايات وتوظيف مسرح الغرفة في العرض المسرح
...
-
تشكيل الكينونة والمحاكاة الساخرة لبنية السارد العليم في رواي
...
-
المحادثة الكثيفة الموحية مع الآخر في مجموعة الأحمر لميرفت يا
...
-
التجسد التجريبي للموضوع الجمالي في قصص سيد الوكيل
-
التصوير الفوتوغرافي بين الاتساع الإنساني و تجدد إدراك الظواه
...
-
إشكالية الزمن ورمزية الشخصية الفنية والفضاء في مسرحية الأسطو
...
-
الغياب المؤجل، وتعددية الفضاء في العرض المسرحي التوهة
المزيد.....
-
نقيب المهن التمثيلية بمصر يطمئن محبي الفنان عادل إمام: الصور
...
-
وكالة الأنباء السورية -تبدأ بث أخبارها باللغة العبرية-.. ما
...
-
«سامسونج تقلب الموازين في 2025».. Galaxy S25 Edge بكاميرا جب
...
-
ألبومات صيف 2025: نجوم الغناء العربي يعودون بقوة والمنافسة ت
...
-
مصر.. فتح تحقيق بعد اكتشاف محاولة تنقيب عن الآثار خلال زيارة
...
-
الحِكمة والحُكم أو كيف تنعكس المزايا العقلية والثقافية على ت
...
-
الإعلان عن الفائزين بجائزة سلطان العويس في دورتها الـ 19
-
مدير متحف في برلين يحذر من صراع ثقافي عالمي تقوده واشنطن
-
حين ظهرت مكة والمدينة في خريطة أميركا.. قراءة في التسمية وال
...
-
المستعرب الإسباني خوسيه بويرتا: غرناطة مركز التراث الأندلسي
...
المزيد.....
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
المزيد.....
|